استجابة فلسطينية لضبط السلاح داخل مخيمات لبنان

مصدر أمني: المعالجة في إطار سياسة الحكومة وينفّذها الجيش والأجهزة الأمنية

مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)
مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

استجابة فلسطينية لضبط السلاح داخل مخيمات لبنان

مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)
مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان (الوكالة الوطنية للإعلام)

بدأ العمل جدياً في لبنان على تنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، بعدما كان قد شدد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عماد في خطاب القسم على ضرورة «تنظيم السلاح الفلسطيني داخل مخيمات لبنان»، وتشديده على «تحسين الوضع الإنساني للاجئين». وقد عقدت «لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني»، قبل ثلاثة أيام، اجتماعاً موسعا في السراي الحكومي للبحث في هذا الأمر، ضم الفصائل الفلسطينية كافة لإعلان «إقفال ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بشكل كامل، ووضع أطر تنظيم السلاح داخل المخيمات، انسجاماً مع ما ورد في خطاب القسم لجهة بسط سيادة الدولة على أراضيها كافة».

وفي حين لم تتضح حتى الآن الآلية التي ستعتمدها الدولة اللبنانية لمصادرة أو تنظيم السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، أكد مصدر أمني لبناني، أن «السلاح الفلسطيني سيعالَج في إطار السياسة التي ترسمها الحكومة اللبنانية، وينفذها الجيش مع الأجهزة الأمنية، بالتعاون والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات وعلى رأسها حركة (فتح) الممثل الرسمي للشعب الفلسطيني، وهناك تفهّم كامل من الجانب الفلسطيني». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «ضبط السلاح الفلسطيني هو محطة في مسار تسليم كلّ السلاح غير الشرعي للدولة اللبنانية، فلا ذريعة بعد اليوم لبقائه بيد أي تنظيم». وقال: «إذا كان قرار حصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية سيشمل في المرحلة المقبلة التنظيمات اللبنانية، فمن باب أولى أن ينسحب على السلاح الفلسطيني وقد يبدأ به، وهذا سيكون من ضمن استراتيجية تضعها الدولة التي ستأخذ طريقها إلى التنفيذ».

ولأول مرّة يلقى الموقف الرسمي الصادر عن رأس الدولة اللبنانية، استجابة فلسطينية سريعة، واستعداداً للتعاون مع لبنان لوضع حدّ لتفلّت هذا السلاح، وأعلن عضو المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر، أن منظمة التحرير الفلسطينية «تقرّ بأن المخيمات الفلسطينية هي جزء من الأراضي اللبنانية، وبالتالي تقع تحت سلطة الدولة اللبنانية وقوانينها». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك تعاوناً تاماً ما بين الأجهزة الأمنية اللبنانية ومنظمة التحرير داخل المخيمات، التي سلّمت عدداً من المطلوبين الفلسطينيين واللبنانيين ومن جنسيات الأخرى لجأوا إلى المخيمات لمحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها»، مشيراً إلى أن «منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات».

وقال زعيتر إن «السلاح الفلسطيني في لبنان ينقسم شقين، سلاح خارج المخيمات لا يُعدّ سلاحاً فلسطينياً، هو تابع للجبهة الشعبية - القيادة العامة، وحركة (فتح الانتفاضة) اللتين سارعتا إلى تسليم سلاحهما ومواقعهما العسكرية في البقاع والناعمة (جنوب بيروت) فور سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أما السلاح داخل المخيمات فهو سلاح فردي، أما السلاح الثقيل فأدخل إلى المخيمات بمراحل سابقة، وكانت غايته النيل من منظمة التحرير التي تمثّل مركزية القضية الفلسطينية»، مذكراً بأن الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس «دائماً ما يؤكد على التنسيق مع الجانب اللبناني لضبط هذا السلاح».

