القضاء اللبناني يستدعي وزيراً سابقاً لاستجوابه بملف فساد

بناء على إخبار مقدّم ضدّه مع 3 من مستشاريه

وزير الاقتصاد السابق أمين سلام (الوكالة الوطنية للإعلام)
وزير الاقتصاد السابق أمين سلام (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT
20

القضاء اللبناني يستدعي وزيراً سابقاً لاستجوابه بملف فساد

وزير الاقتصاد السابق أمين سلام (الوكالة الوطنية للإعلام)
وزير الاقتصاد السابق أمين سلام (الوكالة الوطنية للإعلام)

استدعى النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، وزير الاقتصاد السابق أمين سلام، لاستجوابه في الإخبار المقدّم ضدّه وآخرين بجرم «الاختلاس والابتزاز وهدر المال العام وتبييض الأموال»، وسيمثل أمام الحجار أيضاً 3 أشخاص آخرين شملهم الإخبار، هم: مستشار الوزير وشقيقه كريم سلام، وأحد معاونيه فادي تميم، وإيلي عبّود المدير المفوض بالتوقيع عن إحدى الشركات المكلّفة من قبل الوزراء بإجراء الدراسات العائدة لشركات التأمين التي ترغب في تجديد عقودها السنوية مع الوزارة.

وجاء الاستدعاء بعد ساعات قليلة على قرار اتخذه الحجار منع فيه سلام ورفاقه الثلاثة من السفر خارج لبنان، وأوضح مصدر قضائي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الإجراءات أتت على أثر تسلّم النائب العام التمييزي نسخة من التحقيق الذي أجرته لجنة الاقتصاد النيابية بهذا الخصوص، والذي تضمّن مستندات أدلة تستوجب إجراء تحقيق قضائي بشأنها، وهذا ما ستركز عليه جلسة الاستجواب». وعمّا إذا كان قرار منع السفر يؤشر إلى إمكان اتخاذ قرار توقيف، اعتبر المصدر أن «قرار منع السفر مجرّد تدبير احترازي حتى يتمكّن القضاء من تبليغ المدعى عليه أو المستدعى إلى التحقيق في الجلسة ولضمان مثوله أمام القضاء».

وأورد الإخبار، في مضمونه، أنه «بعد الكشف عن ملفات فساد خلال تولي أمين سلام مهامه في الوزارة، بدأت الشبهات تحوم حوله في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، إثر تحقيق حول عمليات ابتزاز تتعرض لها شركات التأمين، حيث اتُّهم كريم سلام شقيق الوزير بتهديد شركة (المشرق للتأمين) بسحب ترخيصها، ما لم تدفع مبالغ مالية مقابل دراسات إلزامية يجب إجراؤها عبر شركة يملكها مستشار الوزير فادي تميم، بقيمة وصلت إلى 300 ألف دولار». وقال الإخبار أيضاً إن الوزير «استغل أموال لجنة الرقابة على هيئات الضمان لتمويل نفقات مكتبه ونفقات شخصية، وبلغت المصاريف الشهرية 70 ألف دولار»، إضافة إلى ذلك «أبرم عقداً مشبوهاً مع شركة ماليزية بقيمة 640 ألف دولار لتقديم تدريب تقني لمدة أسبوعين فقط»، مشيراً إلى أن «هذه الملفات وغيرها الكثير دفعت لجنة الاقتصاد إلى استدعائه للتحقيق ولم يحضر، وسط تزايد الشبهات حول إدارة الوزارة خلال أكثر من 3 سنوات».

وشكّل قرار منع الوزير من السفر حدثاً قضائياً حظي باهتمام سياسي ونيابي وشعبي أيضاً، وأعطى مؤشراً على دخول لبنان مرحلة جديدة، تؤشر إلى أن خطاب القسم ألقاه رئيس الجمهورية جوزيف عون في التاسع من يناير (كانون الثاني) الماضي، وتعهّد فيه بمكافحة الفساد ومحاكمة المرتكبين، دخل مرحلة التطبيق الفعلي، واللافت أن هذا التدبير اتخذ بعد أيام قليلة على توقيف قاضٍ بتهمة الفساد وقبض رشاوى واستدعاء قاضٍ آخر إلى التحقيق في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.

وشدد مصدر في لجنة الاقتصاد النيابية على أن ملفّ سلام ورفاقه «سيكون أولوية لدى اللجنة التي ستواكب كلّ الإجراءات القضائية، وتقدّم للقضاء كل ما لديها من معلومات». وأكد المصدر، لـ«الشرق الأوسط»، أن اللجنة «لديها ما يكفي من المعلومات عن تورّط الوزير بالفساد والاختلاس وقبض الأموال الطائلة من الشركات لقاء تسهيل عملها، وتهديد شركات أخرى بمنعها من مزاولة عملها في حال امتناعها عن دفع الأموال». وأشار إلى أن لجنة الاقتصاد «طلبت من الوزير مرات عدّة حضور جلساتها ومحاولة الاستفسار منه حول ما يحصل في مكتبه، لكنه رفض الحضور بالمطلق». وقال: «هذا الأسلوب ينمّ عن أنه إما يستخفّ بالتحقيقات التي أجريناها، وإما أنه يخشى مواجهته بالأدلة التي تفضحه».

وتعذّر الاتصال بالوزير السابق أمين سلام، وأي من المُخبر ضدهم، وتوقّع مصدر مواكب للملفّ أن «تنتج عن التحقيق الذي سيجريه النائب العام التمييزي تدابير قانونية». لكنه لفت، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «في حال توفّرت أدلة ثابتة بحقّ الوزير سلام قد يتجه القاضي الحجار إلى إحالة الشقّ المتعلّق بمسؤوليته على مجلس النواب، باعتبار أن صلاحية محاكمته كوزير تعود للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء»، مشيراً إلى أن «ملاحقة الآخرين تبقى من اختصاص القضاء العدلي، وهناك ترقّب لما يقرره القاضي الحجار بشأنهم».


مقالات ذات صلة

عون: «حصر السلاح» قرار اتُّخذ ومن غير المسموح العودة إلى لغة الحرب

المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (رويترز) play-circle

عون: «حصر السلاح» قرار اتُّخذ ومن غير المسموح العودة إلى لغة الحرب

قال الرئيس اللبناني، الاثنين، إن الانسحاب الإسرائيلي من التلال الخمسة التي يوجد بها في الجنوب ضروري للإسراع باستكمال انتشار الجيش حتى الحدود.

«الشرق الأوسط» (لبنان)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية (رويترز)

الضاحية الجنوبية في مرمى القصف الإسرائيلي... غارة عنيفة بعد إنذار مفاجئ

جدّدت تل أبيب استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إنذار مفاجئ أطلقه الجيش الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (الوكالة الوطنية للإعلام)

تحليل إخباري جيفرز إلى بيروت مجدداً... و«حزب الله» يربط سلاحه بتحرير الجنوب

يترقّب اللبنانيون ما سيحمله رئيس هيئة المراقبة الدولية المشرفة على تطبيق وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز في لقاءاته الأربعاء المقبل في بيروت.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني أمام سيارة تفحمت بسبب غارة إسرائيلية في جنوب لبنان الأسبوع الماضي (أ.ب)

غارة إسرائيلية تقتل عنصراً في «حزب الله» جنوب لبنان

قتل شخص في ضربة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية على بلدة حلتا بجنوب لبنان، في وقت يواصل مسؤولو «حزب الله» انتقاد أداء الدولة اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مناصرون لـ«حزب الله» يشاركون في تشييع مقاتلين ببلدة الطيبة جنوب لبنان يوم 6 أبريل (أ.ف.ب)

قرار نزع سلاح «حزب الله» يربك بيئته: من قوة «منتصرة» إلى نقمة

بعد الإحباط الذي سيطر على بيئة «حزب الله» أعاد الخطاب الجديد لقيادة الحزب بثّ بعض النبض في أوساط مناصريه ومؤيديه

بولا أسطيح (بيروت)

عشرات القتلى والمصابين بقصف إسرائيلي على قطاع غزة

سيدة فلسطينية تحمل طفلة مصابة جرَّاء غارة إسرائيلية في مستشفى «ناصر» بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
سيدة فلسطينية تحمل طفلة مصابة جرَّاء غارة إسرائيلية في مستشفى «ناصر» بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT
20

عشرات القتلى والمصابين بقصف إسرائيلي على قطاع غزة

سيدة فلسطينية تحمل طفلة مصابة جرَّاء غارة إسرائيلية في مستشفى «ناصر» بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
سيدة فلسطينية تحمل طفلة مصابة جرَّاء غارة إسرائيلية في مستشفى «ناصر» بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

قُتل وأصيب عشرات الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال، منذ فجر الاثنين، جرَّاء القصف الإسرائيلي المتواصل على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، حسبما أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).

وأفادت مصادر طبية بـ«استشهاد 8 مواطنين جرَّاء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة كوارع بخان يونس، ومواطنين في قصف مخيم الشافعي غرب المدينة. واستشهد 10 مواطنين جرَّاء قصف الاحتلال منزلاً غرب مخيم جباليا شمال القطاع».

وأضافت: «استُشهد 6 مواطنين، وأصيب آخرون، جرَّاء قصف الاحتلال منزلاً غرب مدينة بيت لاهيا»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون بين الأنقاض عن ضحايا جرَّاء الغارات الإسرائيلية على خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)
عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني يبحثون بين الأنقاض عن ضحايا جرَّاء الغارات الإسرائيلية على خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

ونقلت «وفا» عن مصادر طبية، أن «أكثر من 65 في المائة من الشهداء الذين قتلهم الاحتلال هم من فئات الأطفال، والنساء، وكبار السن؛ حيث ارتكب الاحتلال جريمة قتل بحق أكثر من 18 ألف طفل وأكثر من 12 ألف امرأة، وأباد أكثر من 2180 عائلة؛ حيث قتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة بالكامل، كما أباد أكثر من 5 آلاف عائلة فلسطينية أخرى، ولم يتبقَّ منها سوى فرد واحد على قيد الحياة».

وأضافت المصادر ذاتها أن «الاحتلال قتل أكثر من 1400 طبيب وكادر صحي، و113 من أفراد الدفاع المدني في أثناء تأديتهم لواجباتهم الإنسانية، كما قتل بدم بارد نحو 212 صحافياً في محاولات متكررة لإسكات صوت الحقيقة وكشف الجرائم».

وأشارت إلى أن «الاحتلال قتل أكثر من 13 ألف طالب وطالبة، وأكثر من 800 معلم وموظف تربوي في سلك التعليم، وأكثر من 150 عالماً وأكاديمياً وأستاذاً جامعياً وباحثاً، وقتل آلافاً من الموظفين والعاملين في القطاعات المدنية والحيوية بقطاع غزة».

ووفق الوكالة: «بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عدواناً على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 52 ألفاً و243 مواطناً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 117 ألفاً و639 آخرين».