طبيب: إسرائيل اقتحمت مستشفى كمال عدوان وطردت عاملين ومرضى

وجثث متناثرة في الشوارع بعد غارات

رجل يجرّ أحد المصابين نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
رجل يجرّ أحد المصابين نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT
20

طبيب: إسرائيل اقتحمت مستشفى كمال عدوان وطردت عاملين ومرضى

رجل يجرّ أحد المصابين نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
رجل يجرّ أحد المصابين نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

قال مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، اليوم (الجمعة)، إن قوات إسرائيلية اقتحمت المستشفى الليلة الماضية، وأمرت بإجلاء بعض العاملين والنازحين، ثم انسحبت، وإن الجثث تناثرت في الشوارع المحيطة جراء غارات جوية.

وقال مدير المستشفى، حسام أبو صفية، عبر أحد تطبيقات المراسلة: «في البداية، كانت هناك سلسلة من الغارات الجوية على الجانبين الشمالي والغربي من المستشفى، مصحوبة بنيران كثيفة ومباشرة».

وأضاف، وفقاً لوكالة «رويترز»: «ثم فوجئنا بدخول شخصين إلى المستشفى حاملين مكبر صوت، وأمراني بإخلاء جميع المرضى والنازحين وأفراد الطاقم الطبي، وإجلاء الجميع إلى ساحة المستشفى وإخراجهم بالقوة إلى نقطة التفتيش. بعد ذلك، عادوا إليّ وطلبوا مرافقاً واحداً لكل مريض ونازح للمساعدة في الإخلاء».

من جانبه، نفى الجيش الإسرائيلي، الجمعة، تقارير عن قصف واقتحام مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، قائلاً إنه ينفذ عمليات «في جوار» المنشأة الطبية. وأورد الجيش الإسرائيلي، في بيان: «خلافاً للتقارير التي صدرت خلال اليوم الماضي، لم يقصف (الجيش) مستشفى كمال عدوان أو ينفذ عمليات داخله». وأضاف أنه «سيواصل عملياته ضد البنى التحتية للإرهاب والإرهابيين» في شمال غزة، بما في ذلك «في جوار» المستشفى.

ويتهم الجيش الإسرائيلي مسلحي حركة «حماس» باستخدام المباني المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمباني السكنية، غطاء لعملياتهم منذ بدء الحرب في غزة قبل 14 شهراً. وتنفي «حماس» ذلك، وتتهم إسرائيل بالقصف العشوائي والاعتداءات. وعاد مستشفى كمال عدوان من جديد ليكون محطّ تركيز عمليات عسكرية تشنّها إسرائيل في شمال قطاع غزة، وتقول إنها تستهدف منع المسلحين من إعادة تنظيم صفوفهم.

مصابون يتلقون العلاج في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
مصابون يتلقون العلاج في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

وقال أبو صفية، في تصريح آخر عبر الإنترنت: «في الصباح، صدمنا لرؤية مئات من الجثث والجرحى في الشوارع المحيطة بالمستشفى». وأضاف: «الوضع داخل المستشفى وحوله كارثي، هناك عدد كبير من الشهداء والجرحى، بينهم 4 شهداء من الكوادر الطبية في المستشفى، ولم يتبق أي جراحين».

وقالت وزارة الصحة في غزة إن المستشفيات الثلاثة الرئيسية في الطرف الشمالي من القطاع متوقفة تقريباً عن العمل وتتعرض لهجمات متكررة، منذ أرسلت إسرائيل دباباتها إلى بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا في أكتوبر (تشرين الأول).

نداء استغاثة

اتهمت وزارة الصحة الفلسطينية، في نداء استغاثة، اليوم الجيش الإسرائيلي بارتكاب «جريمة حرب» في مستشفى كمال عدوان، وممارسة «كل أشكال القتل والعنف فيه وفي محيطه».

جثامين مسجاة في باحة مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
جثامين مسجاة في باحة مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

وأضافت، في بيان: «من تبقى من الجرحى بداخله يعانون من جروح بالغة وبحاجة فورية للعلاج». وقالت الوزارة: «عدد المستشفيات التي تعمل جزئياً 17 مستشفى من أصل 36 مستشفى، بأقل الإمكانات من الكوادر والمستلزمات والمعدات والوقود والكهرباء، وهي مهددة بالتوقف عن العمل في أي لحظة».

