أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان مقتل شخصين، وإصابة 17 آخرين بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان، الاثنين.
وقالت السلطات أيضاً إن القوات الإسرائيلية قتلت 22 شخصاً في جنوب لبنان، الأحد، مع انقضاء الموعد النهائي لانسحابها ومحاولة الآلاف العودة إلى منازلهم في تحدٍّ للأوامر العسكرية الإسرائيلية.
واندفع مئات اللبنانيين، منذ صباح أمس، محاولين على متن مركبات أو مشياً، دخول بلدات وقرى حدودية لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي الذي أطلق النار تجاههم. ويأتي ذلك في يوم انقضاء مهلة انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق حدودية توغلت فيها خلال الحرب مع «حزب الله».
واليوم، توافد سكّان إلى مشارف القرى الحدودية في جنوب لبنان، استعداداً لدخولها برفقة الجيش اللبناني، وذلك بعد إعلان البيت الأبيض، الأحد، أنه تم تمديد «الاتفاق» بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير (شباط)، بعد عدم التزام إسرائيل بالموعد النهائي لسحب قواتها من الجنوب اللبناني.
![جنود لبنانيون يظهرون من نافذة مركبة مدرعة تابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قرية ميس الجبل جنوب لبنان (أ.ب)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/935449.jpeg)
وبموجب الاتفاق الذي أوقف الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل، كان أمام القوات الإسرائيلية حتى الأحد لتنسحب من مناطق حدودية توغلت فيها خلال الحرب، لكن إسرائيل أكدت هذا الأسبوع أن قواتها ستبقى إلى ما بعد المهلة، بينما اتهمها الجيش اللبناني بـ«المماطلة».
وأفادت «الوكالة الوطنية» عن وصول «تعزيزات من الجيش» اللبناني إلى «مشارف بلدة ميس الجبل» الحدودية، مضيفة أن المواطنين بدأوا في التجمّع على «مداخل البلدة»، استعداداً للدخول إليها مع الجيش.
وقالت إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار «باتجاه عناصر الجيش المتمركزين» غرب ميس الجبل، «دون وقوع إصابات».
![دبابة إسرائيلية متمركزة في قرية ميس الجبل تظهر من نافذة مركبة مدرعة تابعة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جنوب لبنان (أ.ب)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/935450.jpeg)
وفي بلدة حولا المجاورة، قالت الوكالة إن السكان دخلوا إليها بعد «انتشار الجيش (اللبناني) في عدد من أحيائها».
وفي بلدة برج الملوك، شاهد مصوّر «وكالة الصحافة الفرنسية» في المكان صباحاً تجمّعاً للعشرات من السكان خلف ساتر ترابي، من نساء وأطفال ورجال، رافعين أعلام «حزب الله» الصفراء، على أمل أن يتمكنوا من التوجه نحو بلدة كفر كلا الحدودية التي لم تنسحب منها القوات الإسرائيلية، وسط انتشار آليات للجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).
وعلى الطريق المؤدي إلى القرى الأمامية، شاهد مراسل الصحافة الفرنسية عشرات السيارات التي تقلّ نساءً ورجالاً وأطفالاً صباح اليوم متجهين نحو بلداتهم.
وفي مدينة بنت جبيل، التي تعدّ مدخلاً لعدد كبير من البلدات والقرى الحدودية في جنوب لبنان، كان سكّان ومناصرون لـ«حزب الله» يقومون بتوزيع صور للأمين العام للحزب حسن نصر الله الذي قُتل بغارة إسرائيلية في 27 سبتمبر (أيلول)، وحلوى ومياه وملصقات تحمل عبارة «نصر من الله» للعابرين في سياراتهم. ورفعت نساء صور مقاتلين من «حزب الله» قضوا خلال الحرب.
وطلب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الاثنين، من سكان الجنوب «الانتظار» قبل العودة إلى قراهم، مضيفاً أنه سيتم إعلامهم «حول الأماكن التي يمكن العودة إليها».
وقُتل 22 شخصاً، الأحد، في «اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة»، بحسب وزارة الصحة.
![يفتح جندي لبناني الطريق أمام سيارة إسعاف تحمل جريحاً لبنانياً أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء محاولته دخول قريته عيترون في جنوب لبنان (د.ب.أ)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/935451.jpeg)
وأعلنت الحكومة اللبنانية، الاثنين، أنها وافقت على تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى 18 فبراير بعد وساطة أميركية.
وأكد الجيش اللبناني في بيان، مساء الأحد، أنه «يواصل مواكبة الأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية والوقوف إلى جانبهم».
وأوضح أنه «يستكمل الدخول إلى بلدات جنوبية عدة والانتشار فيها، ويدعو المواطنين إلى التزام توجيهات الوحدات العسكرية».