مبنى «العازارية» يختصر حال النازحين ومأساتهم

النزوح يُغيِّر ملامح وسط بيروت

بعض المحال عمد شاغلوها إلى بناء جدران لحجبها عن الخارج (الشرق الأوسط)
بعض المحال عمد شاغلوها إلى بناء جدران لحجبها عن الخارج (الشرق الأوسط)
TT

مبنى «العازارية» يختصر حال النازحين ومأساتهم

بعض المحال عمد شاغلوها إلى بناء جدران لحجبها عن الخارج (الشرق الأوسط)
بعض المحال عمد شاغلوها إلى بناء جدران لحجبها عن الخارج (الشرق الأوسط)

فرضت الحرب الإسرائيلية على لبنان تبدلاً في كامل مشهد العاصمة بيروت، لا سيّما وسطها التجاريّ، بعدما قصدها آلاف النازحين الذين كانوا أمام خيارين: إما إخلاء منازلهم، وإما قتلهم بعد تدمير ممتلكاتهم، فبات المكان أشبه بحالهم المنكوبة، يوحي بالألم وكثير من القهر والظلم.

والمشهد في مبنى «العازارية» وسط بيروت ليس سوى مثال بسيط يختزل هذه النكبة.

ثياب معلقة على نافذة... أطفال يلهون في الباحة، وخيام مصنوعة من قماش، ووجوه بدا عليها الأسى. هذه أبرز معالم المكان في مركز «العازارية» وسط العاصمة بيروت، الذي يستقبل راهناً نحو 3500 نازح من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة لبيروت. وهو واحد من مراكز إيواء كثيرة غصّت بالنازحين بعد بدء العدوان الإسرائيليّ في سبتمبر (أيلول) الماضي.

لكن ما يميز هذا المركز تحديداً، وهو مؤلف من مبانٍ عدة صفراء اللون، أنه يقع قريباً من ساحتَي «رياض الصلح» و«بشارة الخوري»، ويحتوي مكاتب خاصة ومؤسسات حكوميّة، لكنه بات ملجأ الهاربين من القصف الإسرائيلي.

فضلت البقاء في العراء

في الباحة هناك، على مقربة من أحد المداخل الرئيسية، يجلس أحد النازحين من منطقة الليلكي (الضاحية الجنوبيّة لبيروت) في خيمته المصنوعة من قماش، حيث يلفحه الهواء... يقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذه أحوالنا التي فرضتها علينا الحرب. أَصلي من الهرمل، لكني أسكن في الضاحية، والمنطقتان مستهدفتان من العدو الإسرائيليّ».

ويضيف: «نزحت إلى هنا منذ أكثر من 20 يوماً، ولم أذهب إلى مراكز الإيواء في المدارس؛ لأنني أخاف من استهدافها، ففضلت البقاء هنا في العراء، وأنا الآن دون أموال أنتظر المساعدات الشحيحة. نزحت عائلتي إلى أحد المراكز في صوفر (قضاء عالية) وبقيت وحدي».

خيمة بلاستيكية وتوابعها في ساحة «العازارية»... (الشرق الأوسط)

وقريباً منه، تجلس السيدة الخمسينية نرمين، التي نزحت مع عائلتها من منطقة بئر حسن. تقول نرمين لـ«الشرق الأوسط»: «أتيت إلى هنا بعد بدء العدوان الهمجي، وتضرر المنطقة التي أسكن فيها. معي بناتي الثلاث وابني وزوج ابنتي وطفلها الصغير (يبلغ عمره أشهراً قليلة)، ونعيش جميعنا في الخيمة نفسها».

وجبة غذاء واحدة

تخبرنا نرمين بأحوالها والتحديات التي تواجهها وكيف يبدو العيش في المركز: «نعيش يومنا كأنه الأخير. نستيقظ وننام على أمل أن تنتهي الحرب، أما حاجاتنا فهي كثيرة. أعاني من نقص الأدوية لأني مصابة بالسكري والضغط، وأحتاج إلى متابعة مستمرة ودواء. بالقرب منا مركز (أطباء بلا حدود)، لكن تنقصنا الأدوية في أحيان كثيرة».

وتضيف: «منذ أيام ونحن نعيش على وجبة غذاء واحدة. لدينا مطبخ مركزي، لكنهم يقولون إنهم باتوا غير قادرين على تقديم 3 وجبات في اليوم، بسبب قلة المساعدات التي تصل إليهم. أمس مثلاً، وزعوا لكل فرد رغيفَي خبز ليس أكثر».

اكتظاظ وشح في الحاجات الأساسيّة

ويقول أحد المسؤولين في اللجنة التي تشكّلت من الأهالي لتنظيم المركز هناك، إن «المركز الذي افتتح منذ اليوم الأول للعدوان، لم يعد بإمكانه استقبال أعداد إضافية من النازحين»، رغم أنه لا يزال يشكل وجهة لكثيرين ممن يقصدونه، ولكن دون استقبالهم.

شراشف وخيام وجلسة لتداول الهموم في ساحة «العازارية»... (الشرق الأوسط)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج إلى خيام بلاستيكية أو غير ذلك، لا سيّما أن نازحين كثراً يفترشون جوانب المباني، وكانوا في السابق يلتسعون بشمس الصيف، والآن هم معرضون للطوفان بسبب الأمطار التي عادة ما تكون غزيرة في لبنان».

عامل نظافة يزيل النفايات من ساحة «العازارية»... (الشرق الأوسط)

وحدث ما كان يتخوف منه النازحون؛ فقد بدأ الطقس يتبدل والأمطار تهطل. في المباني نفسها، غرف خاصة سمح أصحابها بفتحها للنازحين، كي يسكنوا فيها، ولكن غرفاً كثيرة لا تزال مقفلة. والبعض افترش جوانب الباحة.

يقول المسؤول إن «الغرف التي حصلوا على أذونات لفتحها هي التي استقر فيها بعض العائلات النازحة، حيث تقيم في كل غرفة عائلتان وربما أكثر، في حين أن الغرف الأخرى لا تزال مغلقة».

وفي إحدى الغرف مثلاً، تعيش عائلتان اقتسمتا الغرفة بشرشف معلق. ولأن عدد النازحين إلى المركز كبير جداً، فهذه الغرف غير كافية للجميع.

وعن نقص الحاجيات الأساسيّة في المركز يُخبرنا: «تنقصنا وسادات وأغطية وحرامات وفرش، ومياه شرب، وأدوات تنظيف، والأدوية، والحفاضات، وكذلك الحمامات المتنقلة، بسبب قلة المتوافر منها لدينا أو التي سمح لنا بفتحها للنازحين»، لافتاً إلى أن ما يصل من مساعدات إلى المركز يبقى ضئيلاً، فمثلاً «اضطررنا إلى توزيع غطاء واحد لكل شخص، بسبب أعداد النازحين الكبيرة لدينا. الحاجة كبيرة، لكن الإمكانات ضعيفة جداً».

القصة كما هي

تشبه القصة التي أدت إلى تشييد مبنى «العازارية» الشهير، قديماً، إلى حدٍ ما ما يمثله المكان راهناً بالنسبة إلى أناس كثر، «فقد لجأوا إليه لكي يؤويهم ويكون المكان الذين يسكنون ويتلقون فيه المساعدات».

شبان وأطفال في ساحة «العازارية»... (الشرق الأوسط)

ويروي رئيس «جمعية تراث بيروت»، سهيل منيمنة، قصة المبنى، ويقول: «في 14 سبتمبر عام 1848، حضرت الأم جيلاس وزميلاتها من راهبات (بنات المحبة العازاريات) إلى بيروت، وساهمن في مساعدة الأهالي بعد أن انتشر وباء الكوليرا في بيروت، وذلك من خلال مستوصف ميداني صغير أقيم في وسط بيروت التجاريّ». بعد ذلك، «اشترت (الإرسالية) قطعة الأرض نفسها، وأقامت عليها (دير العازارية)، ثمّ شيدت مكانه في ما بعد بناية (العازارية) المعروفة راهناً».

وقد شهد هذا المكان سابقاً تبدلاً، ولو كان ظرفياً ومؤقتاً، وذلك في عام 2019، بفعل الأزمة النقدية والاقتصادية التي عصفت بلبنان وكانت الأسوأ في تاريخ البلاد، حيث خرج الناس في مظاهرات عمّت كل المناطق اللبنانيّة، ومنها وسط بيروت التجاريّ، وبدلت صورة أن البلد لأبناء الطبقة المقتدرة التي تكرست منذ تسعينات القرن الماضي.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يستهدف عنصراً من «حزب الله» في جنوب لبنان

المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني يقفون بجوار حطام سيارة استُهدفت في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان في 22 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يستهدف عنصراً من «حزب الله» في جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إنه استهدف عنصراً ينتمي إلى جماعة «حزب الله» اللبنانية في منطقة الجميجمة بجنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية دخان يتصاعد جراء غارات إسرائيلية سابقة على جنوب لبنان (أرشيفية - د.ب.أ)

غارات إسرائيلية على النبطية بجنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) انه شن غارات تستهدف مواقع لحزب الله في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
خاص دبابات إسرائيلية تجري مناورات قرب الحدود مع لبنان استعداداً لتوغل بري العام الماضي (أ.ب)

خاص تحقيقات ترجّح اختطاف إسرائيل ضابطاً لبنانياً على صلة بملف آراد

تحقيقات لبنانية ترجّح فرضية اختطاف إسرائيل ضابطاً متقاعداً، بعد معطيات عن استدراج منظّم وارتباط القضية بملف الطيار المفقود رون آراد.

يوسف دياب (بيروت)
شؤون إقليمية «هيكلية القيادة في الملف البحري السري التابع لحزب الله» حسب ما جاء في منشور على «إكس» للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي play-circle 03:20

«اعترافات» أمهز… تمهيد إسرائيلي لتصعيد ضد لبنان؟

حملة تروج لها السلطات الإسرائيلية لتبرير التصعيد الحربي على لبنان ومحاولة إقناع واشنطن وغيرها من العواصم الغربية بـ«ضرورة توجيه ضربة قاسية أخرى لحزب الله».

نظير مجلي (تل ابيب)
المشرق العربي صورة من مقر قيادة «يونيفيل» في الناقورة جنوب لبنان... عُقد الاجتماع اللبناني الإسرائيلي في هذا المقر وفق ما أوردته السفارة الأميركية في بيروت (رويترز) play-circle

اجتماع ممثلين مدنيين وعسكريين من لبنان وإسرائيل في إطار لجنة وقف النار

عقد ممثلون عن لبنان وإسرائيل، الجمعة، اجتماعاً في إطار اللجنة المكلفة بمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار الساري منذ عام، وفق ما أفادت السفارة الأميركية في بيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

القبض على أحد أعضاء خلية «سرايا الجواد» في الساحل السوري

بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)
بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)
TT

القبض على أحد أعضاء خلية «سرايا الجواد» في الساحل السوري

بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)
بعض المضبوطات التي وجدها الأمن السوري (وزارة الداخلية - «فيسبوك»)

أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم (الأحد)، القبض على أحد أعضاء خلية تابعة لسهيل الحسن (الذي يتهم بارتكاب مجازر بحق الشعب السوري في عهد نظام الأسد)، بريف جبلة بالساحل السوري.

وقالت الوزارة، في بيان صحافي اليوم: «استكمالاً للعملية الأمنية التي نفَّذتها قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية ضد خلية ما تُسمى (سرايا الجواد) الإرهابية التابعة للمجرم سهيل الحسن في قرية دوير بعبدة بريف جبلة، تمكَّنت مديرية الأمن الداخلي في منطقة جبلة من القبض على المدعو باسل عيسى علي جماهيري، أحد أعضاء الخلية».

https://www.facebook.com/syrianmoi/posts/في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB3في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة83في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة8B-في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةB9في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA3في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة86في المائةD9في المائة81في المائةD8في المائةB0في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة87في المائةD8في المائةA7-في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAFفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA3في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة86-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةAFفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAEفي المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة81في المائةD9في المائة8A-في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةADفي المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة81في المائةD8في المائةB8في المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB0في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةB6في المائةD8في المائةAF-/1192465459642717/?locale=ar_AR

وأشارت إلى أنه «خلال التحقيق، اعترف المذكور بإخفاء كمية من الأسلحة والذخائر التي كانت تستخدمها الخلية الإرهابية في استهداف مواقع الأمن الداخلي والجيش».

ولفتت إلى أن «فرقاً مختصة توجَّهت، استناداً إلى تلك الاعترافات، إلى المواقع المحددة، وضبطت أسلحة رشاشة وذخائر متنوعة جرت مصادرتها»، موضحة أن «المقبوض عليه أُحيل إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات القانونية اللازمة بحقه».

