صورة طفل من غزة مبتور الذراعين تحصد جائزة «الصحافة العالمية»

الطفل محمود يوسف عجور البالغ من العمر 9 سنوات فقد ذراعيه في الحرب ونالت صورته جائزة صورة الصحافة العالمية لهذا العام (أ.ب)
الطفل محمود يوسف عجور البالغ من العمر 9 سنوات فقد ذراعيه في الحرب ونالت صورته جائزة صورة الصحافة العالمية لهذا العام (أ.ب)
TT

صورة طفل من غزة مبتور الذراعين تحصد جائزة «الصحافة العالمية»

الطفل محمود يوسف عجور البالغ من العمر 9 سنوات فقد ذراعيه في الحرب ونالت صورته جائزة صورة الصحافة العالمية لهذا العام (أ.ب)
الطفل محمود يوسف عجور البالغ من العمر 9 سنوات فقد ذراعيه في الحرب ونالت صورته جائزة صورة الصحافة العالمية لهذا العام (أ.ب)

حصلت صورة لصبيٍّ فلسطينيٍّ صغيرٍ فقد ذراعيه نتيجةً للحرب الإسرائيلية على غزة، على جائزة أفضل صورةٍ صحفيةٍ عالمية لهذا العام.

وتُظهر الصورة، التي التقطتها المصورة الفلسطينية المقيمة في قطر سمر أبو العوف لصحيفة «نيويورك تايمز»، الطفل محمود يوسف عجور، البالغ من العمر تسع سنوات، وقد فقد ذراعيه أسفل كلِّ كتفٍ مباشرةً.

وقالت أبو العوف في بيانٍ صادرٍ عن منظمة «وورلد برس فوتو»: «من أصعب الأمور التي شرحتها لي والدة محمود، كيف أنَّ أول جملةٍ قالها لها عندما أدرك محمود بتر ذراعيه كانت: كيف سأتمكن من معانقتك؟».

اختيرت الصورة الفائزة بالنسخة الثامنة والستين من مسابقة التصوير الصحافي المرموقة من بين 59.320 ألف مشاركةً قدّمها 3778 مصوراً من 141 دولة، حسبما أوردت وكالة «أسوشيتد برس».

وقالت جمانة الزين خوري، المديرة التنفيذية لمنظمة «وورلد برس فوتو»: «هذه صورة تُعبّر عن الكثير. إنها تروي قصة فتى واحد، ولكنها أيضاً قصة حرب أوسع نطاقاً ستترك أثرها على مدى أجيال».

المصورة الفلسطينية سمر أبو العوف أمام صورة الطفل محمود يوسف عجور في كنيسة نيوي كيرك بأمستردام خلال التكريم (أ.ف.ب)

وأضافت المنظمة في بيان لها أن عجور أُصيب في أثناء فراره من هجوم إسرائيلي في مارس (آذار) 2024. وبعد أن استدار ليحثّ عائلته على التقدّم، أدى انفجار إلى بتر إحدى ذراعيه وتشويه الذراع الأخرى، مما أدى إلى فقدانهما، وفقاً لبيان «وورلد برس فوتو».

في سياق متصل، قالت رئيسة لجنة التحكيم، لوسي كونتيسيلو، مديرة التصوير في مجلة نهاية الأسبوع بصحيفة «لوموند» الفرنسية: «إن حياة هذا الصبي تستحق أن تُفهم، وهذه الصورة تُحقق ما يُمكن أن تُقدمه الصحافة المصورة، وهو توفير مدخل متعدد الطبقات لقصة مُعقدة، وحافز لإطالة مُشاهدة تلك القصة».

وأُجليت المصورة الفائزة أبو العوف من غزة في ديسمبر (كانون الأول) 2023، وهي تعيش الآن في نفس المجمع السكني الذي يسكنه عجور في العاصمة القطرية، الدوحة.

الفائزة بجائزة صورة الصحافة العالمية لعام 2025 سمر أبو العوف (يسار) برفقة المديرة التنفيذية لصورة الصحافة العالمية جمانة الزين خوري تقف بعد الإعلان بجوار صورتها الفائزة في كنيسة نيوي كيرك بأمستردام (أ.ف.ب)

جدير بالذكر أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى مقتل أكثر من 51 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وأكثر من نصف القتلى كانوا من النساء والأطفال، بمن فيهم ما لا يقل عن 876 رضيعاً دون سن عام واحد، فيما تجاوز عدد الجرحى أكثر من 116 ألف شخص.

