وئام وهاب: «محور الممانعة» انتهى... والأسد مسؤول عما جرى بسوريا

قال إنه رفض طلب الرئيس السابق افتعال مشكلة مع جنبلاط

الوزير السابق رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب (وكالة الأنباء اللبنانية)
الوزير السابق رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب (وكالة الأنباء اللبنانية)
TT

وئام وهاب: «محور الممانعة» انتهى... والأسد مسؤول عما جرى بسوريا

الوزير السابق رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب (وكالة الأنباء اللبنانية)
الوزير السابق رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب (وكالة الأنباء اللبنانية)

انشغل الرأي العام في لبنان بتصريحات رئيس حزب «التوحيد العربي»، الوزير السابق وئام وهاب، الذي عُرف سابقاً بدعمه النظام السوري وتحالفه مع «حزب الله»، قبل أن يبدأ بالانقلاب عليهما، وتغيير مواقفه منذ «حرب الإسناد» التي بدأها «حزب الله» ضد إسرائيل.

واعتبر وهاب في مقابلة مع قناة «الجديد» أن «محور الممانعة انتهى»، وتحدث عن ممارسات حليفه السابق الأسد، منتقداً «هروبه» من دون مقاومة إلى روسيا، وداعياً إلى السلام والتطبيع مع إسرائيل.

وعدَّ وهاب أن «الأسد والروس اختلفا عندما رفض الرئيس السوري الجلوس مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان»، معتبراً أن «المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في سوريا يتحملها الأسد شخصياً»، ومحاولاً تحييد شقيقه ماهر (القائد السابق للحرس الجمهوري السوري والرجل الثاني بالنظام السوري السابق).

وزعم وهاب أن بشار وماهر الأسد «باتا اليوم في روسيا، وغادرا سوريا في الطائرة نفسها».

وتبنى وهاب رواية نقلتها وسائل إعلام ناطقة بالروسية عن نقل الرئيس السوري المخلوع أموالاً طائلةً من سوريا، وزعم أن «الأسد سحب 130 مليار دولار خلال الـ10 أيام الأخيرة، وتم نقل الأموال عبر طائرات إلى روسيا».

وكشف رئيس «التوحيد» أنه كان وسيطاً ينقل «رسائل من إسرائيل إلى سوريا عبر طرف غربي ثالث». وأفاد بأنه نقل رسائل إلى ماهر الأسد لأن «الغرب يعتبر أن بشار يكذب، ومفادها أنهم يريدون أن تقطع دمشق الطريق أمام نقل السلاح إلى (حزب الله)».

وقال وهاب إن بشار الأسد طلب منه عام 2012، إبان الثورة السورية، أن يفتعل مشكلة في الجبل مع «الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وتابع: «أنا رفضت الدخول في فتنة درزية».

وتحدث عن معامل مخدر «الكبتاغون» في سوريا، واصفاً إياها بـ«الغلطة الكبيرة»، وقال: «هي مسألة لا أخلاقية لكن لم يكن لها حل مع بشار».

كما تطرق وهاب إلى «حرب الإسناد» التي فتحها «حزب الله» مجدداً رفضه للقرار، وقال «ليس هناك منتصر إلا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».

ودعا وهاب إلى «السلام مع إسرائيل»، وقال: «أنا أقتُل وأتعامل مع الشيطان لأحمي عشيرتي»، في إشارة إلى الطائفة الدرزية.

وأضاف: «الأمة لا تريد الحرب وإذا سألوني، أقول فلنذهب إلى السلام مع إسرائيل»، كما عدَّ أن «محور الممانعة انتهى باغتيال (قائد فيلق القدس الإيراني السابق) قاسم سليماني و(الأمين العام السابق لحزب الله) حسن نصر الله»، وقال: «أنصح الشيعة بالتطبيع والسلام مع إسرائيل».