وجدَّد الرئيس جوزيف عون في خطاب القسم، التزامه بـ«مبدأ عدم توطين الفلسطينيين في لبنان؛ حفاظاً على حق العودة، والتأكيد على فرض سلطة الدولة اللبنانية على جميع المخيمات الفلسطينية». وتمنّى هيثم زعيتر ألّا «يقف الأمر عند ضبط السلاح، بل أن يشمل الجانب الإنساني للشعب الفلسطيني». وقال: «الرئيس جوزيف عون وعى باكراً عدالة القضية الفلسطينية، ومنذ أن وصل إلى قيادة الجيش (عام 2017) ترسخت العلاقة الوطيدة معه لضبط الأمن والتنسيق لحفظ أمن المخيمات، وفي خطاب القسم لمسنا إيجابية كبيرة من خلال حديثه عن عدالة القضية الفلسطينية ورفض التوطين وحقّ العودة، وليس من الزاوية الأمنية فقط».

اجتماع لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني في السراي الحكومي (لجنة الحوار)

وكانت لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني عقدت اجتماعاً موسعاً في السراي الحكومي، ضم الفصائل الفلسطينية كافة لإعلان إقفال ملف السلاح الفلسطيني خارج المخيمات بشكل كامل، وذلك في سياق ما ورد في خطاب قسم الرئيس جوزيف عون حول تطبيق سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها. وأكد رئيس اللجنة الدكتور باسل الحسن الذي ترأس الاجتماع، على «إقفال ملف السلاح خارج المخيمات والملف الحقوقي المُلحّ».


مقالات ذات صلة

سقوط صاروخ شرق لبنان جراء اشتباكات في سوريا

المشرق العربي انتشر الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية - السورية بعد سقوط الصاروخ منعاً لتسلل مسلحين من الأراضي السورية (رويترز)

سقوط صاروخ شرق لبنان جراء اشتباكات في سوريا

سقط صاروخ، اليوم الخميس، في البقاع شرق لبنان على أطراف بلدة القصر الحدودية مع سوريا؛ جراء اشتباكات داخل الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رؤساء الجمهورية جوزيف عون والنواب نبيه بري والمكلف تشكيل الحكومة نواف سلام في قصر بعبدا اليوم (إ.ب.أ)

لبنان: اجتماع بين عون وبري وسلام... ولا حكومة

اجتمع الرئيس اللبناني جوزيف عون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام في قصر بعبدا اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة وزّعها المكتب الصحافي لرئاسة الجمهورية اللبنانية 29 يناير 2025 تظهر الرئيس اللبناني المنتخب حديثاً جوزيف عون بالقصر الرئاسي في بعبدا شرق بيروت (أ.ف.ب)

عون يعوّل على دعم الاتحاد الأوروبي للبنان لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن لبنان يتطلع إلى وقوف دول الاتحاد الأوروبي بجانبه في المطالبة بتطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الإليزيه في باريس 22 يوليو 2022 (رويترز)

السيسي يؤكد في اتصال مع ماكرون ضرورة تنفيذ حل الدولتين

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في دعم تنفيذ حل الدولتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي خامنئي يستقبل قاسم في إيران (أرشيفية - المركزية)

خامنئي يعزز مكانة قاسم بتعيينه ممثلاً له في لبنان

عيّن المرشد الإيراني علي خامنئي، أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم، ممثلاً له في لبنان

«الشرق الأوسط» (بيروت)

وزير الخارجية الإسرائيلي: ليست لدينا تفاصيل بعد بشأن خطة ترمب لغزة

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ب)
TT

وزير الخارجية الإسرائيلي: ليست لدينا تفاصيل بعد بشأن خطة ترمب لغزة

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ب)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم الخميس، إن إسرائيل ليست لديها تفاصيل حتى الآن بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة.

وأضاف وزير خارجية إسرائيل رداً على سؤال بشأن خطة ترمب لغزة خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي: «إذا رغب الناس في الهجرة فلا بد أن يتمكنوا من ذلك»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تحدث في وقت سابق عن خطة «لتنظيف» غزة، داعياً لنقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن. ورفضت الدولتان ذلك بشكل قاطع.

وقال الرئيس الأميركي، في وقت سابق اليوم، إن الولايات المتحدة ستتسلم قطاع غزة من إسرائيل بعد انتهاء الحرب، وإن الفلسطينيين سُيعاد توطينهم في مجتمعات أكثر أماناً في المنطقة.

وأضاف أن الولايات المتحدة ستبدأ «ببطء وحرص في بناء ما سيصبح واحداً من أروع مناطق التطوير على وجه الأرض» في قطاع غزة، بالتعاون مع فرق تطوير من شتى أنحاء العالم.