الأمم المتحدة تثير أزمة العاملات المنزليات المهاجرات «المحتجزات» في لبنان

تزايد حالات تخلي الأسر عنهن وتركهن يواجهن الخطر

لبنانيون ينزحون من لبنان إلى سوريا وسط التصعيد في الصراع (إ.ب.أ)
لبنانيون ينزحون من لبنان إلى سوريا وسط التصعيد في الصراع (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة تثير أزمة العاملات المنزليات المهاجرات «المحتجزات» في لبنان

لبنانيون ينزحون من لبنان إلى سوريا وسط التصعيد في الصراع (إ.ب.أ)
لبنانيون ينزحون من لبنان إلى سوريا وسط التصعيد في الصراع (إ.ب.أ)

كشفت الأمم المتحدة، اليوم (الجمعة)، أن بعض العاملات المنزليات المهاجرات في لبنان محتجزات داخل منازل أرباب عملهن الذين فروا من الغارات الجوية الإسرائيلية.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة بتزايد حالات تخلي الأسر اللبنانية عن العاملات المنزليات الأجنبيات وتركهن يواجهن الخطر في ظل النزاع الدائر، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وسلطت المنظمة الدولية الضوء على محنة نحو 170 ألف عامل مهاجر في لبنان، تشكل النساء من دول مثل إثيوبيا وكينيا وسريلانكا والسودان وبنغلادش والفلبين نسبة كبيرة منهم.

وقال رئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان ماثيو لوتشيانو: «نتلقى تقارير متزايدة عن عاملات منزليات مهاجرات تخلى عنهن أصحاب عملهن اللبنانيون قبل فرارهم، وتُركن إما في الشوارع أو المنازل».

لا يوجد تمويل كافٍ

وأضاف لوتشيانو خلال مؤتمر صحافي في جنيف أجراه من بيروت عبر الفيديو: «إنهن يواجهن خيارات محدودة جداً بالنسبة للمأوى»، مضيفاً أنه زار (الخميس) مركز إيواء في العاصمة يضم 64 عائلة سودانية «ليس لديهم أي مكان آخر يذهبون إليه».

وأشار إلى أن المنظمة الدولية للهجرة تتلقى طلبات متزايدة من مهاجرين ينشدون المساعدة للعودة إلى بلادهم.

كما سعت دول عدة للحصول على مساعدة من الوكالة لإجلاء مواطنيها، لافتاً إلى أن «هذا يتطلب تمويلاً كبيراً (...) غير متوفر لدينا حالياً».

وبعد مرور نحو عام على هجوم حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، نقلت إسرائيل ثقلها العسكري إلى حدودها الشمالية مع لبنان.

وأسفرت هجمات إسرائيل على معاقل «حزب الله» في لبنان عن مقتل أكثر من ألف شخص منذ 23 سبتمبر (أيلول)، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، في حين فر مئات الآلاف من منازلهم في بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة.

نظام يسمح بالانتهاكات

الوضع بالنسبة للعمال المهاجرين في لبنان محفوف بالمخاطر؛ إذ يرتبط وضعهم القانوني غالباً بصاحب عملهم بموجب نظام «الكفالة» الذي يحكم العمالة الأجنبية.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن النظام يسمح بالانتهاكات، بما في ذلك حجب الأجور ومصادرة الوثائق الرسمية التي تتيح للعمال الخروج من البلاد.

وقال لوتشيانو: «رأينا في الجنوب أن أصحاب العمل الذين يغادرون إما يتركون العاملات المنزليات في الشوارع دون اصطحابهن معهم (...) أو ما هو أسوأ من ذلك؛ إذ يتركون العاملات المنزليات محتجزات في المنازل للتأكد من الحفاظ عليها، في حين أنهم يبحثون عن الأمان في أمكنة أخرى».

ولفت إلى أن العاملات اللواتي تُركن في الشوارع يواجهن صعوبات في إيجاد مكان آمن، في حين لا تجيد كثيرات منهن التحدث بالعربية.

وأضاف: «كثيرات ليس لديهن وثائق، ونتيجة ذلك يترددن في طلب المساعدة الإنسانية خشية أن يتم القبض عليهن وقد يتم ترحيلهن». وأشار إلى وجود «مشاكل هائلة تتعلق بالصحة العقلية» بين العاملات المنزليات المهاجرات في لبنان.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي: إطلاق أكثر من 180 صاروخاً من لبنان

المشرق العربي نظام القبة الحديدية الدفاعي يتصدى لصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي: إطلاق أكثر من 180 صاروخاً من لبنان

قال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 70 صاروخاً أُطلق من لبنان خلال الساعتين الماضيتين، مؤكداً اعتراض العديد منها بواسطة الدفاعات الجوية.

المشرق العربي لبنانيون ينظرون إلى دمار خلفته غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: عدد القتلى المدنيين في لبنان بالقصف الإسرائيلي «غير مقبول»

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن عدد القتلى المدنيين في لبنان جراء الحملة الإسرائيلية على جماعة «حزب الله» اللبنانية «غير مقبول».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية إيرانية وطفلها يمران أمام لوحة دعائية تصور الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل وعبارة باللغة الفارسية تقول: «إذا كنت تريد الحرب فنحن سادة الحرب» في ساحة انقلاب (الثورة) وسط طهران (أ.ف.ب)

إيران تلوح باستهداف البنية التحتية الإسرائيلية

لوّح قيادي في «الحرس الثوري» باستهداف البنية التحتية الإسرائيلية، بما يشمل مصافي النفط إذا شنت هجوماً على إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
المشرق العربي علم لـ«حزب الله» يرفع أمام أحد المباني المدمرة في ضاحية بيروت الجنوبية (رويترز) play-circle 01:23

أعنف الغارات على الضاحية الجنوبية... وإسرائيل تعلن اغتيال قائد منظومة اتصالات «حزب الله»

شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الجمعة، أعنف قصف منذ بدء الهجمات الإسرائيلية حيث أشارت بعض المعلومات إلى أنها استهدفت هاشم صفي الدين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مجتمعاً مع رئيس البرلمان نبيه بري (د.ب.أ)

وزير الخارجية الإيراني يتمسك بربط «وقف النار» بين لبنان وغزة

جدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من بيروت التمسك بشرط ربط مصير الحرب على لبنان بمصير الحرب على غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الجيش الإسرائيلي: إطلاق أكثر من 180 صاروخاً من لبنان

نظام القبة الحديدية الدفاعي يتصدى لصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى (أ.ف.ب)
نظام القبة الحديدية الدفاعي يتصدى لصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي: إطلاق أكثر من 180 صاروخاً من لبنان

نظام القبة الحديدية الدفاعي يتصدى لصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى (أ.ف.ب)
نظام القبة الحديدية الدفاعي يتصدى لصواريخ أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى (أ.ف.ب)

قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن أكثر من 180 صاروخاً أُطلقت من لبنان، بينها 70 صاروخاً أُطلقت خلال الساعتين الماضيتين، مؤكداً اعتراض العديد منها بواسطة الدفاعات الجوية، وسقوط بقيتها في مناطق مفتوحة.

وأضاف الجيش، في بيان نقلت عنه «تايمز أوف إسرائيل»، أن الدفاع الجوي أسقط طائرتين من دون طيار دخلتا المجال الجوي الإسرائيلي من لبنان.

وأشار إلى أن الطائرات الحربية والطائرات من دون طيار الإسرائيلية استهدفت، الخميس، عشرات المواقع التابعة لـ«حزب الله» في لبنان.

وقال الجيش إن الأهداف في بيروت شملت مخازن أسلحة، وغرف قيادة، ومواقع استخبارات، ومعدات مراقبة، وبنية تحتية أخرى.

بينما أشار إلى استهداف «عشرات مخازن الأسلحة التابعة لـ(حزب الله) ومقاتلين وراجمات صواريخ في جنوب لبنان».

وكثف الجيش الإسرائيلي قصفه ضد «حزب الله» منذ 23 سبتمبر (أيلول) بهدف إعادة سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا جراء تبادل إطلاق النار عبر الحدود مع لبنان، إلى منازلهم. وقُتل العديد من كبار قادة «حزب الله» في ضربات جوية، وصولاً للأمين العام للحزب حسن نصر الله في غارة استهدفت مقراً تحت الأرض في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وحشد الجيش الإسرائيلي العديد من الألوية المدرعة وآلاف المقاتلين قبالة الحدود الجنوبية للبنان، واشتبك عناصر من «حزب الله» وجنود إسرائيليون بشكل مباشر خلال عمليات تسلل واستطلاع للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية.