تراشق حاد بين إردوغان والمعارضة حول سوريا… وفريق بحث توجه إلى «صيدنايا»

تركيا تدعو المجتمع الدولي لوقف قرار إسرائيل توسيع الاستيطان في الجولان

جندي إسرائيلي يقف عند خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتلة (رويترز)
جندي إسرائيلي يقف عند خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتلة (رويترز)
TT

تراشق حاد بين إردوغان والمعارضة حول سوريا… وفريق بحث توجه إلى «صيدنايا»

جندي إسرائيلي يقف عند خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتلة (رويترز)
جندي إسرائيلي يقف عند خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتلة (رويترز)

تشهد الساحة السياسية التركية جدلا متصاعدا حول التطورات الأخيرة في سوريا، وتراشقا حادا بين الرئيس رجب طيب إردوغان والمعارضة حول التطورات في سوريا، فيما نددت أنقرة بشدة بقرار إسرائيل توسيع الأعمال الاستيطانية في هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967.

وقالت الخارجية التركية، في بيان الاثنين، إن قرار إسرائيل توسيع الاستيطان في الجولان يشكل مرحلة جديدة ضمن مساعيها لتوسيع حدودها عبر الاحتلال، لافتة إلى انتهاك إسرائيل لاتفاقية عام 1974 لفك الاشتباك مع سوريا، وتوغلها في المنطقة العازلة والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى شنها غارات جوية على سوريا.

وذكر البيان أنه عند الأخذ بعين الاعتبار هذه التطورات كلها، فإن إقدام إسرائيل على توسيع الاستيطان في الجولان «مثير للقلق البالغ»، كما أن الممارسات الإسرائيلية المتواصلة في هذا الخصوص تلحق ضررا بالغا بالجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في سوريا، وتزيد من حدة التوتر في المنطقة.

جنود إسرائيليون عند خط وقف إطلاق النار في الجولان (رويترز)

ودعا البيان المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه إسرائيل، مع التأكيد على ضرورة وضع حد للممارسات غير القانونية التي تقوم بها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ووافقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع، الأحد، على خطة قدمها نتنياهو، لتعزيز الاستيطان الإسرائيلي في الجولان بميزانية تزيد على 11.13 مليون دولار، مستغلة تطورات الأوضاع في سوريا.

دور تركيا

في السياق، عد السياسي المخضرم من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم رئيس البرلمان التركي الأسبق، بولنت أرينتش، أن إسرائيل هي أكثر من استفاد من الصراعات في سوريا، وأن تركيا بحاجة إلى أشخاص يعرفون سوريا جيدا ومن كثب، مثل رئيس الوزراء الأسبق رئيس حزب «المستقبل» المعارض حاليا، أحمد داود أوغلو.

وقال أرينتش إن إسرائيل وصلت إلى قرب دمشق، بشكل غير متوقع، وانتهكت اتفاقية فك الاشتباك، ودمرت قدرات الجيش السوري، وباتت موجودة فعليا في سوريا، ولم نسمع كلمة واحدة من أحد.

وأضاف: «يجب على تركيا أن تظهر بطريقة ما أنها على الطاولة وتلعب دوراً رائداً في الهيكل الجديد في سوريا، دون قلق بشأن رفض هذا الدور، لأن أميركا موجودة هناك منذ ما يقرب من 10 سنوات، وعلى تركيا أن يكون لها دور في هذه المرحلة».

تراشق إردوغان والمعارضة

وتشهد تركيا تراشقا حادا بين الرئيس رجب طيب إردوغان والمعارضة حول التطورات في سوريا.

إردوغان يواصل هجومه على المعارضة بسبب التطورات في سوريا (الرئاسة التركية)

وردا على الهجوم المتكرر لإردوغان على «حزب الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، عقب سقوط نظام بشار الأسد في تركيا، واتهامه للحزب بتبني خطاب مؤيد للأسد ومناهض لسياسة تركيا في سوريا وتدخلها العسكري ضد المسلحين الأكراد ومعاداة اللاجئين، قال رئيس الحزب، أوزغور أوزال، في تصريحات في أنقرة الاثنين، إن إردوغان بتفاخر الآن بأنه أسقط الأسد عن طريق دعم الفصائل المسلحة، بينما كان يدعوه للقائه على مدى العامين الماضيين، بعدما وصفه بـ«القاتل»، وكان قبل عام 2011 يدعوه بـ«أخي الأسد»، ويقضي العطلات العائلية معه ومع عائلته.

