«قسد» تعلن شن هجوم مضاد ضد القوات المدعومة من تركيا في شمال سوريا

أحد أفراد «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد في الحسكة 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
أحد أفراد «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد في الحسكة 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

«قسد» تعلن شن هجوم مضاد ضد القوات المدعومة من تركيا في شمال سوريا

أحد أفراد «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد في الحسكة 11 ديسمبر 2024 (رويترز)
أحد أفراد «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد في الحسكة 11 ديسمبر 2024 (رويترز)

قالت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يقودها الأكراد، اليوم (الثلاثاء)، إنها شنت هجوماً مضاداً ضد «الجيش الوطني السوري» المدعوم من أنقرة لاستعادة مناطق بالقرب من الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

تُعَد «قوات سوريا الديمقراطية» حليفاً مهماً لواشنطن في سوريا، وتستهدف الخلايا النائمة لتنظيم «داعش» المتطرف المنتشرة في شرق البلاد.

منذ سقوط حكم بشار الأسد في وقت سابق من هذا الشهر، اشتدت الاشتباكات بين المجموعة المدعومة من الولايات المتحدة و«الجيش الوطني السوري»، الذي استولى على مدينة منبج الرئيسية والمناطق المحيطة بها.

تأتي الاشتباكات المكثفة التي استمرت لأسابيع في وقت تتفاوض فيه سوريا، التي تعاني منذ أكثر من عقد من الحرب والبؤس الاقتصادي، على مستقبلها السياسي بعد نصف قرن تحت حكم أسرة الأسد. قالت روكين جمال، المتحدثة باسم «وحدات حماية المرأة»، أو YPJ، التابعة ﻟ«قوات سوريا الديمقراطية»، لوكالة «أسوشييتد برس»، إن مقاتلي «قسد» يبعدون أكثر من سبعة أميال عن وسط منبج في هجومهم المضاد المستمر.

واتهمت المتحدثة أنقرة بمحاولة إضعاف نفوذ «قسد» في المفاوضات بشأن المستقبل السياسي لسوريا من خلال «الجيش الوطني السوري». وقالت جمال: «سوريا الآن في مرحلة جديدة، والمناقشات جارية حول مستقبل البلاد. تحاول تركيا، من خلال هجماتها، تشتيت انتباهنا بالمعارك واستبعادنا من المفاوضات في دمشق».

مقاتلون من «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة يقفون حراسة في ساحة بالرقة 7 فبراير 2022 (أ.ب)

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إنه منذ بدء هجوم «الجيش الوطني السوري» في شمال سوريا ضد الأكراد في وقت سابق من هذا الشهر، قُتل العشرات من الجانبين. وتنظر أنقرة إلى «قوات سوريا الديمقراطية» على أنها تابعة لعدوها اللدود، حزب العمال الكردستاني، أو PKK، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.

وعلى مدى سنوات، هاجمت جماعات مسلحة مدعومة من تركيا إلى جانب الطائرات التركية مواقع توجد فيها «قوات سوريا الديمقراطية» إلى حد كبير في جميع أنحاء شمال سوريا، في محاولة لإنشاء منطقة عازلة خالية من المجموعة على طول الحدود المشتركة الكبيرة.

وقال المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية» فرهاد شامي يوم الاثنين، إن قوات المجموعة «صدت المتمردين المدعومين من تركيا» من مناطق بالقرب من سد تشرين على نهر الفرات، وهو مصدر رئيسي للطاقة الكهرومائية. وأضاف أن «قوات سوريا الديمقراطية» دمرت أيضاً «دبابة تابعة للمتمردين» جنوب شرقي منبج.

وقال المرصد البريطاني للحرب، الثلاثاء، إن المجموعة التي يقودها الأكراد، بعد قتال دام طوال الليل، استعادت أربع قرى في المناطق القريبة من السد الاستراتيجي. كما قصفت الطائرات التركية مدينة كوباني الحدودية الاستراتيجية في الأيام الأخيرة.

قائد القوات الكردية السورية مظلوم عبدي يحضر مقابلة مع وكالة «رويترز» في الحسكة 19 ديسمبر 2024 (رويترز)

خلال الانتفاضة السورية، تمكن الأكراد من إقامة جيب من الحكم الذاتي في شمال شرقي سوريا، ولم يتحالفوا مع الأسد في دمشق ولا مع المعارضة التي كانت تحاول الإطاحة به.

