وعود رسمية بـ«حل منصف» لأموال المودعين اللبنانيين

رئيس الحكومة أكد العمل على منهجية لإعادة الإعمار يليها عقد مؤتمر خاص

بري مستقبلاً وفداً من مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية (رئاسة البرلمان)
بري مستقبلاً وفداً من مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية (رئاسة البرلمان)
TT
20

وعود رسمية بـ«حل منصف» لأموال المودعين اللبنانيين

بري مستقبلاً وفداً من مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية (رئاسة البرلمان)
بري مستقبلاً وفداً من مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية (رئاسة البرلمان)

أكد كل من رئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري، على «استعادة أموال المودعين، وأنه لن يكون هناك شطب للودائع».

وأتت مواقف سلام وبري خلال استقبالهما في بيروت وفداً من مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية. وشدد سلام أمام الوفد على أنه «لن يكون هناك أي شطب للودائع بل تحريرها»، ولن نقبل إلا بحل منصف للمودعين، وكذلك العمل على إقرار منهجية إعادة الإعمار ومن ثم عقد مؤتمر حول هذا الأمر. وقال: «سنشطب كلمة (شطب الودائع)، والهدف هو تحرير الودائع، ولن نقبل إلا بحل منصف للمودعين».

بدوره جدد بري أمام الوفد التأكيد على رفضه شطب الودائع، وقال: «منذ بداية هذه الأزمة قلت إن الودائع مقدسة، واليوم أعود وأؤكد أن ما من شيء تجمع عليه القوى السياسية وخصوصاً النواب الـ128 كما يجمعون على قضية حق المودعين باستعادة ودائعهم كاملة».

ويأتي ذلك في ظل حجز المصارف لأموال المودعين منذ الأزمة التي بدأت عام 2019، وأدت إلى انخفاض قيمة الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها، وهو ما يثير القلق في نفوس المودعين من إمكانية شطب ودائعهم مع الحديث عن إفلاس المصارف.

سلام: العمل على إقرار منهجية لإعادة الإعمار و250 مليون دولار من البنك الدولي

وفي موضوع إعادة الإعمار لفت سلام إلى أنه هناك «تواصل شبه يومي مع البنك الدولي في سبيل إقرار تخصيص مبلغ أوّلي قيمته 250 مليون دولار وإقرار منهجية إعادة الإعمار، على أن يُبت بذلك في اجتماعات البنك الدولي أواخر شهر أبريل (نيسان) المقبل. على أن يتبع ذلك اجتماع لكبار المانحين بهدف جمع مليار دولار، خطوة أولى يليها عقد مؤتمر لإعادة الإعمار، نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وهذا ما يفترض أن يترافق مع إجراءات داخلية تتصل بإعادة الفعالية لمجلس الإنماء والإعمار».

وعدَّ سلام أن «آلية التعيينات التي اعتمدتها الحكومة هي المدخل الفعلي للتطبيق من خلال فتح باب الترشح لمركز رئيس وأعضاء مجلس الإنماء والإعمار».

وشدد على «البدء بمسار الإصلاح المالي عبر إعادة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإعداد مشاريع القوانين الإصلاحية المطلوبة، وفي مقدمتها مشروع قانون جديد لرفع السرية المصرفية».

وأكد على إجراء الانتخابات البلدية في موعدها، قائلاً: «نحن (الحكومة) جاهزون لإجرائها، ومسألة التأجيل ليست لدينا، وأي تأجيل حتى لو كان تقنياً يقرره النواب وليست الحكومة. فنحن حريصون على إجراء كل الاستحقاقات الانتخابية في مواعيدها».

كما أكد الرئيس سلام «عمل الحكومة اللبنانية على وضع آلية تنفيذية للانتقال بلبنان إلى دولة رقمية»، لافتاً إلى أن «وزارة الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي ستتحول إلى وزارة مكتملة المواصفات قائمة بذاتها قريباً».

وأشار إلى أن «لبنان يهتم بالاستثمار بكل القدرات والعلاقات للاستفادة من كل الخبرات الخارجية، للانطلاق بمسار التطور الذي تسعى الحكومة إلى تحقيقه، وهو ما يبدأ من الإصلاحات التي تقرها الحكومة، بدءاً من إقرار آلية التعيينات التي ستكون شفافة وتنافسية، وصولاً إلى تعيين الهيئات الناظمة في مختلف القطاعات».

بري: حق الاغتراب اللبناني بأن يكون شريكاً باختيار النواب

وفيما طالب الوفد خلال لقائه سلام وبري مشاركة الاغتراب اللبناني في الانتخابات النيابية انطلاقاً من حق أي لبناني أينما وجد أن يقترع لـ128 نائباً، وشدد بري على «أهمية أن يراعي قانون الانتخابات النيابية حق الاغتراب اللبناني بأن يكون شريكاً في اختيار النواب الـ128». وبعد اللقاء، قال رئيس مجلس التنفيذيين، ربيع الأمين، إنه تم البحث في مواضيع الاغتراب والوطن، مشيراً إلى أن «الموضوع الأول والأساسي الذي حملناه هو موضوع الودائع، ودولة الرئيس أكد لنا أن الحكومة تعمل على الموضوع وهناك إجراءات ستبدأ الأسبوع المقبل، والموضوع هو أولوية لإطلاق عملية إعادة بناء الدولة والمصارف وإراحة الناس بموضوع المصارف».

