«حماس» قد تختار زعيماً جديداً لها من خارج غزة بعد مقتل السنوار

يحيى السنوار (يمين) وإسماعيل هنية (يسار) بقطاع غزة في 26 يونيو (حزيران) 2019 (أ.ب)
يحيى السنوار (يمين) وإسماعيل هنية (يسار) بقطاع غزة في 26 يونيو (حزيران) 2019 (أ.ب)
TT

«حماس» قد تختار زعيماً جديداً لها من خارج غزة بعد مقتل السنوار

يحيى السنوار (يمين) وإسماعيل هنية (يسار) بقطاع غزة في 26 يونيو (حزيران) 2019 (أ.ب)
يحيى السنوار (يمين) وإسماعيل هنية (يسار) بقطاع غزة في 26 يونيو (حزيران) 2019 (أ.ب)

يقول خبراء إن زعيم حركة «حماس» القادم الذي سيخلف يحيى السنوار في قيادة المكتب السياسي للحركة، سيكون على الأرجح من المقيمين خارج غزة، وسط توقعات بأن يتولى شقيقه محمد السنوار دوراً أكبر في الحرب ضد إسرائيل داخل القطاع.

وسيتعين على «حماس» في مداولات القيادة ألا تأخذ في الاعتبار الخيارات المفضلة لإيران فحسب، بل وقطر التي يقيم فيها حالياً جميع المرشحين الرئيسيين، لتولي منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقُتل السنوار، وهو أحد العقول المدبرة لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي اشتعلت بسببه حرب غزة، في تبادل لإطلاق النار مع قوات إسرائيلية، يوم الأربعاء، وهي المرة الثانية في أقل من 3 أشهر التي تفقد فيها «حماس» زعيماً لها.

فقد اغتيل إسماعيل هنية، الزعيم السابق لـ«حماس» بإيران في يوليو (تموز)، على يد إسرائيل على الأرجح. ودمج السنوار عندما تولى قيادة الحركة بعد هنية القيادتين العسكرية والسياسية في غزة، لكن هذا لن يحدث على الأرجح هذه المرة.

وشنت إسرائيل هجمات شرسة على «حماس» قبل أكثر من عام، مما أسفر عن مقتل الآلاف من مقاتلي الحركة والقضاء على شخصيات بارزة داخل غزة وخارجها، لكن لم يتضح حتى الآن كيف ستخرج الحركة بعد هذه الضربة الأخيرة.

وقال خليل الحية القيادي في «حماس»، وأحد المرشحين لخلافة السنوار، في تصريحات، الجمعة، إن المحتجزين الإسرائيليين لن يعودوا إلى ديارهم إلا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وانتهاء الحرب.

ولدى «حماس» تاريخ طويل في استبدال قادتها بسرعة وكفاءة، وذلك لوجود مجلس الشورى، أعلى هيئة لصنع القرار في الحركة، المكلف باختيار زعيم جديد.

ويضم مجلس الشورى ممثلين عن حركة «حماس» في قطاع غزة والضفة الغربية والسجون الإسرائيلية والشتات الفلسطيني، وهذا يعني أن الزعيم الجديد ستكون لديه سلطة الدخول في محادثات وقف إطلاق النار حتى لو لم يكن في غزة، حيث لا يزال مسلحو «حماس» يحتجزون العشرات من الإسرائيليين.

وقال محللون ومصدر من «حماس» إن قائمة المرشحين الرئيسيين تضم خالد مشعل، ورئيس مجلس الشورى في الحركة محمد درويش، إلى جانب الحية وهو كبير مفاوضي «حماس».

وأضاف المصدر أن «حماس» سيتعين عليها إخطار قطر، التي تلعب دوراً رئيسياً في محادثات وقف إطلاق النار التي لم يُكتب لها النجاح حتى الآن، وعواصم أخرى في المنطقة قبل اتخاذ قرارها.

توزيع المهام

توقع أشرف أبو الهول مدير تحرير جريدة «الأهرام» المصرية الحكومية والخبير في الشؤون الفلسطينية، أن تُوزع مسؤوليات السنوار على شخصين يشرف أحدهما على الشؤون العسكرية، بينما يتولى الآخر إدارة المكتب السياسي للحركة المسؤول عن التواصل مع الأطراف الدولية وتشكيل سياساتها.

وقال: «إيران هي الحليف الأقوى لـ(حماس) والتي تزودها بالسلاح والمال، ولذلك مباركتها هي مفتاح لتحديد من سيخلف السنوار».

وتوقع أيضاً أن تتمسك «حماس» بالمطالب الأساسية في محادثات وقف إطلاق النار بالمستقبل، وعلى رأسها انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ووقف الحرب. لكنها قد تظهر مزيداً من المرونة في بعض الشروط، مثل التفاصيل المتعلقة بمبادلة المحتجزين الإسرائيليين بالفلسطينيين المسجونين لدى إسرائيل.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مقتل السنوار «علامة فارقة»، لكنه قال إن الحرب لم تنتهِ بعد، وإن القتال سيستمر حتى استعادة المحتجزين.

وتأسست «حماس» في 1987 وهي فرع لجماعة «الإخوان المسلمين». وعادة ما تُتخذ قرارات «حماس» بالإجماع في مؤسساتها.

ومع وفاة السنوار، انتقلت قيادة «حماس» في غزة مؤقتاً إلى نائبه المقيم في قطر، خليل الحية.

