الفصائل تلامس حماة... وطهران وبغداد تدعمان دمشق

قوات عراقية تشتبك مع المعارضة... وبوتين يطالب إردوغان بـ«نهاية سريعة»

سكان محليون قرب لافتة «حماة ترحب بكم» على طريق سريع يؤدي إلى محافظة حماة وسط غرب سوريا الأحد (أ.ف.ب)
سكان محليون قرب لافتة «حماة ترحب بكم» على طريق سريع يؤدي إلى محافظة حماة وسط غرب سوريا الأحد (أ.ف.ب)
TT

الفصائل تلامس حماة... وطهران وبغداد تدعمان دمشق

سكان محليون قرب لافتة «حماة ترحب بكم» على طريق سريع يؤدي إلى محافظة حماة وسط غرب سوريا الأحد (أ.ف.ب)
سكان محليون قرب لافتة «حماة ترحب بكم» على طريق سريع يؤدي إلى محافظة حماة وسط غرب سوريا الأحد (أ.ف.ب)

اقتربت فصائل مسلحة، مساء أمس، لتلامس مدينة حماة وسط سوريا، مع استمرار الهجوم الذي بدأته في شمال البلاد منذ ستة أيام. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأنّ «اشتباكات عنيفة تدور في شمال محافظة حماة» التي تنطوي على أهمية استراتيجية لوجودها على الطريق الرابط بين حلب في الشمال والعاصمة دمشق.

وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، أمس، بنهاية «سريعة» لهجوم «هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها في سوريا.

وفي إيران، قال وزير الخارجية عباس عراقجي، إن بلاده ستدرس إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. كما أعلن رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، أن طهران اتفقت مع مسؤولين عسكريين في بغداد وموسكو، على «دعم الحكومة السورية».

كذلك، أكدت مصادر ميدانية، أن فصائل عراقية «عبرت الحدود، واشتبكت مع المعارضة السورية في مناطق جنوب حلب، كان الجيش السوري قد انسحب منها».


مقالات ذات صلة

شولتس وماكرون يبديان استعداداً مشروطاً لـ«التعاون مع القادة الجدد» في سوريا

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس في برلين 18 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

شولتس وماكرون يبديان استعداداً مشروطاً لـ«التعاون مع القادة الجدد» في سوريا

ناقش المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، الوضع في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (برلين)
المشرق العربي فواز الأخرس خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المصرفي السوري في دمشق عام 2004 (أرشيفية - أ.ف.ب)

واشنطن تفرض عقوبات على والد زوجة بشار الأسد

أعلنت واشنطن، الاثنين، فرض عقوبات على فواز الأخرس صهر بشار الأسد، وذلك غداة تقارير عن فرار الرئيس السوري السابق إلى روسيا بعد سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج السعودية أكدت أن الجولان أرض عربية سورية محتلة (رويترز)

السعودية: إسرائيل تخرب فرص استعادة سوريا لأمنها ووحدتها

أكدت السعودية استمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي، وعزمها تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي سوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد في دمشق 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

المعارضة السورية تُطمئن بـ«عفو» عن المُجنّدين... وتنسق لانتقال السلطة

وأعلنت إدارة «العمليات العسكرية» التابعة للمعارضة، الاثنين، العفو العام عن «جميع العسكريين المجندين تحت الخدمة الإلزامية»، وذلك بعد يوم من سيطرتها على العاصمة.

سعاد جرَوس (دمشق) «الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يصعدون التل داخل المنطقة العازلة التي تفصل مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل عن بقية سوريا 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: إسرائيل «انتهكت» اتفاق فض الاشتباك مع سوريا

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن تقدم إسرائيل داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل، يشكل «انتهاكاً» لاتفاق فض الاشتباك الذي وُقّع عام 1974 بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

المعارضة السورية تُطمئن بـ«عفو» عن المُجنّدين... وتنسق لانتقال السلطة

سوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد في دمشق 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد في دمشق 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

المعارضة السورية تُطمئن بـ«عفو» عن المُجنّدين... وتنسق لانتقال السلطة

سوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد في دمشق 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد في دمشق 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

بموازاة سعي المعارضة السورية، اليوم (الاثنين)، إلى بث إجراءات طمأنة بين المواطنين عبر إصدار «عفو عام» عن المجندين إلزامياً، قطعت خطوة باتجاه تنسيق انتقال السلطة.

وأعلنت إدارة «العمليات العسكرية» التابعة للمعارضة، الاثنين، العفو العام عن «جميع العسكريين المجندين تحت الخدمة الإلزامية»، وذلك بعد يوم من سيطرتها على العاصمة دمشق، وإسقاط نظام بشار الأسد.

وقالت المعارضة على «تلغرام» إنها تعلن «العفو العام عن جميع العسكريين المجندين تحت الخدمة الإلزامية، فلهم الأمان على أرواحهم ويُمنع التعدي عليهم».

سوريون يرفعون صورة قائد «هيئة تحرير الشام» وأحد رموز الثورة السورية في دمشق (الشرق الأوسط)

وعلى الصعيد السياسي، بحث قائد «هيئة تحرير الشام» (أبرز قوى المعارضة السورية) أحمد الشرع (المكنى سابقاً بأبو محمد الجولاني)، مع رئيس حكومة تسيير الأعمال السورية محمّد الجلالي «تنسيق انتقال السلطة».

وبثّت المعارضة مقتطفاً من اللقاء ظهر فيه الشرع، وهو يتحدث بحضور ثلاثة أشخاص بينهم الجلالي ومحمّد البشير، رئيس «حكومة الإنقاذ» التي كانت تتولى إدارة مناطق سيطرة «الهيئة» في إدلب، الذي بات ينظر إليه كأبرز مرشح لقيادة الحكومة.

وجاء في تعليق نُشر مع الفيديو أن هدف الاجتماع «تنسيق انتقال السلطة، بما يضمن تقديم الخدمات إلى أهلنا في سوريا». وظهر الجولاني خلال المقطع المصور وهو يشرح للجلالي خبرات السلطات المحلية في إدارة منطقة إدلب في شمال غرب سوريا.

وقال: «بات لدى الشباب خبرة عالية جداً بعدما بدأوا من لا شيء»، موضحاً: «صحيح أن منطقة إدلب صغيرة، ومن دون موارد، لكن الحمدلله أنها استطاعت أن تقوم بالكثير خلال الفترة الماضية».

وتأسست «حكومة الإنقاذ» عام 2017، وتتبع لها وزارات ومديريات وأجهزة قضائية وأمنية في مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى أقلّ نفوذاً في محافظة إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة. وتتولى توفير الخدمات الرئيسية للسكان بغياب الإدارات الرسمية منذ نحو عقد.

عناصر من الشرطة التابعة للمعارضة السورية مع مواطنين في ساحة السبع بحرات بدمشق (الشرق الأوسط)

وعلى صعيد ميداني في شمال شرقي سوريا، قال مصدر مطلع في المعارضة السورية إن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى اتفاق، لضمان الانسحاب الآمن للقوات الكردية - السورية المدعومة من واشنطن من مدينة منبج المحاصرة.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، قال المصدر إن «(قوات سوريا الديمقراطية) انسحبت من منبج، ولا يزال يتعيّن عليها الانسحاب من المناطق الأخرى» شرق المدينة.

وأمضى السوريون للمرة الأولى منذ 24 سنة، يوماً كاملاً من دون أن يكونوا تحت حكم بشار الأسد، وصباح الاثنين، رُفعت حالة حظر التجوال، مع تتالي قرارات «القيادة العامة للعمليات العسكرية» لإدارة العاصمة، التي كان من أبرز مظاهرها نشر عناصر يرتدون زياً أزرق مكتوباً عليه «شرطة»، وجاء معظمهم من محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) المعقل السابق لـ«هيئة تحرير الشام» وقوات المعارضة.

وانتشرت عناصر الشرطة في الطرقات والساحات الرئيسة ومحيط المقرات الحكومية لتسيير الحركة وضبط الأمن، وإلى جانبهم انتشر مسلحون من «هيئة تحرير الشام» بزي عسكري وأغطية رأس داكنة، وأقبل مدنيون من سكان دمشق على عناصر «الشرطة الجديدة» للتهنئة والتعارف والتقاط الصور التذكارية، وسيطرت سمات الارتياح والتعامل بليونة بين الجميع. أما العناصر العسكرية من مقاتلي «هيئة تحرير الشام» وقوات المعارضة، فبدوا أكثر تحفظاً وخجلاً في التعاطي مع استفسارات العامة، لا سيما النساء، ويحيلونهم إلى رجال الشرطة الذين أظهروا فهماً للتعامل مع المدنيين، وسعوا إلى إشاعة الطمأنينة في الشوارع.

ووفق ما نقلت وسائل إعلام سورية، بينها صحيفة «الوطن»، فإن «القيادة العامة» أصدرت قراراً بأنه «يُمنع منعاً باتاً التدخل في لباس النساء، أو فرض أي طلب يتعلق بملابسهن أو مظهرهن، بما في ذلك طلب التحشّم». مع التأكيد على أن «الحرية الشخصية مكفولة للجميع، وأن احترام حقوق الأفراد هو أساس بناء وطن متحضر».

أحد رجال الشرطة تحدث إلى «الشرق الأوسط» بشكل غير رسمي، لأنه غير مخول بالإدلاء بتصاريح، قائلاً إنهم جاءوا من إدلب، مشيراً إلى أن «غالبية عناصر الشرطة مدربون بشكل خاص على التعامل مع المدنيين».

بدوره أكد «مصرف سوريا المركزي»، الاثنين، أن أموال المودعين «آمنة»، وقال إنه «مستمر في عمله... ونؤكد للإخوة المواطنين المتعاملين مع جميع المصارف العاملة أن ودائعهم وأموالهم الموضوعة لدى تلك المصارف آمنة ولم ولن تتعرض لأي أذى».

وقال مصدر في مصرف سوريا المركزي ومصرفيان لـ«رويترز»، إن «البنك المركزي والبنوك التجارية تستأنف عملها اليوم (الثلاثاء)، وتدعو الموظفين للحضور إلى العمل».

عناصر من «هيئة تحرير الشام» أمام المصرف المركزي السوري في دمشق (الشرق الأوسط)

وجاءت تطمينات المصرف المركزي في سوريا بعد مشاهد من الفوضى أمام بعض المؤسسات العامة، بينها المصرف المركزي.

وحسب ما أظهرت جولة لـ«الشرق الأوسط»، في محيط منطقة المصرف المركزي، ومؤسسة التأمينات الاجتماعية، فإن عدداً محدوداً من الموظفين عادوا إلى أعمالهم، الاثنين، لكن موقف بقية المؤسسات الحكومية لا يزال غامضاً. وفي الأسواق الشعبية لبيع الخضراوات والفاكهة في دمشق، عادت الحركة بشكل طبيعي تقريباً، ومنها أسواق: الشعلان، والشيخ محي الدين، ولم تظهر تغييرات كبيرة في الأسعار، إذ ظلت عند حدود أيام ما قبل سقوط النظام، حتى إن سعر كيلو اللحم انخفض إلى 180 ألف ليرة، بعد أن وصل إلى نحو 240 ألف ليرة.