مؤشرات تهدئة داخل «الإطار التنسيقي» بعد عاصفة «التنصت»

«دولة القانون» ينفي... و«بدر»: الرسالة وصلت إلى السوداني

«الإطار التنسيقي» حذر من الانهيار بعد أزمتَي «سرقة القرن» و«التنصت» (إكس)
«الإطار التنسيقي» حذر من الانهيار بعد أزمتَي «سرقة القرن» و«التنصت» (إكس)
TT

مؤشرات تهدئة داخل «الإطار التنسيقي» بعد عاصفة «التنصت»

«الإطار التنسيقي» حذر من الانهيار بعد أزمتَي «سرقة القرن» و«التنصت» (إكس)
«الإطار التنسيقي» حذر من الانهيار بعد أزمتَي «سرقة القرن» و«التنصت» (إكس)

تباينت وجهات نظر قوى «الإطار التنسيقي» بشأن «التصدع» الذي أصاب العلاقة بين قواها وأحزابها ورئيس الوزراء محمد السوداني، على خلفية عاصفة «التنصت» المزعوم التي تفجرت قبل نحو ثلاثة أسابيع.

وكشف النقاب عن شبكة يديرها مسؤول في مكتب رئاسة الوزراء لـ«التنصت» على أرقام وهواتف كبار الزعماء من قادة الإطار، وفقاً لنواب قالوا إنهم من ضحايا الشبكة.

وتذهب آراء إلى أن «سحابة الصيف» التي طرأت على العلاقة بين الجانبين بسبب قضية التنصت «قد مرت بسلام»، لكن آخرين يرون أن «الأمر أبعد من ذلك»، ولا يتعلق بـالتنصت وحسب.

كانت حكومة السوداني نفت ضمنياً صلتها بالتنصت مطلع سبتمبر (أيلول) الحالي، وقالت إنها «تتابع من منطلق التزامها ومسؤولياتها القانونية، الحملات المضللة التي تستهدف إعاقة عملها في مختلف المجالات، ومنها ما جرى تناوله من معلومات غير دقيقة تستبطن الغمز»، في إشارة لاتهامها بقضية «التنصت».

لا قطيعة نهائية

وحتى مع البيان «الغامض» الذي أصدرته حكومة السوداني، والكلام لمصدر رفيع في ائتلاف «دولة القانون»، فإن «خيبة الأمل وفقدان الثقة بالحكومة ما زالا مسيطرَين على قادة في الإطار».

ويضيف المصدر: «أحد زعماء الإطار استغرب علناً من التنصت على قادة الإطار وترك قادة بقية الكتل والأحزاب السنية والكردية لشأنهم».

ومع ذلك، يقول المصدر إن «العلاقة بين قادة الأحزاب الشيعية تتسم بالوعورة وعدم الثقة منذ سنوات، فلا ود دائم، ولا قطيعة نهائية».

ويفهم من كلام المصدر إمكانية عودة علاقات «الإطار التنسيقي» إلى طبيعتها مع السوداني، ويلاحظ أن «الصدع وفقدان الثقة ربما لا يتعلقان بقضية التنصت وحسب، إنما يمتدان لقضايا أخرى تفجرت في المرحلة الأخيرة، من ضمنها تفاصيل متعلقة بسرقة القرن، وتسليح البيمشركة الكردية، والاتهامات التي وجهها رئيس هيئة النزاهة إلى القضاء».

ويضيف أن «قادة في الإطار يشعرون بقلق متزايد من طموحات السوداني المستقبلية، وخاصة المتعلقة بالانتخابات المقبلة، وهذا القلق يعبرون عنه بعتب وتشكيك بشأن مواقفه من قضايا متفجرة، ومنهم من يتهمه بشكل شخصي بالتورط في بعضها، وآخرون يتجاوزن ذلك في إطار تكتيك سياسي بهدف دفعه للتحالف معها في المرحلة المقبلة».

ويخلص المصدر إلى القول إن «قادة الإطار لا يريدون معاداة السوداني بشكل كامل، ولا يريدون إقصاءه، بل أن يبقى لاعباً بالمستوى الثاني إن أمكن ذلك».

صورة وزعها «الإطار التنسيقي» لأحد اجتماعاته في بغداد

«الإطار يد واحدة»

في المقابل، يقلل عضو في منظمة «بدر»، التي يقودها هادي العامري، من الحديث عن تصدع العلاقة بين الإطاريين والسوداني، ويقول إنهما اليوم بمثابة «يد واحدة»، رغم الجفوة التي حدثت مؤخراً.

