نصائح غربية وعربية للبنان: استعجال وقف النار وانتخاب الرئيس

تجربة عون في قيادة الجيش تضعه في صدارة الأسماء المطروحة

نازحون يفرون من الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وضاحية بيروت (إ.ب.أ)
نازحون يفرون من الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وضاحية بيروت (إ.ب.أ)
TT

نصائح غربية وعربية للبنان: استعجال وقف النار وانتخاب الرئيس

نازحون يفرون من الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وضاحية بيروت (إ.ب.أ)
نازحون يفرون من الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وضاحية بيروت (إ.ب.أ)

يتلقى المسؤولون والسياسيون اللبنانيون نصائح متلاحقة من جهات غربية وعربية تطالبهم بـ«الخروج من حالة الانقسام والشلل لاستجماع شروط التحرك لوقف النار وإعادة إطلاق عجلة المؤسسات».

مصادر مواكبة لهذه الاتصالات كشفت لـ«الشرق الأوسط» مضمون النصائح التي يمكن تفصيلها كما يلي:

  • تلفت الجهات الغربية والعربية إلى خطورة استمرار القتال الحالي، خصوصاً أن حكومة بنيامين نتنياهو تملك تفويضاً شعبياً إسرائيلياً وتأييداً أميركياً لإضعاف قدرة «حزب الله» وإخراج قواته من الشريط الحدودي المتاخم لإسرائيل.
  • استمرار الحرب لأسابيع إضافية قد يلحق بلبنان أضراراً لا يمكن إصلاحها سريعاً، وقد تؤدي أيضاً إلى مفاقمة مشكلة النزوح وعواقبها الإنسانية والاجتماعية والسياسية.
  • لا يمكن التقدم نحو وقف النار باعتماد الأسلوب السابق القائم على محاولات الالتفاف على ضرورة تطبيق القرارات الدولية.
  • سمع المسؤولون والسياسيون جملة واضحة مفادها أن «العالم لا يستطيع مساعدة لبنان إن لم يساعد نفسه».

إسرائيليون في ملجأ خلال غارات مطلع أكتوبر الحالي (رويترز)

  • اتخاذ لبنان موقفاً منسجماً مع جوهر القرارات الدولية ينزع من يد نتنياهو ذرائع الاستمرار في الحرب التي قد تنتقل إلى توجيه ضربة قوية للبنية التحتية في لبنان إذا واصل «حزب الله» استهداف المدن الإسرائيلية.
  • لإيران تأثير لا يمكن إنكاره في تمرير وقف النار ولابد للجهات اللبنانية من إقناع طهران أن لبنان غير قادر على الغرق في حرب مفتوحة تجعله أسير حسابات إقليمية لا قدرة له على التأثير فيها.
  • إذا صح أن إيران تتفهم محاولة النظام السوري عدم الانجرار إلى نار المواجهة الحالية فلماذا لا تتفهم موقفاً مشابهاً من الحكومة اللبنانية، خصوصاً أن الأضرار التي لحقت بلبنان و«حزب الله» وبيئته شديدة الخطورة وستتكشف أكثر بعد وقف النار؟

وتطرقت المصادر إلى موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، وقالت إن خلاصة النصائح الغربية والعربية التي سمعها السياسيون الفاعلون في لبنان هي كما يلي:

  • لا يستطيع العالم مساعدة لبنان إذا استمر في العيش في ظل مؤسسات متصدعة ومنقسمة لأن ذلك يعني غياب جهة لبنانية ذات مصداقية للتفاوض حول وقف النار ومعالجة أعباء ما بعد وقف الحرب.
  • تجربة العامين الأخيرين كانت سلبية جداً، إذ عاش لبنان من دون رئيس للجمهورية وبحكومة تصريف أعمال ومجلس نيابي يمكن اعتباره شبه مشلول حين يواجه خيارات أساسية.
  • لابد من انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً ليتمكن من التحدث باسم لبنان وإعادة لبنان إلى خريطة الاهتمامات الإقليمية والدولية، بعدما تسببت وطأة «حزب الله» في تقليص مصداقية الحكومة اللبنانية.
  • المهمة الأولى للرئيس الجديد هي التعبير بوضوح عن استعداد لبنان لتطبيق القرار 1701 وإعادة الجسور مع العواصم العربية البارزة والدول الغربية المؤثرة.

قائد الجيش العماد جوزف عون يتصدر الأسماء المطروحة لرئاسة لبنان (أ.ف.ب)

  • الوظيفة الملحة للرئيس الجديد طمأنة كل الأطراف باتباع نهج يقوم على حكم القانون واحترام الدستور والمؤسسات وإعادة التواصل بين المجموعات اللبنانية.
  • لا يمكن واقعياً أن يلعب مثل هذا الدور رئيس يمثل تحدياً لإرادة قسم من اللبنانيين أو رئيس كان ساهم في إضعاف الشرعية والمؤسسات وممارسات تهدر المال العام وتغلب منطق الميليشيات.
  • المواصفات المطلوبة في الرئيس الجديد هي الإيمان بالشرعية والقانون ومحاربة الفساد وطمأنة الفئات المجروحة أو الخائفة.
  • يرفض الدبلوماسيون عادة الخوض في الأسماء لأن ذلك يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي، لكن حرص معظمهم على الإشادة ببقاء الجيش اللبناني موحداً فيما تصدعت بقية المؤسسات والتنويه بدور قائده العماد جوزف عون في إنقاذ المؤسسة العسكرية من تبعات الأزمة الاقتصادية الطاحنة ومن إغراءات الانحياز في التجاذب الداخلي، أعطى انطباعاً أن اسمه يتقدم على سائر الأسماء في السباق الرئاسي.

مقالات ذات صلة

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الدفاع الجوي الإسرائيلي يعترض هدفاً جوياً تم إطلاقه من لبنان (إ.ب.أ)

«حزب الله» يشن أكبر هجوم بالمسيّرات ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان

ذكرت قناة تلفزيونية تابعة لـ«حزب الله»، الجمعة، أن الجماعة اللبنانية شنّت أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان منذ بداية المواجهات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ انبعثت أعمدة الدخان والنيران من مبنى في اللحظة التي أصاب فيها صاروخ إسرائيلي منطقة الشياح (د.ب.أ)

تقرير أميركي: ملامح اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين إقليميين وأميركيين قولهم اليوم (الجمعة)، إن ملامح اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)

تقرير: إسرائيل لا ترى إمكانية التفاوض مع «حماس» إلا بعد الاتفاق مع «حزب الله»

التفاوض بشأن الرهائن الإسرائيليين تقلَّص منذ تعيين يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي دبابة إسرائيلية محملة على شاحنة خلال نقلها إلى الحدود مع جنوب لبنان في الجليل الأعلى (إ.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي يصل إلى مشارف نهر الليطاني في جنوب لبنان

نفّذت القوات الأسرائيلية أوسع اختراق بري داخل العمق اللبناني، منذ بدء الحرب، بوصولها إلى مشارف نهر الليطاني من جهة ديرميماس، وفصل النبطية عن مرجعيون.

نذير رضا (بيروت)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
TT

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)
الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن قائداً كبيراً في «حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية، خلال حرب العراق، قُتل في غارة إسرائيلية على سوريا.

واعتقلت القوات الأميركية علي موسى دقدوق، بعد مداهمة عام 2007، عقب عملية قتل فيها عناصرُ يتنكرون في صورة فريق أمن أميركي، خمسة جنود أميركيين. ووفقاً لموقع «إن بي سي» الأميركي، أطلقت السلطات العراقية سراحه لاحقاً.

وأضاف المسؤول الدفاعي الأميركي، وفق ما نقل عنه موقع «إن بي سي»، أن تفاصيل الضربة الجوية الإسرائيلية غير معروفة، متى حدثت، وأين وقعت في سوريا، وهل كان هدفها دقدوق تحديداً.

الغارة المعقدة، التي ساعد دقدوق في التخطيط لها، حدثت في مجمع عسكري مشترك أميركي-عراقي في كربلاء، في 20 يناير (كانون الثاني) 2007.

تنكَّر مجموعة من الرجال في زي فريق أمن عسكري أميركي، وحملوا أسلحة أميركية، وبعضهم كان يتحدث الإنجليزية، ما جعلهم يَعبرون من عدة نقاط تفتيش حتى وصلوا قرب مبنى كان يأوي جنوداً أميركيين وعراقيين.

كانت المنشأة جزءاً من مجموعة من المنشآت المعروفة باسم «محطات الأمن المشترك» في العراق، حيث كانت القوات الأميركية تعيش وتعمل مع الشرطة والجنود العراقيين. كان هناك أكثر من عشرين جندياً أميركياً في المكان عندما وصل المسلّحون.

حاصرت العناصر المسلّحة المبنى، واستخدموا القنابل اليدوية والمتفجرات لاختراق المدخل. قُتل جندي أميركي في انفجار قنبلة يدوية. بعد دخولهم، أَسَر المسلّحون جندين أميركيين داخل المبنى، واثنين آخرين خارج المبنى، قبل أن يهربوا بسرعة في سيارات دفع رباعي كانت في انتظارهم.

طاردت مروحيات هجومية أميركية القافلة، ما دفع المسلّحين لترك سياراتهم والهروب سيراً على الأقدام، وخلال عملية الهرب أطلقوا النار على الجنود الأميركيين الأربعة.

وفي أعقاب الهجوم، اشتبه المسؤولون الأميركيون بأن المسلّحين تلقّوا دعماً مباشراً من إيران، بناءً على مستوى التنسيق والتدريب والاستخبارات اللازمة لتنفيذ العملية.

وألقت القوات الأميركية القبض على دقدوق في مارس (آذار) 2007. وكما يذكر موقع «إن بي سي»، أثبتت أن «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني»، كان متورطاً في التخطيط لهجوم كربلاء. واعترف دقدوق، خلال التحقيق، بأن العملية جاءت نتيجة دعم وتدريب مباشر من «فيلق القدس».

واحتجز الجيش الأميركي دقدوق في العراق لعدة سنوات، ثم سلَّمه إلى السلطات العراقية في ديسمبر (كانون الأول) 2011.

وقال المسؤول الأميركي: «قالت السلطات العراقية إنها ستحاكم دقدوق، لكن جرى إطلاق سراحه خلال أشهر، مما أثار غضب المسؤولين الأميركيين. وعاد للعمل مع (حزب الله) مرة أخرى بعد فترة وجيزة».