كما اختار منظمو المسابقة اثنين من المتأهلين للنهائيات في مسابقة صور الصحافة العالمية، واللذين سلّطا الضوء على قضايا الهجرة وتغير المناخ. الأولى صورة التقطها جون مور لوكالة «غيتي» تُظهر مهاجرين صينيين يُدفئون أنفسهم بعد عبور الحدود الأميركية - المكسيكية.

صورة التقطها جون مور لوكالة «غيتي» تُظهر مهاجرين صينيين يدفئون أنفسهم بعد عبور الحدود الأميركية - المكسيكية (أ.ب)

وصورة التقطها موسوك نولتي لوكالة «بانوس بيكتشرز» التابعة لمؤسسة «بيرثا»، لشاب يحمل طعاماً عبر مجرى نهر جاف في منطقة حوض الأمازون البرازيلي.

صورة التقطها موسوك نولتي لشاب يحمل طعاماً عبر مجرى نهر جاف في منطقة حوض الأمازون البرازيلي (أ.ب)

كما اختيرت صورة لعريس في حفل زفافه في السودان ضمن الفائزين من فئات إقليمية، وفق ما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

تُعرض الصور الفائزة حالياً في معرض متنقل في أمستردام بكنيسة دي نيوي كيرك، تليها معارض حول العالم، بما في ذلك لندن وجاكرتا وسيدني ومكسيكو سيتي.


مقالات ذات صلة

عباس مستغلاً «التسونامي» الأوروبي ضد إسرائيل: أناشد العالم وقف الحرب

شؤون إقليمية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (د.ب.أ)

عباس مستغلاً «التسونامي» الأوروبي ضد إسرائيل: أناشد العالم وقف الحرب

أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نداءً عاجلاً لقادة دول العالم، لوقف الحرب في قطاع غزة، واتخاذ إجراءات لكسر حصاره، وإدخال المساعدات إليه. وجاء بيان عباس بعد …

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي شاحنة مساعدات تدخل إلى غزة من خلال معبر كرم أبو سالم بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة (رويترز) play-circle

​غزة تنتظر المساعدات وسط ازدياد الضغوط على إسرائيل

لا يزال الفلسطينيون في غزة ينتظرون وصول الغذاء الأربعاء رغم ازدياد الضغوط الدولية والمحلية على الحكومة الإسرائيلية للسماح بوصول مزيد من المساعدات إلى القطاع

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص صورة وزَّعها الجيش الإسرائيلي ديسمبر الماضي لمحمد السنوار في سيارة داخل أحد أنفاق «حماس» شمال غزة (الجيش الإسرائيلي - رويترز) play-circle 02:53

خاص «كُفّن ودُفن مؤقتاً في نفق»... مصدران يؤكدان لـ«الشرق الأوسط» اغتيال محمد السنوار

أكد مصدران فلسطينيان، لـ«الشرق الأوسط» أن محمد السنوار، قائد «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، قد قُتل برفقة قيادات أخرى من الكتائب.

«الشرق الأوسط» (غزة)
مباشر
فلسطينيون يتجمعون لتلقي وجبة ساخنة في نقطة توزيع طعام بمخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

مباشر
رغم الانتقادات الدولية لإسرائيل... القصف والجوع يفتكان بسكان غزة

تواصل إسرائيل هجومها العسكري الجديد على قطاع غزة رغم تزايد الانتقادات الدولية، حيث شنت غارات جوية مساء الثلاثاء فجر الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون الدمار الذي خلفته غارة جوية إسرائيلية استهدفت خياماً في مستشفى الأقصى وسط قطاع غزة (أ.ب) play-circle

غزة: تحذير من إخراج مزيد من المستشفيات عن الخدمة

حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأربعاء، من إخراج مزيد من المستشفيات عن الخدمة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

تمسك «حزب الله» بلدياً ببنت جبيل يقلق مغتربيها الأميركيين

مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
TT

تمسك «حزب الله» بلدياً ببنت جبيل يقلق مغتربيها الأميركيين

مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)
مدخل بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها وبدء عودة الأهالي إليها (إ.ب.أ)