وفي حين يترقب الجميع في لبنان ما ستنتهي إليه جلسة انتخاب الرئيس التي دعا إليها رئيس البرلمان نبيه بري، رأى وهاب أنها لن تشهد انتخاب رئيس، وقال: «لن يكون هناك رئيس في جلسة 9 يناير، وأتمنى على رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الحوار الجدّي مع قائد الجيش العماد جوزف عون».


مقالات ذات صلة

بري متفائل بانتخاب رئيس في 9 يناير: «الأجواء جيدة»

المشرق العربي رئيس البرلمان نبيه بري مودعاً رئيس الحكومة اليوناني (رئاسة البرلمان)

بري متفائل بانتخاب رئيس في 9 يناير: «الأجواء جيدة»

جدّد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري التأكيد على تفاؤله بأن الجلسة التي حددها في 9 يناير (كانون الثاني) ستشهد انتخاب رئيس للجمهورية، واصفاً الأجواء بالجيدة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء اليوناني ورئيس الحكومة اللبنانية في مؤتمر صحافي مشترك في بيروت (أ.ف.ب)

دعم يوناني لتأكيد تهدئة لبنان مع إسرائيل

أكد رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس أن بلاده والمجتمع الدولي يبذلان أقصى ما يمكن القيام به لتأكيد احترام وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

نقمة في أوساط بيئة «حزب الله»: المقتدرون يغادرون... وعائلات تنتظر التعويض

بدأت النقمة في أوساط بيئة «حزب الله» تخرج إلى العلن، بعد وقف إطلاق النار واكتشاف العائلات ما تركته الحرب من خسائر وتداعيات نفسية واقتصادية عليها.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي (رئاسة الحكومة)

ميقاتي يوجه بإعادة فتح السفارة اللبنانية في دمشق

 ذكر مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في منشور على «إكس»، الاثنين، أن ميقاتي وجه بإعادة فتح السفارة اللبنانية في دمشق. 

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رفع علم المعارضة على السفارة السورية في لبنان بعد سقوط النظام (إ.ب.أ)

اتفاقيات التعاون اللبنانية - السورية رهن الإلغاء أو التعديل

أكثر من 40 اتفاقية تعاون موقّعة بين لبنان وسوريا باتت رهن الإلغاء أو التعديل مع سقوط النظام السوري، إلا أن هذه الخطوة رهن إرادة الحكم الجديد.

يوسف دياب (بيروت)

فرحة بسقوط الأسد حتى في المناطق العلوية في سوريا

سوريون يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد في الجولان (رويترز)
سوريون يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد في الجولان (رويترز)
TT

فرحة بسقوط الأسد حتى في المناطق العلوية في سوريا

سوريون يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد في الجولان (رويترز)
سوريون يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد في الجولان (رويترز)

في معقل الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد في غرب سوريا، يحتفل السوريون من هذه الأقلية بسقوط النظام، لكنهم يخشون من التهميش أو حتى التعرض لعمليات انتقام لارتباط طائفتهم بعائلة الأسد، مع تولي المعارضة السلطة.

وتمكّنت فصائل معارضة تقودها «هيئة تحرير الشام» من السيطرة على دمشق في 8 ديسمبر (كانون الأول)، ما أنهى حكم الرئيس بشار الأسد، الذي كان يقدّم نفسه حامي الأقليات في بلد غالبيته من المسلمين السنة.

وحاولت السلطات الجديدة إرسال تطمينات للأقليات الدينية، لكن العلويين يخشون من أن تكون طائفتهم، التي ارتبطت بعائلة الأسد وحكمت سوريا لعقود، عرضة لعمليات انتقام.

وتقول طالبة جامعية تنتمي إلى الطائفة العلوية من مدينة اللاذقية الساحلية لوكالة الصحافة الفرنسية: «كثر مثلي من الطائفة العلوية التي تعدُّ أقلية، أصبحنا قلقين لأن من حررونا ليسوا مجموعة واحدة، بل هناك عدة فصائل، والبعض منها لها تاريخ أسود».

