إردوغان: سنتخذ قريباً خطوات جذرية لتصفية «الوحدات» الكردية في سوريا

القوات التركية تعمل على تثبيت نقطة عسكرية في اللاذقية... وتواصل قصف شرق حلب

إردوغان تعهّد خلال خطاب في أضنة جنوب تركيا بإنهاء وجود «الوحدات الكردية» في سوريا (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهّد خلال خطاب في أضنة جنوب تركيا بإنهاء وجود «الوحدات الكردية» في سوريا (الرئاسة التركية)
TT
20

إردوغان: سنتخذ قريباً خطوات جذرية لتصفية «الوحدات» الكردية في سوريا

إردوغان تعهّد خلال خطاب في أضنة جنوب تركيا بإنهاء وجود «الوحدات الكردية» في سوريا (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهّد خلال خطاب في أضنة جنوب تركيا بإنهاء وجود «الوحدات الكردية» في سوريا (الرئاسة التركية)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده ستتخذ قريباً خطوات جذرية لحل مشكلة وجود «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تقود «قوات سوريا الديمقرطية» (قسد) في سوريا وتصفيتها، ولن تسمح بتقسيم سوريا إلى 3 أجزاء.

وبينما تتوسّع الضربات التركية على محاور وجود «قسد» في شمال شرقي سوريا، بالإضافة إلى الاشتباكات المستمرة على محور سد تشرين في شرق حلب، قال إردوغان إن تركيا لن تتهاون على الإطلاق مع «وحدات حماية الشعب»، التي تشكل امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، المصنّف منظمة إرهابية في تركيا، مشيراً إلى أن الوحدات الكردية «تحتل» ثلث مساحة سوريا.

وأضاف أن تركيا تقدّم وستواصل تقديم كل الدعم اللازم إلى الشعب السوري، وأن هدفها هو تصفية جميع التنظيمات الإرهابية في سوريا بطريقة سلسة أو بالقوة.

إردوغان متحدثاً خلال مؤتمر لحزبه في أضنة السبت (الرئاسة التركية)
إردوغان متحدثاً خلال مؤتمر لحزبه في أضنة السبت (الرئاسة التركية)

وتابع إردوغان، خلال كلمة له في مؤتمر إقليمي لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في أضنة (جنوب تركيا)، السبت، أن تركيا موجودة في سوريا وفي مناطق أخرى من العالم وتتابع التطورات من كثب، انطلاقاً من رؤية استراتيجية تسعى إلى تحقيق مصالحها، وأنه «لا مجال للصدفة أو الحظ في إدارة السياسة التركية».

دعم إدارة دمشق

وقال إردوغان: «بهذه الطريقة، نهدف إلى ضمان أمننا وإزالة العراقيل التي تقف أمام سلامة أراضي جارتنا (سوريا) ووحدتها السياسية وسلامها الداخلي، ولا يمكن أن نشعر بالأمان التام ما دام هناك إرهابيون انفصاليون» يحملون السلاح في سوريا.

ولفت إلى أن «(تنظيم الوحدات الكردية)، الذي يحتل ثلث أراضي سوريا وينهب قسماً كبيراً من مواردها الطبيعية، يُعد العائق الأكبر أمام الأمن والسلام في هذا البلد»، ومع تغيّر الأجواء الدولية، فإن «السيناريوهات التي وُضعت في المنطقة من خلال هذا التنظيم الإرهابي لم تعد صالحة».

اللاجئون السوريون يواصلون العودة إلى بلادهم (أ.ب)
اللاجئون السوريون يواصلون العودة إلى بلادهم (أ.ب)

وشدد إردوغان على أن تركيا لن تجبر أي سوري على العودة إلى وطنه، وتبذل مساعيها لتقديم الدعم إلى الإدارة الجديدة في دمشق، و«عازمون على عدم ترك أشقائنا السوريين وحدهم في إعادة بناء مؤسسات الدولة وإعمار البلاد».

وأضاف: «كما سنعمل على توفير التسهيلات اللازمة للمهاجرين السوريين في بلدنا ممن يرغبون في العودة إلى ديارهم بطريقة طوعية وكريمة، ولن نسمح للمعارضة وللعنصريين عديمي الإنسانية بتقويض رابط الأخوة بين الأنصار والمهاجرين (الأتراك والسوريين)».

اشتباكات شرق حلب

في الوقت ذاته، واصلت تركيا قصفها الجوي على محور سد تشرين وجسر قره قوزاق ومناطق في عين العرب (كوباني) في شرق حلب.

