لبنان: تحرك سياسي وميداني لفرض «حصرية السلاح»

تشديد على «بسط سيادة الدولة الكاملة»... وإحباط إطلاق صواريخ على إسرائيل


قداس عيد الفصح وسط الخراب في كنيسة قرية دردغيا بقضاء صور في جنوب لبنان أمس (د.ب.أ)
قداس عيد الفصح وسط الخراب في كنيسة قرية دردغيا بقضاء صور في جنوب لبنان أمس (د.ب.أ)
TT

لبنان: تحرك سياسي وميداني لفرض «حصرية السلاح»


قداس عيد الفصح وسط الخراب في كنيسة قرية دردغيا بقضاء صور في جنوب لبنان أمس (د.ب.أ)
قداس عيد الفصح وسط الخراب في كنيسة قرية دردغيا بقضاء صور في جنوب لبنان أمس (د.ب.أ)

اتخذت السلطات اللبنانية إجراءات سياسية وميدانية لفرض حصرية السلاح، إذ حسم الرئيس اللبناني جوزيف عون الجدل حول سلاح «حزب الله» بتأكيده أن حصر السلاح (بيد الدولة) قد «اتُّخذ القرار بشأنه، ولكن علينا أن ننتظر الظروف المناسبة (لتنفيذه)، والظروف هي الكفيلة بتحديد كيفية التنفيذ».

بالموازاة، تعهد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام تنفيذ ما ورد في البيان الوزاري «لجهة بسط سيادتها الكاملة على أراضيها بقواها الذاتية»، وأكد أن «الدولة اللبنانية وحدها هي صاحبة قرار الحرب والسلم، وهي الجهة المخولة بامتلاك السلاح».

ميدانياً، أحبط الجيش اللبناني عملية جديدة لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وأفاد بيان صادر عن الجيش بأنه «نتيجة المتابعة والرصد والتحقيقات المستمرة، توافرت لدى مديرية المخابرات معلومات عن التحضير لعملية جديدة لإطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة». وأضاف: «على أثر ذلك، دهمت دورية من المديرية، تؤازرها وحدة من الجيش، شقة في منطقة صيدا - الزهراني، وضبطت عدداً من الصواريخ، بالإضافة إلى منصات الإطلاق المخصصة لها، وأوقفت عدة أشخاص متورطين في العملية».

إلى ذلك، واصلت إسرائيل ملاحقة قياديين في «حزب الله» في الجنوب، وأعلنت، أمس (الأحد)، عن اغتيال قيادي «اضطلع بتهريب وسائل قتالية وأموال إلى داخل لبنان لإعمار قدرات (حزب الله) العسكرية».


مقالات ذات صلة

سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف مناطق في جنوب وشرق لبنان

المشرق العربي دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية على جنوب لبنان (رويترز - أرشيفية) play-circle

سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف مناطق في جنوب وشرق لبنان

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء الخميس، سلسلة غارات استهدفت عدداً من المناطق في جنوب وشرق لبنان، وقصف موقعاً عسكرياً تابعاً لـ«حزب الله» في منطقة البقاع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا مو شارا يُحيي حفلاً غنائياً على خشبة المسرح خلال مهرجان«كواتشيلا» في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

السلطات البريطانية تتهم مغني راب آيرلندياً بتأييد «حزب الله»

أعلنت شرطة لندن، الأربعاء، أن ليام أوهانا، أحد أعضاء فرقة راب آيرلندية، اتُّهم بارتكاب جريمة إرهابية بعدما لوَّح بعلم «حزب الله» خلال حفلة موسيقية في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي نيران مشتعلة في سيارة تعرضت لاستهداف إسرائيلي شرق مدينة صور بجنوب لبنان (متداولة)

3 قتلى بهجمات إسرائيلية جنوب لبنان في تصعيد يسبق الانتخابات

قُتل شخصان، بينهما عنصر من «حزب الله»، في استهدافَين إسرائيليين منفصلين بجنوب لبنان، أحدهما على مسافة 25 كيلومتراً من الحدود.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني يتفقدون حفرة بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة في أبو الأسود في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

إسرائيل تواصل انتهاكاتها... قتيلان في غارتين على جنوب لبنان

قتل شخصان بغارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان، على ما أفادت وزارة الصحة، اليوم الأربعاء، مع مواصلة إسرائيل تنفيذ غارات تقول إنها تستهدف «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جيم ريش

ريش لـ «الشرق الأوسط»: على اللبنانيين التخلص من «حزب الله»

دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جيم ريش، اللبنانيين، إلى «إضعاف قبضة (حزب الله)»، والعمل على «التخلص منه نهائياً»، مشدداً.

علي بردى (واشنطن)

إسرائيل تقطّع أوصال غزة... و«نموذج رفح» يتوسع

الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على مدينة غزة... الجمعة (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على مدينة غزة... الجمعة (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تقطّع أوصال غزة... و«نموذج رفح» يتوسع

الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على مدينة غزة... الجمعة (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد عقب غارة إسرائيلية على مدينة غزة... الجمعة (إ.ب.أ)

صعَّدت إسرائيل، اليوم (الجمعة)، قصفها لقطاع غزة، وأعلن جيشها أنه نفَّذ أكثر من 75 ضربةً في جميع أنحاء القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، في إطار عملية «عربات جدعون».

وجاء هذا التصعيد في وقت لا تخفي فيه إسرائيل نواياها المتعلقة بالسيطرة على غالبية مناطق قطاع غزة، وتقطيع أوصاله، وتطبيق ما يُعرف بـ«نموذج رفح» على خان يونس ومناطق أخرى في القطاع.

وباتت هذه السياسة تظهر بشكل واضح من خلال تصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين علناً، ومن خلال التحركات الميدانية التي تتوسَّع فيها القوات الإسرائيلية براً ببعض مناطق القطاع منذ أسبوع تقريباً.

وفي ظل حالة الجمود وعدم حدوث أي اختراق يمكن أن يوصل إلى صفقة توقف الحرب، حتى ولو مؤقتاً، بما لا يخدم مشروعات إسرائيل، بات السكان في قطاع غزة يراقبون التصريحات الإعلامية الإسرائيلية، والتحركات الميدانية، بحالة من القلق حول مصير ما تبقَّى من منازلهم، وكذلك مستقبل القطاع عموماً.

وفعلياً، تتوسَّع إسرائيل من خلال عملياتها البرية بحيث أصبحت حالياً تسيطر، بشكل شبه كامل، على جميع مناطق شرق خان يونس (جنوب القطاع)، وصولاً إلى شارع صلاح الدين الذي يفصل تلك المناطق الشرقية عن غربها.

وتقوم القوات الإسرائيلية من خلال «الفرقة 98»، التي عادت للعمل داخل قطاع غزة للمرة الأولى بعد انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس (آذار) الماضي، بعمليات تدمير ممنهجة للمنازل الفلسطينية في مناطق شرق خان يونس، خصوصاً الأجزاء الشمالية الشرقية منها وتحديداً بلدة القرارة، والمناطق الواقعة شمالاً منها وصولاً إلى دير البلح، من خلال نسفها بإدخال روبوتات أو ناقلات جند قديمة تحتوي على كميات كبيرة من المتفجرات تُحدث انفجارات عنيفة يسمع صداها في مناطق مختلفة من القطاع.

فلسطينيون يفرون بعد قصف إسرائيلي على مدينة غزة اليوم الجمعة (إ.ب.أ)

ويتزامن ذلك مع تقدم وتراجع في بعض الأحيان للقوات البرية الإسرائيلية من محور «موراج» الذي يفصل رفح عن خان يونس، باتجاه منطقة «المستشفى الأوروبي» والمناطق المحيطة بها، بهدف بسط السيطرة بالكامل على مناطق شرق خان يونس.

ويرجَّح، في حال استمرَّت العملية لأسابيع أو لأشهر، أن تتوسَّع وصولاً لقلب خان يونس، كما جرى في العملية الأولى، حتى الوصول إلى مشارف منطقة المواصي (الساحلية) التي عادت للواجهة مجدداً بعدما اضطر عشرات الآلاف من سكان مناطق متفرقة في القطاع، للنزوح إليها.

ولا تطلب إسرائيل بشكل واضح الآن من سكان القطاع النزوح إلى المواصي، وإنما تدعوهم عبر مناشير يتم إلقاؤها على مناطقهم، بالنزوح إلى الجنوب دون تحديد منطقة معينة. إلا أن الهدف الأساسي من ذلك يبدو واضحاً، وهو نقلهم إلى مناطق يتم تجهيزها في رفح لاستقبالهم ضمن ما يطلق عليها «المناطق الإنسانية»، لكن هذه المرة بطريقة مختلفة تماماً عن سابقاتها في الحرب الحالية المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وتستعد إسرائيل لنقل الآلاف من سكان القطاع إلى «مناطق إنسانية» واقعة جنوب محور «موراج»، في حين سيكون هذا المحور وربما نقاط أخرى ستُقام لاحقاً، بمثابة نقاط تفتيش لدخول الفلسطينيين إلى «المنطقة الإنسانية»، وفق التفكير الإسرائيلي ووفق ما يظهر على الأرض.

وفعلياً، أصبحت رفح شبه مُدمَّرة بشكل كامل بفعل العمليات الإسرائيلية التي لم تتوقف فيها سوى جزئياً خلال وقف إطلاق النار الأخير. وعادت القوات البرية الإسرائيلية إليها الآن لتُدمِّر ما تبقَّى منها، وهذا ما تفعله حالياً في مناطق شرق خان يونس لاستكمال المشهد ذاته في تلك المنطقة.

وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، فإن إسرائيل تريد استنساخ ما فعلته في رفح، لتفعله في خان يونس، بحيث لا يبقى فيها مدنيون أو مسلحون، مشيرةً إلى أنها ستسعى لتطبيق النهج نفسه في مناطق أخرى من القطاع الذي ستعمل للسيطرة عليه بنحو 70 في المائة.

قافلة آليات إسرائيلية خلال تقدمها على حدود إسرائيل مع قطاع غزة يوم 20 مايو الحالي (د.ب.أ)

ولا يقتصر المشهد على واقع خان يونس فقط، بل هذا ما تفعله إسرائيل تماماً أيضاً في المناطق الشرقية لجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون (شمال غزة)، إلى جانب المناطق الشمالية الغربية لقطاع غزة وتحديداً القرية البدوية والسلاطين وغير ذلك من المناطق المجاورة.

وتهدف إسرائيل من خلال هذه التحركات إلى زيادة الضغط على حركة «حماس»، بحسب ما تقول، لكنها فعلياً تُدمِّر ما تبقَّى من قطاع غزة. كما أنها تهدف لدفع السكان نحو «الهجرة الطوعية»، كما تسميها، إلى جانب محاولاتها إقامة مناطق عازلة، ووضع القطاع تحت سيطرتها الأمنية الكاملة، بعد تقطيع أوصاله وتقسيمه قبيل بدء عملية «تطهيره»، بحسب ما يقول العسكريون الإسرائيليون.

وتتزامن هذه الخطط مع تكثيف عمليات القصف الجوي في مناطق متفرقة من قطاع غزة، مُخلِّفةً مزيداً من الضحايا والدمار، حيث باتت تسجِّل يومياً أرقاماً عالية من الضحايا بفعل العمليات الإسرائيلية المكثفة.