«حزب الله» يُحمّل الدولة مسؤولية التحرير ويدرس خيار «المقاومة المدنية»

صورة لنصر الله مرفوعة على ركام منزل في كفركلا الحدودية (أ.ب)
صورة لنصر الله مرفوعة على ركام منزل في كفركلا الحدودية (أ.ب)
TT

«حزب الله» يُحمّل الدولة مسؤولية التحرير ويدرس خيار «المقاومة المدنية»

صورة لنصر الله مرفوعة على ركام منزل في كفركلا الحدودية (أ.ب)
صورة لنصر الله مرفوعة على ركام منزل في كفركلا الحدودية (أ.ب)

بدا موقف «حزب الله» من استمرار احتلال إسرائيل خمس نقاط حدودية مع جنوب لبنان باهتاً، مقارنة بمواقفه السابقة. وقد ردّ كثيرون ذلك إلى خياراته المحدودة في التعامل مع الواقع الراهن، وبالتحديد عدم قدرته على خوض مواجهة جديدة مع إسرائيل مع تقلّص قدراته العسكرية وقطع كل طرق إمداده من طهران.

موقف قاسم

وفي آخر إطلالة له، الأحد الماضي، حمّل الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، الدولة اللبنانية مسؤولية تحرير الأرض، وقال إن «مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة أساساً وحصراً في هذه المرحلة، أن تعمل بكل جهد، بالضغوطات السياسيّة، وبعلاقاتها، وبأيّ عمل آخر، من أجل أن تجعل إسرائيل تنسحب في 18 فبراير (شباط)، وألا تعطي فرصة لا لنقاط ولا لقطعة أرض»، داعيا إيّاها إلى «موقف صلب».

ولم يُسجّل حتى ساعات ما بعد ظهر الثلاثاء أي موقف جديد للحزب مع انتهاء المهلة المفترضة لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان وإعلانها قرارها البقاء في 5 مواقع استراتيجية.

ويبدو واضحاً أن الحزب يُعطي الأولوية اليوم لإنجاح تشييع أمينَيْه العامين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، المقرر يوم الأحد المقبل، وذلك بعد أشهر من التأجيل لاعتبارات عديدة أبرزها أمنيّة. ويتحدث مقربون منه عن خيارات سيدرسها وقد يلجأ إليها حال طال الاحتلال ولم تنجح الدولة اللبنانية في تحرير الأرض بـ«الدبلوماسية».

خلف الدولة

وأشار الكاتب السياسي قاسم قصير، المطلع من كثب على موقف «حزب الله»، إلى أن «الحزب يؤكد أنه خلف الدولة والجيش اللبناني، ولكن إذا استمر الاحتلال فالمقاومة حق طبيعي»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه حتى الساعة، «لم يحدد شكل المقاومة وأسلوبها». وأضاف: «لدى الحزب خيارات عديدة على الصعيد الميداني والسياسي والشعبي، ولكن ستُترك التفاصيل لوقت لاحق».

لبنانية مناصرة لـ«حزب الله» ترفع صورة قتيل وتسير بين الركام في بلدتها كفركلا (أ.ب)

مقاومة مدنية

وبعكس قصير، عدّ العميد المتقاعد جورج نادر أن خيارات «حزب الله» باتت ضيقة جداً، مستبعداً لجوءه إلى الخيار العسكري «بعدما فقد القدرة على خوض أي حرب بعد الضربات الإسرائيلية الكبيرة التي وجّهتها إليه إسرائيل، أضف إلى أنه لا حليف له على الأرض اللبنانية، وأقرب الحلفاء باتوا يتبرؤن منه، وبالتالي هو معزول داخلياً وعربياً ودولياً». ورأى نادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قطع طريق طهران-بيروت براً بعد سقوط نظام الأسد، كما قطع الطريق جواً مع منع الطيران الإيراني من الهبوط في لبنان؛ كلها تجعل احتمال خوض الحزب مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل مستبعداً جداً».

إلا أن نادر لا يستبعد «احتمال أن يستخدم الحزب المدنيين بوصفهم حجة من خلال دفعهم باتجاه (مقاومة مدنية)، مع العلم أن المدنيين لا يقاومون بشكل عفوي وإنما بشكل منظم».

واستغرب نادر انتقاد «حزب الله» موقف الدولة «بعدما شن حرباً من دون الرجوع إليها، ووقّع اتفاقاً مذلاً»، وعبّر عن تخوفه من «بنود سرية مكتوبة أو شفهية باتفاق وقف النار الذي وافق عليه لبنان وضمناً (حزب الله) الذي كان يفاوض باسمه رئيس المجلس النيابي نبيه بري».


