جدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من بيروت التمسك بشرط ربط مصير الحرب على لبنان بمصير الحرب على غزة، ما عكس استمراراً لانسداد أفق الحل، انطلاقاً من رفض إسرائيل هذا الأمر، ومواصلتها حرب الاغتيالات في لبنان، وتصاعد عملياتها العسكرية التي تطول الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع بشكل أساسي.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الإيراني إثر لقائه كلاً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري، في حين لم يتم الإعلان عن لقائه شخصيات في «حزب الله» أو من الفصائل الفلسطينية كما جرت العادة عند زيارة مسؤولين إيرانيين للبنان.
ووصل عراقجي إلى بيروت في زيارة هي الأولى لمسؤول إيراني منذ اغتيال إسرائيل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، على متن طائرة إيرانية، رغم أن إسرائيل كانت قد منعت هبوط الطائرات الإيرانية والعراقية في مطار رفيق الحريري الدولي مهددة باستهدافها. وقد أشارت المعلومات إلى أن الوزير الإيراني كان قد حصل على تطمينات لتأمين سلامة زيارته إلى بيروت.
وبعد لقائه ميقاتي عبّر الوزير الإيراني عن حرص بلاده على لبنان ودعمه في وجه العدوان الإسرائيلي، معلناً أن بلاده «ستقوم بحملة دبلوماسية لدعم لبنان، وطلب عقد اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي».
إستقبل رئيس الحكومة #نجيب_ميقاتي وزير خارجية #ايران عباس عراقجي قبل ظهر اليوم في السرايا وعرض معه الاوضاع الراهنة في #لبنان والمنطقة.شارك في اللقاء القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت توفيق صمدي والوفد الايراني المرافق.وعن الجانب اللبناني حضر مستشارو... pic.twitter.com/6ipgo3tOYr
— رئاسة مجلس الوزراء (@grandserail) October 4, 2024
وأعلن عراقجي بعد لقائه رئيس البرلمان، عن استمرار المشاورات مع بقية الدول من أجل إرساء وقف لإطلاق النار، في لبنان وغزة بشكل «متزامن». وقال: «ندعم جهود وقف إطلاق النار بشروط، أولاً احترام حقوق الشعب اللبناني، وثانياً (موافقة المقاومة)، وثالثاً أن يأتي ذلك بالتزامن مع وقف إطلاق النار في غزة».
ولفت إلى أنه أتى إلى بيروت «للتعبير عن دعم الجمهورية الإسلامية الكامل للبنان حكومة وشعباً والتضامن معه»، واصفاً محادثاته مع ميقاتي وبري بالـ«جيدة جداً». وأضاف: «وخلال هذين اللقاءين أكدتُ أن إيران ستبقى إلى جانب لبنان والمقاومة، ونحن واثقون أن جرائم الكيان الإسرائيلي ستبوء بالفشل، كما فشلت في الماضي، وأن الشعب اللبناني سيخرج منتصراً».
وتحدث عراقجي عن الهجوم الإيراني على إسرائيل مؤكداً أنه «دفاع مشروع عن النفس بناءً على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة»، وقال: «لم نبدأ الهجوم، بل ما فعلناه كان رداً على استهداف الأراضي الإيرانية والسفارة الايرانية في دمشق، وأهداف ومصالح إيرانية، خلافاً للكيان الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين والمناطق السكنية والنساء والأطفال»، وأضاف: «لم تستهدف إيران إلا المراكز الأمنية والعسكرية للكيان، ولا خطط لدينا للاستمرار إلا إذا قرر الكيان الإسرائيلي مواصلة هجماته، وإذا اتخذ الكيان الإسرائيلي أي خطوة أو إجراء ضدنا فسيكون ردنا أقوى، وسنرد عليه، وردُّنا سيكون متناسباً وكاملاً ومدروساً».
وبعدما كان رئيس البرلمان أعلن بعد اغتيال أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، أنه على تنسيق مع «حزب الله» في كل المباحثات التي يجريها، جدّد مصطفى بيرم، وزير العمل المحسوب على الحزب في الحكومة، بعد لقائه بري أن «المقاومين يعدونه المفاوض باسمهم». وقال: «يجب أن يستثمر الميدان بما يؤدي إلى تحقيق الأهداف اللبنانية، لأنه لا خيار للبنان إلا الانتصار أمام حرب الإبادة التي تحدث... المعركة هي معركة وجود»، مؤكداً أن «الكلمة للميدان... والتضامن والوحدة شرطان أساسيان للاستفادة من زخمه...».