مقتل 41 شخصاً بينهم 13 طفلاً في غارتين إسرائيليتين على غزة

صعوبة في انتشال المفقودين تحت الأنقاض لعدم توفّر الإمكانيات للدفاع المدني

TT

مقتل 41 شخصاً بينهم 13 طفلاً في غارتين إسرائيليتين على غزة

فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في جباليا بشمال قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في جباليا بشمال قطاع غزة (رويترز)

أعلن الدفاع المدني في غزة، اليوم الأحد، مقتل 41 شخصاً على الأقل بينهم 13 طفلاً في غارتين إسرائيليتين على منزلين في شمال قطاع غزة.

وأفاد الدفاع المدني بسقوط «25 شهيداً» بينهم 13 طفلاً، وإصابة أكثر من 30 شخصاً، جراء ضربة استهدفت منزلاً في جباليا بشمال القطاع، بينما قُتل خمسة أشخاص على الأقل في غارة طالت منزلاً في حي الصبرة بمدينة غزة، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) حصيلة محدثة لعدد قتلى الاستهداف الإسرائيلي لمنزل في جباليا، حيث أعلنت مقتل 36 فلسطينياً بعد أن قصفت «طائرات الاحتلال الحربية منزلاً مكتظاً بالسكان والنازحين لعائلة علوش في منطقة جباليا البلد».

وأشارت الوكالة إلى أنه «لا يزال عدد من المفقودين تحت أنقاض المنزل المدمر» لم يتم انتشالهم لعدم توفر الإمكانيات اللازمة لعملية الإنقاذ، خاصة بعد أن أعلن الدفاع المدني الفلسطيني توقفه عن العمل قبل ثلاثة أسابيع، لـ«تعمد الاحتلال تدمير كل معدات الإنقاذ ونفاذ الوقود».

وتقول إسرائيل إنها أرسلت قوات إلى جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون في شمال قطاع غزة لـ«محاربة مسلحي (حركة) حماس الذين يشنون هجمات من هناك ومنعهم من إعادة تنظيم صفوفهم». كما تقول إن قواتها قتلت «مئات المسلحين» في تلك المناطق.

وتجاوز عدد قتلى الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام حاجز الـ43 ألفاً و600 قتيل، كما ارتفع عدد الجرحى إلى حوالي 103 آلاف منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس السبت، أنها وثّقت «ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 3798 مجزرة بحق الأطفال والنساء وأهالي غزة، خلال 400 يوم من العدوان المستمر» على القطاع، لافتةً إلى أن «هذه المجازر أدت لفقدان عائلات بأكملها».


مقالات ذات صلة

السيسي يؤكد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)

السيسي يؤكد ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة

نقل بيان للرئاسة المصرية عن الرئيس عبد الفتاح السيسي تأكيده على ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي منعت إسرائيل دخول أي مساعدات إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي (رويترز)

«اليونيسيف»: أطفال غزة يواجهون خطر المجاعة والمرض والموت

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) اليوم الأحد إن الأطفال في قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة والمرض والموت بسبب حظر دخول المساعدات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي قوات إسرائيلية على حدود قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزير الدفاع الإسرائيلي: عمليات الجيش في غزة تهدف لإنهاء الحرب

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأحد إن عمليات الجيش الحالية تهدف إلى تهيئة الظروف لإنهاء الحرب في قطاع غزة

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون في موقع غارات إسرائيلية على منطقة المواصي بغرب خان يونس في جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

غزة بلا «حماس» ومنزوعة السلاح... شرط إسرائيل لاتفاق «إنهاء الحرب»

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن فريق التفاوض الموجود في الدوحة يعمل على التوصل إلى اتفاق يشمل وضع إطار لنهاية الحرب في غزة، وطرد حركة «حماس» من القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون في موقع دمرته دمرته الغارات الإسرائيلية بمخيم للنازحين في خان يونس (رويترز)

جميع المستشفيات العامة في شمال قطاع غزة «خارج الخدمة»

