اقتحم متطرفون يهود المسجد الأقصى، الاثنين، وحاولوا الوصول إلى مسجد قبة الصخرة، في محاولة لأداء صلوات هناك وتقديم قرابين، في خطوة تستهدف فرض أمر واقع جديد في الحرم القدسي.
وقالت مصادر في «دائرة الأوقاف الإسلامية» إن 3 مستوطنين من بين مئات اقتحموا الأقصى، يوم الاثنين، حاولوا الوصول إلى مسجد قبة الصخرة، وهم يحملون بعض الخمر وبقايا أحد القرابين.
وروى شهود عيان كيف أن 3 من المتطرفين كانوا ضمن مجموعة اقتحمت المسجد الأقصى واندفعوا نحو مسجد قبة الصخرة؛ في محاولة لاقتحامه وأداء طقوس دينية هناك، قبل أن يتصدى لهم حراس المسجد، ما أثار حالة من التوتر الشديد في المكان.
وأظهرت مقاطع فيديو حراساً يتصدون للمستوطنين قبل أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية وتبعدهم بالقوة، ثم تدب الفوضى والكثير من التهديدات المتبادلة بين المصلين المسلمين والمستوطنين الذين يردون بأداء ترانيم دينية.
وفي مشهد آخر منع شرطي إسرائيل أحد المستوطنين من الاقتراب من مسجد قبة الصخرة، فيما كان يحمل، على يبدو، جزءاً من قربان في قطعة قماش مليئة بالدم.
تكرار لسلوك بن غفير
وجاءت الحادثة بعد نحو أسبوع من اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى، معلناً من هناك أن الصلاة اليهودية، بما في ذلك السجود (الانبطاح الكامل)، مسموحة في المكان، مستفزاً مشاعر المسلمين والعرب.
وقال بن غفير بعد أن اقتحم المسجد الأقصى آنذاك إن «الكثير من اليهود يتدفقون على جبل الهيكل»، مستخدماً التسمية اليهودية للموقع.
وأضاف: «اليوم، والحمد لله، أصبح من الممكن الصلاة في جبل الهيكل، والسجود. ونشكر الله على ذلك».
ومنذ توليه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) 2022، اقتحم بن غفير الأقصى عدة مرات، وتعهد بتغيير «الوضع القائم» في المسجد، وصولاً إلى إقامة الصلوات اليهودية فيه بحرية كاملة ومن دون قيود.
ويقصد بـ«الوضع القائم» الترتيب السائد منذ عقود بالاتفاق بين إسرائيل والمملكة الأردنية، الذي يُسمح فيه لليهود وغيرهم من غير المسلمين بالتجول في الأقصى خلال ساعات معينة، شريطة أن يكون العدد محدداً ومن دون أي طقوس دينية، أو صلوات.
ويقضي الاتفاق بأن «دائرة الأوقاف الإسلامية» التابعة للأردن هي المسؤولة عن شؤون المسجد، وهو ما يرفضه بن غفير. وتصريحات بن غفير تشجع المتطرفين على الصلاة في الأقصى، وإدخال قرابين كذلك، والمطالبة بإقامة الهيكل مكان المسجد.
استغلال حرب غزة
ومنذ بداية الحرب الحالية على قطاع غزة، تطالب «منظمات الهيكل» الإسرائيلية مؤيديها بالوصول إلى الأقصى بملابس الصلاة مع كتب دينية ولفائف من التوراة، والشمعدان، والأبواق المعدنية، وإدخال قرابين إلى المكان.
وقالت «دائرة الأوقاف الإسلامية»، إن 830 مستوطناً اقتحموا الأقصى، الاثنين، على شكل مجموعات متتالية تحت حماية مشددة من قبل الشرطة الإسرائيلية.
وجاءت الاقتحامات تلبية لدعوات أطلقتها جماعات «الهيكل» المتطرفة، بمناسبة ما يعرف بـ«عيد نزول التوراة»، الذي يأتي بعد عدة أسابيع من «عيد الفصح».
وفرضت سلطات الاحتلال قيودها على دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى، ونشرت الحواجز الشرطية على أبوابه، ومنعت الدخول إليه باستثناء أعداد قليلة من كبار السن.
وقالت «الأوقاف» إن المستوطنين «أدوا طقوساً تلمودية ورقصات استفزازية عند أبواب الأسباط، وحطة، والملك فيصل».