ويعترف القيادي في «بدر» أبو ميثاق المساري، بأن «الإطار التنسيقي» «حجب» رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن اجتماعاته «مرة واحدة» على خلفية ما عُرف بشبكة التنصت، ما يؤكد أن حديث المراقبين عن تصدع العلاقة بين الطرفين ليس من دون أساس.

وقال المساري في تصريحات صحافية إن «حجب السوداني عن حضور اجتماع واحد للإطار كان رسالة كافية».

وأكد أن رئيس الوزراء «تدارك الموقف، والأمور عادت إلى مجاريها»، ولم تتطور لدرجة الحاجة إلى الاستعانة برئيس «فيلق القدس» إسماعيل قآاني، وفق ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام.

ويرى أن مفردة «تهدئة لا تتناسب مع الجو الحالي للإطار التنسيقي، وسقف الخلاف بينه وبين الحكومة وصل في أعلى مراحله إلى عقد جلسة واحدة دون السوداني».

ويعتقد المساري أن «الرسالة التي ذهبت بحجب السوداني عن الاجتماع كانت كافية، والرجل يلاحق الموضوع، والأمور عادت إلى مجاريها، واليوم الإطار والسوداني يد واحدة».

ويذهب إلى أن حل الإشكال بين الإطاريين والسوداني يتلخص في «اقتسام الغلة، فهناك 25 مقعداً هي رصيد للسلطة، وهناك 20 - 25 مقعداً أخرى تحققها الخدمات التي قدمها للبنى التحتية، والحل هو اقتسام هذا العدد داخل منظومة الإطار التنسيقي، وأعتقد أن مسألة ترشحه مع الإطار قد حُسمت».


مقالات ذات صلة

بغداد تعيد المئات من الجنود السوريين إلى بلادهم بالتنسيق مع دمشق

المشرق العربي صورة متداولة لحافلات سورية وصلت إلى الحدود العراقية لنقل الجنود

بغداد تعيد المئات من الجنود السوريين إلى بلادهم بالتنسيق مع دمشق

أعلنت السلطات العراقية، اليوم الخميس، أنها باشرت إعادة المئات من الجنود السوريين إلى بلادهم.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي اهتمام لافت باستقبال ولي العهد السعودي لرئيس الوزراء العراقي في الخيمة

بغداد تواصل مساعيها لتطويق تداعيات الأزمة السورية

يتحرك العراق داخلياً وخارجياً من أجل تطويق الأزمة السورية وتداعياتها.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي صورة أرشيفية تظهر قوات من الجيش السوري بمجمع عسكري جنوب غربي حلب في 5 سبتمبر 2016 (رويترز)

العراق يواصل إعادة الجنود السوريين الهاربين إلى بلادهم

واصل العراق، الخميس، إعادة الجنود السوريين الذين فروا إلى العراق بعد عملية الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل نحو أسبوعين.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي كتائب «حزب الله» العراقية هدَّدت مراراً بزيادة هجماتها على الأميركيين والإسرائيليين (إكس)

مستشار السوداني: إذا لم نبادر إلى حل الفصائل فسيحلها الآخرون بالقوة

أدلى أحد مستشاري رئيس الوزراء العراقي بتصريحات مثيرة حول ضرورة أن يبادر العراق إلى هيكلة الفصائل المسلحة وحلّها قبل أن تُحلّ بالقوة من قِبل آخرين.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي سوريون يحتفلون في مدينة أربيل شمال العراق بانهيار نظام الأسد بسوريا (أ.ف.ب)

تباين المواقف العراقية بعد أسبوعين من سقوط الأسد

على الرغم من الموقف الرسمي العراقي حيال الأزمة في سوريا والمتمثل بمواقف وإجراءات رئيس الحكومة محمد شياع السوداني.

حمزة مصطفى (بغداد)

بوتين: لم نُهزم في سوريا... وإسرائيل مستفيد رئيسي مما جرى

TT

بوتين: لم نُهزم في سوريا... وإسرائيل مستفيد رئيسي مما جرى

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته قاعدة حميميم في اللاذقية يوم 11 ديسمبر 2017 (سبوتنيك - أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته قاعدة حميميم في اللاذقية يوم 11 ديسمبر 2017 (سبوتنيك - أ.ب)

رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده «لم تهزم» في سوريا، وأنها «حققت الأهداف» التي دفعت للتدخل العسكري الروسي هناك في عام 2015.

