الجيش اللبناني يبدأ انتشاره جنوباً وسط استمرار الخروقات

مقتل مسؤول اتصال «حزب الله» في الجيش السوري

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل بعد اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل بعد اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)
TT

الجيش اللبناني يبدأ انتشاره جنوباً وسط استمرار الخروقات

جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل بعد اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يحملون أغراضهم عائدين إلى إسرائيل بعد اتفاق وقف إطلاق النار (إ.ب.أ)

يستمر التوتر على الحدود الجنوبية للبنان مع الخروقات الإسرائيلية التي تجاوزت 80 خرقاً منذ اتفاق وقف إطلاق النار في موازاة جهود تبذل لعدم تجدد الحرب، واستكمال الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب.

وسجّل انتشار كثيف للجيش اللبناني في أحياء مدينة صور وبعض القرى الجنوبية، فيما يترقب الجميع بدء لجنة المراقبة عملها في الأيام المقبلة بعدما وصل الجنرال الأميركي الذي يترأس اللجنة، وانتظار وصول الجنرال الفرنسي اليوم (الأربعاء)، حسبما قالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط».

إلى ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني لبناني أن غارة إسرائيلية على سيارة قرب العاصمة السورية، قتلت سلمان جمعة، وهو شخصية بارزة في «حزب الله» والمسؤول عن الاتصال بالجيش السوري.


مقالات ذات صلة

لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار في جنوب لبنان تبدأ عملها 

المشرق العربي صورة وزعها الجيش اللبناني لانتشار وحداته في جنوب لبنان (مديرية التوجيه)

لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار في جنوب لبنان تبدأ عملها 

تؤكد مصادر عسكرية لبنانية أن لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف النار بين إسرائيل و«حزب الله» بدأت فعلياً عملها على أن تعقد أول اجتماعاتها مطلع الأسبوع المقبل.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي اجتماع بين رئيس البرلمان نبيه بري وكتلة «الجمهورية القوية» النيابية العام الماضي (أرشيفية)

قنوات تواصل رئاسية بين بري و«القوات»

فتحت قنوات التواصل بين رئيس البرلمان نبيه بري وحزب «القوات اللبنانية»، الخصمين اللدودين، على نية «تقارب وجهات النظر الرئاسية» بينهما.

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي منزل مُدمَّر نتيجة الغارات الإسرائيلية بجنوب لبنان (رويترز)

الحرب الإسرائيلية على لبنان خلّفت 4047 قتيلاً ونحو 17 ألف جريح

أعلن وزير الصحة اللبناني أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 4047 شخصاً وإصابة 16638 في لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج تستهدف المساعدات السعودية تنفيذ عدد من المشروعات الغذائية والإيوائية والصحية التي تلامس احتياجات الأسر المتضررة (واس)

مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن المرحلة الثانية من المساعدات السعودية إلى لبنان

دشَّن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المرحلة الثانية من المساعدات السعودية إلى لبنان التي تستهدف تنفيذ عدد من المشروعات الغذائية والإيوائية والصحية

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج الطائرة الإغاثية السعودية الـ27 تصل إلى مطار بيروت (واس)

الجسر الجوي الإغاثي السعودي إلى لبنان يتواصل بوصول الطائرة الـ27

وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في مدينة بيروت بالجمهورية اللبنانية اليوم، الطائرة الإغاثية السعودية الـ27 التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تقدم «الفصائل» أربكهم... سكان دمشق «لا يفهمون» أحداث آخر أسبوع

أشخاص يسيرون بالقرب من ملصق للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)
أشخاص يسيرون بالقرب من ملصق للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)
TT

تقدم «الفصائل» أربكهم... سكان دمشق «لا يفهمون» أحداث آخر أسبوع

أشخاص يسيرون بالقرب من ملصق للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)
أشخاص يسيرون بالقرب من ملصق للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)

قرّر الطالب الجامعي شادي، يوم الجمعة، ملازمة منزله في عطلة نهاية الأسبوع، لمتابعة الأخبار المتسارعة، مع تقدّم فصائل سورية مسلحة إلى مدن رئيسة خلال الأيام الماضية؛ ما يعكس قلقاً يشاطره فيه كثيرون من سكان العاصمة دمشق.

ويقول الشاب الذي تحفّظ عن ذكر اسمه الكامل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لم أرغب بالخروج من المنزل، والجميع فضّل أن يتابع الأخبار داخل منزله وأن يبقى قرب عائلته». ويُضيف في حين تصل إشعارات متلاحقة إلى هاتفه الجوال تثير قلقه: «لم نعد نفهم شيئاً، فتطورات الأخبار أسرع من قدرتنا على استيعاب كل ما جرى خلال أسبوع واحد فقط».

حركة محدودة للغاية

منذ أيام، يعيش سكان دمشق على غرار مدن سورية أخرى على إيقاع الأخبار والرسائل النصية حول التطورات الميدانية التي لم تشهد البلاد لها مثيلاً منذ سنوات. فمنذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، تشنّ فصائل مسلحة تقودها «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة») هجوماً غير مسبوق ضد الجيش السوري، بدأته في شمال سوريا.

وتمكّنت تلك الفصائل من التقدم إلى مدينتَي حلب وحماة (وسط) بعد إعلان الجيش السوري إعادة تموضعه في المنطقة، مع مواصلة استهدافه لـ«المجموعات الإرهابية»، في إشارة إلى الفصائل المسلحة.

واقتربت تلك الفصائل، الجمعة، من مدينة حمص في وسط البلاد، حيث أكد الجيش السوري أنه موجود لـ«صدّ أي هجوم إرهابي»، في حين أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية»، وعمادها المقاتلون الأكراد، انتشارها في مناطق في محافظة دير الزور (شرق) كانت تحت سيطرة القوات الحكومية. ويقول شادي: «القلق مُعدٍ، لكنه لا يفيد في أوقات مماثلة، ومن الأفضل الحفاظ على الهدوء».

وشدّدت الحواجز الأمنية المنتشرة في محيط العاصمة خلال الأيام الماضية إجراءات التفتيش والتدقيق. وشهدت مطاعم ومقاهي منطقة باب شرقي في المدينة القديمة حركة محدودة للغاية، في حين أغلقت بعض المحلات أبوابها باكراً في ظل نقص عدد الزبائن.

«لا للهلع»

وتغذّي التطورات وحالة القلق انتشار الشائعات والأخبار المضلّلة. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر تصاعد الدخان قرب ساحة الأمويين في دمشق، مرفقاً بتعليق يفيد باشتباكات قرب مبنى الأركان، لكن تبيّن أن المقطع المتداول قديم ولا علاقة له بالأحداث الحالية.

وفي وقت لاحق، نبّهت وزارة الدفاع من مقاطع فيديو «كاذبة ومفبركة حول حدوث انفجارات في مقرّ الأركان». ودعت المواطنين إلى «الوعي بهذه الأكاذيب ومعرفة أبعادها التي تستهدف نشر الفوضى والذعر في صفوف المدنيين».

وتقول جورجينا (32 عاماً)، من دون ذكر عائلتها، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أسمع الكثير من الشائعات (...) نزلت إلى دمشق القديمة ووجدت أن الحركة روتينية... لكن الجميع يتابعون الأخبار».

ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية عن مراسلها أن «الوضع هادئ في دمشق، ولا انفجارات أو قتال». ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، الجمعة، عن خطباء المساجد في دمشق دعوتهم إلى «عدم الهلع والخوف (...) والوقوف صفاً واحداً خلف الجيش السوري للدفاع عن الوطن».

انهيار الليرة

وعلى وقع التطورات الميدانية، أرجأت جامعة دمشق الامتحانات إلى موعد يحدّد لاحقاً. كما أرجأ الاتحاد السوري لكرة القدم مباريات الدوري «حتى إشعار آخر» بسبب «الأوضاع الأمنية الراهنة».

أشخاص يقفون أمام متجر في المدينة القديمة بالعاصمة السورية دمشق (أ.ف.ب)

وعلى وقع التطورات الأمنية، توقفت بعض الإذاعات المحلية عن بثّ البرامج الترفيهية، وحوّلت برامجها إلى نشرات أخبار وأغانٍ وطنية. وخصّصت قنوات التلفزة الرسمية تغطيتها لاستقبال محللين سياسيين ومراسلين من مناطق تدور فيها المعارك. وبين وقت وآخر، تبث لقطات من ساحات رئيسة وتنفي «الشائعات» عن سيطرة الفصائل المسلحة على مناطق إضافية.

وفي موازاة ذلك، سجّل سعر صرف الليرة مقابل الدولار مستوى غير مسبوق؛ إذ بلغ 19 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، وفق التجار. ويقول أمين (56 عاماً)، وهو صاحب متجر لبيع المواد الغذائية: «يندفع الناس لشراء الخبز والأرز والسكر ومواد التنظيف. اليوم طلبت من المستودعات مرتين إحضار بضاعة لتلبية الطلب المتزايد».