أمل جديد لأصحاب الأطراف المبتورة في غزة

الأطراف الصناعية سهلة التركيب تقدم الأمل لآلاف المصابين

أمل جديد لأصحاب الأطراف المبتورة في غزة
TT

أمل جديد لأصحاب الأطراف المبتورة في غزة

أمل جديد لأصحاب الأطراف المبتورة في غزة

وسط تحديات جسيمة في قطاع غزة، تبرز بادرة أمل جديدة لأصحاب الأطراف المبتورة، من خلال تقنية مبتكرة لأطراف صناعية سهلة التركيب.

ففي عيادة متنقلة جنوب غزة، يقف رزق طفيش، فلسطيني أصيب في النزاع الأخير، وهو يتخذ خطواته الأولى باستخدام طرف صناعي جديد، منحته إياه مبادرة مشتركة بين فريق طبي أردني وشركتين بريطانيتين، وفقاً لتقرير عن هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

«أشعر بالسعادة والحرية»، يقول الذي فقد ساقه إثر إصابة بنيران دبابة إسرائيلية، معبراً عن مشاعر الأمل الجديدة التي تتجدد مع كل خطوة يخطوها.

هذه التقنية الجديدة، المدعومة بتصنيع بريطاني من شركتي «Koalaa» و«Amparo»، تتميز بسهولة تركيبها وتقلل من فترة الانتظار.

يقول الطبيب الأردني عبد الله الحميدة: «يمكن إعداد الطرف الصناعي في ساعة أو ساعتين فقط، ما يسهم في تحسين حياة المصابين بشكل أسرع».

ويساعد الفريق الطبي الأردني العشرات من مبتوري الأطراف في غزة، في حين أن البرنامج يتضمن خططاً لإطلاق وحدات طبية متنقلة لتلبية الاحتياجات الكبيرة.

ضياء العديني، 15 عاماً، فقد يديه في غارة إسرائيلية في أغسطس (بي بي سي)

وبينما يسعى المصابون للتكيف مع إصاباتهم، نجد أمثلة مؤلمة مثل ضياء العديني، البالغ من العمر 15 عاماً، الذي فقد ذراعيه في غارة إسرائيلية، ومع ذلك يصر على مواصلة شغفه بالتصوير الفوتوغرافي، قائلاً: «أحاول التخطيط لمستقبل جيد رغم كل شيء».

وفي مستشفى «شهداء الأقصى»، نجد حنان ومسكة الدبري، طفلتين فقدتا أرجلهما وأمهما في غارة أخرى، تكافحان للتأقلم مع واقعهما الجديد، مع صدمة لا تفارق الأسئلة البريئة التي توجهها حنان، مثل: «أين ساقي؟».

بفضل هذه التقنية المتقدمة، وتكاتف الجهود الطبية، يُفتح باب الأمل لكثيرين في غزة، ليعيدوا بناء حياتهم ويستعيدوا استقلاليتهم بعد إصابات مدمرة غيّرت حياتهم إلى الأبد.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: نحو 70 % من قتلى حرب غزة نساء وأطفال

المشرق العربي رجل يحمل امرأة فلسطينية فقدت ساقها عندما أُصيب منزل عائلتها في غارة إسرائيلية بمخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle 00:29

الأمم المتحدة: نحو 70 % من قتلى حرب غزة نساء وأطفال

كشف تقرير للأمم المتحدة اليوم (الجمعة) أن النساء والأطفال يشكّلون «نحو 70 في المائة» من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)

ماكرون: على أوروبا ألا «تُفوض للأبد» أمنها لأميركا

عَدّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، في بودابست أن الأوروبيين يجب ألا «يُفوضوا للأبد» أمنهم للأميركيين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي أشخاص يبحثون بين أنقاض مبنى دمره القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

وسط معلومات عن نشاط لـ«حماس»... إسرائيل توسع هجومها شمال غزة إلى بيت لاهيا

كشف الجيش الإسرائيلي عن أنه وسع نطاق عمليته البرية الجارية في شمال قطاع غزة لتشمل بلدة بيت لاهيا.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله كلير لوجندر في الرياض (واس)

اجتماع سعودي - فرنسي يبحث مستجدات غزة ولبنان

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع كلير لوجندر مستشارة الرئيس الفرنسي للشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية، التطورات في قطاع غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ أقارب رهائن إسرائيليين محتجزين لدى حركة «حماس» الفلسطينية يشاركون قصصهم مع أشخاص من جميع أنحاء البلاد (أ.ف.ب)

عائلات الأميركيين المحتجزين في غزة تدعو ترمب للعمل على الإفراج عن أبنائهم

وجهت عائلات 7 رهائن أميركيين ما زالوا محتجزين في غزة دعوة إلى دونالد ترمب للبدء في العمل على إطلاق سراحهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عودة الجدل حول الاتفاق السياسي بعد فوز المشهداني برئاسة البرلمان العراقي

رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (أرشيفية - رويترز)
رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (أرشيفية - رويترز)
TT

عودة الجدل حول الاتفاق السياسي بعد فوز المشهداني برئاسة البرلمان العراقي

رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (أرشيفية - رويترز)
رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (أرشيفية - رويترز)

بعد أقل من أسبوع على نجاح البرلمان العراقي في انتخاب محمود المشهداني رئيساً للبرلمان، عادت ورقة «الاتفاق السياسي» إلى الواجهة، بعد تعثر تنفيذها بسبب الخلافات السياسية.

وكان منصب رئيس البرلمان شاغراً لنحو سنة بعد إقالة الرئيس السابق محمد الحلبوسي من قبل المحكمة الاتحادية العليا نتيجة الخلافات السنية ـ السنية، والسنية ـ الشيعية. وانتُخب المشهداني، الذي دخل دائرة التنافس لنحو 9 أشهر مع 4 مرشحين، أبرزهم سالم العيساوي، بشبه توافق سني، مع تأييد شيعي كامل، كون أحد أطراف «الإطار التنسيقي الشيعي» تبنى ترشيحه والدفاع عنه.

وقال سياسي سني ونائب سابق لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الناحية العملية ليس هنا خلاف سني ـ سني على الدكتور محمود المشهداني، لكن الخلاف بشأن آلية ترشيحه ودخول طرف شيعي لا علاقة له بالأمر، كما يفترض بطبيعة خيارات السنة في اختيار مرشحهم لرئاسة البرلمان، حسب منطق المحاصصة الطائفية والعرقية».

وأضاف السياسي السني، الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه، أن «السبب في تأخير عملية انتخاب رئيس للبرلمان لمدة سنة، تتحمله القوى الشيعية التي أصرت على مرشح سني معين، وهو الدكتور المشهداني، الأمر الذي جعله يدخل دائرة الجدل داخل قوى المكون السني، بينما كل القوى السنية قبل هذا الإصرار تنظر إلى المشهداني بوصفه آخر من تبقى من القيادات السنية التاريخية بعد عام 2003، ويحظى شخصياً باحترام الجميع، ويطلق عليه تسمية الشايب نظراً لكبر سنه». وأضاف أن «السنة لديهم مطالب أساسية، تم على أساسها تشكيل الحكومة الحالية التي يترأسها محمد شياع السوداني، وتم تضمينها ما سُمي ورقة الاتفاق السياسي، ومن بينها قانون العفو العام، الذي لا يزال يخضع للنقاش في الدوائر السياسية، بعد أن أفرغ من محتواه تماماً، بالإضافة إلى حلّ هيئة المساءلة والعدالة وتحويلها إلى ملف قضائي بدلاً من بقائها سيفاً مسلطاً ضد أبناء المكون السني».

صورة لإحدى جلسات البرلمان العراقي برئاسة الحلبوسي (أرشيفية - رويترز)

إلى ذلك، وفي الاجتماع الأخير لـ«ائتلاف إدارة الدولة»، الذي عقد مساء الخميس، عاد الجدل بشأن تنفيذ ورقة الاتفاق السياسي إلى الواجهة بعد انتظام جلسات البرلمان، وتمديد فصله التشريعي بعد انتخاب رئيس جديد له. وطبقاً لمصادر سياسية مطلعة، فإنه خلال الاجتماع الذي عقد بمشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس البرلمان الجديد محمود المشهداني وقادة «الإطار التنسيقي الشيعي» والقيادات السنية والكردية، عرض رئيس «تحالف السيادة» خميس الخنجر على المجتمعين ورقة الاتفاق السياسي، منتقداً عدم تنفيذ ما يخص مطالب المكون السني، رغم مرور عامين على توقيع الورقة، محذراً من استمرار المماطلة.

وكان الخنجر، الذي اضطر مؤخراً للاستقالة من حزب «السيادة» بعد الإعلان عن شموله بملف المساءلة والعدالة وترؤسه تحالف «السيادة» قد دعم ترشيح المشهداني لرئاسة البرلمان، بعد أن كان متمسكاً بمرشحه سالم العيساوي، الذي يترأس كتلة «السيادة» في البرلمان العراقي.

وطبقاً للمصادر المطلعة على كواليس اجتماع ائتلاف إدارة الدولة، فإن الخنجر أكد خلال الاجتماع أن «المطالب التي وقع عليها قادة ائتلاف إدارة الدولة، والتي كشفها الخنجر خلال الاجتماع، تضمنت تعديل قانون العفو العام، بما يضمن إطلاق سراح الأبرياء، وإعادة النازحين، خاصة أهالي جرف الصخر والعوجة والعويسات، وحل هيئة المساءلة والعدالة، وإنهاء الحشود داخل المدن».

وطبقاً لكواليس ما دار خلال الاجتماع، فإنه شهد نوعاً من المشاحنة بين الخنجر وبعض قادة «الإطار التنسيقي»، وعلى رأسهم زعيم تحالف «الفتح» هادي العامري. وجرت مناقشة هذه الملفات لساعات طويلة، فيما تعهد المشهداني بمتابعة تنفيذ هذه الورقة خلال المرحلة المقبلة.

وكان البرلمان العراقي قد مدّد فصله التشريعي بعد انتخاب رئيس أصيل له لغرض استكمال مناقشة مشاريع القوانين التي سميت «القوانين الجدلية»، وهي قوانين العفو العام (سني) والأحوال الشخصية (شيعي) وعودة العقارات إلى مالكيها (كردي)، التي لم يتمكن البرلمان من إقرارها خلال فترة رئاسته بالإنابة.

عاجل «إف.بي.آي» يحبط خطة إيرانية لاستئجار قاتل لاغتيال ترمب (أسوشييتد برس)