فصائل عراقية تتوعد بـ«حرب الطاقة» في الخليج العربي

مسيّرات تقصف الجولان وطبريا... وإسرائيل تتحدث عن مقتل جنديين

دراجة تعبر شارعاً ببغداد وقد رفعت فيه أعلام العراق ولبنان وفلسطين (أ.ف.ب)
دراجة تعبر شارعاً ببغداد وقد رفعت فيه أعلام العراق ولبنان وفلسطين (أ.ف.ب)
TT
20

فصائل عراقية تتوعد بـ«حرب الطاقة» في الخليج العربي

دراجة تعبر شارعاً ببغداد وقد رفعت فيه أعلام العراق ولبنان وفلسطين (أ.ف.ب)
دراجة تعبر شارعاً ببغداد وقد رفعت فيه أعلام العراق ولبنان وفلسطين (أ.ف.ب)

بالتزامن مع تبنّي هجمات بالطيران المُسيّر على أهداف إسرائيلية، توعدت فصائل عراقية بـ«حرب طاقة» في الخليج العربي والمنطقة.

وكان العراق قد أكد «السعي إلى حماية الممرات البحرية لنقل النفط في الخليج العربي»، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وإيران.

ماذا يحدث؟

هددت «كتائب حزب الله» في العراق، وهي إحدى أجنحة «المقاومة الإسلامية»، بفقدان العالم أكثر من 12 مليون برميل نفط يومياً، «ما إن تبدأ حرب الطاقة».

وقال المتحدث باسم «الكتائب» في منصة «إكس»، إن المنطقة أمام خيارين «إما أن ينعم الجميع بالخيرات، أو يُحرَم الجميع».

بدوره، شدّد المتحدث باسم كتائب «سيد الشهداء»، كاظم الفرطوسي، على أن «الدستور العراقي لا يمنع (الفصائل) من الرد على الانتهاكات الإسرائيلية».

وقال الفرطوسي، في حوار مُتَلفز: «لدينا أسلحة مهمة. نستطيع أن نهدد بملف الطاقة، كما فعلت روسيا حين قلبت سوق الغاز العالمية في حرب أوكرانيا». وتابع: «إذا لم يرتدع هذا الكيان عن القتل، فسنذهب بعيداً، وبإمكاننا استهداف القواعد العسكرية في الخليج العربي، وسيكون ملف الطاقة هو الفيصل».

وتُصعّد الفصائل العراقية من لهجتها بعد تصاعد التحذيرات من هجمات إسرائيلية محتملة، رداً على شن إيران هجوماً بعشرات الصواريخ الإسرائيلية على مناطق متفرقة من إسرائيل، الثلاثاء الماضي.

وتداولت أحزاب «الإطار التنسيقي» ما قيل إنه «تقرير أمني بشأن عشرات الأهداف التي حددتها إسرائيل لضربها في العراق».

وتُرجح تقارير بأن منشآت حيوية للنفط والغاز في إيران ستكون ضمن أهداف الرد الإسرائيلي.

العراق يعتمد على مبيعات النفط لتأمين تشغيل موازنته المالية (رويترز)
العراق يعتمد على مبيعات النفط لتأمين تشغيل موازنته المالية (رويترز)

خسائر عراقية

وتثير تهديدات الفصائل بشأن «حرب الطاقة» قلق نواب عراقيين على مداخيل النفط، وتأمين إيرادات الموازنة.

وقال النائب المستقل سجاد سالم، في منشور على «إكس»، إن «الفصيل المسلّح الذي يهدد بحرب الطاقة هل يستطيع تأمين رواتب شهرين فقط إذا توقّف تصدير النفط العراقي».

وتذهب 90 في المائة من مبيعات النفط لتأمين الموازنة الاتحادية التي يخصص العراق 70 في المائة منها لتأمين رواتب الموظفين الحكوميين ومصروفات تشغيلية عامة.

وكانت «بلومبرغ» قد ذكرت، نقلاً عن تقديرات أولية من «كليرفيو إينرجي بارتنرز»، أن أسعار النفط قد ترتفع بواقع 7 دولارات للبرميل، إذا فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات اقتصادية على إيران، أو 13 دولاراً إذا ضربت إسرائيل البنية التحتية للطاقة الإيرانية.

لكن القلق الأساسي، الآن، من تعطل تصدير النفط من منابع كبرى في الشرق الأوسط، فيما لو وصلت الحرب إلى الموانئ والحقول.

ويوم الجمعة، أكد الناطق باسم الحكومة العراقية، أنها «تُساند كلَّ فعل أو جهد دبلوماسي يُوقف الحرب ويضع حدّاً لسلوك إسرائيل واستهتارها بالقيم والمبادئ التي توافقت عليها البشرية».

كان رئيس الحكومة العراقية قد دعا الاتحاد الأوروبي إلى التدخل لوقف «العدوان على غزة والتصعيد في لبنان».