مقالات ذات صلة

وعود رسمية بـ«حل منصف» لأموال المودعين اللبنانيين

المشرق العربي بري مستقبلاً وفداً من مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية (رئاسة البرلمان)

وعود رسمية بـ«حل منصف» لأموال المودعين اللبنانيين

أكد كل من رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس البرلمان نبيه بري على استعادة أموال المودعين، وأنه لن يكون هناك شطب للودائع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الجمهورية يترأس اجتماعاً أمنياً في قصر الجمهورية (رئاسة الجمهورية)

وفد أمني لبناني إلى دمشق لبحث التوترات الحدودية... والتعاون المستقبلي

علمت «الشرق الأوسط» أن وزير الدفاع اللبناني اللواء ميشال منسى بدأ اتصالاته لترتيب «زيارة أمنية» إلى سوريا لبحث الوضع الحدودي بين البلدين والتعاون الأمني.

المشرق العربي وزير الاقتصاد السابق أمين سلام (الوكالة الوطنية للإعلام)

القضاء اللبناني يستدعي وزيراً سابقاً لاستجوابه بملف فساد

استدعى القضاء اللبناني وزير الاقتصاد السابق أمين سلام، لاستجوابه في الإخبار المقدّم ضدّه بجرم «الاختلاس والابتزاز وهدر المال العام وتبييض الأموال».

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جنديان لبنانيان يحرسان نقطة أمنية عند الحدود مع إسرائيل (أرشيفية - رويترز)

لبنان يشترط وقف الخروق الإسرائيلية لإنجاح مهمة «مجموعات العمل»

كشفت مصادر أن الموقف اللبناني واضح برفضه أي مفاوضات دبلوماسية مع إسرائيل لتطبيع العلاقات بين البلدين، ولم يسبق لواشنطن أن طرحت الموضوع مع المسؤولين اللبنانيين.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام (إ.ب.أ)

سلام: لا شطب للودائع والبدء بالإصلاح المالي في إعادة التفاوض مع «صندوق النقد»

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أنه على تواصل شبه يومي مع البنك الدولي في سبيل إقرار تخصيص مبلغ أولي قيمته 250 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا «إرهابيين» في مستشفى مهجور بغزة

فلسطيني يحاول إخماد حريق شبَّ في شقة سكنية استهدفتها غارة إسرائيلية بمخيم البريج بقطاع غزة (د.ب.أ)
فلسطيني يحاول إخماد حريق شبَّ في شقة سكنية استهدفتها غارة إسرائيلية بمخيم البريج بقطاع غزة (د.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي: استهدفنا «إرهابيين» في مستشفى مهجور بغزة

فلسطيني يحاول إخماد حريق شبَّ في شقة سكنية استهدفتها غارة إسرائيلية بمخيم البريج بقطاع غزة (د.ب.أ)
فلسطيني يحاول إخماد حريق شبَّ في شقة سكنية استهدفتها غارة إسرائيلية بمخيم البريج بقطاع غزة (د.ب.أ)

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «استهدف إرهابيين»، الجمعة، في مستشفى قال إنه مهجور ويستخدمه مقاتلون من «حماس»، بعدما اتهمته أنقرة بتدمير مستشفى بنته تركيا في قطاع غزة.

وقال ناطق باسم الجيش، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، رداً على سؤال حول الاتهامات التركية: «في وقت سابق، الجمعة، ضربت (القوات الإسرائيلية) إرهابيين في منشأة إرهابية لـ(حماس) كانت سابقاً مستشفى في وسط غزة».

وأدانت وزارة الصحة في غزة ما وصفته بأنه «الجريمة النكراء التي أقدم عليها الاحتلال» بنسف مستشفى الصداقة التركي.

وأضافت الوزارة، في بيان، أن المستشفى هو «الوحيد المخصص لعلاج مرضى الأورام في قطاع غزة»، ونسَفه الجيش الإسرائيلي «بعد أن استخدمه مقراً لقواته، طيلة فترة احتلاله لما يُعرَف بمحور نتساريم».

وبعد هدنةٍ هشة استمرت شهرين، استأنفت إسرائيل، الثلاثاء، قصفها العنيف للقطاع، وباشرت، الأربعاء، عمليات برية جديدة للضغط على حركة «حماس» لتُفرج عن الرهائن المتبقّين.

وأعادت الغارات، غير المسبوقة من حيث الكثافة والنطاق منذ سريان الهدنة، إلى سكان القطاع ذكريات الأيام الأولى من الحرب التي ألحقت به دماراً هائلاً وأزمة إنسانية كارثية.

وأسهم اتفاق وقف إطلاق النار في تحقيق هدوء نسبي والإفراج عن رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين، ودخول مساعدات إنسانية إضافية القطاع، وامتدّت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، جرى خلالها الإفراج عن 33 رهينة؛ بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.

وأسفر هجوم «حماس» على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عن مقتل 1218 شخصاً على الجانب الإسرائيلي، وفق حصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأَسر.

ولا يزال 58 رهينة، من أصل 251 خُطفوا خلال هجوم «حماس»، محتجَزين في غزة؛ بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قضوا.

وأدّت الحرب في غزة إلى مقتل 49 ألف شخص، على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتَعدُّها «الأمم المتحدة» موثوقة.