قطر تعلن عودتها لدور الوساطة بين «حماس» وإسرائيل

الأزمة السورية تلقي بظلالها على «منتدى الدوحة»

رئيس وزراء قطر: الزخم يعود لمحادثات غزة بعد الانتخابات الأميركية
0 seconds of 54 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:54
00:54
 
TT
20

قطر تعلن عودتها لدور الوساطة بين «حماس» وإسرائيل

وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في منتدى الدوحة (إ.ب.أ)
وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في منتدى الدوحة (إ.ب.أ)

أكدّ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، السبت، أن بلاده عادت إلى دور الوساطة بين إسرائيل وحركة «حماس»، من أجل استئناف الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين.

وقال الشيخ محمد آل ثاني، في «مؤتمر الدوحة للحوار»: «عدنا إلى دورنا في المفاوضات بشأن غزة بعدما رأينا زخماً جديداً بمحادثات وقف إطلاق النار بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب». وأضاف: «رأينا الكثير من التشجيع من الإدارة الأميركية القادمة من أجل التوصل إلى اتفاق حتى قبل أن يتولى الرئيس منصبه، وهذا جعلنا في الواقع (نحاول) إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، وكان هناك تواصل خلال الأسبوعين الماضيين».

حسن نية

وعدّ رئيس الوزراء القطري، أن الخلافات بشأن الاتفاق بين حركة «حماس» وإسرائيل ليست جوهرية، معرباً عن أمله في إبرام الاتفاق في أقرب وقت ممكن، وأن يستمر استعداد الأطراف للتعامل بحسن نية.

وأضاف أنه فيما يتعلق بالاختلافات والفوارق بين إدارة الرئيس جو بايدن وإدارة ترمب التي ستتسلم مهامها في يناير (كانون الثاني) المقبل، فبالطبع ستكون هناك بعض الفروق لمقاربة الإدارة لبعض القضايا والمسائل، لكنه استدرك قائلاً: «لكننا لم نجد أي رفض من قبل الإدارة الجديدة فيما يتعلق بالهدف الرئيسي وهو إنهاء الحرب».

إحدى ندوات منتدى الدوحة (أ.ف.ب)
إحدى ندوات منتدى الدوحة (أ.ف.ب)

ولفت إلى أن التركيز منصب على تحقيق نتائج ذات معنى، معرباً عن الأمل في أن يتم التوصل إلى نتيجة في أقرب وقت ممكن، وأن تتحلى جميع الأطراف بإرادة مستمرة للتعامل مع الأمور بحسن نية.

منصة حوار

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إن وجود مكتب «حماس» في قطر: «لم يكن وراء هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) والإدارة الأميركية تتفهم ما نقوم به»، مضيفاً أن «قطر منصة لجلب الجميع إلى طاولة الحوار وضمان استمرار انخراطهم ويجب عدم توقع أننا سنفرض حلولاً على أحد».

ودافع وزير الخارجية القطري عن موقف بلاده في استضافة مكتب «حماس» قائلاً: «لو لم تكن قطر تتحدث مع الجميع فمن سيقوم بذلك؟». وأضاف: «من يرَ أننا ارتكبنا خطأ فليقل أين».

وكانت قطر قد أعلنت في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تعليق جهودها في الوساطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل و«حماس»، لكنها قالت إن التقارير المتداولة حول انسحابها من الوساطة وكذا التقارير المتعلقة بإغلاق مكتب «حماس» في الدوحة «ليست دقيقة».

وذكرت الدوحة حينها أنها أخطرت الأطراف في أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق، بأنها ستعلق جهودها في الوساطة في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة، وبأنها ستستأنف جهود الوساطة مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية.

وتقود قطر ومصر بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وساطة بين «حماس» وإسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.

حتمية الابتكار

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد افتتح «منتدى الدوحة 2024» في نسخته الـ22، تحت شعار «حتمية الابتكار»، بحضور قادة من دول العالم ووزراء ومسؤولين عسكريين وأمنيين، وكبار المسؤولين من الأكاديميين وصناع السياسات والبرلمانيين والمفكرين ورجال الأعمال والإعلام وممثلي منظمات إقليمية ودولية ومنظمات المجتمع المدني.