وحتى مع خروج عائلة الأسد من الصورة، يبدو أن موقف أنقرة لن يتغير من القوات الكردية في سوريا، حيث حافظ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته التاريخية إلى دمشق على موقف قوي من «قسد» التي يقودها الأكراد في اجتماعه مع الزعيم الفعلي ﻟ«هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع.

وقال فيدان في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع: «لقد حولت المنطقة إلى مرجل للإرهاب مع أعضاء حزب العمال الكردستاني والجماعات اليسارية المتطرفة الذين جاءوا من تركيا والعراق وإيران وأوروبا. إن المجتمع الدولي يغض الطرف عن هذه الفوضى بسبب الوصاية التي يوفرها (هؤلاء ضد «داعش»)».

مع استمرار القتال، أعرب قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي عن قلقه إزاء عودة قوية لتنظيم «داعش» بسبب الفراغ في السلطة في سوريا والقتال المستمر، مما جعل المجموعة التي يقودها الأكراد غير قادرة على تنفيذ هجماتها ومداهماتها على الخلايا النائمة المتفرقة للجماعة المتطرفة.

ولا يزال عشرات الآلاف من الأطفال وأفراد الأسر وأنصار مسلحي «داعش» محتجزين في مراكز كبيرة في شمال شرقي سوريا، في المناطق الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية».


مقالات ذات صلة

«الكعكة السورية» تعزز «العداء» الإسرائيلي - التركي

تحليل إخباري سوري يشاهد شاحنة تنقل دبابة إسرائيلية إلى الأراضي السورية في الجولان (إ.ب.أ)

«الكعكة السورية» تعزز «العداء» الإسرائيلي - التركي

تحرص تل أبيب وأنقرة على إبقاء قنوات حوار مفتوحة بينهما، على الرغم من التنافس الخفي بين إسرائيل وتركيا على «الكعكة السورية».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي طفل سوري يقف تحت صورة عملاقة للرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد مطلية بالعَلم الجديد في دمشق الخميس (أ.ب) play-circle 01:00

اعتراف روسي غير مباشر بالتغيير في سوريا

وجَّه وزير الخارجية الروسي رسائل عدة حول مواقف بلاده تجاه التغييرات في سوريا، توحي باعتراف روسي غير مباشر بالتغيير في سوريا، ولم يتطرق إلى وجود الرئيس المخلوع.

رائد جبر (موسكو)
الخليج السعودية عدّت ممارسات إسرائيل في «الأقصى» تعدياً صارخاً (د.ب.أ)

السعودية تدين استمرار انتهاكات إسرائيل في فلسطين وسوريا

دانت السعودية اقتحام وزير الأمن القومي لباحة المسجد الأقصى، وتوغل قوات الاحتلال في الجنوب السوري.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي شاحنات وسيارات تنتظر العبور إلى سوريا عبر معبر جابر - نصيب الحدودي 19 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

18 ألف سوري يعودون من الأردن إلى بلدهم بعد سقوط الأسد

عبر نحو 18 ألف سوري الحدود الأردنية إلى بلدهم منذ سقوط حكم بشار الأسد، حسبما أفاد وزير الداخلية الأردني، الخميس.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي الشرع مستقبلا الوفد العراقي (أ.ف.ب)

أول تواصل عراقي معلن مع الإدارة السورية الجديدة

«خطوة في الاتجاه الصحيح قامت بها حكومة الرئيس محمد شياع السوداني، من خلال فتح حوار مباشر مع القيادة السورية الجديدة».

حمزة مصطفى (بغداد)

«حماس» تدين «العدوان» الإسرائيلي على الحوثيين في اليمن

عمود من النيران في أعقاب ضربات على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون 20 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
عمود من النيران في أعقاب ضربات على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون 20 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تدين «العدوان» الإسرائيلي على الحوثيين في اليمن

عمود من النيران في أعقاب ضربات على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون 20 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
عمود من النيران في أعقاب ضربات على مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون 20 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

أدانت حركة «حماس» الفلسطينية التي تخوض حرباً مع إسرائيل في قطاع غزة، الخميس، الضربات الإسرائيلية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

وجاء في بيان للحركة، أن «حماس» تدين «العدوان الإرهابي الغاشم الذي شنه العدو الصهيوني على اليمن الشقيق، واستهدف مواقع مدنية منها مطار صنعاء وميناء الحديدة».

وتابعت الحركة أن «العدوان الإرهابي على اليمن يعد امتداداً لسياسة العربدة والإرهاب التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإرهابي ضد شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».