جلسة انتخاب رئيس لبناني... آمال على توافق في «ربع الساعة الأخير»

مصدر وزاري: هناك مشاورات «تحت الطاولة»... وجعجع يتهم «الممانعة» بالسعي لإسقاط ترشيح قائد الجيش

النواب اللبنانيون في جلسة تشريعية العام الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)
النواب اللبنانيون في جلسة تشريعية العام الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT
20

جلسة انتخاب رئيس لبناني... آمال على توافق في «ربع الساعة الأخير»

النواب اللبنانيون في جلسة تشريعية العام الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)
النواب اللبنانيون في جلسة تشريعية العام الماضي (الوكالة الوطنية للإعلام)

لم تبطئ عطلة الأعياد الحراك والمواقف اللبنانية الداخلية استعداداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من يناير (كانون الثاني)، بل حملت حركة حافلة باللقاءات والمشاورات لتسريع التفاهم والتوافق، ولم تخل من التصاريح الداعية لانتخاب رئيس في التاريخ المذكور.

ورغم «تفاؤل» رئيس مجلس النواب، نبيه بري، فإن هناك تساؤلات عما يشهده هذا المسار من سيناريوهات واحتمالات مختلفة، واحتمال أن تكون هذه الجلسة هي الأولى من ضمن جلسات مفتوحة أو سيخرج من مدخنة البرلمان اللبناني الدخان الأبيض الرئاسي... أو ربما تؤجل لحين التوافق على اسم يرضي جميع الفرقاء.

وفي هذا الإطار، كانت بارزة إشارة رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة»، سمير جعجع، إلى أنه «تبيّن له شخصياً ومن خلال الاتصالات التي يقوم بها في موضوع ملف رئاسة الجمهوريّة أن المنظومة لا تزال موجودة، وتستمر بعملها بوصفها منظومة، وكأن شيئاً لم يكن»، لافتاً إلى أن «محور الممانعة لا يريد (قائد الجيش)، العماد جوزاف عون، وبطبيعة الحال، التيار الوطني الحر أيضاً لا يريده، وهم يخططون لإسقاطه في الانتخابات». وقال: «المنظومة تعمل ليلاً ونهاراً لتهريب رئيس للجمهورية لا يحقق طموحات الشعب اللبناني، وإنما يضمن لهم استمرار المرحلة الماضية. وفي المقابل، نحن مستمرون في العمل بكل جدية لمنعهم من تحقيق ذلك، ولن نسمح لهم بإعادة إحياء أنفسهم من جديد من خلال رئيس ينفذ أجندتهم».

لا تأجيل للجلسة

ويوضح النائب عن «التيار الوطني الحر»، غسان عطا الله، لـ«الشرق الأوسط» أنه «إلى الآن لا اتجاه لتأجيل جلسة انتخاب الرئيس في 9 يناير، واليوم واضح أن الجميع سيحضرون الجلسة ويعبرون عن نيتهم لانتخاب رئيس».

وفي تصريحاته الأخيرة، يجدّد بري مراراً التأكيد أن الجلسة ستشهد انتخاب رئيس للجمهورية، ويصف الأجواء بـ«الجيدة»، ويقول مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط»: «الرئيس بري لأكثر من مرة أكد وشدد على أنه في التاسع من يناير سيكون لدينا رئيس جمهورية، وبالتالي التفكير بالتأجيل ليس وارداً، وكل الأمور تذهب في هذا الاتجاه». ويقول المصدر: «جلسة 9 يناير هي جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، والرئيس بري كان حريصاً على الانتخاب من أول يوم شغور رئاسي. وفي السادس أو السابع من الشهر المقبل (يناير) ستكون الأمور نضجت».

الاسم في ربع الساعة الأخير

إلا أنه وبرأي عطا الله، الحديث الجدي بشأن الرئاسة سيبدأ الخميس المقبل، أي قبل أسبوع من موعد الجلسة، رغم أن كل ما يقوم به جميع الأفرقاء إلى الآن جيد، وهناك لقاءات تحصل، لكن لا يوجد نضوج كامل لانتخاب رئيس حتى الآن. ويقول: «بعد الخميس المقبل ستذهب الأمور إلى جدية أكثر، وحجم هذه الجدية بالتواصل داخلياً وخارجياً سيمهد لتوضيح الصورة ما إذا كانت جلسة 9 يناير تستكمل هذا التلاقي أو وتذهب إلى هدف محدد ويتم الانتخاب».

من جهته، يوضح مسؤول جهاز الإعلام في حزب «القوات اللبنانية»، شارل جبور، لـ«الشرق الأوسط»، أن مسألة الاتفاق على اسم «تحصل في الأيام والساعات الأخيرة قبل الجلسة»، ويضيف: «اليوم الكل أمام واقع ضاغط وتحديداً فريق الممانعة (حزب الله وحلفاؤه)، وهو الذي عطل الـ12 جلسة السابقة في الوقت أن الفريق المعارض كان يشارك بالجلسات ويدعو باستمرار لجلسات مفتوحة بدورات متتالية».

وأخفق لبنان على مدار 12 جلسة عام 2023 في انتخاب رئيس جمهورية خلفاً لميشال عون، الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

احتمال الذهاب لجلسات مفتوحة وارد

وفعلياً، بدأت القوى السياسية وكتلها النيابية فرز أسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية إلا أنها لم تصل إلى أي توافق، ويشير عطا الله إلى أن «أكثر من اسم سيطرح في الجلسة الأولى للتصويت وسيظهر من له حظوظ أكثر، من هناك سيبقى اسمان ليتنافسا مع بعضهما في جلسات مفتوحة ليصل أحدهما إلى الرقم المطلوب للانتخاب».

ووفق المادة 49 من الدستور، يُنتخب رئيس الجمهورية في دورة التصويت الأولى بأغلبية الثلثين 86 نائباً، ويُكتفى بالغالبية المطلقة (النصف +1) في الدورات التالية.

ويضيف عطا الله: «التيار الوطني الحر لديه أسماء عدة ممكن أن يصوت لها، لكن لا يوجد اسم محدد لدى التيار سيذهب به إلى جلسة الانتخابات لخوض معركة لأجله. هناك أسماء عرضت علينا من سياسيين ورجال دين لبنانيين وفعاليات خارجية دبلوماسية، بالمقابل هناك أسماء حتى لو كانت تملك حظوظ الفوز لن نصوت لها».

وعما إذا كانت جلسة 9 يناير ستنتج انتخاب رئيس للجمهورية، يعد أنه «حتى لو لم تكن الجلسة الحاسمة إلا أنها ستمهد لحسم انتخاب رئيس، وسيكون لها أهمية كبيرة بحضور جميع الأفرقاء».

وعما يتم تداوله في وسائل الإعلام وما يطرحه بعض الفرقاء السياسيين أن الأمور لم تنضج بعدُ، يقول المصدر الوزاري: «من قال إن كل ما نسمعه هو ما يحصل بالفعل أو هو الحقيقة الكاملة؟»، مشيراً إلى أن «هناك ما يجري العمل عليه تحت الطاولة».

خلال الاجتماع الأخير للمعارضة في مقر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل (الكتائب)
خلال الاجتماع الأخير للمعارضة في مقر رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل (الكتائب)

بالنسبة لحزب «القوات اللبنانية»، يشير جبور إلى أن «القوات» تتعاطى مع جلسة 9 يناير كما تعاملت مع الجلسات الـ12 التي سبقت، أي المشاركة بجدية والبقاء من بعد انتهاء الدورة الأولى للمشاركة في الدورة الثانية.

وجهات النظر ليست قريبة إلى الآن، وفق ما يؤكد جبور، لكنه يشدد على أن «القنوات مفتوحة مع التيار الوطني الحر والرئيس بري وكل الكتل»، لكنه يشير إلى أن «الكل متهيب ولديه انطباع أن جلسة 9 يناير هي الجلسة الأولى التي قد تنتج انتخابات رئيس جمهورية، وبالتالي الكل يتعاطى معها بتهيب ولا يكشفون عن أوراقهم من الآن ويتعاطون بأن هناك ورقة تلعب بربع الساعة الأخير».

«بين نارين»

ووفق جبور، «فريق الممانعة اليوم بين نارين، نار انتخاب رئيس حتى لو كان لا يتناسب مع الشروط التي كان يصر عليها في المراحل السابقة أو مواصلة التعطيل مع خطورة دخول المنطقة مع انتخاب الرئيس الأميركي دونالد نرمب بمرحلة جديدة».

ويضيف: «بدأ يشعر هذا الفريق بأن الأمور ليست لمصلحته وعامل الوقت بدأ يعمل ضده، وبالتالي هو مضطر للحد من خسائره لتمرير هذا الاستحقاق بأقل خسائر ممكنة، وهو لا يبحث اليوم عن الربح هو في الأصل خسر الحرب، وأقصى ما يمكن أن يفعله بالرئاسة إما الخسارة من خلال تجاوز التاسع من يناير، وإما الحد من الخسارة عبر الذهاب إلى انتخاب رئيس في هذا التاريخ».