وقال بيان حكومي إن السوداني بحث، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، «احتمالات انزلاق المنطقة في حرب شاملة».

صورة إطلاق طائرة مُسيَّرة من فيديو نشرته «المقاومة الإسلامية في العراق» عبر «تلغرام»
صورة إطلاق طائرة مُسيَّرة من فيديو نشرته «المقاومة الإسلامية في العراق» عبر «تلغرام»

3 هجمات منفصلة

ميدانياً، تبنّت «المقاومة الإسلامية في العراق»، الجمعة، مهاجمة 3 أهداف في طبريا والجولان المحتلّ بواسطة الطائرات المسيّرة.

وقال بيان لـ«المقاومة»، اليوم الجمعة، إن «مسلّحيها هاجموا ثلاثة أهداف بثلاث عمليات منفصلة في الجولان وطبريا بالأراضي المحتلة، بواسطة الطائرات المسيّرة».

كانت الفصائل نفسها قد أعلنت، في وقت سابق، هدفاً في جنوب إسرائيل بواسطة طائرة قالت إنها «ذات قدرات متطورة تُستخدم للمرة الأولى».

وتعهدت «المقاومة الإسلامية» بأنها «ستستمر باستخدام هذا النوع من الطائرات في دك معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة».

ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين إسرائيليين من جراء انفجار مسيّرة «قادمة من الشرق»، بينما أفادت شبكة «كان» العامة بأن الطائرة أطلقت من العراق وأصابت قاعدة عسكرية في الجولان.

وقال الجيش أول الأمر إن الجنديين قتلا في أثناء القتال في «شمال» الدولة العبرية، قبل أن يشرح ظروف مقتلهما، في تصريح لـ«وكالة الأنباء الفرنسية»، بأنهما سقطا من جراء طائرة مسيّرة أطلقت من جهة الشرق.

وأوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن «القوات الجوية اعترضت مسيّرة في حين انفجرت الثانية في معسكر للجيش في شمال الجولان (...) ونتيجة الانفجار قتل جنديان وأصيب 24».

إلى ذلك، أكد مسؤول في «حزب الله» اللبناني «عدم حاجة لبنان إلى مقاتلين متطوعين من العراق».

وقال عضو المجلس السياسي في الحزب، غالب أبو زينب، في تصريح مُتَلفز، إن الحزب «ليس بحاجة إلى مقاتلين وخبرات ليكونوا معهم في مواجهة إسرائيل».

وتابع أبو زينب أن «الحكومة العراقية والحشد الشعبي يفعلون ما يرونه مناسباً، ونحن لا نتدخل في الأمور الداخلية في العراق، وتركيزنا الأساسي على المواجهة مع العدو».


مقالات ذات صلة

العراق يوقِّع عقداً مع شركة صينية لمضاعفة إنتاج حقل شرق بغداد النفطي

الاقتصاد فني في حقل نفطي بالعراق (الموقع الإلكتروني لوزارة النفط العراقية)

العراق يوقِّع عقداً مع شركة صينية لمضاعفة إنتاج حقل شرق بغداد النفطي

وقَّع العراق، الأربعاء، ملحق عقد تطوير حقل شرق بغداد (الجزء الجنوبي) مع شركة «إي بي إس» الصينية، لمضاعفة إنتاجه إلى 100 ألف برميل يومياً.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي جانب من أعمال «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» الذي عُقد عام 2021 (رويترز)

بغداد «جاهزة» لاستضافة القمة العربية

أكّدت بغداد جاهزيتها لاستضافة القمة العربية الشهر المقبل، في حين شدَّد دبلوماسي بارز على أن موعدها «ثابت ولم يتغير».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي صورة نشرها مكتب الحلبوسي من لقائه مع رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد يوم 14 أبريل الحالي

العراق: عودة قوية للحلبوسي إلى المشهد السياسي

سبّب قرار القضاء العراقي تبرئة رئيس البرلمان السابق، محمد الحلبوسي، صدمة كبيرة داخل الأوساط الشعبية، فضلاً عن خصومه ومناوئيه من القوى السياسية، خصوصاً السُّنية.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي صورة نشرها موقع «الاتحاد الوطني الكردستاني» من لقاء قوباد طالباني ومسرور بارزاني

تحالف جديد في إقليم كردستان يعجّل تقارب «الديمقراطي» و«الوطني»

يزداد التفاهم بين الحزبين الرئيسيين في كردستان، بينما يستعد تحالف كردي جديد لمنافستهما في الانتخابات المقبلة.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي صياد سمك على مركبه في منطقة الأهوار بمحافظة ذي قار العراقية يسعى لصيد ما أمكن رغم تناقص الأمطار الذي يهدد بجفاف مخزون النهر من المياه (أرشيفية - أ.ف.ب)

«صيف قاس» ينتظر العراق

يتوقع معظم المسؤولين والمهتمين بالمناخ والمياه والشؤون البيئية أن يواجه العراق هذا العام صيفاً قاسياً نتيجة الجفاف وقلة تساقط الأمطار في موسم الشتاء المنصرم.

فاضل النشمي (بغداد)

الأردن: السجن 20 عاماً لأربعة متهمين في قضية «مخطط الفوضى»

أفراد أمن أردنيون يقفون حراسة خارج المحكمة العسكرية في عمّان، الأردن، 21 يونيو 2021 (رويترز)
أفراد أمن أردنيون يقفون حراسة خارج المحكمة العسكرية في عمّان، الأردن، 21 يونيو 2021 (رويترز)
TT
20

الأردن: السجن 20 عاماً لأربعة متهمين في قضية «مخطط الفوضى»

أفراد أمن أردنيون يقفون حراسة خارج المحكمة العسكرية في عمّان، الأردن، 21 يونيو 2021 (رويترز)
أفراد أمن أردنيون يقفون حراسة خارج المحكمة العسكرية في عمّان، الأردن، 21 يونيو 2021 (رويترز)

أصدرت محكمة أمن الدولة في جلسة علنية عقدتها الأربعاء أحكاماً بالأشغال المؤقتة لمدة 20 سنة بحق 4 متهمين من 16 متهماً في قضية ما بات يعرف بـ«مخطط الفوضى».

وكشفت السلطات الأردنية قبل أيام عن مخطط لخلية نظمت وخططت لـ«تصنيع الصواريخ والتجنيد والتدريب وتصنيع الطائرات المسيرة في مناطق من محافظتي العاصمة والزرقاء.

وقضت المحكمة بأحكامها بعد إدانة المتهمين بقضايا حيازة مواد مفرقعة وأسلحة وذخائر بقصد استخدامها على وجه غير مشروع والقيام بأعمال من شأنها الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر خلافاً لأحكام قانون منع الإرهاب.

وبعد اعتراف عدد من أعضاء «خلية الفوضى» بانتمائهم لجماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن، لتعلن الحكومة قبل أيام باعتبار الجماعة غير شرعية ومحظورة في البلاد بعد سنوات من احتواء نشاطات الجماعة التي صدر قرار باعتبارها جماعة غير مرخصة عام 2020.

وبالعودة للقرار القضائي القابل للطعن لدى محكمة التمييز (أعلى درجات المحاكم)، فقد خلصت المحكمة إلى أن الوقائع الثابتة في تلك الدعاوى تتمثل في إقدام المجرمين على حيازة مواد مفرقعة لغايات استخدامها للقيام بأعمال غير مشروعة من شأنها حتماً وواقعاً الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع الأردني وأمنه للخطر بعد نقلها داخل أراضي المملكة وإخفائها في أكثر من موقع تفادياً لانكشاف أمرهم.

وبينت المحكمة أنه تم إلقاء القبض على المتهمين وضبط المواد المفرقعة والمتفجرة وعدد من قطع الأسلحة والذخائر، بعد إجراءات الأجهزة الأمنية المختصة وأثر المعلومات الواردة بحق المجرمين.

وثبت للمحكمة أن المواد المفرقعة المضبوطة هي عبارة عن مواد شديد الانفجار (متفجرات) وتعتبر من المتفجرات العسكرية ذات الخاصية التدمرية وصالحة للاستخدام وذات أثر قاتل على الأرواح وتشكل ضراراً بالممتلكات والسلامة العامة.

وخلصت المحكمة إلى أنه بالنظر إلى خطورة الأفعال التي أقدم عليهم المجرمون، والتي من شأنها الإخلال بالأمن والأمان وتعريض أمن وسلامة المجتمع للخطر وتهديد أمنه واستقراره والإخلال بالنظام العام وتعريض حياة المواطنين للخطر وجدت من خلال الوقائع المستخلصة بتلك الدعاوى ومدى جسامة الأفعال الآثمة المرتكبة تغليظ العقوبة بحقهم والارتقاء بها إلى حدها الأعلى لكي لا تسول لهم أنفسهم ولغيرهم الإقدام على مثل هذه الأفعال الشنيعة تحقيقاً لمبدأ الردع العام والردع الخاص والحفاظ على أمن وسلامة المجتمع الأردني.

يُذكر أن هذه القضية تعد جزءاً من المخطط الذي أعلنت عنه الحكومة أخيراً وبدأ منذ عام 2021، إذ كانت الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المتهمين الأربعة فيها منتصف عام 2023، وأحالت القضية إلى الادعاء العام الذي بدوره أحالها إلى محكمة أمن الدولة، وبدأت منذ شهور إجراءات المحاكمة الخاصة بها، فيما لا تزال القضايا الأخرى التي أعلن عنها مؤخراً منظورة أمام القضاء.

عاجل بلومبرغ: الولايات المتحدة وأوكرانيا توقعان اتفاقية الموارد الطبيعية