جهود دولية ولبنانية للتوافق على رئيس قبل جلسة الانتخاب

«حزب الله» يربط انتخابه أي رئيس بـ 3 ملفات

البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة سابقة (أرشيفية)
البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة سابقة (أرشيفية)
TT

جهود دولية ولبنانية للتوافق على رئيس قبل جلسة الانتخاب

البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة سابقة (أرشيفية)
البرلمان اللبناني منعقداً في جلسة سابقة (أرشيفية)

يصل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء إلى بيروت للدفع قدماً باتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني في الجلسة الانتخابية المحددة يوم الخميس المقبل.

وتأتي زيارة لودريان بالتزامن مع زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين الذي يتولى مهمة مزدوجة مرتبطة بملفي اتفاق وقف إطلاق النار والاستحقاق الرئاسي والتقى لهذا الغرض الاثنين مسؤولين لبنانيين، أبرزهم رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إضافة إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون.

وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن لودريان يصل صباح الثلاثاء إلى بيروت على أن يلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين من دون أن يكون محسوماً احتمال مشاركته في الجلسة الرئاسية، لافتة إلى أن الموفدين لا يسوقون لمرشح معين ويضعون فيتوات على مرشحين آخرين إنما يروجون لمواصفات معينة لا شك تنطبق على قائد الجيش العماد جوزيف عون وقد تنطبق على غيره.

من جهتها قالت مصادر نيابية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن كل الجهود والضغوط الدولية تتركز على الدفع لانتخاب عون رئيساً في جلسة الخميس.

لقاء جمع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مع المبعوث الأميركي آموس هوكستين برفقة السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون ورئيس لجنة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (إ.ب.أ)

ضمانات لـ«الثنائي الشيعي»؟

وحتى الساعة لا يزال مشهد الجلسة ضبابياً تماماً وإن كانت حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون لا تزال متقدمة على سواه من الترشيحات بانتظار أن يتضح الموقف النهائي لـ«الثنائي الشيعي» («حزب» الله و«حركة أمل») من هذا الترشيح ربطاً بضمانات يطلبها مرتبطة بشكل أساسي بالوضع جنوباً وإعادة الإعمار بعد الحرب الإسرائيلية.

وهذا الأمر لمح إليه عضو كتلة «حزب الله» النائب علي فياض بحديثه عن وجوب أن يكون الرئيس المقبل قادراً على التصدي لمعالجة ملفات ثلاثة كبرى. وقال في احتفال تكريمي لأحد مقاتليه الذين سقطوا خلال الحرب: «أولاً تبني القراءة اللبنانية لورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، في وجه محاولات فرض القراءة الإسرائيلية - الأميركية لهذه الورقة، وصولاً إلى الانسحاب الإسرائيلي من أرضنا انسحاباً كاملاً. ثانياً، متابعة ملف إعمار وتأمين المساعدات الدولية اللازمة لإنجازه. أما الأمر الثالث فيكمن في رعاية مسار إصلاح الدولة وتطبيق الطائف، والتعافي المالي والاقتصادي، وترميم علاقات لبنان العربية».

موقف «القوات»

وفي ظل اعتقاد كثيرين أن غياب التفاهم المسبق على اسم لن يؤدي لانتخاب رئيس، إلا أن عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب ملحم الرياشي رجح أن تكون الجلسة منتجة، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنهم سيعلنون عن اسم مرشحهم في الوقت المناسب.

وإذ نفى ما تردد عن إبلاغهم المعنيين عدم حماستهم لانتخاب جوزيف عون، رد عن احتمال إقدامهم لإفقاد الجلسة نصابها لمنع انتخاب مرشح معين قائلاً: «لا أعتقد، إلا أن الأمور مطروحة بمواقيتها، خصوصاً أن متغيرات كبرى حصلت، وصنعت بدايات تاريخ جديد في المنطقة ولبنان جزء منها، لذلك علينا مواكبتها بما يؤتي بالحاجة المناسبة لصالح القضية اللبنانية».

اجتماع الكتل الوسطية

وعقدت كتل وسطية اجتماعاً يوم الاثنين سعياً لخلق قوة نيابية تكسر الاصطفاف العمودي في الانتخابات الرئاسية، إلا أنه لم يصدر عنها أي تفاهم على اسم شخصية معينة. ولم يستبعد أحد النواب الذين شاركوا بالاجتماع أن يعقد اجتماع آخر أو بممثلين عن هذه الكتل قبل جلسة الخميس لتبني ترشيح شخصية معينة.

من جهته، قال النائب نعمة أفرام بعد اللقاء إن «غالبية الحاضرين ستدعم قائد الجيش إذا كان هناك توافق على اسمه» لافتاً إلى أن «اسمه سيكون على رأس ما يحمله آموس هوكستين إلى لبنان».

أما النائب غسان سكاف فرجح أن تكون جلسة الخميس «حاسمة وأن يُنتخب خلالها رئيس وإلا سنكون أمام تهميش دولي للبنان وسندخل في المجهول». وأضاف: «هناك 3 احتمالات لجلسة 9 يناير (كانون الثاني) الأوّل تتوافق المعارضة و«الثنائي الشيعي» على اسم قائد الجيش، والاحتمال الثاني تقاطع بين القوى المسيحيّة على اسم ما، والاحتمال الثالث تتشتّت الأصوات خلال الجلسة».