مقالات ذات صلة

تحليل إخباري رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (الوكالة الوطنية للإعلام)

تحليل إخباري جيفرز إلى بيروت مجدداً... و«حزب الله» يربط سلاحه بتحرير الجنوب

يترقّب اللبنانيون ما سيحمله رئيس هيئة المراقبة الدولية المشرفة على تطبيق وقف النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز في لقاءاته الأربعاء المقبل في بيروت.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني أمام سيارة تفحمت بسبب غارة إسرائيلية في جنوب لبنان الأسبوع الماضي (أ.ب)

غارة إسرائيلية تقتل عنصراً في «حزب الله» جنوب لبنان

قتل شخص في ضربة نفّذتها مسيّرة إسرائيلية على بلدة حلتا بجنوب لبنان، في وقت يواصل مسؤولو «حزب الله» انتقاد أداء الدولة اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مناصرون لـ«حزب الله» يشاركون في تشييع مقاتلين ببلدة الطيبة جنوب لبنان يوم 6 أبريل (أ.ف.ب)

قرار نزع سلاح «حزب الله» يربك بيئته: من قوة «منتصرة» إلى نقمة

بعد الإحباط الذي سيطر على بيئة «حزب الله» أعاد الخطاب الجديد لقيادة الحزب بثّ بعض النبض في أوساط مناصريه ومؤيديه

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي أحد عناصر الأمن العام السوري يحمل أسلحة مضادة للدروع عقب ضبط مخزن أسلحة في ريف دمشق (أرشيفية - الأمن العام)

ضبط أسلحة بريف حمص مخبأة في حافلة قادمة من لبنان

أفادت قناة «الإخبارية» السورية، السبت، بضبط شحنة أسلحة في ريف حمص كانت مخبأة في حافلة قادمة من لبنان.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 52243 قتيلا بعد تأكيد هوية مئات الضحايا

أقارب الطفلة الفلسطينية ماسة عبد (4 سنوات) التي قتلت بفعل غارة إسرائيلية يحملون جثمانها تمهيدا لمواراته الثرى في دير البلح (أ.ب)
أقارب الطفلة الفلسطينية ماسة عبد (4 سنوات) التي قتلت بفعل غارة إسرائيلية يحملون جثمانها تمهيدا لمواراته الثرى في دير البلح (أ.ب)
TT
20

ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 52243 قتيلا بعد تأكيد هوية مئات الضحايا

أقارب الطفلة الفلسطينية ماسة عبد (4 سنوات) التي قتلت بفعل غارة إسرائيلية يحملون جثمانها تمهيدا لمواراته الثرى في دير البلح (أ.ب)
أقارب الطفلة الفلسطينية ماسة عبد (4 سنوات) التي قتلت بفعل غارة إسرائيلية يحملون جثمانها تمهيدا لمواراته الثرى في دير البلح (أ.ب)

أعلنت وزارة الصحة في غزة الأحد ارتفاع حصيلة الحرب إلى 52243 قتيلا بعد أن تم التحقق من هوية مئات الأشخاص الذين كانوا مدرجين سابقا على أنهم مفقودين قبل تأكيد مقتلهم.

وقالت الوزارة التي تديرها حركة حماس في بيان «تمت إضافة 697 شهيدا في الإحصائية التراكمية للشهداء اليوم بعدما اكتملت كافة البيانات الخاصة بهم... عبر اللجنة القضائية في وزارة الصحة» المختصة بمتابعة ملف المفقودين.

وأوضح الدكتور خليل الدقران المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «بما يخص المفقودين تحت الأنقاض: أبلِغ ذووهم عنهم وكانوا في عداد المفقودين، ولكن تم انتشال جثامينهم إما من تحت الأنقاض أو من مناطق لم تكن الطواقم الطبية قادرة للوصول إليها بسبب وجود الجيش الإسرائيلي فيها».

بدوره، قال إسماعيل الثوابتة المدير العام لمكتب الإعلام الحكومي في إجابة حول سبب عدم الإعلان عن هذا الرقم بشكل دوري، إن «اللجنة القضائية تصدر تقريرها كل فترة وليس يوميا... ولها بروتوكول عمل خاص بها، وعندما تسلم تقريرها، يتم الاعتماد». تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل شككت بشكل متكرر في صدقية إحصاءات وزارة الصحة في غزة، لكن الأمم المتحدة تعتبر معطياتها موثوقة.

ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التحقق بشكل مستقل من حصيلة الحرب. وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني الأحد، مقتل 50 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة. وقال المسؤول في الدفاع المدني في غزة محمد المغير «تم تسجيل خمسين شهيدا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ الفجر وحتى الآن».

وبحسب الدفاع المدني، أسفرت غارة على «مجموعة من المدنيين» عن مقتل تسعة أشخاص في شرق مدينة غزة بشمال القطاع.

وأعلن مستشفى ناصر في خان يونس (جنوب) استقباله جثث سبعة ضحايا قصف استهدف منزلا، بينما أفاد مستشفى العودة باستقباله أربع جثث و12 جريحا إثر قصف استهدف مقهى قرب مخيم البريج (وسط غزة).

اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأسفر عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدت استنادا إلى بيانات رسمية.

وبحسب الأرقام التي نشرتها وزارة الصحة، قُتل ما لا يقل عن 2151 فلسطينيا منذ استئناف الهجمات الإسرائيلية.