أكدت وزارة الصحة في غزة، اليوم (الأحد)، أن «جميع المستشفيات العامة» في محافظة شمال قطاع غزة باتت خارج الخدمة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

جهود أهلية لتسهيل عودة المهجرين من مخيمات النزوح شمال سوريا

أول قافلة لدعم العودة الطوعية للنازحين السوريين من مخيم العريشة في شمال شرقي سوريا (مفوضية حقوق الإنسان)
أول قافلة لدعم العودة الطوعية للنازحين السوريين من مخيم العريشة في شمال شرقي سوريا (مفوضية حقوق الإنسان)
TT

جهود أهلية لتسهيل عودة المهجرين من مخيمات النزوح شمال سوريا

أول قافلة لدعم العودة الطوعية للنازحين السوريين من مخيم العريشة في شمال شرقي سوريا (مفوضية حقوق الإنسان)
أول قافلة لدعم العودة الطوعية للنازحين السوريين من مخيم العريشة في شمال شرقي سوريا (مفوضية حقوق الإنسان)

رغم تسارع وتيرة عودة المهجرين قسرياً من مخيمات النزوح في الشمال السوري إلى مناطقهم الأصلية، فإنها لا تزال عودة طوعية تتم بتنظيم لجان مجتمعية محلية والتبرعات الأهلية لتغطية نفقات الانتقال العائلات الفقيرة، والتي تتراوح بين المليون والمليون ونصف المليون ليرة سورية، حيث يواجه العائدون ظروفاً معيشية في مناطقهم المدمرة أشد من ظروف مخيمات النزوح، فلا تخلو من نزاعات محلية ومخاوف من تضاعف الكثافة السكانية في بعض المناطق التي تفتقر للخدمات والبنى التحتية، في ظل غياب دعم المنظمات الدولية المعنية وخطة حكومية متكاملة.

مخيم نزوح في شمال شرقي سوريا (الأمم المتحدة)

رئيس اللجنة المجتمعية الخدمية في مدينة كفرزيتا، علي خلف، قال لـ(الشرق الأوسط)، إن عودة المهجرين من مخيمات النزوح في الشمال، لا تزال ضمن إطار العمل التدريجي، ولا يوجد جدول زمني نهائي حتى الآن، إذ تعتمد العودة على توفر الظروف اللوجيستية المناسبة لكل دفعة.

المسؤول شدد على أن «العودة اختيارية بالكامل» وتنظيم قوافل العودة الطوعية يأتي «استجابة لرغبة الأهالي بالعودة إلى منازلهم رغم التحديات». وأضاف: «بعض المنازل التي تعود إليها العائلات تعاني من أضرار بالغة، وتفتقر للأبواب والنوافذ، إلا أن الأهالي بانتظار بدء خطوة الترميم والصيانة بدعم من الجهات المعنية»، لافتاً إلى أنه يتم تأميم المنازل للعائدين بشكل ذاتي من قبل العائدين، مع تطلعات كبيرة نحو تدخل المنظمات الإنسانية والدولية لتقديم الدعم في أعمال الترميم، وتوفير المستلزمات الأساسية، داعياً المنظمات الإنسانية إلى دعم هذه «المبادرة الأهلية لما لها من أثر كبير على استقرار الأهالي، واستعادة حياتهم الطبيعية».

تصريح علي خلف لـ(الشرق الأوسط) جاء في سياق تصريح حول تسيير «قافلة العودة 4» من مخيمات منطقة أطمة في الشمال السوري إلى مدينة كفرزيتا في ريف حماة الشرقي، وقال إن جهود تنظيم «قوافل العودة» مستمرة لدعم العودة الطوعية للنازحين إلى مناطقهم الأصلية. وقد انطلقت، السبت، قافلة العودة الرابعة من مخيمات أطمة باتجاه مناطق مدينة كفرزيتا، السبت، مشيراً إلى عودة عشرات العائلات إلى مناطق مختلفة في ريف حماة، خصوصاً كفرزيتا، وقد ضمت قافلة العودة الرابعة نحو 25 سيارة كبيرة و15 فان لنقل العائلات وأثاثهم، بمساعدة عمال مخصصين للتحميل والتنزيل، لتسهيل عملية الانتقال بشكل منظم وآمن.

