أعادت تصريحات قائد حركة «حماس» في الخارج، خالد مشعل، بشأن خطط التهجير الإسرائيلية لفلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن الحديث عن خطوات المملكة لعرقلة ذلك المسار، جنباً إلى جنب مع تأكيدات دائمة أن «الأردن لن يسمح بأن تكون أرضه ساحة حرب».
مصادر رسمية أردنية، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الأردن تنبّه مبكراً إلى الخطر الإسرائيلي المستمر عبر محاولاته التصعيد في الضفة الغربية خلال سنة كاملة من عدوانه على قطاع غزة».
وانتهت التقديرات الرسمية، حسب المصادر، إلى «ضرورة السعي لتأمين متطلبات إدامة الحياة من دواء وغذاء ومستشفيات ميدانية داخل الضفة منذ الأشهر الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة».
وقدّرت المصادر، أن تصريحات مشعل بشأن التحذير من خطر تهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن «لم تأتِ بجديد»، وشرحت أن «سياسة الأردن على مدى عام من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة استهدفت التصدي إلى ذلك الخطر، عبر مستويات مختلفة».
وكان مشعل قد قال في الذكرى السنوية الأولى لبدء معركة «طوفان الأقصى»، الاثنين، إن الأردن «مهدّد بتهجير أهل الضفة الغربية إليه، في خطوة تهدف إلى إنهاء المملكة الأردنية الهاشمية»، موضحاً أن «هذه المؤامرات لا تقتصر على فلسطين فقط، وإنما تمتد لتعتدي على الأمن القومي العربي والإسلامي في كل مكان. إذن، المعركة ليست اختيارية، بل هي مصيرية مفروضة علينا جميعاً»، وفق قوله.
ومع تأكيد المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «الأردن يعي حجم المخاطر إزاء استمرار التصعيد في المنطقة، واحتمالات توسع الحرب»، فإنها رفضت «المساس بسيادة الأردن على أرضه وسمائه، ولن يقبل بأن تكون أراضيه مسرحاً للحرب؛ مما يهدّد أمن البلاد واستقرارها».
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد قال خلال خطابه في 24 سبتمبر (أيلول) الماضي، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إنه «منذ 7 أكتوبر، قتلت الحكومة الإسرائيلية أكثر من 700 فلسطيني، منهم 160 طفلاً، وتجاوز عدد الفلسطينيين المحتجزين في مراكز الاعتقال الإسرائيلية 10 آلاف و700 معتقل، منهم 400 امرأة و730 طفلاً».
ونوه العاهل الأردني بأنه «تم تهجير أكثر من 4 آلاف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم، كما تصاعد العنف المسلح الذي يمارسه المستوطنون بشكل كبير، وتهجير قرى بأكملها».
وخاطب الملك عبد الله، عبر منصة الأمم المتحدة، المتطرفين الإسرائيليين الذين يروّجون لفكرة الأردن وطناً بديلاً، قائلاً: «دعوني أكن واضحاً تماماً هذا لن يحدث أبداً. ولن نقبل أبداً بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب».
وعلى النهج نفسه، جاءت تصريحات وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الاثنين؛ إذ قال إن «العالم فشل في حماية الأمن والسلم في المنطقة وفي لجم العدوانية الإسرائيلية وفي تطبيق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «هذا الفشل ستكون له تبعاته لسنوات كثيرة؛ لأنه ضرب صدقية القانون الدولي، ورسّخ الاقتناع أن القانون الدولي يُطبّق انتقائياً وفق الهوية ووفق موازين القوى».
وبيّن الصفدي أن «الغضب في الشارع الأردني يعكس غضب المؤسسات الرسمية بشأن العدوان على غزة ولبنان، والأردن يقوم بكل ما يستطيعه من جهود لوقف هذا العدوان».