أمير قطر مستقبلاً وزير خارجية إيران في الدوحة (أ.ف.ب)
أمير قطر مستقبلاً وزير خارجية إيران في الدوحة (أ.ف.ب)

الأزمة السورية

وفرضت الأزمة السورية نفسها على أعمال منتدى الدوحة، مع اتفاق الدول الراعية لعملية «آستانة» (تركيا وروسيا وإيران) على دعوة مشتركة للحكومة والمعارضة السورية للانخراط فوراً في حوار يفضي لإنهاء الأزمة على أساس القرار رقم 2254 الداعي للتوصل إلى حل سياسي للوضع بسوريا.

كما دعت الدول الثلاث لضمان «سيادة سوريا ووحدة أراضيها»، وذلك وسط تقدم «سريع» نحو العاصمة دمشق أحرزته الفصائل لمسلحة بعد سيطرتها الأربعاء الماضي على حلب، ثانية كبرى المدن السورية، وعلى مدينة حماة الاستراتيجية، والتقدم نحو حمص، مع أنباء عن السيطرة على درعا وتدمر والقنيطرة ومناطق أخرى.

تحذير قطري

وحذرّ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من «نشوب حرب أهلية في سوريا تهدد وحدة البلاد في حال لم يتم التوصل لحل سياسي»، عادّاً أن «الوضع في سوريا يتطور وقد يشتد خطورة».

وقال في مداخلة خلال منتدى الدوحة إن الرئيس السوري بشار الأسد «لم ينتهز فرصة الهدوء خلال السنوات الماضية ليبدأ تصحيح علاقته بشعبه».

وأضاف، خلال افتتاح النسخة 22 من منتدى الدوحة اليوم: «لم يتم انتهاز فرصة الهدوء لكي يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد تصحيح علاقته بشعبه». وقال: «ينبغي إرساء الإطار المطلوب كي نتوصل إلى حل مستدام في سوريا»، لافتاً إلى أن الوضع في سوريا كان متوقعاً بسبب الصراع في غزة.

وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في منتدى الدوحة (إ.ب.أ)
وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في منتدى الدوحة (إ.ب.أ)

وتابع قائلاً: «لم نلاحظ أي تحرك جدي من بشار الأسد بشأن تصحيح العلاقة بالشعب السوري»، موضحاً أن «هناك قلقاً من أن تهدد الحرب الأهلية وحدة سوريا إذا لم يتم التوصل لحل سياسي».

وكان الوزير القطري قد بحث مع نظرائه من تركيا والأردن وإيران آخر التطورات في سوريا، ومستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وجدد وزير الخارجية القطري خلال اتصاله مع وزيري خارجية تركيا وإيران، موقف بلاده «الواضح بدعوة جميع الأطراف للحوار والتفاهم لإنهاء الأزمة السورية وفق قرارات الشرعية الدولية وقرار مجلس الأمن 2254، بما يحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة بلاده وسيادتها واستقلالها».


مقالات ذات صلة

الإسباني لوبيتيغي مدرباً لمنتخب قطر

رياضة عربية خولن لوبيتيغي (رويترز)

الإسباني لوبيتيغي مدرباً لمنتخب قطر

عُيّن الإسباني خولن لوبيتيغي مدرباً للمنتخب القطري لكرة القدم الخميس وفقاً لما أعلن الاتحاد المحلي للعبة على موقعه الرسمي بمنصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد سعد الكعبي وزير الطاقة القطري ووائل صوان الرئيس التنفيذي لـ«شل» خلال توقيع الاتفاقية (الموقع الإلكتروني لـ«قطر للطاقة»)

«قطر للطاقة» تُوقع اتفاقية لتزويد «شل» بالمكثفات لمدة 25 عاماً

أعلنت «قطر للطاقة» أنها وقّعت اتفاقية طويلة الأمد لتوريد المكثفات لـ«شل» الدولية للتجارة الشرقية، ومقرها سنغافورة، وهي شركة مملوكة بالكامل لـ«شل» العالمية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الخليج اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة من «مجلس التنسيق السعودي - القطري» في الدوحة (قنا)

