9 قتلى بينهم صحافيان بقصف إسرائيلي على بيت لاهيا في شمال غزة

فلسطينيون يسيرون وسط أنقاض المنازل والمباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يسيرون وسط أنقاض المنازل والمباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ب)
TT
20

9 قتلى بينهم صحافيان بقصف إسرائيلي على بيت لاهيا في شمال غزة

فلسطينيون يسيرون وسط أنقاض المنازل والمباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يسيرون وسط أنقاض المنازل والمباني المدمرة في جباليا شمال قطاع غزة (أ.ب)

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن تسعة فلسطينيين على الأقل قتلوا، بينهم صحافيان محليان، وأصيب آخرون، اليوم السبت، في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، وفقاً لوكالة «رويترز».

يأتي ذلك في الوقت الذي تشارك فيه قيادات من حركة «حماس» في محادثات وقف إطلاق النار في غزة مع وسطاء في القاهرة.

وذكر مسؤولون بقطاع الصحة لـ«رويترز» أن عدداً من الأشخاص أصيبوا بجروح بالغة إثر استهداف الغارة لسيارة، مع وجود إصابات داخل السيارة وخارجها.

وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن ضحايا القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا، اليوم، يعملون في مؤسسة خيرية تقوم بأنشطتها في مراكز الإيواء والنزوح.

وأضاف المكتب، في بيان، أن استهداف إسرائيل للعاملين في المجال الإنساني يمثل «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني». ودعا المكتب الأمم المتحدة والوسطاء إلى التدخل الفوري، واتخاذ إجراءات رادعة ضد هذه الانتهاكات الإسرائيلية، بحسب البيان.

وقال شهود وزملاء للصحافيين إن ركاب السيارة كانوا في مهمة لجمعية خيرية تُدعى «مؤسسة الخير» في بيت لاهيا، وكان يرافقهم صحافيون ومصورون عندما استهدفتهم الغارة. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن من بين القتلى ثلاثة صحافيين محليين على الأقل.

تسلط هذه الواقعة الضوء على هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني)، والذي أوقف قتالاً واسع النطاق في قطاع غزة. ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن العشرات قُتلوا بنيران إسرائيلية رغم الاتفاق.

وفي رده على بعض الحالات التي أبلغ عنها مسعفون من غزة، يقول الجيش الإسرائيلي إن قواته تتدخل لإحباط تهديدات من «إرهابيين» يقتربون من قواته أو يزرعون قنابل على الأرض بالقرب من مواقع عمل القوات.

ومنذ انتهاء المرحلة الأولى المؤقتة من وقف إطلاق النار في الثاني من مارس (آذار)، ترفض إسرائيل البدء في المرحلة الثانية من المحادثات، والتي ستتطلب منها التفاوض على إنهاء دائم للحرب، وهو المطلب الرئيسي لحركة «حماس».

تزامنت هذه الغارة مع زيارة خليل الحية، القيادي البارز في «حماس»، إلى القاهرة لإجراء المزيد من محادثات وقف إطلاق النار بهدف حل نزاعات مع إسرائيل قد تُنذر باستئناف القتال في القطاع.

وأعلنت «حماس»، أمس الجمعة، موافقتها على إطلاق سراح مواطن أميركي - إسرائيلي إذا بدأت إسرائيل المرحلة التالية من محادثات وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب بشكل دائم، لكن إسرائيل رفضت العرض ووصفته بأنه «حرب نفسية».

وقالت الحركة إنها عرضت الإفراج عن إيدان ألكسندر (21 عاماً) من ولاية نيوجيرزي الأميركية والمجند في الجيش الإسرائيلي بعد تلقيها اقتراحاً من الوسطاء لإجراء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتقول إسرائيل إنها تريد تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وهو اقتراح أيده المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. لكن «حماس» قالت إنها لن تستأنف إطلاق سراح الرهائن إلا مع بدء المرحلة الثانية.