وتحول المؤتمر الصحافي السنوي لبوتين، والذي أقيم، الخميس، إلى مناسبة لإعلان موقفه حيال التطورات العاصفة التي شهدتها سوريا، ومنها أن إسرائيل «المستفيد الرئيسي مما جرى في سوريا».

كما كشف بوتين عن تفاصيل مساعدة موسكو في إجلاء نحو 4 آلاف مقاتل إيراني عن الأراضي السورية، وندد بقوة بالتوغل الإسرائيلي الذي أعقب الإطاحة بالرئيس السوري السابق.

وتعمد الرئيس الروسي ترك الباب موارباً لتنشيط الحوار مع السلطات الجديدة في البلاد، التي وصفها بأنها «المجموعات المسلحة التي تسيطر على الحكم»، ورغم أنه أعطى إيحاءات برغبة بلاده في الحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا، لكنه ربط هذا الأمر بـ«الحوار وتوافق المصالح».

وبدا بوتين حذراً وهو يتحدث عن السلطة الجديدة، وتحدث عن حوار «مع الجماعات التي تسيطر على الوضع حالياً، أو التي سوف تسيطر لاحقاً».

«الأسد... وإجلاء الإيرانيين»

وتطرق بوتين لوجود الرئيس المخلوع بشار الأسد في بلاده عرضاً، خلال رده على سؤال صحافي عن مصير صحافي أميركي فُقد في سوريا. وقال بوتين: «لم ألتق الرئيس السوري السابق منذ وصوله إلى موسكو، بالتأكيد سأتحدث مع الأسد عن المواطن الأميركي أوستن تايس المفقود في سوريا منذ 12 عاماً (...) اختفى في غمار مواجهات مسلحة، حيث كانت الاشتباكات قوية».

أوستن تايس (صحافيون بلا حدود)

واستطرد بوتين متسائلاً: «هل يعلم الأسد نفسه بمصير هذا المواطن الأميركي؟ بالتأكيد سأطرح السؤال عنه لدى لقائي الأسد»، منوها بأنه ينبغي أيضاً توجيه السؤال عن الأميركي إلى الجماعات التي أمسكت بالسلطة في سوريا اليوم.

وكشف بوتين عن أن بلاده ساعدت في إجلاء آلاف المقاتلين الإيرانيين من سوريا. وقال: «الإيرانيون قد طلبوا منا في وقت سابق مساعدتهم في نقل قواتهم إلى أراضي سوريا، وقد طلبوا منا الآن سحبهم من هناك، لقد قمنا بالفعل بإجلاء 4000 مقاتل إيراني إلى طهران من قاعدة حميميم».

وأضاف أن «بعض الوحدات الموالية لإيران غادرت من دون قتال إلى لبنان، وبعضها إلى العراق».

«وضع صعب»

ووصف بوتين الوضع في سوريا بأنه «صعب»، معرباً عن أمله بحلول السلام هناك.

ورداً على سؤال آخر، قال بوتين إن «هناك في الغرب من يحاول أن يقدم ما حصل في سوريا على أنه هزيمة لروسيا، وهذا غير صحيح»، مؤكداً أن بلاده «حققت أهدافها بشكل كامل تقريباً بمحاربة الإرهاب في سوريا».

قوات روسية تستعد لإخلاء مواقعها في مدينة القامشلي شرق سوريا يوم الخميس (أ.ف.ب)

وزاد: «ما يحدث في سوريا لا يمثل هزيمة لروسيا. نحن قدمنا إلى سوريا منذ 10 سنوات لنمنع تحول سوريا إلى بؤرة للإرهاب كأفغانستان، وحققنا أهدافنا بشكل ما. الجماعات التي حاربت الجيش السوري تغيرت، وإذا كانت الدول الغربية تسعى اليوم إلى الحوار مع هذه الجماعات، فإن ذلك يعني أن هناك تغييرات طرأت على هذه الجماعات».

وأعرب بوتين عن أمل روسيا في «أن يعم السلام سوريا، وبناء علاقات مع جميع المجموعات التي تسيطر على السلطة هناك ودول المنطقة».

