لبنان: دعوات للاقتراع لـ«الثنائي الشيعي» في الانتخابات النيابية

وسط قلق من انعكاس تداعيات الحرب على صناديق الاقتراع

صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله معلَّقة على أحد المباني في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله معلَّقة على أحد المباني في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
TT
20

لبنان: دعوات للاقتراع لـ«الثنائي الشيعي» في الانتخابات النيابية

صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله معلَّقة على أحد المباني في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)
صورة لأمين عام «حزب الله» السابق حسن نصر الله معلَّقة على أحد المباني في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ف.ب)

قبل نحو سنة من الانتخابات النيابية اللبنانية المقررة في العام المقبل، خرج المفتي الجعفري عبد الأمير قبلان قبل أيام ليدعو أبناء الطائفة الشيعية للاقتراع لـ«الثنائي الشيعي»، «بوصفه واجباً شرعياً» في الاستحقاق الذي وصفه بـ«المصيري»، بحيث «لا يجوز إضعاف هذا الخيار أو توهينه».

وإذا كان هذا الأمر غير مستغرب بالنسبة لـ«الثنائي»، ولا سيما «حزب الله» الذي لطالما اعتمد «التكليف الشرعي» في استحقاقات أساسية، فإن علامة الاستفهام التي تطرح في هذه المرحلة بالتحديد هي أن هذا التكليف أتى مبكراً قبل عام كامل من الانتخابات التي يُفترض أن تسبقها الانتخابات البلدية الشهر المقبل، والتي يعمل «الثنائي» على إنجازها بعيداً عن المعارك والتوصل في أكبر عدد من القرى إلى التزكية.

من هنا، يربط كثيرون دعوة قبلان بوضع «الثنائي» بشكل عام و«حزب الله» بشكل خاص بعد الضربات المتتالية التي أصابته نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي أدَّت إلى إضعافه عسكرياً وسياسياً، وهو الذي يُقلق المسؤولين في الحزب من أن ينعكس سلباً في صناديق الاقتراع، ومن ثم تراجع التمثيل النيابي له، الذي يُشكل اليوم 30 نائباً، بين كتلتي «حركة أمل» و«حزب الله»، وهو ما ينفيه مسؤولون في «الثنائي»، ويدعون إلى انتظار نتائج صناديق الاقتراع للحكم على ما آلت إليه الأمور.

وفي هذا الإطار، يرى المحلل السياسي علي الأمين أن موقف قبلان يعكس «العجز عن قراءة تداعيات كل ما سببته الحرب والسياسات التي فرضت على لبنان والشيعة من قبل المحور الإيراني على مدى عقود»، عادّاً أنه «بدلاً من أن يتصرف المفتي بصفته مفتياً، فهو موظف في الدولة اللبنانية معنيٌّ بمتابعة شؤون دينية للشيعة عموماً في معزل عن خياراتهم السياسية، ويتبنى خطاباً سياسياً فئوياً يدعو فيه إلى انتخاب لوائح محددة، أي تحالف (حركة أمل) و(حزب الله) في انتخابات نيابية ستُجرى بعد أكثر من عام».

وقال الأمين لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا خطاب ينتمي إلى المرحلة الماضية، لا ينتج إلا مزيداً من العزلة، ولا فرص لتحققه لكونه عاجزاً عن أن يقارب التحديات المفروضة على لبنان، سواء في مواجهة التحدي الإسرائيلي أو إعادة إعمار ما تهدَّم، والأهم في إعادة نسج العلاقات بين اللبنانيين تحت سقف الدولة بكل ما للكلمة من معنى، والأهم أيضاً إعادة الاعتبار للهوية العربية التي كان تهميشها من أهم أسباب ما آلت إليه أحوال لبنان اليوم من كوارث».

عناصر من الجيش اللبناني أمام قلم اقتراع في انتخابات عام 2016 (أرشيف - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش اللبناني أمام قلم اقتراع في انتخابات عام 2016 (أرشيف - أ.ف.ب)

وفي حين ترفض مصادر نيابية في «حركة أمل» القول إن «الثنائي» في مأزق، فهي تقرُّ بأن «ما حصل في المرحلة الماضية ليس سهلاً ومؤلماً»، داعية إلى انتظار صناديق الاقتراع.

وأضافت المصادر ذاتها أن التجارب الماضية أثبتت أن «البيئة والقاعدة الجماهيرية وفية، ولا نعتقد أنها تأثرت لدرجة القول إنها في مأزق شعبي، إذ أثبتت هذه البيئة أكثر من مرّة أنها كلما تعرضت للاستهداف تماسكت أكثر، نحن على ثقة بأن هؤلاء الناس الأوفياء يمتلكون ما يكفي من الأصالة، ولا يخذلون تيارهم السياسي».

وكان قبلان قد توجَّه في خطبة العيد إلى «طائفة وبيئة المقاومة في لبنان»، قائلاً: «نحن في لحظة تاريخ ومصير، والانتخابات النيابية على الأبواب، والمطبخ الدولي افتتح الموسم الانتخابي».