وقالت منظمة الصحة العالمية، اليوم، إن القوات الإسرائيلية قصفت مستشفى كمال عدوان، ربما دون تحذير موظفيه مسبقاً. وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، ريك بيبركورن، في إفادة صحافية مصورة عبر الإنترنت من جنيف: «الأمر مقلق للغاية، ولا ينبغي أن يحدث أبداً». مضيفاً أن المستشفى حالياً «يعمل بالحد الأدنى».

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل مئات المسلحين في اشتباكات مع حركة «حماس» في شمال غزة منذ أكتوبر، وهي منطقة كثيفة العمران، أفاد الجيش، في وقت سابق من العام، أنه قضى على الأنشطة المسلحة فيها.

وقالت إسرائيل، اليوم (الجمعة)، إن قواتها قتلت خلال الأسبوع المنصرم عدداً من كبار أعضاء «حماس»، الذين شاركوا في الهجوم على عدد من بلداتها الجنوبية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وكانوا يقودون وحدات مسلحة في شمال ووسط غزة. وتقول «حماس»، وحليفتها حركة «الجهاد الإسلامي»، إنهما قتلا كثيراً من الجنود الإسرائيليين في تلك المناطق خلال الفترة ذاتها.

وقال سكان في بيت لاهيا إن الجيش قصف عدة منازل بالقرب من مستشفى كمال عدوان خلال الليل. ويقول فلسطينيون إن إسرائيل تخطط لإنشاء منطقة عازلة على الأطراف الشمالية لقطاع غزة بعد إخلاء المنطقة. وتنفي إسرائيل ذلك.

وفي وقت لاحق من اليوم (الجمعة)، قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي إدارة إسرائيلية تابعة لوزارة الدفاع، معنية بتنسيق الشؤون المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتشرف على المساعدات المقدمة إلى القطاع، إنها سهّلت توصيل آلاف الطرود الغذائية وأجولة الدقيق (الطحين) إلى بيت حانون، بالتعاون مع وكالات إغاثة دولية، لتوزيعها على السكان المتبقين.

وشنّت إسرائيل عملية عسكرية جوية وبرية على قطاع غزة المكتظ بالسكان، الذي تحكمه «حماس»، بعد أن اقتحم مسلحون بلدات حدودية إسرائيلية قبل 14 شهراً، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.

ودمرت القوات الإسرائيلية منذ ذلك الحين مساحات شاسعة من القطاع، ما أدى إلى نزوح ما يقرب من 2.3 مليون نسمة. وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 44 ألفاً من السكان قتلوا، وهناك مخاوف من أن يكون آلاف لقوا حتفهم تحت الأنقاض.


مقالات ذات صلة

«هدنة غزة»: سياسة «الضغوط القصوى» الإسرائيلية هل تقود إلى تنازلات جديدة؟

تحليل إخباري فلسطيني يحمل طفليه وسط أنقاض منزل دمَّرته غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب غزة (أ.ف.ب)

«هدنة غزة»: سياسة «الضغوط القصوى» الإسرائيلية هل تقود إلى تنازلات جديدة؟

قصف وإخلاءات إسرائيلية تطول مناطق كثيرة في قطاع غزة، وتأكيدات لاستمرار تنفيذها ضمن سياسة «الضغوط القصوى» التي أعلنتها حكومة بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري الفريق أحمد خليفة رئيس أركان الجيش المصري يتفقد القوات قرب حدود إسرائيل نهاية العام الماضي (المتحدث العسكري)

تحليل إخباري مخاوف إسرائيلية من «البنية العسكرية» المصرية في سيناء... ما مصير اتفاقية السلام؟

يثير الوجود العسكري المصري في سيناء مخاوف إسرائيلية متنامية من تصعيد محتمل بين الجانبين في ظل توترات «حرب غزة».

هشام المياني (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماع ثنائي على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الولايات المتحدة 23 سبتمبر 2019 (رويترز)

السيسي وترمب يبحثان جهود الوساطة في المنطقة

قالت الرئاسة المصرية، في بيان، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترمب بحثا جهود الوساطة الرامية إلى استعادة الهدوء في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
خاص نازحون فلسطينيون عند مركز لتوزيع الطحين (الدقيق) في مدينة غزة... الثلاثاء (إ.ب.أ)

خاص قطاع غزة على شفا مجاعة جديدة

أعلنت «جمعية أصحاب المخابز» في قطاع غزة، الثلاثاء، توقف عمل جميع المخابز في مناطق وسط القطاع وجنوبه، في حين سيتم توقفها عن العمل في مناطق شمال القطاع، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ جامعة هارفارد في كامبريدج ماساتشوستس بأميركا 12 ديسمبر 2023 (رويترز)

ترمب يهدد بسحب مليارات من جامعة هارفارد بسبب الاحتجاجات ضد حرب غزة

أعلنت السلطات الأميركية أن الحكومة ستعيد النظر في التمويل الممنوح لجامعة هارفارد البالغ 9 مليارات دولار على خلفية اتهامات بـ«معاداة السامية» في الحرم الجامعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اتفاق الدولة السورية مع «قسد» على الانسحاب العسكري من حلب

توقيع الاتفاق في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب
توقيع الاتفاق في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب
TT
20

اتفاق الدولة السورية مع «قسد» على الانسحاب العسكري من حلب

توقيع الاتفاق في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب
توقيع الاتفاق في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب

أعلن في محافظة حلب، شمال سوريا، مساء الثلاثاء، عن اتفاق بين مجلس حيي الأشرفية والشيخ مقصود، وممثلي لجنة الرئاسة السورية. في سياق تطبيق بنود الاتفاق، الموقع مع «قوات سوريا الديمقراطية»، بين الرئيس أحمد الشرع ومظلوم عبدي في العاشر من الشهر المنصرم.

وستبقى المؤسسات - عدا الأمنية والعسكرية - في الحيين إلى حين الوصول إلى حلّ مستدام. وسيجري العمل على المحافظة على المؤسسات الخدمية والإدارية والتعليمية والبلديات والمجالس المحلية القائمة.

وذكر «تلفزيون سوريا» أن لجنة مكلفة من رئاسة الجمهورية العربية السورية و«المجلس المدني لحيي شيخ مقصود والأشرفية» توصلت إلى اتفاق لتسوية أوضاع الحيين في مدينة حلب. وأكّد الاتفاق، المؤلف من 14 بنداً، انسحاب القوات العسكرية في الحيين بأسلحتها إلى منطقة شمال شرقي سوريا، وحظر المظاهر المسلحة في الحيين، وحكر السلاح بيد قوات الأمن الداخلي، التابعة لوزارة الداخلية، على أن تتحمل الأخيرة مسؤولية حماية سكان الحيين ومنع أي اعتداءات أو تعرض بحقّهم.

وتضمن الاتفاق، بحسب مصادر إعلامية، إقامة مركز أمني تابع لوزارة الداخلية السورية، والإبقاء على الحواجز الرئيسية، تحت إشراف الأمن الداخلي التابع للوزارة.

وسيعود حيا الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية إلى مجلس مدينة حلب، إدارياً، مع حماية واحترام الخصوصية الاجتماعية والثقافية لقاطني هذين الحيين لتعزيز التعايش السلمي.

نص الاتفاق بين الدولة السورية و«قسد» في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب
نص الاتفاق بين الدولة السورية و«قسد» في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب

كما نصّ الاتفاق على منع المظاهر المسلحة في الحيين، وأن يكون السلاح حكراً على قوات الأمن الداخلي، التابعة لوزارة الداخلية، وتفتح المعابر الحيوية مع إبقاء الحواجز الرئيسية.

وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تنسيقية لتسهيل الحركة والتنقل بين مدينة حلب ومناطق شمال وشرق سوريا.

مسؤولون في حي الأشرفية بحلب بعد الاتفاق
مسؤولون في حي الأشرفية بحلب بعد الاتفاق

ومن النقاط اللافتة في الاتفاق، بحث مصير المعتقلين من قبل الطرفين في محافظة حلب، «وتبادل جميع الأسرى الذين جرى أسرهم بعد التحرير».

كما جاء فيه الإعلان عن تشكيل لجان تنسيقية لتسهيل الحركة بين مناطق حلب وشمال شرقي سوريا، ولجان في الحيين لتطبيق الاتفاقية على أرض الواقع. وتفعيل حقّ التمثيل الكامل والعادل في مجلس محافظة حلب، وكذلك غرف التجارة والصناعة وسائر القطاعات، وفقاً للقوانين النافذة.