جلسة استجواب جديدة لسلامة وتناقضات كبيرة مع شاهد

محاميه تقدم بطلب لإخلاء سبيله

حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة (أ.ب)
حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة (أ.ب)
TT

جلسة استجواب جديدة لسلامة وتناقضات كبيرة مع شاهد

حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة (أ.ب)
حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة (أ.ب)

خضع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، لجلسة استجواب ثانية أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي، بحضور وكيله القانوني المحامي مارك حبقة، وأجرى مقابلة بينه وبين شاهدين، هما الوكيل القانوني للبنك المركزي المحامي ميشال تويني، ووكيل شركات الاستشارات المحامي مروان عيسى الخوري.

وأفادت مصادر مواكبة لهذا الملفّ، بأن الجلسة «حفلت بالتناقضات ما بين أقوال سلامة وتويني». وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن وكيل البنك المركزي «نفى معرفته بأسباب تحويل الأموال من حساب الاستشارات الموجود في مصرف لبنان إلى حسابه الخاص، ولماذا طلب منه الحاكم تحويل مبلغ الـ44 مليون دولار بموجب شيكات مصرفية إلى المحامي مروان عيسى الخوري بوصفه ممثل الشركات الاستشارية التي قبضت هذه الأموال عمولة عن الاكتتاب في سندات اليوروبوندز».

وأكدت المصادر أن سلامة «تمسّك بموقفه لجهة أن تويني يعرف حقيقة هذه الأموال ومصدرها والجهات المحوّلة إليها، وجدد تأكيده أن المبلغ المذكور لا علاقة له بأموال البنك المركزي، بل هو جزء من الأموال الخاصة المقتطعة من أرباح المصارف التجارية والأفراد».

ووفق المصادر نفسها، فإن قاضي التحقيق «استوضح من تويني عن أسباب قبوله تسلّم هذا المبلغ الكبير من المال، طالما أنه لا يعرف مصدره والغاية من وضعه في حسابه، ومن ثم إصدار شيكات بقيمته وتسليمها إلى مروان عيسى الخوري، فكان ردّ الأخير بأنه نفّذ التعليمات الواردة من الحاكم».

وحدد قاضي التحقيق جلسة جديدة يعقدها يوم الثلاثاء المقبل، خصصت لإعادة الاستماع إلى الشاهدين تويني وعيسى الخوري، كما تقدّم المحامي مارك حبقة بطلب إخلاء سبيل موكله سلامة، وأحال حلاوي الطلب إلى النيابة العامة المالية لإبداء الرأي قبل أن يتخذ القرار بالموافقة على إخلاء السبيل أو رفضه.

ومن المتوقع أن تشهد جلسة الثلاثاء تحولاً مهماً، إذ توقع مصدر قضائي أن «يستمع حلاوي إلى المحاميين تويني وعيسى الخوري شاهدين»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه إذا تسلّم القاضي حلاوي قرار مجلس نقابة المحامين في بيروت، الذي أعطى الإذن بملاحقتهما، سيستجوبهما كونهما مدعى عليهما، ويتخذ القرار المناسب في ضوء التحقيق، فإما أن يتركهما بسندي إقامة، وإما يصدر مذكرتي توقيف بحقهما.

إلى ذلك، أخفقت رئيسة هيئة القضايا، القاضية هيلانة إسكندر، في الدخول طرفاً في الملفّ، بقرار من قاضي التحقيق بلال حلاوي، الذي طلب منها إبراز كتاب من وزير المال يوسف الخليل يفوضها تمثيل وزارة المال في هذه الدعوى، وتقدّمت بمذكرة لدى القاضي حلاوي طلبت بموجبها إحالة ملف سلامة إلى الهيئة الاتهامية، تبعاً لاستئنافها قراره بعدم السماح لها بحضور الجلسة.

