سجال بين «حزب الله» و«الوطني الحر»

نتيجة تغيّب باسيل عن تشييع نصر الله

رجل يبكي على ضريح نصر الله في بيروت (رويترز)
رجل يبكي على ضريح نصر الله في بيروت (رويترز)
TT
20

سجال بين «حزب الله» و«الوطني الحر»

رجل يبكي على ضريح نصر الله في بيروت (رويترز)
رجل يبكي على ضريح نصر الله في بيروت (رويترز)

لم تتوقع قيادة «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه النائب جبران باسيل، أن يتوقف «حزب الله» وبعد ساعات معدودة من انتهاء تشييع أمينَيْه العامين السابقين، عند عدم مشاركة باسيل شخصياً بالمناسبة وإيفاد ممثلين له.

إذ كان لافتاً خروج القيادي في الحزب غالب أبو زينب، في مقابلة تلفزيونية، مساء الأحد، ليستغرب عدم حضور جبران باسيل، مراسم التشييع، قائلاً: «أتحدث بصفة شخصية. تفقّدت جبران واستغربت عدم وجوده في التشييع، وأنا الذي أعرف ما فعله السيد حسن (نصر الله) في سياق العلاقة مع التيار ومن أجله». وأضاف: «قد أتفهم الأمر في الحسابات السياسية، ولكن ليس على المستوى الشخصي».

وكان أبو زينب أبرز من عملوا على بلورة وتوقيع الاتفاق الشهير بين الحزب والتيار عام 2006 الذي عُرف بـ«اتفاق مار مخايل»، وأنتج حلفاً استمرّ لسنوات، وأوصل العماد ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية.

رد «التيار»

وتحول كلام أبو زينب إلى سجال؛ إذ لاقى مواقف مضادة من قياديين وناشطين في «التيار الوطني الحر»، فكتبت نائبة رئيس التيار للشؤون السياسية، مارتين نجم كتيلي، عبر صفحتها على موقع «إكس»: «الحزن بالقلب والوفاء بالمواقف والأفعال، التيار الذي شارك بالتشييع، وقف بجانب المقاومة وجمهورها في الحرب، لكن البعض يجب أن يسأل نفسه أين كان عندما تعرّض التيار للظلم بعهد الرئيس عون؟ وأين كان من حماية الشراكة برئاسة الجمهورية وبفرض حكومة ميقاتي وكسر إرادة المسيحيين؟».

وتابعت: «لن نسأل لمَ لم تسألوا عنا وعن اللبنانيين عندما قررتم أن تخوضوا حرباً أوصلت البلد إلى ما وصل إليه. على كل حال اليوم للصلاة والترحّم. وغداً... يوم جديد».

كيف تدهورت العلاقة؟

وتدهورت علاقة الطرفَيْن خلال ولاية الرئيس السابق ميشال عون واعتبار العونيين أن الحزب لم يُسهم في إنجاح العهد، بل قرّر الوقوف في صف رئيس المجلس النيابي نبيه بري وخصوم التيار السياسيين. واستمر تدهور العلاقة مع ما عدّه العونيون تغطية الحزب لتجاوز حكومة ميقاتي التي كانت تصرّف الأعمال صلاحياتها.

وبلغ الخلاف مداه مع قرار «حزب الله» اتخاذ جنوب لبنان جبهة إسناد لغزة، مما دفع باسيل إلى الخروج ووصف هذا القرار بـ«الخطأ الاستراتيجي»، معتبراً أن «إيران تحارب بـ(حزب الله) وباللبنانيين»، وأن عليها «أن تحارب إسرائيل مباشرة وليس بواسطة اللبنانيين».

وفي ذلك الوقت، شنّ جمهور «حزب الله» حملة كبيرة على باسيل متهماً إياه بـ«نكران الجميل» و«الطعن بالظهر»، في حين عدّ جمهور «التيار» أن باسيل دفع ما يكفي أثماناً لوقوفه إلى جانب «حزب الله»، وأبرزها العقوبات الأميركية التي لا تزال مفروضة عليه.

ومنذ فترة، يتفادى نواب وقياديو «الوطني الحر» الإطلالات الإعلامية وبالتحديد بعد انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية، وهو ما كان يرفضه العونيون بالمطلق. ويبدو أن القيادة تعيد النظر في أدائها خلال المرحلة السابقة للبناء عليه، والاستعداد من صفوف المعارضة للانتخابات النيابية المفترض إجراؤها في مايو (أيار) 2026.

وفد نيابي من «التيار الوطني الحر» وممثل للرئيس السابق ميشال عون خلال مشاركته في تشييع نصر الله (مواقع التواصل الاجتماعي)
وفد نيابي من «التيار الوطني الحر» وممثل للرئيس السابق ميشال عون خلال مشاركته في تشييع نصر الله (مواقع التواصل الاجتماعي)

ويعدّ القيادي السابق في «الوطني الحر» والناشط السياسي المحامي أنطوان نصر الله، أن عدم مشاركة باسيل شخصياً بالتشييع «كان أمراً منتظراً، ولا يفترض استغرابه؛ إذ إن العلاقة بين الحزب وباسيل لطالما كانت غير صحية، ولم تقم يوماً على المصارحة، وإنما على حكمة نصر الله ومظلة ميشال عون»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «عتاب الحزب بالشخصي، ولكن في السياسة الأمور كلها قابلة للإصلاح».