وأضاف: «أما الموضوع الثاني، الذي أخذنا فيه دعماً من دولة الرئيس ويخص المجلس النيابي، فهو موضوع تصويت الاغتراب وهو شخصياً مع تصويت المغتربين اللبنانيين على 128 مقعداً وليس فقط ستة مقاعد لأنهم يمثلون مليوناً و100 ألف ناخب في الخارج، وهذا أمر غير عادل، لذلك يجب أن يكون التصويت على 128 مقعداً».


مقالات ذات صلة

الجامعة العربية تؤكد دعمها للبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة

المشرق العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (رويترز)

الجامعة العربية تؤكد دعمها للبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة

عبّر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم السبت، عن دعم الجامعة وتضامنها مع لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي مبانٍ مدمرة جراء غارة إسرائيلية على بلدة تولين جنوب لبنان (إ.ب.أ) play-circle

قلق دولي من التصعيد في لبنان وحض للأطراف على ضبط النفس

أعرب العديد من الدول عن قلقها من التصعيد في لبنان خوفاً من الإنجرار إلى دوامة العنف مجدداً، بعدما شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على عدة بلدات في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي دخان يتصاعد جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة يحمر الشقيف جنوب لبنان (إ.ب.أ) play-circle

لبنان يطالب مصر والأردن وفرنسا بالضغط على إسرائيل لوقف التصعيد

قالت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم السبت، إن وزير الخارجية يوسف رجي طلب من وزراء خارجية مصر والأردن وفرنسا الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على بلاده.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري لبنانيون يساعدون في انتشال المصابين من مبنى استهدفته غارة اسرائيلية في بلدة تولين بجنوب لبنان (د.ب.أ.) play-circle 00:37

تحليل إخباري لبنان يختبر استئناف التصعيد إثر «صواريخ مجهولة» على إسرائيل

طوَّقت السلطات اللبنانية، السبت، أول اختبار أمني جديّ يهدد باستئناف إسرائيل لحربها على لبنان.

نذير رضا (بيروت)
شمال افريقيا بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية) play-circle

مصر تشدد على ضرورة احتواء التصعيد في غزة ولبنان واليمن

أعرب بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، اليوم (السبت)، عن موقف بلاده الرافض «أي تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب اللبناني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الجيش الإسرائيلي يعلن تطويق حي تل السلطان في رفح

دبابة إسرائيلية خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة (الجيش الإسرائيلي)
دبابة إسرائيلية خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة (الجيش الإسرائيلي)
TT
20

الجيش الإسرائيلي يعلن تطويق حي تل السلطان في رفح

دبابة إسرائيلية خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة (الجيش الإسرائيلي)
دبابة إسرائيلية خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة (الجيش الإسرائيلي)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، إنه استكمل تطويق حي تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة.

وأضاف الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن تطويق حي تل السلطان في رفح يهدف لتدمير بنى تحتية والقضاء على عناصر «إرهابية»، وتعميق السيطرة، وتوسيع منطقة التأمين الدفاعية جنوب قطاع غزة.

وطلب الجيش الإسرائيلي -في إنذار عاجل- من سكان حي تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة، صباح الأحد، الإخلاء الفوري باعتباره منطقة قتال خطيرة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة «إكس»: «إنذار عاجل إلى سكان قطاع غزة الموجودين في منطقة تل السلطان في رفح. بدأ جيش الدفاع هجوماً لضرب المنظمات الإرهابية؛ حيث تعتبر المنطقة التي تتواجدون فيها منطقة قتال خطيرة».

وأضاف: «أخلوا المنطقة فوراً»، وطالبهم بالتوجه إلى منطقة المواصي.

وأنذر الجيش الإسرائيلي سكان المنطقة من خلال إلقاء منشورات مطالبة بالإخلاء عبر طائرات مُسيَّرة، وفق ما أكد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية» في غزة.

فلسطينيات يبكين أقاربهن الذين قتلوا في غارات إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيات يبكين أقاربهن الذين قتلوا في غارات إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تنفيذه عمليات في بيت حانون في شمال قطاع غزة، وقال إن طائراته الحربية استهدفت عدة أهداف لـ«حماس» خلال العملية.

والأسبوع الماضي، أمر الجيش الإسرائيلي سكان أحياء بيت حانون وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة بالإخلاء، كونها مناطق قتال خطيرة أيضاً.

واستأنفت إسرائيل الحرب على غزة، منهية بذلك الهدوء النسبي الذي ساد القطاع منذ وقف إطلاق النار في 19 يناير (كانون الثاني).

وعاودت غاراتها الجوية على غزة، الثلاثاء الماضي، قبل أن تنشر قواتها مجدداً في مناطق سبق أن أخلتها خلال فترة توقف القتال.

فلسطينيون ينزحون من رفح إلى خان يونس جنوب قطاع غزة مع اشتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة (أ.ب)
فلسطينيون ينزحون من رفح إلى خان يونس جنوب قطاع غزة مع اشتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة (أ.ب)

وتقول إسرائيل إن حملتها العسكرية ضرورية للضغط على «حماس» من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين، بينما تتهم «حماس» إسرائيل بالتضحية بالرهائن باستئنافها القصف.

وفي الثاني من مارس (آذار)، أوقفت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كما قطعت الكهرباء، ما أدى إلى توقف عمل محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع، ما فاقم الوضع الإنساني الكارثي لسكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة.