سكان محليون قرب لافتة «حماة ترحب بكم» على طريق سريع يؤدي إلى محافظة حماة وسط غرب سوريا الأحد (أ.ف.ب)
اقتربت فصائل مسلحة، مساء أمس، لتلامس مدينة حماة وسط سوريا، مع استمرار الهجوم الذي بدأته في شمال البلاد منذ ستة أيام. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأنّ «اشتباكات عنيفة تدور في شمال محافظة حماة» التي تنطوي على أهمية استراتيجية لوجودها على الطريق الرابط بين حلب في الشمال والعاصمة دمشق.
وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، أمس، بنهاية «سريعة» لهجوم «هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها في سوريا.
وفي إيران، قال وزير الخارجية عباس عراقجي، إن بلاده ستدرس إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. كما أعلن رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، أن طهران اتفقت مع مسؤولين عسكريين في بغداد وموسكو، على «دعم الحكومة السورية».
كذلك، أكدت مصادر ميدانية، أن فصائل عراقية «عبرت الحدود، واشتبكت مع المعارضة السورية في مناطق جنوب حلب، كان الجيش السوري قد انسحب منها».
استنفار في دمشق مع تصاعد الذعر من القادم المجهولhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5088626-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%86%D9%81%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D9%85%D8%B9-%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%B9%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84
من إحدى صالات مركز التجنيد الأول بدمشق في أبريل 2024 (سانا)
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
استنفار في دمشق مع تصاعد الذعر من القادم المجهول
من إحدى صالات مركز التجنيد الأول بدمشق في أبريل 2024 (سانا)
مع توارد الأنباء عن دخول الفصائل المسلحة إلى مدينة حماة، تصاعدت حالة من الذعر والترقب في العاصمة دمشق، وبدا ذلك في حركة الإقبال الشديد على تموين المواد الغذائية وسط حالة استنفار أمني للقوات الحكومية، وتفعيل نقاط التفتيش المنتشرة في الشوارع، وانتشار حواجز «طيارة» لملاحقة المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياط.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قيام الشرطة العسكرية وقوات الجيش والأجهزة الأمنية التابعة لدمشق، بشنّ حملات مداهمة واعتقال جماعية في الأسواق، والأحياء السكنية، والشوارع، والأماكن العامة، واستهدفت الرجال والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و45 عاماً، بمن فيهم حاملو وثائق الإعفاء أو التأجيل من الخدمة العسكرية. كما طالت الحملة أشخاصاً أجروا تسويات لأوضاعهم الأمنية، بالإضافة إلى عدد من اللاجئين الذين عادوا من لبنان في سبتمبر (أيلول) 2024.
وقدرت الشبكة أعداد المعتقلين بنحو ألف شخص، نُقلوا فوراً إلى جبهات القتال دون إخضاعهم لأي تدريبات عسكرية أو إجراءات قانونية، بحسب الشبكة التي أضافت أن هذه الحملات تأتي في سياق التصعيد العسكري، وسيطرة الفصائل المسلحة المعارضة على مناطق واسعة في محافظات حلب وإدلب وحماة.
وما تزال الأسعار تسجل قفزات كبيرة بين ساعة وأخرى على خلفية استمرار انهيار سعر الصرف في السوق الموازية؛ أو «السوق السوداء»، وتفاوته بين محافظة وأخرى؛ إذ وصل في حلب إلى مستوى غير مسبوق، حيث وصل سعر صرف الدولار الأميركي إلى 25 ألف ليرة سورية، بنسبة ارتفاع تتجاوز 1200 ليرة خلال أقل من أسبوع.
وفي دمشق ارتفع سعر صرف الدولار من 14450 ليرة قبل أسبوع إلى 16500 ليرة، وفي إدلب ارتفع إلى 16300 ليرة، وقالت مصادر تجارية إن التجار في دمشق يسعّرون بضائعهم على سعر صرف 17 ألف ليرة فما فوق، وذلك رغم احتفاظ البنك المركزي بسعر صرف عند حدود 13668 ليرة سورية للدولار الأميركي، الأمر الذي يُحدث ارتباكاً كبيراً في الأسواق، لا سيما أسعار المواد الغذائية المستوردة والمحروقات، مع ازدياد حاد في الطلب عليها نتيجة التصعيد الحاصل في سوريا.
وقالت المصادر إن هناك إقبالاً على شراء الدولار والتخلص من العملة المحلية في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة؛ ما ينذر بتواصل انهيار متسارع لليرة.
وشهدت الشوارع وسط دمشق (الخميس) ازدحاماً مرورياً خانقاً مع تضارب المعلومات الواردة من حماة خلال ساعات النهار، وتوجه الغالبية لإنهاء أعمالهم وتخزين احتياجاتهم تحسباً لتدهور الأوضاع الأمنية في دمشق، وشوهد انتشار كثيف لعناصر الأجهزة الأمنية والدوريات المشتركة والحواجز «الطيارة» في أجواء يسودها الترقب والحذر الشديد.