وأضاف أوزيل، لن نقول أبدا إننا لا نفرح بسقوط أي ديكتاتور في أي مكان في العالم، لا سيما أننا نعاني في تركيا بسبب نظام الرجل الواحد، وعندما تحدثنا عن لقاء الأسد من أجل حل مشاكل سوريا واللاجئين، كان حديثنا من منطلق العمل على إرساء الديمقراطية في تركيا.

وتابع: «وعندما نأتي إلى مشكلة اللاجئين، فنحن كحزب لسنا ضد اللاجئين، وإنما ضد سياسات الحكومة التي جعلت منهم أزمة في تركيا، هناك 4.5 مليون لاجئ في تركيا غالبيتهم من السوريين، لا أحد يقول إن خسائر تركيا بسبب سياسات الحكومة تجاههم بلغت 200 مليار دولار».

رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزال متحدثاً خلال فعالية في أنقرة الاثنين وإلى جانبه رئيس بلديتها منصور ياواش (موقع الحزب)

ولفت إلى أن حكومة إردوغان التي أوقعت تركيا في مشاكل اقتصادية مستعصية لا تزال تقول إننا نرحب بكم (اللاجئين) ومكانكم فوق رؤوسنا، بينما تستشري مشكلة البطالة في أوساط الشباب وتقتطع نفقات العلاج من معاشات المتقاعدين، ويتدهور مستوى المعيشة يوما بعد الآخر.

وقال أوزيل إن لجنة الشؤون الخارجية في «حزب الشعب الجمهوري» ستعقد اجتماعا الثلاثاء لرسم خريطة طريق للسياسة تجاه سوريا.

استراتيجية جديدة

وقالت مصادر في الحزب إن استراتيجيته في المرحلة القادمة ستستبعد الانجرار وراء المعارك الكلامية مع إردوغان، وستركز على إظهار أن ما تحقق في سوريا في الفترة الأخيرة لم يكن «انتصارا» لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، كما يسعى إردوغان إلى تصويره.

ولفتت المصادر إلى أن المعنيين بالسياسة الخارجية في الحزب، يرون أن حالة عدم اليقين في سوريا لا تزال مستمرة، وأنه من الضروري الانتظار بعض الوقت لقياس نبض المواطنين الأتراك بشأن هذه القضية، موضحين أن الحزب الحاكم تبنى سياسة غير متسقة تجاه سوريا منذ سنوات، وأن التناقضات بين ما يصرحون به وما يفعلونه واضحة.

واستدلت المصادر على ذلك بالتصريحات الأولى مع انطلاق عمليات المعارضة ضد الأسد، حيث أعلنت الحكومة أن تركيا ليست متورطة أو متداخلة فيما يجري في سوريا، ثم عندما تقدمت المعارضة بسرعة، خرج إردوغان ليقول إنهم سيطروا على حلب وحماة وحمص ونأمل في أن تستمر المسيرة إلى دمشق دون أي مشاكل.

واستبعدت المصادر توجه البلاد إلى انتخابات مبكرة استغلالا للوضع في سوريا، لافتين إلى أن تركيا تدفع ثمنا باهظا لأخطاء الحكومة في سوريا وأن حالة الاقتصاد معروفة.

شخصان يقومان بتفتيش غرفة داخل «سجن صيدنايا» الذي كان معروفاً بأنه «مسلخ» في عهد بشار الأسد (رويترز)

في الوقت ذاته، أرسلت رئاسة إدارة الطوارئ والكوارث التركية (آفاد)، الاثنين، فريق بحث وإنقاذ إلى سجن صيدنايا بعد أنباء عن احتمال وجود معتقلين داخل الأقسام السرية للسجن.

وقالت «آفاد»، في بيان، إن الفريق المؤلف من 80 شخصا، سيبدأ على الفور أعمال بحث عبر أجهزة متطورة للتأكد من وجود معتقلين في السجن حتى الآن.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تغتال 3 فلسطينيين وتوسع عملياتها في الضفة

المشرق العربي قوة إسرائيلية خلال مداهمة مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)

إسرائيل تغتال 3 فلسطينيين وتوسع عملياتها في الضفة

أكد تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن المستوطنين الإسرائيليين يعولون على الإدارة المقبلة للرئيس المنتخب دونالد ترمب لتحقيق «أحلامهم بضم الضفة الغربية».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية انفجار أعقب غارة إسرائيلية في دير البلح وسط قطاع غزة الجمعة (رويترز)

إسرائيل تفاوض في الدوحة... وتجعل الحياة مستحيلة في غزة

يجري قادة اليمين الحاكم مداولات حول مشاريع إعادة الاستيطان اليهودي في قطاع غزة وتوفير الظروف لجعل حياة الفلسطينيين فيه مستحيلة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي سيارة إسعاف في مكان طعن المسنّة الإسرائيلية بتل أبيب الجمعة (د.ب.أ)

المستوطنون يطالبون بتدمير الضفة الغربية رداً على طعن امرأة مسنّة

توجّه رئيس مجلس مستوطنة «كدوميم»، عوزئيل فتيك، إلى الحكومة طالباً تغيير سياستها «المتساهلة» تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (تل ابيب)
خاص رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت (يمين) مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين في الكنيست 2009 (غيتي)

خاص فلسطين وإسرائيل... 3 انقلابات ونكبة في ربع قرن

«بيت القصيد» أن إسرائيل في العهد الطويل لبنيامين نتنياهو، لم تعد ناجحة وهي تواجه خطر الانزلاق إلى الهاوية؛ إذ بات يتمسك بالكرسي خوفاً من المغادرة إلى السجن.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية العضوان المتطرفان في الحكومة الإسرائيلية إيتمار بن غفير (يسار) وبتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ف.ب)

تقرير: إدارة بايدن لن تفرض عقوبات على سموتريتش وبن غفير قبل نهاية ولايتها

نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مسؤولين أميركيين قولهما إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لن تفرض عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

لبنان يقرر تسليم نجل القرضاوي إلى الإمارات

 عبد الرحمن القرضاوي (إكس)
عبد الرحمن القرضاوي (إكس)
TT

لبنان يقرر تسليم نجل القرضاوي إلى الإمارات

 عبد الرحمن القرضاوي (إكس)
عبد الرحمن القرضاوي (إكس)

قررت الحكومة اللبنانية تسليم الناشط المصري عبد الرحمن القرضاوي، نجل الداعية الراحل يوسف القرضاوي، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، استجابةً لطلب الاسترداد الذي تقدّمت به السلطات الإماراتية، وتنفيذاً لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن مجلس وزراء الداخلية العرب، بناءً على فيديو سجّله القرضاوي خلال جولة له في باحة المسجد الأموي بدمشق، هاجم فيه دولاً عربية.

وصدر قرار التسليم بعد ساعات قليلة جداً على تلقي مجلس الوزراء اللبناني مرسوماً أعده وزير العدل، هنري الخوري، بهذا الخصوص، وأكد مصدر وزاري مطلع أن «مرسوم التسليم مبني على مطالعة قانونية للنيابة العامة التمييزية في لبنان، أبدت فيها الأخيرة موافقتها على التسليم باعتبار أن الجرم المسند إلى القرضاوي الابن ليس جرماً سياسياً».

وأكد المصدر الوزاري أن القرار «يستند إلى مذكرة التوقيف الصادرة عن مجلس وزراء الداخلية العرب، الذي يلزم لبنان تلبية الطلب الإماراتي، لكون لبنان عضواً في هذا المجلس وموقعاً على اتفاقياته».