مصادر لـ«الشرق الأوسط»: مقاتلو إيران في دمشق لم يستنفروا أمام معارك الشمال

استمرار التحركات في درعا بالإعلان عن تشكيل «غرفة عمليات الجنوب»

دخان يتصاعد وسط المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب (د.ب.أ)
دخان يتصاعد وسط المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب (د.ب.أ)
TT

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: مقاتلو إيران في دمشق لم يستنفروا أمام معارك الشمال

دخان يتصاعد وسط المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب (د.ب.أ)
دخان يتصاعد وسط المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في حلب (د.ب.أ)

استمرت التحركات في محافظة درعا جنوب البلاد، اليوم (الاثنين)، ضد حواجز ومقار تابعة للجيش السوري، بينما تداولت حسابات على «إكس» و«تلغرام» وغيرهما، بياناً كشف عن تشكيل قوة جديدة تحت اسم «غرفة عمليات الجنوب السوري» التي أعلنت النفير العام والتعبئة لكل «الثوار في حوران» للبدء بالعمليات العسكرية.

وقالت مصادر في دمشق لـ«الشرق الأوسط»: «هناك وجود عسكري غير مرئي لمقاتلي الفصائل الإيرانية (الحرس الثوري) والفصائل التابعة له و(حزب الله) اللبناني، في قلب دمشق، وكذلك في محيطها؛ خصوصاً ريفها الجنوبي والجنوبي الغربي». ولفتت إلى أنه ورغم التوغل المتسارع لـ«هيئة تحرير الشام» والفصائل المتحالفة معها في مناطق حلب وإدلب وشمال حماة الواقعة تحت نفوذ الحكومة السورية، والسيطرة عليها بعد انسحاب الجيش السوري وحلفائه، ورغم حالة القلق التي سادت رسمياً وشعبياً في دمشق واستنفار الجيش وكل الأجهزة الأمنية، فإن مقاتلي الفصائل الإيرانية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني الموجودين في قلب دمشق ومحيطها «لم يستنفروا!». وأضاف: «ربما لديهم اعتقاد بأن أحداث الشمال لن تؤثر على استقرار دمشق».

عناصر من «فاطميون» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني في دير الزور شرق سوريا (أرشيفية)

وكانت إيران قد أرسلت الآلاف من مقاتليها وآخرين من العراق وباكستان وأفغانستان إلى سوريا بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011، وأسهمت مع روسيا في تمكين الرئيس السوري بشار الأسد من سحق الفصائل المسلحة واستعادة معظم الأراضي التي سيطرت عليها.

ومع استمرار التحركات في ريف محافظة درعا ضد حواجز ومقار تابعة للجيش السوري، التي تستلهم الهجوم المباغت الذي تشنّه «تحرير الشام» وفصائل معارضة في الشمال، تداولت حسابات على «إكس» و«تلغرام»، بياناً تضمن الإعلان عن تشكيل قوة جديدة تحت اسم «غرفة عمليات الجنوب السوري».

وتضمن البيان الذي لم يتم التأكد من صحته ومعرفة الجهات التي أصدرته، إعلان «حالة النفير العام والتعبئة لكل الثوار في حوران» للبدء بالعمليات العسكرية.

البيان الموزع لتشكيل «غرفة عمليات الجنوب»

ودعا البيان الذي نشرت صورة منه «الشرقية 24» في قناتها على منصة «تلغرام»، «ضباط وعناصر الجيش السوري للانشقاق السريع وإعطاء الأمان لهم، ورفع الجاهزية القصوى في حوران والعمل ضمن مخطط عملي متناسق، والضرب بيد من حديد وبأس شديد كل من تجاهل هذا الإنذار».

وختم البيان بالقول: «إننا في المنطقة الجنوبية وكما هو الحال في محافظات إدلب وحلب وحماة، إذ نتوعد النظام السوري بأن تكون أرض الجنوب مقبرة لضباطه وصف ضباطه وعناصره».

أرشيفية لمظاهرة أمام المسجد العمري في درعا جنوب سوريا

وأكدت مصادر عدة في مدينة درعا وريفها تواصل التحركات ضد حواجز ومقار تابعة للجيش السوري في العديد من مدن وبلدات وقرى المحافظة، وكذلك المظاهرات المؤيدة للهجوم الذي تشنّه «تحرير الشام» وفصائل معارضة على مناطق نفوذ الحكومة في شمال البلاد.

لكن مصادر متابعة لفتت إلى أن البيان السابق يجري الحديث عنه في الأوساط الشعبية وأوساط النخبة، بيد أنه «لا أحد يعرف الجهة التي أصدرته وممن تتكون غرفة العمليات». وتناقلت مواقع أخرى أن «البعض يتحدث عن أن (الغرفة) تهدف إلى السيطرة على محافظتي السويداء ودرعا وأن هناك استعدادات مكثفة وتحركات عسكرية في المنطقة».

يذكر أن شرارة الأحداث في سوريا انطلقت من مدينة درعا في منتصف مارس (آذار) عام 2011 وأُطلق على المحافظة لقب «مهد الثورة». واستعاد الجيش الحكومي في عام 2018 السيطرة على كامل المحافظة عبر عمليات عسكرية واتفاقات تسوية، لكن العديد من مناطقها، خصوصاً الأرياف، ما زالت حتى الآن تشهد عمليات استهداف للجيش الحكومي، وكذلك عمليات اغتيال ويسودها حالة من الفلتان الأمني.


مقالات ذات صلة

قيادي في «الحرس»: موّلنا انفصاليي إسبانيا لاغتيال بختيار

شؤون إقليمية رفيق دوست يرتدي الزي العسكري خلال مراسم تكريمه ويُبدي نظرة نحو محسن رضائي في 24 فبراير 2025 (مهر)

قيادي في «الحرس»: موّلنا انفصاليي إسبانيا لاغتيال بختيار

أثار قيادي سابق في «الحرس الثوري» جدلاً بتصريحاته حول تورط إيران في اغتيال معارضين في أوروبا، حيث نفذت منظمة «إيتا» الباسكية العمليات بتمويل إيراني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية إحدى بوابات مقر وزارة الخارجية الإيرانية في طهران (أرشيفية - «إيرنا»)

إيران تستدعي السفير السويدي مع تصاعد التوتر بين البلدين

استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، السفير السويدي في طهران، احتجاجاً على التصريحات «غير اللائقة» و«التدخلية» التي أدلى بها وزير التعليم السويدي.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية المدمرة الصينية الموجهة بالصواريخ «باوتو» (133) (يسار) خلال المناورات العسكرية المشتركة بين إيران وروسيا والصين في خليج عمان (أ.ف.ب)

طهران تحتج على التلويح الأميركي بالخيار العسكري

احتجّت طهران على التهديدات الأميركية باستخدام الخيار العسكري ضد برنامجها النووي، مشدّدة على عدم تلقيها أي رسالة من ترمب، ومنددة بقرار واشنطن سحب إعفاء العراق.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية 
ترمب يتحدث من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض الجمعة (أ.ف.ب)

طهران تدرس التفاوض مع واشنطن

أعلنت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة استعداد طهران للتفاوض مع واشنطن بشأن المخاوف من الأبعاد العسكرية لبرنامجها النووي، لكنها ترفض أي محادثات لتفكيكه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية بزشكيان مترئساً اجتماع الحكومة الإيرانية الأحد (الرئاسة الإيرانية)

إيران تدرس محادثات مع واشنطن لضمان «سلمية» برنامجها النووي

قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة إن طهران ستدرس إجراء مفاوضات مع واشنطن لمعالجة المخاوف النووية، مع تشديدها على رفض تفكيك برنامجها.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

«حماس»: لم نلتزم مع أي طرف بنزع سلاحنا

مسلحون من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في مخيم النصيرات وسط غزة 22 فبراير الماضي (إ.ب.أ)
مسلحون من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في مخيم النصيرات وسط غزة 22 فبراير الماضي (إ.ب.أ)
TT

«حماس»: لم نلتزم مع أي طرف بنزع سلاحنا

مسلحون من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في مخيم النصيرات وسط غزة 22 فبراير الماضي (إ.ب.أ)
مسلحون من «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس» في مخيم النصيرات وسط غزة 22 فبراير الماضي (إ.ب.أ)

قالت مصادر مطلعة من حركة «حماس»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحركة لم تلتزم لأي طرف بأنها ستقبل بنزع سلاحها، وتعدّ الأمر شأناً فلسطينياً»، مضيفة أنه «يمكن قبوله في حالة واحدة؛ وهي وجود مسار سياسي واضح يسمح بإقامة دولة فلسطينية».

وكانت وسائل إعلام عبرية قد نقلت عن المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، الذي التقى مسؤولين من الحركة، قوله إن «حماس» اقترحت هدنة طويلة وتبادلاً لجميع الأسرى ضمن اتفاق يتضمن نزع أسلحتها، وبضمانات دولية.

وقيّمت المصادر المحادثات التي أجرتها «حماس» مع بوهلر مؤخراً، بأنها «إيجابية»، لكنها ما زالت في حاجة إلى مزيد من الوقت حتى تنجح، موضحة أنها «جاءت بطلب أميركي».

وأفادت المصادر بأن قيادات «حماس» هي التي طرحت على بوهلر فكرة الاتفاق على هدنة لا تقل عن 5 سنوات وتصل لـ10 سنوات وربما لأكثر.