قصف تركي على محور سد تشرين في شرق حلب (أ.ف.ب)
قصف تركي على محور سد تشرين في شرق حلب (أ.ف.ب)

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، السبت، بمقتل 3 مدنيين وإصابة 14 آخرين بجروح متفاوتة، جرّاء تجدّد الضربات الجوية بالمسيّرات التركية على تجمع لمواطنين عند سد تشرين بريف منبج شرق حلب؛ حيث تتواصل الاحتجاجات الشعبية عند السد رفضاً للهجمات التركية.

وقال إن طائرة حربية تركية قصفت محيط جسر قره قوزاق، ودوّى انفجار عنيف في الموقع المستهدف.

كما قصفت الطائرات الحربية التابعة للقوات التركية مدرسة في قرية الجعدة ومنزلاً في قرية ديكان، بالإضافة إلى استهداف موقع لصيانة السيارات في بلدة صرين بريف عين العرب (كوباني)، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، بحسب «المرصد» الذي أحصى مقتل 423 شخصاً من الفصائل الموالية لتركيا في «الجيش الوطني السوري» و«قسد» في الصراع الدائر حالياً.

وكانت سيارة مفخخة انفجرت، الجمعة، في شارع الرابطة وسط مدينة منبج، في حادثة هي الثالثة من نوعها بعد سيطرة فصائل «الجيش الوطني السوري» على المدينة في الشهر الماضي، بعد معارك مع «قسد» وقوات «مجلس منبج العسكري» التابعة لها.

القوات التركية تحضّر لإقامة نقطة عسكرية في اللاذقية (المرصد السوري)
القوات التركية تحضّر لإقامة نقطة عسكرية في اللاذقية (المرصد السوري)

في الوقت ذاته، دخلت قوات تركية مناطق وقرى في ريف اللاذقية الشمالي؛ حاملةً أجهزة هندسية وقياس مساحة، حيث تمّ قياس مساحة منطقة الكاملية المرتفعة. وأفاد «المرصد السوري» بأن القوات التركية تحضّر لتثبيت نقطة عسكرية في الموقع، بالتوازي مع رفع العلم التركي في مختلف القرى والمدارس التركمانية.

ولفت إلى أنه وفي أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، طرد مواطنون في قرية العيسوية ذات الغالبية التركمانية (40 كيلومتراً شمال اللاذقية) المعلمين والمعلمات من مدرسة القرية على خلفية انتمائهم الطائفي.


مقالات ذات صلة

مسؤول كردي: اتفاق حلب خطوة تمهيدية لعودة مهجّري مدينة عفرين

المشرق العربي لافتة مرورية تشير إلى العاصمة دمشق ومدينة حلب ثاني كبرى مدن سوريا (الشرق الأوسط)

مسؤول كردي: اتفاق حلب خطوة تمهيدية لعودة مهجّري مدينة عفرين

اتفاق أحياء حلب دخل حيز التنفيذ لحظة التوقيع عليه، في سياق أوسع لتطبيق بنود الاتفاق الموقّع بين الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد «قسد» مظلوم عبدي.

كمال شيخو (القامشلي (سوريا))
المشرق العربي نص الاتفاق بين الدولة السورية و«قسد» في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب

اتفاق الدولة السورية مع «قسد» على الانسحاب العسكري من حلب

أعلن في محافظة حلب، شمال سوريا، مساء الثلاثاء، عن اتفاق بين مجلس حيي الأشرفية والشيخ مقصود، وممثلي لجنة الرئاسة السورية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص أكراد سوريون يحتفلون في القامشلي بالاتفاق بين الإدارة السورية و«قسد» (أرشيفية - رويترز)

خاص أكراد سوريا مستاؤون من دمشق لإقصائهم عن تشكيل الحكومة الانتقالية

برز الاستياء واضحاً لدى أكراد سوريا جراء استثنائهم من المشاورات لتأليف الحكومة الانتقالية التي ستعلنها دمشق خلال ساعات

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية تركيا دفعت بتعزيزات عسكرية إلى شمال سوريا وسط الحديث عن إنشاء قواعد عسكرية (إعلام تركي)

إردوغان يتفق مع بوتين على العمل لوحدة سوريا ودعم حكومتها

دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية إلى عدد من المناطق في شمال سوريا وعلى محاور المواجهات مع «قسد» شرق حلب، بينما أكد الرئيس رجب طيب إردوغان العمل مع روسيا لوحدة سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال استقبال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في واشنطن الثلاثاء (رويترز)

تركيا تبحث مع أميركا الانسحاب من سوريا ودعم إدارتها لتحقيق الاستقرار

اتفقت تركيا والولايات المتحدة على أهمية التعاون مع الإدارة السورية ودعم المرحلة الانتقالية وتحقيق الاستقرار في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

المئات يحتجون ضد «حماس» والحرب في غزة... والحركة تحذّر

نساء يبكين أحباءهن الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية استهدفت عيادة تابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
نساء يبكين أحباءهن الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية استهدفت عيادة تابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
TT
20

المئات يحتجون ضد «حماس» والحرب في غزة... والحركة تحذّر

نساء يبكين أحباءهن الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية استهدفت عيادة تابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
نساء يبكين أحباءهن الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية استهدفت عيادة تابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)

نُظمت مظاهرة كبيرة جديدة ضد حركة «حماس» وحرب غزة، الأربعاء، في شمال قطاع غزة.

وطالب مئات الأشخاص، ومن بينهم نساء وأطفال، حركة «حماس» الفلسطينية بالانسحاب، حسبما قال شهود عيان لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

كما أكد المحتجون خلال المظاهرة التي نظموها بين أنقاض مدينة بيت لاهيا، معارضتهم خطط الولايات المتحدة لنقل السكان.

وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تردد أنها للمظاهرة، الفلسطينيين وهم يهتفون ضد الحركة.

وفي الأسبوع الماضي، كانت هناك احتجاجات في قطاع غزة ثلاثة أيام متتالية ضد حكم «حماس» والحرب مع إسرائيل. ومثل هذه المظاهرات نادرة للغاية، حيث يتردد أن مسلحي الحركة يقمعون المعارضة الداخلية بقوة.

«حماس» تحذّر من «إشاعة الفوضى»

وازدادت مؤشرات وجود معارضة شعبية لحركة «حماس» بعد 18 شهراً من اندلاع الحرب مع إسرائيل، وذلك عقب اعتراف عائلة من قطاع غزة هذا الأسبوع بقتل فرد من قوة الشرطة التي تديرها الحركة، بعد قولهم إن أحد أقاربهم قُتل بالرصاص.

وأثار ذلك تحذيراً من وزارة الداخلية التي تديرها «حماس» بأنها لن تتسامح مع الأعمال التي تقوّض النظام العام.

لكن في أعقاب احتجاجات على «حماس» نظمها مئات المتظاهرين في شمال غزة الشهر الماضي، أبرزت الواقعة ازدياد استعداد بعض المدنيين في غزة للتعبير عن انتقاداتهم للحركة أو التحرك ضدها.

وأثار إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر جديدة بالإخلاء غضب السكان، وقال الجيش إن الأوامر تأتي عقب إطلاق مسلحين صواريخ من المنطقة.

وربما يكون التراجع الحاد لحضور شرطة «حماس» وقوات الأمن في الأسابيع الماضية، منذ استئناف الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق، قد شجع المتظاهرين على النزول إلى الشوارع. وجاء هذا الانخفاض بعد ازدياد أعداد الشرطة خلال وقف إطلاق النار في يناير (كانون الثاني).

وسلط مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي الأضواء على المشاعر المناهضة للحركة. ويظهر في المقطع قتل شرطي في الشارع بإطلاق النار عليه في الرأس ثم رشقه بالرصاص من بندقية آلية.

وأصدرت العائلة، وهي عائلة معروفة في دير البلح بوسط قطاع غزة، بياناً على مواقع التواصل الاجتماعي تداوله عدد من الأقارب قالت فيه إنها قتلت الشرطي، دون أن تحدد من أطلق النار، لكنها أوضحت أيضاً أنه لم يكن عملاً مخططاً له.

وقالوا إن أحد أفراد الأسرة قُتل برصاص شرطي في وقت كانت تحاول فيه الشرطة حل نزاع خارج موقع لتخزين الطحين (الدقيق)، رافضين فكرة أن يكون أصيب بشظايا.

وأوضحت «حماس» في بيان «لن نسمح لأي جهةٍ كانت بإشاعة الفوضى في قطاع غزة، أو أخذ القانون باليد»، مضيفة أنها بدأت إجراءات لتقديم المتورطين للعدالة.

وفي بيان منفصل، ذكرت «حماس» أن مقتل الشرطي جريمة «تخدم الأهداف الصهيونية في محاولة كسر الجبهة الداخلية الفلسطينية وإشاعة الفلتان والفساد».

وفي حادث آخر بمدينة غزة، اتهمت عائلة أخرى شرطة «حماس» بإطلاق النار على أحد أقاربها وقتله وتوعدت بالانتقام. وأفادت العائلة في بيان «نؤكد أن دم ابننا لن يضيع هدراً».