وأضاف أن «المعركة معركة كتل نيابية، لا معركة أفراد، واللحظة استثنائية جداً ومصيرية جداً، وفي هذا المجال إذا أردنا البقاء والتأثير ومنع سحقنا وخنقنا فإنه من أوجب واجباتنا الوطنية والأخلاقية، بل الشرعية، انتخاب (حركة أمل) و(حزب الله) بكل قوة وتماسك وانضباط».

المفتي الجعفري أحمد قبلان (الوكالة الوطنية)
المفتي الجعفري أحمد قبلان (الوكالة الوطنية)

وأكد: «كلها تصبُّ بضرورة حفظ وتأييد ودعم وانتخاب الثنائي الوطني الشيعي، خصوصاً في الموسم النيابي. إن الانتخابات النيابية مفصل مصيري، ولا يجوز إضعاف هذا الخيار أو توهينه، بل يجب تقويته وحفظه ودعمه وتأييده ومساندته، وأي استهتار أو تراخٍ أو خصومة سيصبُّ في مصلحة إسرائيل وصهينتها وإرهابها، وستكون النتائج كارثية على هذا البلد وناسه. واللحظة تاريخية لتأكيد وجودنا الوطني والميثاقي دون تردد أو اشتباه».


مقالات ذات صلة

حكومة لبنان «تقارب» ملف سلاح «حزب الله» بلا قرارات

المشرق العربي 
جلسة الحكومة اللبنانية في قصر بعبدا (الرئاسة اللبنانية)

حكومة لبنان «تقارب» ملف سلاح «حزب الله» بلا قرارات

قاربت الحكومة اللبنانية ملف سلاح «حزب الله» وتطبيق القرار الدولي «1701» الذي ينص على انتشار الجيش اللبناني، جنوب نهر الليطاني ومنع الوجود المسلح غير الشرعي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مناصرون لـ«حزب الله» يشاركون في تشييع مقاتلين ببلدة الطيبة جنوب لبنان 6 أبريل (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي: القضاء على قيادي بـ«حزب الله» في جنوب لبنان

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، إنه قضى على قيادي في جماعة «حزب الله» بجنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (الوكالة الوطنية للإعلام)

عون يؤكد للسوداني متانة العلاقات وعمقها بين لبنان والعراق

شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على متانة العلاقات بين البلدين وعمقها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مواطن لبناني يتفقد أحد المواقع التي استُهدفت في جنوب لبنان مارس الماضي (أ.ف.ب)

إسرائيل تتهم «حزب الله» بـ«استغلال البنى التحتية المدنية» بجنوب لبنان

كثّفت إسرائيل من وتيرة استهدافاتها للبيوت الجاهزة في جنوب لبنان، بذريعة «استغلال (حزب الله) بنى تحتية مدنية»

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام خلال جلسة مجلس الوزراء (الرئاسة اللبنانية)

الحكومة اللبنانية «تقارب» ملف سلاح «حزب الله» من دون قرارات

برز ملف سلاح «حزب الله» وتطبيق القرار الدولي «1701» في صلب النقاشات خلال جلسة مجلس الوزراء اللبناني التي عُقدت الخميس.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

بينهم 10 من عائلة واحدة... مقتل 15 شخصاً في قصف إسرائيلي على غزة

فلسطينيون يحملون أكياساً بيضاء تغطي جثامين أفراد عائلة أبو الروس الذين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يحملون أكياساً بيضاء تغطي جثامين أفراد عائلة أبو الروس الذين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ب)
TT
20

بينهم 10 من عائلة واحدة... مقتل 15 شخصاً في قصف إسرائيلي على غزة

فلسطينيون يحملون أكياساً بيضاء تغطي جثامين أفراد عائلة أبو الروس الذين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يحملون أكياساً بيضاء تغطي جثامين أفراد عائلة أبو الروس الذين قتلوا في غارة جوية إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ب)

أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة اليوم الجمعة مقتل 15 شخصاً بينهم عشرة أفراد من عائلة واحدة في غارتين إسرائيليتين.

وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، على منصة «تلغرام»: «عثرت طواقمنا على جثامين 10 شهداء بالإضافة إلى العديد من الجرحى في منزل عائلة بركة والمنازل المحيطة به والتي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بني سهيلا بشرق خان يونس».

وبعد قليل أفاد بصل أن فرق الدفاع المدني عثرت على جثث خمسة أشخاص في منزلين في تل الزعتر بشمال قطاع غزة.

وكثف الجيش الإسرائيلي الذي لم يعلق فوراً على هذه الغارة، من قصفه الجوي ووسَّع نطاق عملياته البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر منذ أن استأنف هجومه في 18 مارس (آذار)، منهياً بذلك هدنة استمرت شهرين.

وكانت غارات إسرائيلية أوقعت 40 قتيلاً على الأقل الخميس، بحسب الدفاع المدني في قطاع غزة.