مقالات ذات صلة

مقتل وإصابة 8 أشخاص بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان

المشرق العربي عناصر الدفاع المدني يقومون بعملية البحث عن مفقودين تحت الأنقاض في بلدة الخيام (الوكالة الوطنية للإعلام)

مقتل وإصابة 8 أشخاص بقصف إسرائيلي في جنوب لبنان

قُتل 6 أشخاص، وأصيب اثنان في جنوب لبنان بقصف إسرائيلي استهدف حافلة وسيارة، في أكبر حصيلة منذ اتفاق وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون مستقبلاً نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس (إ.ب.أ)

لبنان مُصِرُّ على «الانسحاب الإسرائيلي الكامل» من أراضيه

بدأت الحركة السياسية بالقصر الرئاسي في بعبدا، الجمعة، باكراً، باجتماعات عقدها رئيس الجمهورية جوزيف عون وتلقيه اتصالات وبرقيات تهنئة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي انطلاق عملية ترميم المؤسسات الدستورية اللبنانية… باستشارات تسمية رئيس الحكومة play-circle 01:14

انطلاق عملية ترميم المؤسسات الدستورية اللبنانية… باستشارات تسمية رئيس الحكومة

طلب رئيس الجمهورية، جوزيف عون، من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استمرار مجلس الوزراء في عملية تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (د.ب.أ)

ميقاتي إلى دمشق لتدشين العلاقة الرسمية مع القيادة الجديدة

يتوجّه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى دمشق، السبت، للقاء قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

انطلاق عملية ترميم المؤسسات الدستورية اللبنانية… باستشارات تسمية رئيس الحكومة

TT

انطلاق عملية ترميم المؤسسات الدستورية اللبنانية… باستشارات تسمية رئيس الحكومة

انطلاق عملية ترميم المؤسسات الدستورية اللبنانية… باستشارات تسمية رئيس الحكومة

باشر رئيس الجمهورية اللبناني الجديد، جوزيف عون، مهامه بإعلان موعد سريع للاستشارات النيابية التي يختار من خلالها النواب اسم الرئيس المُكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، وطلب من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استمرار مجلس الوزراء في عملية تصريف الأعمال، إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة.

وأعلن مكتب رئاسة الجمهورية عن مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك طوال يوم الاثنين المقبل، من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة والنصف مساءً.

وكان ميقاتي قد التقى رئيس الجمهورية، صباح الجمعة، في القصر الرئاسي؛ حيث كان قد بحث في العمل الذي تحقق الفترة الماضية، وفي التحديات الموجودة، وعن خطاب القسم الذي حدد التوجهات لأي حكومة جديدة، وفق ما قال بعد اللقاء، متمنياً أن يكون عهد عون «عهد نجاح وبحبوحة وازدهار للبنان».

ولفت ميقاتي إلى أنه خلال سنتين وشهرين، منذ انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، عقدت 60 جلسة لمجلس الوزراء، وصدر خلالها أكثر من 1211 قراراً، كما صدر أكثر من 3700 مرسوم، مشيراً إلى أن «كل الأمور التي قمنا بها كانت بهدف الإبقاء على عجلة الدولة، وتسيير أمورها، وأعتقد أن الجميع شهدوا أننا استطعنا تمرير هذه المرحلة، وحافظنا على استمرارية الدولة، وبشكل خاص من خلال العمود الفقري للدولة وهو الجيش بقيادة العماد جوزيف عون، وبالتعاون الذي حصل بيننا وبينه».

وقال إنه تم أيضاً بحث «التحديات الموجودة، وخطاب القسم الذي حدد التوجهات لأي حكومة جديدة، من أجل تنفيذ ما ورد فيه عبر الخطوات الدستورية اللازمة. كما تحدّثنا عن الوضع في الجنوب، وضرورة إتمام الانسحاب الإسرائيلي السريع والكامل، وإعادة بسط الاستقرار في الجنوب، ووقف الخروقات الإسرائيلية على لبنان».

وعن العناوين التي تحدّث عنها الرئيس عون، والحكومة التي يمكنها ترجمة هذه العناوين، قال ميقاتي: «الخطوط العريضة التي حددها فخامة الرئيس مهمة جداً، والنية موجودة لدى قيادة هذا البلد، وكثير من العناوين التي حددها فخامة الرئيس يمكن أن تُنجز سريعاً من خلال حكومة نشطة تواكب توجه فخامته».

وعن قول الرئيس بحصرية السلاح في يد الدولة، والقرار «1701»، سأل: «هل ننتظر من رئيس البلاد أن يقول إن السلاح مشرّع للجميع؟ هل ننتظر من حكومة جديدة أن تقول إن السلاح مشرّع بيد جميع المواطنين؟ نحن اليوم أمام مرحلة جديدة تبدأ من جنوب لبنان وجنوب الليطاني بالذات، من أجل سحب السلاح، وأن تكون الدولة موجودة على كل الأراضي اللبنانية، وأن يكون الاستقرار بدءاً من الجنوب».

وردّاً على سؤال عن الحكومة التي يحتاج إليها لبنان، وهل سيكون رئيس الحكومة المقبل أجاب: «الرئيس الذي سيُكلف بتشكيل الحكومة هو الذي سيرد على هذه الأسئلة. ولكن من دون شك، فإن الحكومة يجب أن تكون قادرة على ترجمة التوجه الذي تحدّث عنه فخامة الرئيس. نحن أمام ورشة عمل جديدة تقتضي من الجميع التعاون للقيام بعمل جدّي من أجل إنقاذ الوطن».

وعن موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، الذي أعلن عن عدم الاتجاه لتسميته لرئاسة الحكومة المقبلة قال ميقاتي: «نحن نقدر كل الآراء والمواقف السياسية، ولكل إنسان حرية قول ما يريد، وفي النهاية فإن الإجراءات الدستورية ستأخذ مجراها».