اتُّخذت كل الاستعدادات اللوجيستية والإدارية والأمنية ليكتمل عقد المجالس البلدية والاختيارية، السبت، 24 مايو (أيار)، لإنجاز المرحلة الأخيرة من السباق البلدي في محافظتي الجنوب والنبطية التي تشهد منافسة تكاد تكون أشدها سخونة في صيدا، وتتسم بطابع «كسر عظم»، بالمفهوم السياسي للكلمة، لاختبار الأحجام الانتخابية استعداداً لخوض «النيابية» في ربيع 2026، فيما تغيب، إلى حد كبير، المواجهات البلدية في البلدات والقرى الخاضعة لنفوذ تحالف «حزب الله» وحركة «أمل» الذي قطع شوطاً على طريق تأمين فوز مجالسها بالتزكية، وتحديداً في تلك الواقعة على الحافة الأمامية قبالة إسرائيل ولم يبقَ منها سوى قلة من المجالس تدفع بـ«الثنائي الشيعي» للنزول بكل ثقله لإقناع مرشحين منفردين بإخلاء الساحة لتفادي حصول مبارزة لن تبدّل من واقع الحال بإحداث مفاجآت تهدد لوائح «التنمية والوفاء» المدعومة منه بغطاء من العائلات.

لكن الهدوء البلدي على محور «الثنائي الشيعي» مرجّح ألا يحضر في قضاء جزين وقراه في حال أن الجهود التوافقية لم تتوصل إلى نتائج ملموسة تبعد عنها المواجهة البلدية.

ومع أن الاستحقاق البلدي الجنوبي يجري على وقع استمرار الخروق الإسرائيلية باستهداف عناصر من «حزب الله»، فإنها لن تؤدي إلى تعطيل اليوم الانتخابي في ظل إصرار الحكومة على إنجازه بدعم من «الثنائي الشيعي» والقوى والتيارات السياسية على اختلافها في الجنوب عموماً، حتى بغياب الضمانات بإلزام إسرائيل أميركياً بصرف النظر عن خروقها ولو ليوم واحد لمنعها من تعطيلها بتقطيعها لأوصال الجنوب التي تعيق حركة الإقبال على صناديق الاقتراع، وبالأخص في البلدات التي تشهد منافسة.

لكن الطريق، وإن كانت معبّدة سياسياً أمام إحكام سيطرة «الثنائي الشيعي» على البلديات، التي هي من لون واحد في محافظتي الجنوب والنبطية لتجديد شرعيته الشعبية في ظل الحملات التي تستهدف «حزب الله»، فإنه يقف أمام مشكلة، كما علمت «الشرق الأوسط»، تكمن في إصرار الحزب على ترشيح أحد مسؤوليه، محمد ناظم بزي، لرئاسة المجلس البلدي لمدينة بنت جبيل، المؤلف من 21 عضواً تتمثل فيه «أمل» بـ6 أعضاء يدور معظمهم في فلكها، وتشكل مركزاً للقضاء الذي يحمل اسمها.

وكشفت مصادر جنوبية وثيقة الصلة بـ«الثنائي الشيعي» عن أن الاتصالات بـ«حزب الله» لم تنقطع لإقناع أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، باستبداله بمرشح آخر غير حزبي يحظى بتأييد مباشر منهما، وقالت إن الاعتراض على ترؤس بزي للائحة «التنمية والوفاء» لا يعود لأسباب شخصية، وإنما لضرورات سياسية تتطلب التحسُّب منذ الآن للمحاذير التي يمكن أن تترتب على رئاسته للمجلس البلدي وردود فعلها على العدد الأكبر من سكان البلدة المنتشرين بالألوف في ولاية ميتشيغن الأميركية، ولفتت إلى أن للبلدة امتداداً سكانياً لا يستهان به في هذه الولاية يفوق تعداده عدد المقيمين بداخلها، وهم يساعدون أقاربهم للتغلب على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمرون بها، وهذا يمكن أن يعرّضهم للملاحقة في حال تحويلهم المساعدات النقدية إلى أقاربهم في ظل الحصار المالي المفروض أميركياً على «حزب الله» وأصوله، المُدرج على لائحة العقوبات الأميركية، وهذا ما يشغل بالهم ويقلقهم في حال لم تتجاوب قيادة الحزب مع رغبتهم، بصرف النظر عن ترشيح حزبي معروف لرئاسة البلدية. وقالت إنها ما زالت تأمل في تجاوب قيادة الحزب باستبداله، آخذة بعين الاعتبار مخاوف أبناء البلدة المنتشرين في الولاية الأميركية، وبالتالي التجاوب مع رغبتهم لتجنُّب أي ارتدادات سلبية على مصالحهم حيث يقيمون.

فأبناء البلدة، كما تقول المصادر، المنتشرين في ميتشيغن، هم في طليعة المهاجرين منذ عقود طويلة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهم من الجيل الثالث، ويتراوح عددهم بين 30 و35 ألفاً، هذا عدا أبناء بلدة تبنين، مسقط رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذين يوجدون في الولاية نفسها بأعداد كبيرة، وهم إلى جانب مغتربي بنت جبيل على تواصل دائم مع أقاربهم في الجنوب، ويمضون عطلهم في الربوع اللبنانية، ما يؤدي إلى تحريك العجلة الاقتصادية في الجنوب امتداداً إلى مناطق أخرى.

لبنانيون يلقون بحبات الأرز على «جيب» تتبع الجيش اللبناني في بنت جبيل بينما تظهر رايات «حزب الله» خلفه (د.ب.أ)

وبالنسبة للانتخابات البلدية في صيدا عاصمة الجنوب، فهي جامعة للعدد الأكبر من الطوائف اللبنانية، ويتوقع بأن تشهد أشد المنازلات البلدية بغياب التوافق بين نائبيها أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، وأنصار تيار «المستقبل»، رغم عزوف رئيسه سعد الحريري عن خوض الانتخابات ومعهم المجموعات التي تدور في فلك الحريرية السياسية، إضافة إلى «الجماعة الإسلامية» التي تخوضها منفردة، فيما بدأ يتراجع نفوذ «قوى التغيير» على اختلافها، وأبرزها مَنْ شارك في الانتفاضة على المنظومة الحاكمة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ولن يكون وضعها أفضل حالاً من الصعوبات التي واجهتها في خوضها للمراحل الثلاث من الانتخابات.

ويبدو من خلال مواكبة «الشرق الأوسط» للحراك البلدي الصيداوي أن المنافسة، بعد تعذُّر التوافق على لائحة جامعة، تدور بين ثلاث لوائح مكتملة، الأولى تحمل اسم «نبض البلد» برئاسة محمد دندشلي ومدعومة من سعد. والثانية «صيدا بدا ونحن قدا» يتزعمها عمر مرجان ويرعاها البزري. أما الثالثة فتحمل اسم «سوا لصيدا» برئاسة مصطفى حجازي، وتحظى بتأييد جمهور «المستقبل» وتدور في فلكه ويدعمها الرئيس السابق للمجلس البلدي محمد السعودي ورجل الأعمال مرعي أبو مرعي والمرشح السابق للنيابة يوسف النقيب، وكان خرج من تيار «المستقبل» ليعود حالياً إلى هواه الحريريّ بعد أن تصالح مع النائبة بهية الحريري بوساطة تولاها رجل الأعمال مصطفى الحريري.

وفي المقابل تخوض «الجماعة الإسلامية» المنافسة في لائحة غير مكتملة تضم 16 عضواً من 21 يتشكل منهم المجلس البلدي، وتحمل اسم «صيدا بتستاهل» ويغيب عنها أي تمثيل للشيعة والمسيحيين وهما يتساويان بعضوين لكل منهما في البلدية، فيما يحاول المرشح مازن البزري تشكيل لائحة تجمع المرشحين المنفردين وتحمل اسم «صيدا تستحق». ولدى السؤال عن موقف الثنائي الشيعي حيال المنافسة الصيداوية، أكدت مصادره لـ«الشرق الأوسط» بأنه قرر الاقتراع للائحة خاصة به، وهو يعد حالياً تشكيلة مكتملة من 21 عضواً تتوزع على اللوائح الثلاث المتنافسة من دون أن تستبعد احتمال مبادرة «حزب الله» إلى مراعاته لـ«الجماعة الإسلامية» كونها كانت شريكته بإسناده لغزة.