مهجَّرو بلدة التريمسة في ريف حماة يغادرون مخيمات أطمة في شمال سوريا عائدين إلى ديارهم (سانا)

وفيما يتعلق بحصول نزاعات بعد عودة النازحين مع الأهالي الذين لم يغادروا المناطق فترة النظام السابق، على خلفية اتهامهم بالتعامل مع النظام نفى علي خلف «وجود أي نزاعات أو خلافات» في كفر زيتا وقال إن «أجواء التعاون والتكافل تسود بين الأهالي، ويتم التعامل مع أي إشكاليات محتملة بروح المسؤولية والمجتمع الواحد».

ومع وصول آخر مائة عائلة من مهجري بلدة التريمسة في ريف حماة إلى بلدتهم، أُعْلِنَ مخيم التريمسة في منطقة أطمة في الشمال السوري أول مخيم في الشمال يخلى بالكامل، وتشير التقديرات إلى وجود 1500 مخيم في محافظتي حلب وإدلب شمال وغرب سوريا كان يعيش فيها حتى يناير (كانون الثاني) الماضي، أكثر من 3.4 مليون نازح من مختلف المناطق السورية، بحسب أرقام الأمم المتحدة، معظمها يفتقر لأبسط مقومات الحياة الطبيعية.

الشرع خلال زيارته مخيماً للاجئين في محافظة إدلب (سانا)

وفي أول زيارة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى محافظة إدلب بعد إسقاط نظام الأسد، منتصف فبراير (شباط) زار مخيمات شمال غربي إدلب، وخلال لقائه من النازحين هناك وعد بالعمل على إخلاء تلك المخيمات وعودة الجميع إلى مناطقهم بعد 13 عاماً من التهجير.

وتتخوف الأمم المتحدة من أن حركة قوية في العودة على النحو الذي تتم فيه قد تؤدي إلى ارتفاع حاد في الكثافة السكانية في ظل تردي الخدمات والبنى التحتية، ووفق الأمم المتحدة تحتاج سوريا إلى دعم عاجل لإعادة البناء بعدما دمرت سنوات الصراع الاقتصاد والبنية التحتية، ما جعل 90 في المائة من السكان يعتمدون على المساعدات. وتشكو الأمم المتحدة من نقص في التمويل، إذ تلقت أقل من 10% من إجمالي 1.2 مليار دولار أمريكي اللازمة لمساعدة 6.7 مليون سوري حتى شهر مارس (آذار) الماضي.

نساء أمام مبنى متضرر من الحرب في بلدة القصير في محافظة حمص وسط سوريا (أ.ف.ب)

وقدرت الأمم المتحدة عدد العائدين من النزوح الداخلي بنحو مليون ونصف المليون مهجر، ونحو 400 ألف عائد من دول الجوار خلال الأشهر الخمسة الماضية، ومن المتوقع ازدياد الأعداد مع قدوم فصل الصيف وانتهاء العام الدراسي.

ويواجه العائدون صعوبات تبدأ بعدم مقدرتهم على تغطية تكاليف النقل، ولا تنته عند دمار منازلهم الأصلية، والحاجة لتأمين سكن بديل ريثما يعاد تأهيل أو إعادة إعمار منازلهم، في ظل ارتفاع أسعار مواد البناء، وفقدان مصدر الدخل ودمار البيئة الزراعية في معظم الأرياف وانتشار الألغام ومخلفات الحرب.

وفي ظل العجز الحكومة علن النهوض بأعباء عودة المهجرين تبادر لجان مجتمعية محلية ومنظمات أهلية لتسهيل عودة المهجرين حمص وحماة ودمشق وحلب، وجبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية.