على أنقاض منزل السنوار... «الجهاد» تسلم أربيل يهود وغادي موزيس لإسرائيل

و«حماس» تسلم بيرغر في جباليا

أربيل يهود التي كانت محتجزة لدى حماس يرافقها مقاتلو حماس والجهاد أثناء تسليمه للصليب الأحمر (أ.ب)
أربيل يهود التي كانت محتجزة لدى حماس يرافقها مقاتلو حماس والجهاد أثناء تسليمه للصليب الأحمر (أ.ب)
TT

على أنقاض منزل السنوار... «الجهاد» تسلم أربيل يهود وغادي موزيس لإسرائيل

أربيل يهود التي كانت محتجزة لدى حماس يرافقها مقاتلو حماس والجهاد أثناء تسليمه للصليب الأحمر (أ.ب)
أربيل يهود التي كانت محتجزة لدى حماس يرافقها مقاتلو حماس والجهاد أثناء تسليمه للصليب الأحمر (أ.ب)

على أنقاض منزل قائد حركة «حماس» يحيى السنـوار، سلم عناصر من «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» و«سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد» في خانيونس اثنين من أسرى إسرائيل أربيل يهود وغادي موزيس للصليب الأحمر في جنوب غزة، وسط تدافع الحشود.

وذكر المركز الفلسطيني للاعلام اليوم الخميس أن «حشودا كبيرة من الأهالي تشارك المقاومة مراسم الإفراج عن أسرى الاحتلال في محيط منزل الشهيد المشتبك يحيى السنوار».

وذكرت شبكة "قدس" الإخبارية الفلسطينية ، أن «المقــــاومة في خانيونس تخرج في عرض عسكري وموكب كبير قبل تسليم الأسرى الإسرائيليين».

يحتفل الإسرائيليون بإطلاق سراح ثلاثة رهائن محتجزين في غزة (أ.ف.ب)

آغام بيرغر

وفي وقت سابق، سلّمت حركة «حماس» للصليب الأحمر الجندية الإسرائيلية آغام بيرغر في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

واصطحب عناصر من «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحماس، بيرغر التي كانت ترتدي اللباس العسكري إلى منصة أقيمت وسط المخيم محاطة بعشرات من المسلحين، قبل تسليمها إلى فريق الصليب الأحمر.وقال مصدر قيادي في «حماس» لوكالة الصحافة الفرنسية إن الصليب الأحمر «وقّع على ورقة باستلام الأسيرة وأنها بصحة جيدة».

مسلحون من حماس يرافقون الرهينة الإسرائيلية أغام بيرغر (رويترز)

وأوضح أن عناصر القسام «سلموا لبيرغر هدايا رمزية، وشهادة بالإفراج عنها».ومن المقرر في وقت لاحق أن تسلم حركة الجهاد الإسلامي رهينتين هما أربيل يهود، وغادي موزيس، في خان يونس، في جنوب قطاع غزة.وقال أبو حمزة الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان إن الحركة «أنهت إجراءات تسليم» الرهينتين.

وأضاف: «سيطلق سراحهما اليوم ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى في صفقة طوفان الأقصى».

وبثت سرايا القدس، صباح الخميس مقطع فيديو ليهود وموزيس.

ويظهر التسجيل الذي تم تصويره في مكان غير معروف الرهينتين وهما يعانقان واحدهما الآخر ويبتسمان.وأقامت سرايا القدس منصة أحيطت بعشرات من عناصرها المسلحين، قرب منزل رئيس حماس في قطاع غزة يحيى السنوار الذي اغتالته القوات الإٍسرائيلية.

يقف مسلحون من حركة «حماس» الفلسطينية حراساً قبل إطلاق سراح الرهائن ومن ضمنهم أربيل يهود (رويترز)

دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الجاري، ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى منه لمدة 42 يوما تجرى خلالها مفاوضات لتنفيذ المرحلة الثانية.

وتهدف الهدنة إلى إنهاء الحرب الأكثر دموية وتدميراً على الإطلاق بين إسرائيل و«حماس».

تجمع الناس قبل تسليم الرهائن من قبل «حماس» (رويترز)

والإسرائيليون الذين من المقرر إطلاق سراحهم هم أربيل يهود (29 عاماً) وآغام بيرغر (20 عاماً) التي اختطفت مع 4 مجندات أخريات تم تحريرهن يوم السبت وجادي موزيس (80 عاماً).

ولم تعرف على الفور هويات المواطنين التايلانديين الذين سيتم إطلاق سراحهم.

30 أسيرا محكومين مؤبد

ومن بين الأشخاص الذين من المقرر إطلاق سراحهم من السجون في إسرائيل، 30 شخصاً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد بعد إدانتهم بشن هجمات مميتة ضد الإسرائيليين.

ومن بين الذين من المقرر الإفراج عنهم زكريا زبيدي، وهو قيادي بارز ومخرج مسرحي سابق شارك في عملية هروب دراماتيكية من السجن في عام 2021 قبل أن يعتقل مجدداً بعدها بأيام.


مقالات ذات صلة

فلسطيني فقد أطفاله في غارة إسرائيلية على كنيسة بغزة يأمل بنهاية الحرب

المشرق العربي الفلسطيني رامز السورية فقد أطفاله الثلاثة في غارة جوية إسرائيلية على مبنى ملحق بكنيسة القديس برفيريوس الأرثوذكسية اليونانية بغزة (شبكة «سكاي نيوز») play-circle

فلسطيني فقد أطفاله في غارة إسرائيلية على كنيسة بغزة يأمل بنهاية الحرب

بينما تحتفل الكنائس المسيحية بعيد الفصح، لا تهدأ الحرب في قطاع غزة بسبب القصف الإسرائيلي المستمر منذ 18 شهراً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية مظاهرة في تل أبيب تطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين بقطاع غزة (أ.ب)

آلاف الإسرائيليين يتظاهرون مطالبين بصفقة للإفراج عن الرهائن

تظاهر آلاف الأشخاص مرة أخرى في إسرائيل، السبت، للمطالبة بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في اجتماع الحكومة يوم الثلاثاء (وفا)

إسرائيل تضيّق على قيادات السلطة الفلسطينية

عادتْ إسرائيل للتضييق على المسؤولين الفلسطينيين في تحركاتهم داخلياً وخارجياً، ضمن سياسة تنتهجها منذ سنوات، خصوصاً في الفترات التي تشهد تصعيداً ميدانياً.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شمال افريقيا جانب من محادثات بدر عبد العاطي مع الرئيس التونسي (الخارجية المصرية)

تحركات مصرية مكثفة لوقف إطلاق النار بقطاع غزة والحشد لخطة الإعمار

تحركات مصرية تتواصل لتقريب وجهات النظر بشأن استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والحشد لتنفيذ خطة الإعمار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في اجتماع الحكومة يوم الثلاثاء (وفا)

إسرائيل تُشدد تضييقها على تحركات قيادات السلطة الفلسطينية

عادت إسرائيل للتضييق على المسؤولين الفلسطينيين في تحركاتهم داخلياً وخارجياً، ضمن سياسة تنتهجها على مدار سنوات، خصوصاً في الفترات التي تشهد تصعيداً ميدانياً.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

العراق... ترقب حذر لنتائج مفاوضات واشنطن وطهران

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع ممثلي الشركات النفطية العاملة في العراق الأحد (رئاسة الوزراء)
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع ممثلي الشركات النفطية العاملة في العراق الأحد (رئاسة الوزراء)
TT

العراق... ترقب حذر لنتائج مفاوضات واشنطن وطهران

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع ممثلي الشركات النفطية العاملة في العراق الأحد (رئاسة الوزراء)
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال اجتماع مع ممثلي الشركات النفطية العاملة في العراق الأحد (رئاسة الوزراء)

مع انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة الأميركية مع إيران بشأن برنامج الأخيرة النووي وأسلحتها الأخرى، يتجدد الحديث في الداخل العراقي عن الانعكاسات المحتملة على العراق في الحالتين: نجاح المسار التفاوضي، أو إخفاقه.

وتشهد الحالة العراقية انقساماً بشأن ملف التفاوض، فالمتعاطفون والحلفاء الداخليون لإيران يتمنون نجاح المفاوضات في تدشين عهد جديد من العلاقات الإيجابية بعيداً عن لغة الحرب وحالة العداء الدائمة، في مقابل «أماني» خصوم طهران في العراق بفشل المفاوضات، وتالياً تدمير قدرات إيرانية العسكرية؛ وإن أمكن إزاحة نظام حكمها.

مع ذلك، لا يشك الطرفان في أن المسار التفاوضي الحالي ستكون له «انعكاساته المؤكدة» على العراق في حال نجاحه أو فشله. ويتوقع الجميع أن تمتد تلك الانعكاسات لتشمل معظم القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية.

ومع حال الترقب العراقي حيال المفاوضات، يعتقد الباحث والكاتب إبراهيم العبادي أن نجاحها أو فشلها سيكون له «ارتداد مباشر على العراق؛ إيجاباً أو سلباً».

ويرى العبادي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن نجاح المفاوضات «يخفف الاحتقان بين الجانبين، ويرخي حالة الشد والضغط التي يمارسها الطرفان عبر أدواتهما المباشرة وغير المباشرة؛ أميركا تضغط على إيران مالياً واقتصادياً بما يدفع الأخيرة إلى سلوك تكتيكات معقدة للالتفاف على العقوبات، ومنها الاستفادة من المنظومة المالية العراقية عبر أذرع وأطراف عراقية تعتقد أن من واجبها مساعدة إيران».

وفي إشارة ضمنية إلى الفصائل المسلحة الموالية لطهران، يؤكد العبادي أن «بعض القوى العراقية لا تنكر أنها تقف إلى جانب إيران، وأنها ستكون في مواجهة أي ضربة عسكرية أميركية إسرائيلية، وربما تلجأ تلك القوى إلى مهاجمة المصالح الأميركية في العراق والمنطقة، ومهاجمة إسرائيل مباشرة بالمسيّرات والصواريخ، لا سيما أن أنباءً تتحدث عن تزويد طهران حلفاءها من العراقيين بالصواريخ بعيدة المدى».

ويؤكد العبادي أن «العراق سيتضرر كثيراً من الضغوط القصوى التي تمارسها أميركا على إيران، خصوصاً إذا ما قررت واشنطن مواصلة منع العراق من استيراد الغاز الإيراني الضروري لإنتاج الكهرباء. والفشل في تزويد المواطنين العراقيين الكهرباء في فصل الصيف الحار يمثل معضلة مزمنة للحكومات العراقية لطالما أربكت الوضعين الأمني والسياسي».

من هنا، فان «العراقيين ينظرون بقلق وتوتر بالغَين إلى كل تصريح أو بادرة أميركية من شأنها الضغط على إيران وحلفائها، كما يخشى العراق من تدهور أمني في المنطقة قد تتعطل معه صادرات النفط التي تمر عبر مضيق هرمز؛ فإيران تهدد بغلقه في حال اندلاع حرب بينها وبين أعدائها».

ويخلص العبادي إلى أن «نجاح مفاوضات إيران وأميركا يخفف من اندفاع القوى العراقية المتشددة ضد الولايات المتحدة وسياستها في المنطقة، ويرخي الضغط السياسي والإعلامي والتكتيكات الأمنية التصعيدية التي تمارسها قوى عراقية لمنع أي تقارب عراقي - عربي، أو جلب أي استثمارات أميركية أو خليجية إلى العراق».

ويتفق الدكتور إحسان الشمري، رئيس «مركز التفكير السياسي» أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعه بغداد، في أن مفاوضات واشنطن وطهران «ستكون لها ارتدادات بمساريها الإيجابي أو السلبي».

ويقول الشمري لـ«الشرق الأوسط»: «إذا ما ذهبت واشنطن وطهران إلى عقد الصفقة، فستنخفض حالة التوتر في العراق بما لا يقبل الشك، وهذا سيجنبه أن يتحول ساحة اشتباك في حالة الإخفاق».

وعما إذا كانت واشنطن ستتمكن من إقناع طهران أو ستجبرها على الانكفاء على نفسها داخلياً والتخلي عن حلفائها، يشير الشمري إلى أن ذلك «سيغير كثيراً من موازين القوى السياسية الداخلية، خصوصاً أن واشنطن لن ترضى بأن تتقاسم مع إيران النفوذ في العراق، كما أنها لن تسمح عبر المفاوضات أو من دونها باستمرار إيران في نفوذها الإقليمي بالعراق وغيره».

في كلتا الحالين؛ النجاح أو الإخفاق، «فإننا أمام تحولات عميقة، خصوصاً تلك المرتبطة بفكرة الشرق الأوسط الجديدة التي بدأ تطبيقها بشكل تدريجي وسيناريوهات مختلفة».

أما إذا كان الفشل مصير المفاوضات، فإن الشمري يرى «أننا سنكون أمام تداعيات أمنية خطيرة؛ لأن ذلك سيحفز الفصائل العراقية المسلحة على استهداف المصالح الأميركية في العراق والمنطقة، وهذا بدوره سيؤدي إلى رد عنيف من قبل واشنطن، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى تقويض العملية السياسية برمتها».

من جانبه، يتوقع الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي مجموعةَ انعكاسات محتملة التحقيق في حال اتُّفق على الملف النووي الإيراني في مفاوضات واشنطن وطهران.

وقال المرسومي، في تدوينة على منصة «فيسبوك»، إن أحد تلك الانعكاسات سيتمثل في «ازدياد الضغط على أسعار النفط العالمية نتيجة إطلاق ما بين نصف مليون ومليون برميل يومياً من النفط الإيراني؛ مما سيعزز المسار التنازلي لأسعار النفط».

وهذا المسار ستكون له «ارتدادات إيجابية على ملف الطاقة فيما يتعلق باستيراد العراق الكهرباء والغاز الإيراني؛ بسبب إمكانية تحويل الدولار إلى إيران عبر النظام المصرفي».

ويتوقع المرسومي أن «تتقلص الفجوة بين السعرَين الرسمي والموازي للدولار مقابل الدينار؛ بسبب السماح بتمويل التجارة الخارجية عبر القنوات المصرفية» في حال نجاح مسار المفاوضات.