ماذا نعرف عن مجلس شورى «حزب الله»؟

ينتخب الأمين العام ويتولى القيادة... ويضم 7 أعضاء

TT

ماذا نعرف عن مجلس شورى «حزب الله»؟

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم (أرشيفية - رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم (أرشيفية - رويترز)

في حال صحّ أن مجلس شورى «حزب الله» اجتمع وتَوافَق أعضاؤه على انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً جديداً للحزب، فذلك يعني وبحسب مقرَّبين من الحزب أمرَين أساسيَّين؛ «الأول أنه استنهض نفسه وأعاد رصَّ صفوفه بعد الضربات الكبيرة التي تلقاها وأنه بات يستطيع عقد اجتماعات لكبار قادته رغم المخاطر الأمنية الكبيرة المحيطة بهم، والثاني أنه وبعكس ما يتردد ويُشاع، ليست طهران مَن تتولى القيادة السياسية والعسكرية للحزب منذ اغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله».

ويتألف الإطار التنظيمي للحزب من مجالس عدة هي: «مجلس الشورى»، و«المجلس الجهادي»، و«المجلس التنفيذي»، و«المجلس السياسي»، و«مجلس العمل الحكومي والنيابي»، و«مجلس القضاء». ويُعدّ مجلس الشورى هو الأهم بوصفه المجلس الذي يتولى القيادة.

وبحسب المعلومات، يضم مجلس الشورى 7 أعضاء، هم - إلى جانب الأمين العام للحزب، والذي هو أيضاً رئيس مجلس الشورى والذي بات الشيخ قاسم، نائب الأمين العام للحزب - رئيس المجلس القضائي الشيخ محمد يزبك، رئيس المجلس السياسي الشيخ إبراهيم أمين السيد، رئيس المجلس التنفيذي الذي تم اغتياله مؤخراً هاشم صفي الدين، المساعد السياسي للأمين العام حسين خليل، ورئيس المجلس البرلماني، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة، (وهو الجناح السياسي لـ«حزب الله») في مجلس النواب اللبناني محمد رعد.

لبنانيون يتابعون كلمة نعيم قاسم في بيروت (رويترز)

ومع تعيين أمين عام، يبقى هناك موقعان شاغران في مجلس الشورى. الأول نائب الأمين العام، والثاني رئيس المجلس التنفيذي.

ويشير الكاتب والباحث السياسي الدكتور قاسم قصير، المطَّلع من كثب على شؤون الحزب، إلى أنه لم يتم بعد تعيين نائب للأمين العام، عادّاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تعيين أمين عام أمر مهم جداً، وهو رسالة للداخل والخارج أن الحزب قوي ويتابع أموره، وليس صحيحاً أن إيران هي مَن تديره». ويرجح قصير أن يتم ملء باقي الشواغر في مجلس شورى الحزب لاحقاً.

ولا تستبعد مصادر أخرى أنه حتى ولو تم تعيين نائب للأمين العام، ألا يتم إعلان هويته في هذه المرحلة؛ لأنه سيتحول، كما نعيم، هدفاً أساسياً واستراتيجياً لإسرائيل التي تسعى لأن يبقى الحزب من دون قيادة.

ولجأ «حزب الله» منذ اغتيال نصر الله، وبعده صفي الدين، للقيادة الجماعية التي كان يتولاها مَن تبقَّى من أعضاء مجلس الشورى، كما ترددت معلومات عن أن طهران هي التي أمسكت دفة القيادة السياسية والعسكرية.

ونشر الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، ما قال إنها القيادة العسكرية لـ«حزب الله»، وتضم 9 مسؤولين، كان يرأسهم نصر الله. وقد تم اغتيال 8 من هؤلاء وبقي حصراً أبو علي رضا، قائد قوة «بدر».