ويشرح الكاتب والباحث الفرنسي فابريس بالانش أن «العلويين كانوا قريبين جداً من نظام بشار»، وكانوا بمثابة «حماة النظام». ويقدّر بالانش عددهم بنحو 1.7 مليون شخص حالياً، أي قرابة 9 في المائة من سكان سوريا البالغين 19 مليون نسمة.

«انتقام جماعي»

ويرى بالانش أن «ارتباطهم بالنظام قد يؤدي إلى انتقام جماعي ضدّهم». ودعا القادة الروحيون للطائفة العلوية في سوريا إلى عفو عام عن جميع السوريين وضمانات بعودة آمنة للنازحين.

وفي حين يتشارك أصدقاء الطالبة، التي تحدثت إليها وكالة الصحافة الفرنسية، من السنة، رسائل عن الوحدة على مواقع التواصل، فإن ما يقلقها هي تعليقات كثيرة تتسم بالكراهية. وتقول الطالبة، التي فضّلت عدم كشف اسمها، إنها ترى تعليقات سلبية على «إنستغرام» و«فيسبوك»، وتشعر شقيقتها وزوج شقيقتها بخوف شديد لدرجة أنهما قررا مغادرة البلاد.

ودفع تقدّم فصائل المعارضة من شمال سوريا الكثير من العلويين، خصوصاً في مدينة حمص، وسط البلاد، حيث يوجدون بكثافة، إلى الفرار نحو المنطقة الساحلية في اللاذقية وطرطوس، التي تُعدّ معقلاً رئيسياً للطائفة العلوية.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه وثّق عدة انتهاكات ارتكبها مقاتلو فصائل المعارضة في هذه المنطقة الساحلية منذ سقوط بشار الأسد، بما في ذلك ضد مدنيين. ووسط هذه المخاوف، أكّد رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير: «سنضمن حقوق كل الناس وكل الطوائف في سوريا»، في تصريح لصحيفة «كوريري دي لا سيرا» الإيطالية، الثلاثاء.

«كل خيرات البلاد»

وأثار سقوط الأسد أيضاً مظاهر فرح داخل معاقل طائفته، حيث تم إسقاط تماثيل حافظ الأسد، والد بشار، في اللاذقية وطرطوس.

وتقول الطالبة الجامعية إن غالبية أصدقائها العلويين لا يدعمون عائلة الأسد لأنهم «كانوا يسرقوننا، حرفياً كل خيرات البلاد كانت تذهب إليهم». وأضافت: «لقد أجبرونا على العيش في فقر، من دون كهرباء أو مياه، بينما ارتفعت الأسعار بشكل كبير».

وقال فداء ديب لوكالة الصحافة الفرنسية إن سكان بلدة القرداحة «ليس ذنبهم أن بشار الأسد أو أي مسؤول سابق أصله من البلدة». وتحدث هذا الطبيب، الاثنين، بعد اجتماع لشخصيات ومشايخ علويين في القرداحة التي شهدت إحراق مسلحين ضريح الرئيس السابق حافظ الأسبوع الماضي. وتشعر الطائفة العلوية الصغيرة التي تشكّل ثقلاً كبيراً في صفوف القوات المسلحة باستياء تجاه عائلة الأسد بسبب الثمن الباهظ الذي دفعته منذ بداية الحرب في عام 2011.

ويشرح بالانش أن «رجلاً من بين كل ثلاثة تراوح أعمارهم بين 20 و45 عاماً قُتل خلال الحرب». ويقول مدرّس من مدينة جبلة المجاورة للاذقية عن ليلة سقوط الأسد: «بكيت ولم أنم، وشعرت بمزيج من الخوف والفرح». ويضيف: «نحن جاهزون للتعامل مع أي جهة ونحن نريد القانون... نريد دستوراً مدنياً».