اجتماع سعودي - قطري يبحث تنمية التعاون

بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع رئيس مجلس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، العلاقات الثنائية، وأوجه التعاون المشترك، وسبل تنميتها.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد أمير قطر خلال افتتاحه محطتي «رأس لفان» و«مسيعيد» للطاقة الشمسية (إكس)

أمير قطر: تدشين مشروعين للطاقة الشمسية يأتي في إطار التحول نحو الطاقة المتجددة

افتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يوم الاثنين، محطتي «رأس لفان» و«مسيعيد» للطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 875 ميغاواط من الكهرباء.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الخليج 
جانب من اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن (واس)

السعودية وقطر تسددان متأخرات سوريا للبنك الدولي

دمشق: لا يمكن لـ«قسد» أن تستأثر بالقرار في شمال شرقي سوريا أعلنت المملكة العربية السعودية وقطر، أمس (الأحد)، عن تسديدهما الديون المستحقة على سوريا للبنك الدولي.

غازي الحارثي (الرياض) «الشرق الأوسط» (بغداد)

واشنطن تدين أعمال العنف بحق الدروز في سوريا

مظاهرة تضامنية من دروز الجولان المحتل مع الدروز السوريين قرب الحاجز الحدودي في قرية مجدل شمس  الأربعاء (أ.ف.ب)
مظاهرة تضامنية من دروز الجولان المحتل مع الدروز السوريين قرب الحاجز الحدودي في قرية مجدل شمس الأربعاء (أ.ف.ب)
TT
20

واشنطن تدين أعمال العنف بحق الدروز في سوريا

مظاهرة تضامنية من دروز الجولان المحتل مع الدروز السوريين قرب الحاجز الحدودي في قرية مجدل شمس  الأربعاء (أ.ف.ب)
مظاهرة تضامنية من دروز الجولان المحتل مع الدروز السوريين قرب الحاجز الحدودي في قرية مجدل شمس الأربعاء (أ.ف.ب)

أعربت الولايات المتّحدة، الخميس، عن إدانتها لأعمال العنف التي وقعت بحقّ أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، معتبرة إياها «مستهجنة وغير مقبولة».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان، إنّ «أعمال العنف الأخيرة والخطاب التحريضي الذي يستهدف أعضاء الطائفة الدرزية في سوريا أمر مستهجن وغير مقبول».

وأضافت: «يجب على السلطات الانتقالية وقف القتال، ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف والإيذاء بحقّ المدنيين على أفعالهم، وضمان أمن جميع السوريين».

وكان الشيخ حكمت الهجري، الذي يعدّ أبرز القادة الروحيين لدروز سوريا، وصف في بيان ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا قرب دمشق في اليومين الأخيرين بأنه «هجمة إبادة غير مبررة ضد آمنين في بيوتهم».

وشهدت سوريا منذ ليل الاثنين-الثلاثاء اشتباكات ذات طابع طائفي أوقعت أكثر من مائة قتيل يتوزعون بين مسلحين دروز من جهة، وعناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطة من جهة أخرى، ومدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

والخميس، أكّدت الولايات المتّحدة أنّ مسؤولين أميركيين التقوا في نيويورك قبل يومين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، إنّ واشنطن طالبت السلطات السورية الانتقالية باتخاذ إجراءات لوقف العنف الطائفي.

وكان الشيباني رفع الجمعة الماضي في مقر الأمم المتحد في نيويورك علم بلاده الجديد إيذاناً ببدء عهد جديد.

وقالت بروس إنّ مسؤولين أميركيين التقوا بالوفد السوري في نيويورك الثلاثاء.

وأضافت أنّ الولايات المتّحدة حضّت السلطات الانتقالية التي تولت السلطة إثر الإطاحة بالرئيس بشار الأسد على «اختيار سياسات تعزّز الاستقرار».