وتتألف هيكلية «حزب الله» من 3 أطر رئيسية هي: أولاً، الأمين العام الذي يُعدّ رأس الهيكل ويتمتع بصلاحيات تنظيمية واسعة جداً. ثانياً: مجلس شورى ويترأس أعضاؤه المجالس التنظيمية الأربعة؛ وهي: المجلس الجهادي، والمجلس القضائي، ومجلس العمل النيابي والمجلس السياسي. وثالثاً: المجلس التنفيذي، الذي كان يرأسه صفي الدين، وهو بمثابة القلب التنظيمي (الحكومة) الذي تتفرع عنه أكثر الوحدات التنظيمية.


مقالات ذات صلة

الإنذارات والغارات الإسرائيلية تحوّل بعلبك إلى مدينة أشباح

المشرق العربي سحابة من الدخان الكثيف ناتجة عن الغارات الإسرائيلية تعلو قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (الشرق الأوسط)

الإنذارات والغارات الإسرائيلية تحوّل بعلبك إلى مدينة أشباح

أكد رئيس بلدية بعلبك أن المدينة «تتعرض لتهجير منظّم»، معلناً أن «نسبة النزوح تخطّت 80 في المائة».

حسين درويش (شرق لبنان)
شؤون إقليمية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو يسكب «ماء بارداً» على المتحمسين لوقف إطلاق النار في لبنان أو غزة

وضع نتنياهو شروطاً جديدة للاتفاق مع لبنان، وأبدى إصراره على أن يتضمن الاتفاق بنداً يحفظ لإسرائيل حرية العمليات في لبنان في إطار أي تسوية لإنهاء الحرب.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي ميقاتي: التصعيد الإسرائيلي لا يبعث على التفاؤل بوقف إطلاق النار

ميقاتي: التصعيد الإسرائيلي لا يبعث على التفاؤل بوقف إطلاق النار

تنتظر الحكومة اللبنانية من المبعوث الرئاسي الأميركي، آموس هوكستين، نتائج اتصالاته في تل أبيب

«الشرق الأوسط» (بيروت)
خاص لمياء فرحات إلى جانب خيمتها في منطقة الرملة البيضاء في بيروت (الشرق الأوسط)

خاص أحلام لمياء النازحة إلى كورنيش بيروت: مكان مسقوف قبل هطول الأمطار

تقول فرحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتيت إلى هنا من الضاحية، بعد أن اختبرت العيش في مراكز إيواء مختلفة، وفضلت العيش في العراء».

حنان حمدان (بيروت)
شؤون إقليمية نقل جثمان امرأة قُتلت في حيفا الخميس (أ.ف.ب)

مقتل 7 أشخاص في إسرائيل بهجمات «حزب الله»

في أكبر حصيلة من القتلى المدنيين الإسرائيليين منذ الهجوم البري على الأراضي اللبنانية قبل 37 يوماً، قُتل 7 أشخاص وأُصيب ثامن بجروح خطيرة في خليج حيفا والمطلة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

صور ومقاطع فيديو تظهر نسف إسرائيل مئات المباني في جنوب لبنان

دخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القتال بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني (رويترز)
دخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القتال بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني (رويترز)
TT

صور ومقاطع فيديو تظهر نسف إسرائيل مئات المباني في جنوب لبنان

دخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القتال بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني (رويترز)
دخان يتصاعد من مدينة الخيام نتيجة القتال بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني (رويترز)

أظهرت صور الأقمار الاصطناعية والفيديوهات دماراً واسع النطاق في ست قرى على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، حيث تظهر تدميراً كلياً أو جزئياً لـ1085 مبنى منذ 1 أكتوبر (تشرين الأول). أكدت صحيفة «نيويورك تايمز»، في بداية هذا الشهر، باستخدام صور الأقمار الاصطناعية، تدمير العشرات من المباني في قريتين أخريين.

وتعرض الصور، وفقاً لـ«نيويورك تايمز»، لمحة فقط عما يجري في جنوب لبنان، حيث ما زالت درجة الأضرار غير واضحة بسبب عدم إمكان الوصول لتلك المناطق منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية.