ضغط دولي

ويشير نصر الله إلى أن «التيار يحاول ومنذ فترة الابتعاد عن الحزب، لأن هناك ضغطاً دولياً عليه، كما أنه يعدّ أنه أعطى كل شيء للحزب ولم يعطه شيئاً في المقابل. كما أن الحزب من جهته يعدّ أن التيار لم يقف إلى جانبه، ولم يقدم له شيئاً... لكن وعلى الرغم من ذلك فإن احتمال التلاقي في الانتخابات النيابية يبقى وارداً، لأن هذا القانون يفرض على الأضداد التلاقي، خاصة أن التيار محشور، وهو مستعد للقيام بأي شيء لضمان وجوده واستمراريته، وهذا يسري على (حزب الله) أيضاً في هذه المرحلة».


مقالات ذات صلة

جيفرز إلى بيروت مجدداً... و«حزب الله» يربط سلاحه بتحرير الجنوب

تحليل إخباري رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (الوكالة الوطنية للإعلام)

جيفرز إلى بيروت مجدداً... و«حزب الله» يربط سلاحه بتحرير الجنوب

يترقّب اللبنانيون ما سيحمله رئيس هيئة المراقبة الدولية المشرفة على تطبيق وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز في لقاءاته الأربعاء المقبل في بيروت.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني أمام سيارة تفحمت بسبب غارة إسرائيلية في جنوب لبنان الأسبوع الماضي (أ.ب)

غارة إسرائيلية تقتل عنصراً في «حزب الله» جنوب لبنان

قتل شخص في ضربة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية على بلدة حلتا بجنوب لبنان، في وقت يواصل مسؤولو «حزب الله» انتقاد أداء الدولة اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مناصرون لـ«حزب الله» يشاركون في تشييع مقاتلين ببلدة الطيبة جنوب لبنان يوم 6 أبريل (أ.ف.ب)

قرار نزع سلاح «حزب الله» يربك بيئته: من قوة «منتصرة» إلى نقمة

بعد الإحباط الذي سيطر على بيئة «حزب الله» أعاد الخطاب الجديد لقيادة الحزب بثّ بعض النبض في أوساط مناصريه ومؤيديه

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي أحد عناصر الأمن العام السوري يحمل أسلحة مضادة للدروع عقب ضبط مخزن أسلحة في ريف دمشق (أرشيفية - الأمن العام)

ضبط أسلحة بريف حمص مخبأة في حافلة قادمة من لبنان

أفادت قناة «الإخبارية» السورية، السبت، بضبط شحنة أسلحة في ريف حمص كانت مخبأة في حافلة قادمة من لبنان.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي آلية لـ«اليونيفيل» تسير بمحاذاة الخط الأزرق الحدودي بين لبنان وإسرائيل خلال دورية (اليونيفيل)

إصرار لبناني - دولي على مواصلة دوريات «اليونيفيل» رغم اعتراض إحداها بالجنوب

حسمت الحكومة اللبنانية وبعثة «اليونيفيل» القرار بأن الدوريات مستمرة، وستكمل البعثة الدولية مهامها، وذلك بعد اعتراض إحدى دورياتها في بلدة طيردبا.

نذير رضا (بيروت)

الرئيس اللبناني يدعو واشنطن وباريس إلى «إجبار» إسرائيل على وقف ضرباتها

الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ف.ب)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس اللبناني يدعو واشنطن وباريس إلى «إجبار» إسرائيل على وقف ضرباتها

الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ف.ب)
الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ف.ب)

دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الأحد، الولايات المتحدة وفرنسا، بصفتهما الطرفين الضامنين لاتفاق وقف النار بين إسرائيل و«حزب الله»، إلى «إجبار» الدولة العبرية على «التوقف فوراً» عن ضرباتها، وذلك عقب غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، اليوم.

وجاء في بيان للرئاسة عبر «إكس» أن عون «أدان الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية»، مضيفاً: «على الولايات المتحدة وفرنسا، كضامنين لتفاهم وقف الأعمال العدائية، أن يتحملا مسؤولياتهما ويجبرا إسرائيل على التوقف فوراً عن اعتداءاتها».

وحذّر من أن «استمرار إسرائيل في تقويض الاستقرار سيفاقم التوترات ويضع المنطقة أمام مخاطر حقيقية تهدد أمنها واستقرارها».

واستهدفت غارة إسرائيلية جوية، اليوم، الضاحية الجنوبية لبيروت بعدما وجه الجيش الإسرائيلي إنذاراً لسكان منطقة الحدث بضرورة إخلاء منازلهم تمهيداً لقصفها.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر «إكس»: «إلى جميع السكان الموجودين في منطقة الضاحية الجنوبية، وتحديداً في الحدث، أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لـ(حزب الله)».

وأضاف: «من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم، أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فوراً، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر، وفق ما يُعرض في الخريطة».