باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف، في بيروت، الأحد، تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة والمسؤولين العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.
فعفيف، المعروف جداً في أوساط الإعلاميين اللبنانيين، كما السياسيين، والمتعارف على تسميته بـ«الحاج»، يتبوأ المركز الاستشاري الإعلامي الأول في «حزب الله» والعلاقات الإعلامية فيه منذ عام 2014.
نسج علاقات
وبخلاف من سبقوه في هذا الموقع، نجح في توسيع علاقاته بالإعلام، بحيث لم تعد محصورة بوسائل الإعلام المحسوبة على «حزب الله» والمقربة منه، فنسج علاقات مع وسائل إعلام وإعلاميين غير محسوبين على المحور الذي ينتمي إليه الحزب، باعتبار أنه بذلك يخلق مساحة أوسع لإيصال وجهة نظر الحزب لخصومه.
وكان عفيف مقرباً من الأمينين العامّين السابقين للحزب عباس الموسوي وحسن نصر الله، حتى يُعتقد أنه كان مستشاراً إعلامياً لنصر الله قبل مقتله.
ويُصنّف «الحاج» بأنه من «جيل المؤسسين» في الحزب، وبدأ عمله منذ انطلاقة المقاومة في عام 1983، وواكب كل مراحلها التاريخية والمفصلية منذ 40 عاماً ولغاية اليوم.
إدارة «المنار»
وتولى عفيف إدارة الأخبار والبرامج السياسية في قناة «المنار»، حيث كان له دور كبير في التغطية المباشرة والمستمرة طوال حرب يوليو (تموز) 2006. وهو لعب في الحرب الحالية دوراً أكبر خاصة بعد اغتيال شخصيات بارزة كانت تُطل على جمهور الحزب، فبات هو مؤخراً الناطق باسمه، وعقد أكثر من مؤتمر صحافي بُعيد اغتيال نصر الله، كان آخرها في مناسبة «يوم الشهيد» في الحزب في الحادي عشر من الشهر الجاري.
وُوصف «الحاج» في الأسابيع الماضية من قبل عدد من الإعلاميين بـ«الاستشهادي» نتيجة إصراره على عقد مؤتمرات صحافية في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي الهواء الطلق، تحت «أعين» المسيّرات الإسرائيلية.
وعقد آخر مؤتمر في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الذي هو شبه مدمر. وأكد خلاله أن «المقاومة ومخزونها الاستراتيجي بخير»، داعياً لعدم استعجال «النتائج السياسية».
«الصحّاف»
ودفعت مواقف عفيف الأخيرة بعض الإعلاميين لوصفه بـ«الصحّاف»؛ أي وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحّاف، لاعتبارهم أنه يوهم الناس وجمهور الحزب بـ«بطولات وهمية»، وأن ما يقوله «يجافي الواقع».
مستشار نصر الله
ويقول الكاتب والباحث السياسي الدكتور قاسم قصير عن عفيف إنه «تولى المسؤوليات الإعلامية في الحزب منذ أكثر من ثلاثين سنة، وكان مستشاراً إعلامياً لنصر الله، وكان على علاقات إعلامية مع العديد من الصحافيين اللبنانيين والعرب، وهو طوّر العمل الإعلامي في الحزب، وتولى في مرحلة إدارة تلفزيون (المنار)». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «باغتياله نكون أمام تصعيد إسرائيلي كبير للضغط على الحكومة وعلى لبنان والمقاومة».