سكان محليون قرب لافتة «حماة ترحب بكم» على طريق سريع يؤدي إلى محافظة حماة وسط غرب سوريا الأحد (أ.ف.ب)
اقتربت فصائل مسلحة، مساء أمس، لتلامس مدينة حماة وسط سوريا، مع استمرار الهجوم الذي بدأته في شمال البلاد منذ ستة أيام. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأنّ «اشتباكات عنيفة تدور في شمال محافظة حماة» التي تنطوي على أهمية استراتيجية لوجودها على الطريق الرابط بين حلب في الشمال والعاصمة دمشق.
وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، أمس، بنهاية «سريعة» لهجوم «هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها في سوريا.
وفي إيران، قال وزير الخارجية عباس عراقجي، إن بلاده ستدرس إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. كما أعلن رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، أن طهران اتفقت مع مسؤولين عسكريين في بغداد وموسكو، على «دعم الحكومة السورية».
كذلك، أكدت مصادر ميدانية، أن فصائل عراقية «عبرت الحدود، واشتبكت مع المعارضة السورية في مناطق جنوب حلب، كان الجيش السوري قد انسحب منها».
نشر الجيش الإسرائيلي لقطات من حملة القصف التي استمرت 48 ساعة في سوريا، ودمرت أسلحة متطورة تخشى إسرائيل أن تقع في أيدي عناصر معادية، بمن في ذلك «حزب الله».
أعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم (الثلاثاء)، أنه قدم طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع «السجون السورية» من الرئيس بشار الأسد الذي فرّ الأحد.
قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، إنه قصف معظم مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا خلال اليومين الماضيين، وإن سفنه استهدفت منشأتين للبحرية السورية.
ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركياhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5090308-%D9%85%D9%85%D8%AB%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%87%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AE%D8%B6%D8%B9-%D9%84%D8%A5%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA
ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا
مما لا شك فيه أن النصر «المتأخر» الذي حققته الثورة السورية شكّل زلزالاً مفاجئاً، مثلما كان اندلاعها قبل 13 عاماً زلزالاً غيّر مسار المنطقة والعالم. ورغم عدم وضوح «صورة» اليوم التالي بعد، فإن قوى كثيرة تتوقع أن يؤدي سقوط نظام بشار الأسد إلى عصر جديد، ليس فقط في المنطقة، بل العالم. وبعدما تعاملت القوى العالمية مع المنطقة بوصفها ساحة حرب، وتحوّلت سوريا خصوصاً إلى واحدة من أكثر الدول «الولّادة» للمهاجرين، فقد تسببت موجاتهم في إعطاء دفعة لقوى اليمين المتطرف، التي اكتسبت منذ ذلك الحين موطئ قدم، ليس فقط في دول القارة الأوروبية، بل في الولايات المتحدة نفسها، فضلاً عن التسبب في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
سوريا والمنطقة أمام مرحلة جديدة
ورغم توقف العمليات الحربية في معظم المناطق السورية، ما أعطى الأمل بدخول البلاد مرحلة من الاستقرار، ما قد يُمهّد لعودة السوريين اللاجئين إلى بلادهم، فإن اندلاع القتال بين قوات «قسد» المدعومة من أميركا، التي يُشكل الأكراد عمودها الفقري، مع قوات تدعمها تركيا، رفع عدداً من علامات الاستفهام، ليس فقط حول مستقبل الأكراد والأقليات والمناطق التي يسيطرون عليها، بل مستقبل سوريا برمته.
تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن (مسد)، الذي يعد الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إن سقوط نظام الأسد كان مفاجئاً للجميع، لكنه كان شيئاً جيداً، لأنه أنهى الاستبداد.
وأضافت، في حديث مع «الشرق الأوسط»، كنا بصفتنا أكراداً أساسيين في هذا السقوط، والخلاص من الاستبداد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة عما إذا كان الانتقال سيكون سلساً لتشكيل حكومة من كل مكونات الشعب السوري؟
لماذا بدأت تركيا الهجوم على مناطقنا؟
وقالت سنام إن اندلاع القتال في مناطق منبج وتل رفعت وشرق حلب، على أثر الهجمات المفاجئة التي شنّها الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، وضع المنطقة أمام تحدٍّ كبير. اليوم سوريا تحررت، ولكن لماذا بدأت الهجمات على مناطقنا من القوات المدعومة من تركيا، في مناطق عفرين وتل رفعت، وارتكبت مجازر في المخيمات في مناطق شرق حلب، ما اضطرنا إلى التعاون مع قوات التحالف الدولي لإجلاء أكثر من 120 ألف مواطن من تلك المخيمات في حلب.
وأضافت: «إن (هيئة تحرير الشام)، التي كان أداؤها لافتاً خلال مسيرتها إلى دمشق، لا علاقة لها بتلك الهجمات، وهي لا تُنفذ إملاءات تركيا، وهو أمر معروف. ورغم أن الحوار معها لم يبدأ بعد بشكل رسمي، فإننا قمنا بخطوات تنسيقية معها، وأعلنا انفتاحنا واستعدادنا للحوار معها، وإنهاء الحروب والقتال والتعاون لتشكيل سورية الجديدة للجميع».
«هيئة تحرير الشام» مختلفة
وقالت: «كنا دائماً نقول نحن جزء من سوريا، ولا ندعم ولا نريد الانفصال. سوريا يجب أن تبقى موحدة، ورفضنا تقسيمها. مناطقنا فيها تنوع، وينبغي الحفاظ عليها، سواء بالوحدة أو الفيدرالية أو أي صيغة تراعي هذا التنوع تحت سقف الدولة الواحدة. هذا ما أبلغناه لـ(هيئة تحرير الشام)، التي من الواضح أنها مختلفة، ونتمنى أن تبقى على هذا المنوال. هي لم تقترب من مناطقنا، وهي مختلفة عن جيش سوريا الحر المدعوم من تركيا. نحن جزء من سوريا، وجزء من هذا النصر، ودفعنا ثمناً غالياً خلال مقاتلة (داعش)، وحررنا مناطق كردية وعربية خصوصاً، ومن غير المنطقي ألا يكون هناك حوار بيننا و(هيئة تحرير الشام)».
وأضافت سنام محمد: «لقد توقف الاقتتال في سوريا، ما عدا مناطقنا، نريد وقف إطلاق نار عام. نحن لم نبدأ القتال، لماذا بدأت القوات المدعومة من تركيا هذا الهجوم الضخم، ودخلت منبج، وشنّت هجوماً آخر من جنوب مدينة كوباني؛ حيث يعيش مليون كردي، عبر جسر (قراه كوزاك)، وليس لهم أي مخرج سوى هذه المنطقة».
واشنطن تريد التهدئة وتتواصل مع أنقرة
وتابعت: «إنه جرى التواصل مع إدارة الرئيس بايدن، هنا في واشنطن، وكذلك مع الدبلوماسيين الأميركيين الموجودين على الأرض أيضاً، ويريدون التهدئة الآن، وعدم تصاعد القتال، ويتواصلون مع تركيا لوقف الهجوم في منبج وغيرها. كما تواصلنا مع إدارة ترمب في الفترة السابقة، ونسعى قريباً إلى التواصل معها مجدداً، لأن الوضع خطير، ولا يحتمل التأجيل، سواء بسبب هجمات الفصائل الموالية لتركيا في كوباني ومنبج أو بسبب تحركات (داعش)، التي حذّر منها، الاثنين، وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن».
وأكدت أن «قسد» تواصلت مع البنتاغون، بعد محاولة قيام «داعش» بالهجوم على مدينة الرقة لتحرير مقاتليها من السجن الذي تشرف عليه «قسد». وحذّرت من أنه عندما يحصل أي تحرك من القوات الموالية لتركيا، تتحرك خلايا «داعش».
قادة مجلس ديرالزور العسكري التابع لقسد يعلنون انشقاق قواتهم وانضمامها إلى فصائل ردع العدوان
وحول الأنباء التي أشارت إلى قيام بعض المجموعات، خصوصاً من المكون العربي، بالإعلان عن انشقاقها عن «قسد»، قالت سنام محمد: «ليست لديها معلومات مؤكدة عن هذا الأمر، لكنها أشارت إلى حصول مثل هذه التحركات في أوقات سابقة خلال مراحل الصراع، ولم يكن لها تأثير كبير».