لكن استمرار الحرب وصعوبة التواصل قد تفرض قيوداً على وتيرة الاتصال الذي يمكن لخليل الحية أن يجريه مع الموجودين على الأرض، مما يعني، بحسب خبراء، أن مهام القيادة ستكون بيد «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس».

وقال مصدر في «حماس» إن من المتوقع ألا يواجه الحية أي مشاكل في ممارسة دوره «زعيماً فعلياً لغزة». وأشار المصدر إلى أن الحية حافظ على علاقات جيدة مع الجناح العسكري، وكان قريباً من السنوار وهنية.

وقال أكرم عطا الله، المحلل السياسي الفلسطيني، إنه يتوقع أن يحترم الجناح المسلح سلطات الحية حتى مع وجوده بالخارج. وتوقع أيضاً أن يزداد دور محمد السنوار في الجناح المسلح، وفي «حماس» بصورة عامة.

وبحسب مصدر في «حماس»، فإن محمد السنوار قائد مخضرم في «كتائب القسام» نادراً ما يظهر في العلن، ونجا من عدة محاولات لاغتياله، واسمه مدرج على قائمة المطلوبين لدى إسرائيل منذ فترة طويلة.

واندلعت الحرب بعد هجوم على إسرائيل شنه مسلحون بقيادة «حماس»، وأسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية. وردت إسرائيل بعملية عسكرية أدت، حتى الآن، وفقاً للسلطات الصحية في غزة، إلى مقتل أكثر من 42 ألف شخص وتدمير القطاع ونزوح معظم سكانه.

وكان يُنظر إلى تولي السنوار مهمة قيادة المكتب السياسي لـ«حماس»، في أغسطس (آب)، على أنه إظهار للتحدي والوحدة الداخلية في الحركة. ويُعتقد أن علاقاته الوثيقة بإيران كانت ضمن العوامل الداعمة لتوليه المسؤولية.

ويُنظر أيضاً إلى محمد درويش والحية على أنهما قريبان من طهران، التي سيكون دعمها لـ«حماس» محورياً في التعافي بعد الحرب.

وباتت فرص خالد مشعل، الزعيم السابق لـ«حماس»، غير واضحة بسبب علاقته المضطربة بطهران منذ دعمه الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد في 2011.

وقال أكرم عطا الله إن علاقة الحية بإيران ترجح فرصته مقارنة بمشعل، ولكنه أضاف أن فرصة مشعل قد تكون قائمة إذ خففت إيران من معارضتها له.


مقالات ذات صلة

«التيار الناصري» المصري يُقيم عزاءً للسنوار وسط تفاعل «سوشيالي»

شمال افريقيا قيادات ناصرية في وقفة تضامنية سابقة مع أهالي غزة (الحزب الناصري)

«التيار الناصري» المصري يُقيم عزاءً للسنوار وسط تفاعل «سوشيالي»

أعلن «الحزب الناصري» المصري إقامة عزاء لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، يحيى السنوار، على غرار ما حدث مع إسماعيل هنية، وحسن نصر الله.

أحمد إمبابي (القاهرة )
خاص يافطة في طهران اليوم تحمل صورة زعيم «حماس» الراحل يحيى السنوار (إ.ب.أ)

خاص مصادر لـ«الشرق الأوسط»: «حماس» تتجه لإخفاء هوية خليفة السنوار... والمنافسة محصورة بخمسة

تتجه حركة «حماس» إلى إخفاء هوية رئيس مكتبها السياسي الجديد بعد اغتيال إسرائيل رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار في قطاع غزة.

كفاح زبون (رام الله)
أوروبا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (أ.ف.ب) play-circle 00:21

بوريل بعد مقتل السنوار: الحروب في غزة والضفة ولبنان يجب أن تتوقف

أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، السبت، أن وقف إطلاق النار يمثل أولوية في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي رجل يتفقد سيارته بالقرب من مبنى أصيب بصاروخ أُطْلِق من لبنان في كريات آتا في منطقة حيفا بإسرائيل في 19 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

«حزب الله» يقصف حيفا وصفد... ومقتل إسرائيلي بشظايا صاروخ

أعلنت خدمات الطوارئ الإسرائيلية أن رجلاً قُتل بشظايا بالقرب من مدينة عكا الساحلية، السبت، بعد إطلاق وابل من الصواريخ من لبنان على شمال إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صورة ليحيى السنوار في مظاهرة بتونس أمس تنديداً بمقتله (د.ب.أ)

الغموض يلف مصير جثة السنوار... أين سيُدفن؟

مصير جثمان يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، محاط بالغموض وعدم اليقين.

«الشرق الأوسط» (غزة)

غارتان إسرائيليتان على الضاحية الجنوبية لبيروت

تصاعد الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أرشيفية - أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أرشيفية - أ.ب)
TT

غارتان إسرائيليتان على الضاحية الجنوبية لبيروت

تصاعد الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أرشيفية - أ.ب)
تصاعد الدخان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (أرشيفية - أ.ب)

شن الجيش الإسرائيلي، السبت، غاراتين جديديتين على الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعد أقل من ساعة على إصداره إنذاراً بالإخلاء لسكان حارة حريك بالضاحية.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على «إكس»: «إنذار عاجل إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدًا المتواجدين في المباني المحددة في الخريطتيْن والواقعة في حارة حريك. أنتم متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لـ«حزب الله» حيث سيعمل ضدها الجيش الإسرائيلي على مدى الزمني القري».