القواعد الروسية في سوريا

وتطرق بوتين إلى مصير القواعد العسكرية الروسية، وقال إن أطرافاً في المنطقة تؤكد ضرورة أن تحافظ روسيا على وجودها العسكري في سوريا، من دون أن يسمي تلك الأطراف.

وأضاف: «نحافظ على علاقات مع كل المجموعات التي تسيطر على الوضع هناك، ومع كل دول المنطقة، وغالبية الدول الإقليمية تؤكد لنا أنها مهتمة ببقاء قواعدنا العسكرية في سوريا».

عنصر سوري يحرس مدخل قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية الساحلية السورية (رويترز)

وتابع بوتين: «سنفكر في بقاء قواعدنا في سوريا، وسنقرر ما إذا كنا سنبني علاقات مع القوى السياسية التي تسيطر أو سوف تسيطر على الحكم في سوريا، هذا يتطلب البحث من الطرفين عن أرضية مشتركة»، مشدداً على أن بقاءها يعتمد على توافق المصالح مع السلطات السورية الجديدة.

ولفت إلى أن موسكو مستعدة لتنظيم إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر قاعدة «حميميم»، وقال: «اقترحنا على شركائنا بمن فيهم الموجودون على الأراضي السورية استخدام قاعدة حميميم لإيصال المساعدات الإنسانية الدولية إلى سوريا».

ولفت بوتين إلى أنه لا توجد قوات برية روسية في سوريا، وإنما فقط قاعدتان جوية وبحرية، مؤكداً أن روسيا اقترحت استخدام قاعدة حميميم وقاعدة طرطوس لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

إسرائيل... تركيا والأكراد

في السياق، ندد الرئيس الروسي بالتوغل الإسرائيلي في سوريا، وقال إن «المستفيد الرئيسي من التطورات في سوريا هو إسرائيل».

وأوضح أن إسرائيل تقدمت 25 كيلومتراً، ودخلت إلى التحصينات التي أقامها الاتحاد السوفياتي سابقاً في سوريا.

وأعرب عن أمل في أن تنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها، لكنه أضاف: «نرى أنها ترسل مزيداً من القوات، ولا يبدو أن لديها نية في الانسحاب، بل في توسيع توغلها، وضم بعض الأراضي إلى إسرائيل، وهذا يعقد الموقف أكثر».

قوات إسرائيلية تنشط في منطقة جبل الشيخ بسوريا في هذه الصورة المنشورة بتاريخ 9 ديسمبر 2024 (رويترز)

وأكد الرئيس الروسي أنه على تواصل دائم مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بخصوص الوضع حول سوريا والمنطقة عموماً.

وزاد: «نحن على تواصل دائم مع إردوغان، وناقشنا الوضع في الشرق الأوسط، وموقف الرئيس التركي وموقفنا معروف ولا يعتمد على تغير الظروف السياسية. (...) تركيا تقوم بكل ما في وسعها لضمان أمن حدودها الجنوبية وضمان عودة اللاجئين إلى سوريا، وربما إبعاد المجموعات الكردية عن الحدود. كل ذلك قد يكون ممكناً ويمكن تنفيذه»، مشدداً على الموقف الروسي الداعي إلى تطبيق ميثاق الأمم المتحدة فيما يخص تقرير المصير ووحدة الأراضي.

وتطرق إلى القضية الكردية، مشيراً إلى أن «بعض المسؤولين الأوروبيين وعدوا الأكراد سابقاً بإقامة دولة مستقلة، وتم خداعهم... هذه قضية معقدة للغاية، الأكراد مقاتلون مثابرون، ويجب حل القضية الكردية في إطار التغيرات الجديدة، ويجب أن تحل تركيا القضايا المتعلقة بأمنها، وكل تلك القضايا لا فرصة لمناقشتها في هذا الاجتماع، ولكن يجب احترام سيادة كل الدول وسلامة أراضيها، مع الأخذ في الاعتبار مواقف السلطة الحالية في سوريا».

كما تطرق إلى الملف الفلسطيني، مؤكداً أنه «لا يمكن حل القضية الفلسطينية سوى من خلال إزالة الأسباب الجذرية لها، بإقامة دولتين، تمت إقامة دولة إسرائيل، ولم تتم إقامة دولة فلسطين بعد».

وزاد: «ما يتعلق بالتصرفات الإسرائيلية في قطاع غزة، فقد قمنا بإدانة ذلك على جميع المستويات والمنصات، بما في ذلك في الأمم المتحدة».