ولم تفلح القاضية إسكندر بتسجيل المذكرة في قلم التحقيق، وحاولت وكيلة هيئة القضايا المحامية برتا نعيم تسجيل الطلب قبل البدء باستجواب سلامة، لعلّ ذلك يكون سبباً بإحالة الكتاب إلى الهيئة الاتهامية وأن تطلب الأخيرة من قاضي التحقيق إيداعها الملف، وبذلك تتعطل جلسة الاستجواب التي كانت مقررة، إلّا أن هذا الأمر لم يتحقق.


مقالات ذات صلة

النازحون السوريون يعانون جحيم حرب جديدة

المشرق العربي سوريون ولبنانيون على معبر المصنع بين لبنان وسوريا هرباً من القصف الإسرائيلي (الشرق الأوسط) play-circle 02:57

النازحون السوريون يعانون جحيم حرب جديدة

أوضاع صعبة يعيشها آلاف السوريين الذين اضطروا مجدداً للهرب من مخيمات كانت تؤويهم في مناطق الجنوب اللبناني والبقاع بعد قرار إسرائيل توسعة الحرب على لبنان.

بولا أسطيح (بيروت)
أوروبا إحدى ضحايا انفجارات أجهزة البيجر على نقالة خارج المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت (رويترز)

النرويج تُصدر طلباً دولياً للبحث عن شخص على صلة بـ«أجهزة بيجر حزب الله»

قالت الشرطة النرويجية، الخميس، إنها أصدرت طلباً دولياً للبحث عن رجل نرويجي من أصل هندي، مرتبط ببيع أجهزة البيجر التي يستخدمها «حزب الله» وانفجرت الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

الهدنة المؤقتة تلقى دعماً دولياً وعربياً… وتنتظر موافقة إسرائيل و«حزب الله»

وسط ضغوط عالمية لتنفيذ الاتفاق الأميركي - الفرنسي بشأن الهدنة بين إسرائيل و«حزب الله»، يسود ترقب لأقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأفعاله.

علي بردى (نيويورك)
شؤون إقليمية البحث عن ناجين بعد ضربة جوية إسرائيلية شمال بيروت الخميس (رويترز)

جهود فرنسية لمنع اشتعال الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية

الدبلوماسية الفرنسية تنشط لتجنب الحرب الواسعة، والرئيس ماكرون يسير على خطى سلفه جاك شيراك.

ميشال أبونجم (باريس)
المشرق العربي هل تنجح الوساطة الأميركية الفرنسية في التوصل إلى هدنة مؤقتة تمهيداً لوقف دائم للقتال في غزة وجنوب لبنان؟ (أ.ف.ب)

هل يفضي التلازم بين جبهتي جنوب لبنان وغزة إلى هدنة؟

يبقى مصير الهدنة المؤقتة لثلاثة أسابيع عالقاً على تجاوب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع الجهود الدولية التي تتصدرها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.

محمد شقير (بيروت)

«أخطر بكثير»... ماذا تغير في مواجهة السنوار ونصر الله مع إسرائيل؟

صورة لنتنياهو خلال مظاهرة ضد التصعيد الأخير في نيويورك (أ.ف.ب)
صورة لنتنياهو خلال مظاهرة ضد التصعيد الأخير في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

«أخطر بكثير»... ماذا تغير في مواجهة السنوار ونصر الله مع إسرائيل؟

صورة لنتنياهو خلال مظاهرة ضد التصعيد الأخير في نيويورك (أ.ف.ب)
صورة لنتنياهو خلال مظاهرة ضد التصعيد الأخير في نيويورك (أ.ف.ب)

قال سياسي فلسطيني بارز لـ«الشرق الأوسط» إن لبنان «يواجه منعطفاً بالغ الخطورة، ومن مصلحة حكومته التحرك سريعاً لاستجماع شروط وقف النار»، لأن إسرائيل التي تهاجمه حالياً «أخطر بكثير» من تلك التي كانت قائمة حين أطلق زعيم «حماس» يحيى السنوار «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتبعه الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في اليوم التالي معلناً إطلاق «حرب المساندة».