وتقول إسرائيل إن عمليتها البرية في جنوب لبنان تهدف إلى إعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال. وتتهم «حزب الله» بوضع بنية تحتية عسكرية في المناطق السكنية.

وفرّ العديد من الأشخاص من المنطقة، حيث أصبحت بعض البلدات خالية تماماً من السكان، وتشير الأمم المتحدة إلى أن 1.4 مليون شخص قد نزحوا عبر البلاد.

وفقاً لتحليل صحيفة «ذا تايمز» الأخير، يبدو أن قرية محيبيب قد تم تدميرها تقريباً بالكامل، إذ لا يزال عدد قليل من المباني قائماً. وفي خمس قرى ومدن أخرى، تم تحويل أحياء بأكملها إلى أنقاض.

وتظهر مقاطع فيديو نشرها الجيش الإسرائيلي وبعض الجنود على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحققت من صحتها صحيفة «ذا تايمز»، أنه تم تفجير ما لا يقل عن 200 من المباني بوضع المتفجرات فيها ثم نسفها عن بعد.

وتشير «نيويورك تايمز» إلى أنه رصد النسف المتعمد في خمس من البلدات الست وهي: بليدة وكفر كلا ومحيبيب ورامية وعيتا الشعب. ولم يجب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بخصوص التدمير في تلك القرى، وقال فقط إن إسرائيل تضرب الأهداف العسكرية لـ«مواجهة التهديد المستمر الذي يشكله (حزب الله) للمنازل والعائلات الإسرائيلية».

وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيانات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أن قواته عثرت على أنفاق لـ«حزب الله» تحت منازل ومبان أخرى في ميس الجبل وكفر كلا ومحيبيب وعيتا الشعب ثم دمرتها.

وطرح بعض خبراء القانون الدولي، وفقا لـ«نيويورك تايمز»، أسئلة حول الطبيعة الواسعة للدمار. وقال توم داننباوم، أستاذ مساعد في القانون الدولي في جامعة «تافتس»، إنه «يمكن استهداف المباني غير العسكرية فقط إذا كانت تستخدم بشكل عسكري، أو إذا كان لدى إسرائيل معلومات محددة تفيد بأنها سوف تستخدم بشكل عسكري. لكن لا يُسمح باستهداف منطقة بأكملها تحتوي على مزيج من الأهداف العسكرية وغير العسكرية».

ولاقت بلدة ميس الجبل الدمار الأشد، وفقاً للصحيفة، حيث كانت تضم قبل الحرب نحو 8000 نسمة. تم تدمير 311 مبنى على الأقل، كلياً أو جزئياً.

في مدينة بليدة، تم تدمير 168 مبنى على الأقل، بما فيها مسجد في مبنى قديم وانهارت منارته. في عيتا الشعب، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أنه تم تدمير 206 مبان على الأقل، مما أدى تقريباً إلى تسوية الجزء الشرقي من القرية بالكامل.

في كفر كلا، أكبر المدن الستة التي حللتها الصحيفة، والتي كان تعداد سكانها قبل الحرب نحو 10 آلاف نسمة، دُمر بشكل كلي أو جزئي 284 مبنى على الأقل.

ودُمرت قرية محيبيب الصغيرة تقريباً بالكامل في عمليات نسف، وفقاً لما أظهرته مقاطع الفيديو. بينما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أنه تم تدمير ما لا يقل عن 76 مبنى.

وكذلك أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أنه تم تدمير ما لا يقل عن 40 مبنى في قرية رامية. حيث ظهر في أحد مقاطع الفيديو نشره جندي إسرائيلي على «إنستغرام»، وتم التحقق من صحته، وأعاد نشره الصحافي الفلسطيني يونس طيراوي على منصة «إكس»، جنود وهم يعدّون تنازلياً قبل تفجير جزء كبير من القرية. ثم يُسمع صوت الجنود وهم يهتفون عندما يرتفع عمود دخان كبير.