وكانت خلية «سرايا الجواد» متورطة في تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات ميدانية، وتفجير عبوات ناسفة، إضافة إلى استهداف نقاط تابعة للأمن الداخلي، والجيش، والتخطيط لأعمال إرهابية في رأس السنة، وفق ما صرح قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز هلال الأحمد.


غزة: نازحون يبيتون في العراء وسط البرد القارس بعد غرق خيامهم

أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)
أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)
TT

غزة: نازحون يبيتون في العراء وسط البرد القارس بعد غرق خيامهم

أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)
أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس أمس (إ.ب.أ)

توفيت شابة فلسطينية إثر سقوط جدار منزل قصفه الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على خيمتها في حي الرمال غربي مدينة غزة، فيما تسببت رياح قوية وأمطار غزيرة، بغرق عدد من خيام النازحين وتطاير أخرى بمناطق متفرقة من قطاع غزة.

وحذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم (الأحد) من أن سوء الأحوال الجوية يزيد من المعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة.

وقال لازاريني عبر منصة «إكس»: «تفاقم الأحوال الجوية القاسية في الشتاء أكثر من عامين من المعاناة. يكافح الناس في غزة للبقاء على قيد الحياة داخل خيام بالية ومغمورة بالمياه وبين الأنقاض». وأضاف المفوض الأممي: «ما يحدث ليس أمراً لا مفرّ منه. فإمدادات المساعدات لا يُسمح بدخولها بالحجم المطلوب»، مشيراً إلى أن الوكالة «تواصل بذل كل ما في وسعها». وتابع: «يمكننا مضاعفة هذه الجهود فوراً إذا سمح بدخول المساعدات».

https://x.com/UNLazzarini/status/2005206310803968316

أغرقت الأمطار خيام النازحين في مدينة غزة، وعصفت الرياح بمئات أخرى، مع استمرار المنخفض الجوي الذي يضرب المدينة، منذ يوم أمس.

وأفاد جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم، بوفاة مواطنين فلسطينيين اثنين نتيجة المنخفض الجوي. ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عن الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل قوله إنه «منذ بدء تأثير المنخفض وحتى صباح اليوم، سجلنا حالتي وفاة لطفل وامرأة، نتيجة غرق الطفل في حفرة مياه بمنطق السودانية شمالي القطاع، فيما توفيت السيدة نتيجة سقوط جدار عليها قرب ميناء غزة».

وأوضح بصل أن مئات الخيام غرقت وتطايرت نتيجة المنخفض، بالرغم من محدوديته بالمقارنة مع المنخفضات السابقة ، مضيفا: «تلقينا مناشدات من
مئات الحالات نتيجة الغرق، وتدخلنا للعشرات منها في مراكز إيواء وأماكن متفرقة».

وتتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع تعرضه لمنخفض جوي شديد مصحوب بأمطار غزيرة ورياح عاتية، وسط عجز تام في سبل الحماية والإمكانات الإغاثية، ما اضطر النازحين إلى قضاء ليلتهم يوم أمس، تحت تأثير البرد القارس، في ظل نقص الإمكانات، وغياب وسائل الحماية من البرد والأمطار.

أفراد عائلة فلسطينية نازحة يتدفأون حول نار خارج مأواهم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

ويواجه النازحون ظروفاً قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف. وقالت بلدية غزة إن «آلاف العائلات باتت تعيش في العراء بعد غرق خيامهم»، مطالبة بـ«الضغط على الاحتلال من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات ومستلزمات الإيواء».

بدوره، قال جهاز الدفاع المدني إن غزة تعيش أوضاعاً إنسانية شديدة القسوة و«تردنا نداءات استغاثة متواصلة من نازحين جراء العاصفة، الخيام البالية لم تصمد أمام شدة الرياح، ما أدى إلى تمزقها واقتلاع بعضها وترك العائلات في العراء». وأضاف أن محاولات أصحاب الخيام تثبيتها باءت بالفشل، بسبب شدة الرياح وقوة العاصفة.

ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على غزة في الشهر الجاري، لقي 17 فلسطينياً بينهم أربعة أطفال حتفهم، فيما غرقت نحو 90 في المائة من مراكز إيواء النازحين الذين دمرت إسرائيل منازلهم، وفق بيان سابق للدفاع المدني بالقطاع. كما أدت المنخفضات إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو 1.5 مليون يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية، وفق معطيات سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة. وتسببت أيضاً في انهيار عدد من المباني السكنية المتضررة من قصف إسرائيلي سابق خلال أشهر الإبادة، بفعل الأمطار والرياح.

ويلجأ الفلسطينيون مضطرين إلى السكن في مبانٍ متصدعة آيلة للسقوط نظراً لانعدام الخيارات وسط تدمير إسرائيل معظم المباني في القطاع، ومنعها إدخال بيوت متنقلة ومواد بناء وإعمار، متنصلة من التزاماتها التي نص عليها اتفاق وقف النار، وفق المركز.

ويواجه النازحون ظروفاً قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف، حيث يقيم أغلبهم في الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون أي وسائل تحميهم من البرد والعواصف، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

صورة عامة لخيام النازحين على شاطئ مدينة غزة (د.ب.أ)

ويفاقم غياب الوقود الأزمة، إذ تجد العائلات نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة ليلاً، الأمر الذي انعكس سلباً على كثير من الأطفال، حيث سجلت وفاة عدد منهم.

يأتي ذلك في الوقت الذي يشن فيه الجيش الإسرائيلي غارات عنيفة على مدن في القطاع، تزامناً مع تواصل القصف وعمليات النسف في مختلف المناطق الشرقية من القطاع.


غرق 5 سوريين خلال محاولتهم عبور الحدود اللبنانية السورية

عربات الإسعاف والدفاع المدني السوري على الحدود السورية اللبنانية (سانا)
عربات الإسعاف والدفاع المدني السوري على الحدود السورية اللبنانية (سانا)
TT

غرق 5 سوريين خلال محاولتهم عبور الحدود اللبنانية السورية

عربات الإسعاف والدفاع المدني السوري على الحدود السورية اللبنانية (سانا)
عربات الإسعاف والدفاع المدني السوري على الحدود السورية اللبنانية (سانا)

قال التلفزيون السوري، اليوم الأحد، إن خمسة سوريين غرقوا أثناء محاولتهم عبور الحدود اللبنانية السورية.

ونقل عن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث القول إنها تلقت بلاغاً عن غرق أشخاص قرب قرية الشبرونية وجرى العثور على امرأتين وشاب.

وتابعت الوزارة بأن الناجين أفادوا بأن مجموعتهم كانت تضم 11 شخصاً عاد منهم 4 إلى الأراضي اللبنانية في حين جرفت المياه أشخاصاً آخرين. وأشارت إلى أن انتشار الألغام من مخلفات نظام بشار الأسد أعاق عمليات البحث.

وتشهد المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، ولا سيما في ريف حمص الغربي، محاولات متكررة للعبور عبر معابر غير شرعية، في وقت تكثف الجهات المعنية جهودها لمكافحة شبكات تهريب البشر، وملاحقة المتورطين فيها، والحد من المخاطر التي تهدد حياة المدنيين، عبر تعزيز الإجراءات الأمنية والتنسيق الميداني لحماية الحدود وضمان سلامة المواطنين.

من جانبه، نفى الجيش اللبناني ما تناقلته بعض المواقع الإخبارية حول إجباره سوريين على عبور مجرى النهر، أثناء محاولتهم عبور الحدود اللبنانية السورية الشمالية بطريقة غير شرعية.

وجاء في بيان للجيش على «إكس»: «توضح قيادة الجيش أن الوحدات العسكرية لم تتدخل في المنطقة المذكورة كونه لم ترد أي معلومات حول محاولة عبور غير شرعية فيها، ولم تجبر هذه الوحدات أي شخص على العودة عبر مجرى النهر، وأنها تقوم حاليًّا بعمليات بحث عن الأشخاص الذين تعرضوا للغرق، بالتنسيق مع السلطات السورية.

وتابع البيان: «كما تلفت القيادة إلى أن الجيش يسهّل العودة الطوعية للسوريين إلى الأراضي السورية عن طريق المعابر الحدودية الشرعية، بما يراعي سلامتهم، كما يتم التأكد من وصولهم إلى الجانب السوري بأمان، بالتنسيق مع السلطات السورية المختصة».