وشرح أن خطورة إسرائيل الحالية تنبع من تغييرات عدة، قسمها على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية. وأوضح أن التغييرات على الجبهة الفلسطينية تتمثل بالنقاط التالية:

  • نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في دفع المؤسسة الإسرائيلية إلى خوض حرب وجود، وهي تختلف تماماً عن حرب الحدود أو الحملات الانتقامية.
  • كان الانطباع السائد منذ عقود أن إسرائيل عاجزة عن خوض حروب طويلة تستنزف جيشها واقتصادها وأن عقيدتها العسكرية تقوم على شن حروب خاطفة وحاسمة.
  • لم يتخيل كثيرون وبينهم السنوار أن إسرائيل يمكن أن ترسل جيشها للقتال في شبكة أنفاق غزة المعقدة مع ما يمكن أن يعنيه ذلك من كمائن وأخطار وخسائر.

  • كانت هناك شبه قناعة أن إسرائيل ليست في وارد تعريض اقتصادها لاستنزاف ترتبه حرب طويلة تدور فصولها على أرض غزة مع مواجهات واقتحامات في الضفة.
  • ساد انطباع أيضاً أن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بشن حرب طويلة يمكن أن تفتح الباب لمواجهة إقليمية. وثمة من كان يعتقد أن إسرائيل التي نفذت على أرض إيران عمليات استخباراتية مستفزة ستتحاشى بالتأكيد الانزلاق إلى حافة مواجهة مباشرة معها.
  • كانت لدى كثيرين قناعة بأن الرصيد الكبير من الرهائن الذي جمعته «حماس» في السابع من أكتوبر لن يتسبب في اكثر من ردة فعل قاسية من الجيش الاسرائيلية قد تمتد اياما او اسابيع يعقبها وقف للنار وفتح باب التفاوض لعملية تبادل الرهائن والاسرى.
  • بعد ما يقرب من السنة من العملية التي أطلقها زعيم «حماس» تبدو الصورة مختلفة: الحرب في غزة مستمرة وتسببت في قتل أكثر من أربعين ألف فلسطيني، ونتنياهو يتهرب من وقف النار على رغم أثمان الحرب.

أما على الجبهة اللبنانية، فيرصد السياسي الفلسطيني العوامل التالية التي تزيد من خطورة المواجهة وتبرز اختلافها عن الجولات السابقة:

  • مشكلة لبنان الأولى هي أن «حزب الله» كان المبادر إلى إطلاق الحرب وسارع إلى ربط الوضع اللبناني بالأوضاع في غزة.
  • كان واضحاً منذ تحريك جبهة جنوب لبنان أن قرار الانخراط في هذه الحرب لا يحظى بتأييد أكثرية اللبنانيين لا سيما أبناء المكونات الأخرى خارج بيئة الحزب.
  • أطلق «حزب الله» ما سماه «حرب المساندة» من دون الالتفات إلى حجم التدهور الاقتصادي والمعيشي في لبنان وإلى الحساسيات التي تشكلت ضده بفعل ممارسات داخلية وتدخلات في الإقليم، خصوصاً في سوريا.

مشيعون يدفنون أفراد عائلة سقطوا في غارة إسرائيلية على قرية بجنوب لبنان الخميس (أ.ف.ب)

  • واضح أن نصر الله لم يتوقع حرباً طويلة وتفوقاً تكنولوجياً إسرائيلياً بهذا الحجم لكنه حين طالت الحرب بات عاجزاً عن التراجع.
  • توقع «حزب الله» أن ترمي إيران بثقلها في حال تعرضه لخطر محدق وهو ما لم تفعله إيران حتى الساعة بسبب حساباتها المتعلقة بالعقوبات الغربية عليها وبرنامجها النووي. بدت إيران غير مستعدة لمجازفة في وقت تغرق فيه أميركا في الحسابات الانتخابية.
  • ألحقت إسرائيل أضراراً كبيرة بماكينة «حزب الله» العسكرية، لكن الأضرار التي يمكن تلحق بلبنان أخطر وأفدح. أسقطت إسرائيل ما كان الحزب يعتبره «قواعد اشتباك»، وها هو يتعامل مع الحرب في لبنان بوصفها جزءاً من الحرب الوجودية.
  • لا يعمل الوقت لصالح لبنان.