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: تحركات مكثفة للوسطاء لتفادي التعثر

تحليل إخباري فلسطينية تودع أحد أقاربها ممن قتلوا في غارة إسرائيلية في جباليا شمال غزة يوم الاثنين (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: تحركات مكثفة للوسطاء لتفادي التعثر

تحركات جديدة من الوساطة المصرية - القطرية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي شهد تباينات بين «حماس» والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية شرطيان يمنعان يهوداً متطرفين من دخول مجمع المسجد الأقصى في القدس أبريل 2024 (رويترز) play-circle 00:37

متطرفون يقتحمون الأقصى... وإحباط إدخال قرابين لمسجد القبة

اقتحم متطرفون يهود المسجد الأقصى وحاولوا الوصول إلى مسجد قبة الصخرة، في محاولة لأداء صلوات هناك وتقديم قرابين، في خطوة تستهدف فرض أمر واقع جديد في الحرم القدسي.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي مرضى يخضعون لغسل الكلى داخل «مستشفى الأقصى» في دير البلح بقطاع غزة يوم 17 مارس 2024 (إ.ب.أ)

وفاة ما يزيد على 40 % من مرضى الفشل الكلوي في غزة

أفادت مصادر طبية في قطاع غزة بأن 41 في المائة من مرضى الفشل الكلوي توفوا منذ بداية الحرب؛ لتعذر إجرائهم جلسات الغسل الكلوي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فتاة فلسطينية تحصل على وجبة طعام من نقطة توزيع في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

«أطباء بلا حدود»: المساعدات في غزة يجب أن تُوزّع عبر منظمات تمتلك الكفاءة

قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة يجب أن تُقدّم حصرياً عبر منظمات تمتلك الكفاءة والإرادة لتقديمها بشكل آمن وفعال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ منفذ الهجوم محمد سليمان بعد إلقاء القبض عليه (رويترز)

ماذا نعرف عن منفذ هجوم كولورادو؟

حدَّد مارك ميشاليك المسؤول عن مكتب دنفر الميداني التابع لمكتب التحقيقات الاتحادي هوية المتهم في هجوم كولورادو قائلاً إنه يدعى محمد سليمان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ما التحديات التي تعترض سلطة الشرع بعد 6 أشهر من وصوله إلى دمشق؟

 الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)
الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)
TT
20

ما التحديات التي تعترض سلطة الشرع بعد 6 أشهر من وصوله إلى دمشق؟

 الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)
الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)

خلال الأشهر الستة الأولى من حكمه، تمكّن الرئيس السوري أحمد الشرع من استقطاب المجتمع الدولي ورفع عقوبات اقتصادية خانقة، لكنه يواجه تحديات كبرى، وفق محللين، أبرزها إرساء حكم فعال والنهوض بالاقتصاد، مع الحفاظ على بلده موحداً.

فكيف يمكن للشرع المضي قدماً في الحكم وتخطي تلك الصعوبات؟

بناء الدولة

حين وصل إلى دمشق في 8 ديسمبر (كانون الأول)، بعد إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد، وجد الشرع نفسه أمام 4 سلطات: حكومة مركزية في دمشق، وحكومة إنقاذ تسيّر شؤون إدلب (شمال غرب)، وأخرى تتولى مناطق سيطرة فصائل موالية لأنقرة (شمال)، إضافة إلى الإدارة الذاتية الكردية. ولكل منها مؤسساتها الاقتصادية والعسكرية والقضائية والمدنية.

ويقول المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، رضوان زيادة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أن يتمكن الشرع من أن يضمن الاستقرار ببلد هش سياسياً في مرحلة عصيبة، فهذا إنجاز كبير يُحسب» له.

ويعد «إنجاح المرحلة الانتقالية» التي حدّد مدتها بخمس سنوات، «التحدي الأكثر صعوبة»، وفق زيادة.

وزعزعت أعمال العنف ذات الطابع الطائفي التي طالت الأقلية العلوية وأسفرت خلال يومين عن مقتل أكثر من 1700 شخص، ثم المكون الدرزي، الثقة بقدرة السلطة على فرض الاستقرار وحفظ حقوق أقليات قلقة على دورها ومستقبلها.

ويوضح زيادة «التعامل مع الأقليات من أبرز التحديات الداخلية، وبناء الثقة بين المكونات المختلفة يحتاج إلى جهد سياسي أكبر لضمان تحقيق التعايش والوحدة الوطنية».

وتصطدم مساعي الشرع لبسط سيطرته بمطلب الأكراد بصيغة حكم لا مركزي تمكنهم من مواصلة إدارة مؤسساتهم، وهو ما ترفضه دمشق.

ويقول القيادي الكردي البارز بدران جيا كورد للوكالة: «على الحكومة المؤقتة أن تبتعد عن الحلول الأمنية والعسكرية لمعالجة القضايا» العالقة، وأن «تنفتح أكثر على قبول المكونات السورية... وإشراكها في العملية السياسية».

ولا يلحظ الإعلان الدستوري إجراء أي انتخابات في الفترة الانتقالية، على أن يصار في ختامها وبعد وضع دستور جديد إلى إجراء انتخابات تشريعية.

وحذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الشهر الماضي، من أن السلطة الانتقالية «في ضوء التحديات التي تواجهها، قد تكون على بعد أسابيع... من حرب أهلية شاملة» تؤدي «فعلياً إلى تقسيم البلاد».

ويقول الباحث لدى مركز «تشاتام هاوس» نيل كيليام للوكالة، إن أكبر تحديات الشرع هي «رسم مسار للمضي قدماً، يريد جميع السوريين أن يكونوا جزءاً منه، وأن يتم بذلك بسرعة كافية، ومن دون تهور».

تنظيم الأمن

مقارنة مع دول شهدت تبدلاً سريعاً في السلطة، تمكّن الشرع عموماً من ضمان استقرار نسبي، رغم حلّه أجهزة الأمن والجيش السابقة.

وأثارت أعمال العنف ذات الطابع الطائفي، خصوصاً ضد العلويين، شكوكاً إزاء قدرة الشرع على ضبط فصائل مختلفة، بينها مجموعات متطرفة تثير قلق المجتمع الدولي، وطالبت واشنطن الشرع بدعوتها إلى المغادرة.

واتخذت السلطات مؤخراً سلسلة إجراءات لتنظيم المؤسستين الأمنية والعسكرية، بينها وجوب انضمام قادة الفصائل إلى الكلية الحربية قبل درس ترقيتهم.

وقال مصدر سوري، من دون الكشف عن هويته للوكالة، إن السلطة الانتقالية وجّهت في وقت سابق رسالة إلى واشنطن تعهدت فيها «تجميد ترقيات المقاتلين الأجانب».

ويشكل ملف المقاتلين الأجانب، قضية شائكة، مع عدم قدرة الشرع على التخلي عنهم بعد قتالهم لسنوات إلى جانبه من جهة، ورفض دولهم عودتهم إليها من جهة أخرى.

ويضاف إليهم الآلاف من مقاتلي تنظيم «داعش» المحتجزين مع أفراد عائلاتهم لدى القوات الكردية. ولا تملك السلطة الحالية القدرة عددياً ولوجيستياً على نقلهم إلى سجون تحت إدارتها.

انفتاح اقتصادي ومطالب

ورث الشرع من الحكم السابق بلداً على شفير الإفلاس: اقتصاده مستنزف، ومرافقه الخدمية مترهلة، ونظامه المالي معزول عن العالم، وغالبية سكانه تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.

وانعكس التغيير على حياة الناس، لناحية توافر الوقود وسلع ومنتجات بينها فواكه لم يكن استيرادها ممكناً. وبات التداول بالدولار شائعاً بعدما كان محظوراً.

ومع رفع العقوبات الاقتصادية خصوصاً الأميركية، يولي الشرع، وفق مصدر مقرب منه، أولوية كبرى لمكافحة الفقر ورفع مستوى دخل الفرد. ويعدّ ذلك ممراً «لترسيخ الاستقرار».

لكن رفع العقوبات لا يكفي وحده، ويتعين على السلطات اتخاذ خطوات كثيرة.

ويقول الخبير الاقتصادي كرم الشعار للوكالة: «وضوح الأفق، بمعنى الاستقرار السياسي، يعد نقطة مهمة على طريق التعافي الاقتصادي، لكن هناك عوائق أخرى؛ أهمها الإطار الناظم ومجموعة القوانين اللازمة للاستثمار، والتي تبدو للأسف غامضة في جزئيات كبيرة».

وأعلنت السلطات أنها تعيد النظر حالياً بقانون الاستثمار، وتعمل على تهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات الخارجية، وقال الشرع إن بلاده تعول عليها للنهوض بقطاعات البنى التحتية والمرافق الخدمية.

وتوفير خدمات الكهرباء والتعليم والإنتاج الزراعي، مسألة حيوية لإنماء المناطق المدمرة، من أجل عودة ملايين اللاجئين، وهو مطلب تريد تحقيقه دول أوروبية وأخرى مجاورة لسوريا، كتركيا والأردن ولبنان.

ولا يمر دعم سوريا ورفع العقوبات عنها من دون مطالب، عبّرت واشنطن عن أبرزها: الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، التي شنت مئات الضربات الجوية في سوريا منذ إطاحة الأسد وتتوغل قواتها جنوباً.

ويقول كيليام إن استمرار التصعيد الإسرائيلي يجعل دمشق «بعيدة كل البعد عن التفكير في التطبيع، حتى لو تعرّضت لضغوط كبيرة من الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي».

ولم تعلن دمشق موقفاً واضحاً من التطبيع، لكنها أقرت بتفاوض غير مباشر مع إسرائيل لاحتواء التصعيد.