أم من غزة تشتاق لبناتها الثلاث في مستشفى بالقدس والحرب تحول بينها وبينهن

يتواصل الأطباء وطاقم التمريض مع حنان عبر تطبيق «واتساب» إذا حالف العائلة الحظ بالاتصال بالإنترنت في غزة (رويترز)
يتواصل الأطباء وطاقم التمريض مع حنان عبر تطبيق «واتساب» إذا حالف العائلة الحظ بالاتصال بالإنترنت في غزة (رويترز)
TT

أم من غزة تشتاق لبناتها الثلاث في مستشفى بالقدس والحرب تحول بينها وبينهن

يتواصل الأطباء وطاقم التمريض مع حنان عبر تطبيق «واتساب» إذا حالف العائلة الحظ بالاتصال بالإنترنت في غزة (رويترز)
يتواصل الأطباء وطاقم التمريض مع حنان عبر تطبيق «واتساب» إذا حالف العائلة الحظ بالاتصال بالإنترنت في غزة (رويترز)

سافرت حنان البيوك في أغسطس (آب) 2023، من غزة إلى القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل لإجراء عملية ولادة عالية الخطورة، ووضعت بناتها التوائم الثلاث مبكراً، إلا أنهن في حالة جيدة رغم ما يعانينه من نقص الوزن. واضطرت حنان إلى ترك بناتها بعد وقت قصير من الولادة، ولا تعرف الآن متى ستتمكن من احتضانهن مرة أخرى.

ووفقاً لـ«رويترز»، أدت قيود الحركة التي تفرضها إسرائيل على حركة الفلسطينيين إلى اضطرار البيوك البالغة من العمر 26 عاماً، للعودة إلى قطاع غزة خوفاً من مخالفة القانون، في الوقت الذي كانت فيه بناتها بالرعاية المركزة.

وبحلول الوقت الذي أصبحن فيه مستعدات للعودة إلى المنزل، اندلعت الحرب وأصبحت والدتهن محاصرة، لتكون مكالمات الفيديو وسيلتها الوحيدة للبقاء على اتصال بهن.

في مستشفى المقاصد يكرر العاملون كلمة «ماما» لحث الفتيات على التركيز على صورة والدتهن المعروضة بالجوال (رويترز)

وتتلقى بناتها نجوى ونور ونجمة الرعاية في مستشفى المقاصد، حيث تنتشر الرسوم الملونة على الجدران والألعاب ومشايات الأطفال ليتحركن بها.

ووضع الفتيات الثلاث مختلف تماماً عن الظروف التي يعيشها الأطفال في قطاع غزة الذي تحاصره القوات الإسرائيلية وتقصفه منذ شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوماً على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في مارس (آذار)، إن أكثر من 13 ألف طفل قتلوا في الصراع بغزة، مضيفة أن كثيراً من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، ولا «يملكون حتى الطاقة للبكاء».

وقال الطبيب حاتم خماش، مدير الرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة في المستشفى، إن نمو التوائم الثلاثة يحدث بصورة طبيعية.

وأضاف: «الحمد لله كلهم طلعوا بتطور كويس، تطور عقلي كويس. طلعوا كلياتهم بالتنفس، تنفسهم كان كويس».

اضطرت حنان إلى ترك بناتها بعد وقت قصير من الولادة ولا تعرف متى ستتمكن من احتضانهن مرة أخرى (رويترز)

ويتواصل الأطباء وطاقم التمريض مع حنان عبر تطبيق «واتساب»، إذا حالف العائلة الحظ في الاتصال بالإنترنت في غزة. وتأثرت الاتصالات بشدة بسبب الحرب التي اندلعت عندما عبر مسلحو «حماس» من غزة إلى إسرائيل التي تقول إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 41206 فلسطينيين وإصابة 95337 آخرين، وتدمير أجزاء كبيرة من القطاع المكتظ بالسكان. ولم تُظهر مفاوضات وقف إطلاق النار بوساطة جهات دولية أي مؤشرات تذكر على تحقيق انفراجة.

وفي مستشفى المقاصد، يكرر العاملون كلمة «ماما، ماما»، لحث الفتيات على التركيز على صورة والدتهن الصغيرة المعروضة على الهاتف، وهن يمددن أيديهن للإمساك بالشاشة.


مقالات ذات صلة

واشنطن تضغط على إسرائيل و«حماس» لتنازلات قبل عرض مقترحها المحدّث

المشرق العربي جندي إسرائيلي يسير نحو مدخل نفق يؤدي إلى مصر في قطاع غزة بممر فيلادلفيا بجنوب غزة في 13 سبتمبر (الجيش الإسرائيلي - رويترز)

واشنطن تضغط على إسرائيل و«حماس» لتنازلات قبل عرض مقترحها المحدّث

تضغط أميركا على إسرائيل و«حماس» من أجل إنقاذ صفقة في قطاع غزة، وتبذل جهوداً مكثفة لإقناع الطرفين بتقديم التنازلات قبل طرح وثيقتها الخاصة المؤجلة والمحدثة.

كفاح زبون (رام الله)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو (الخارجية المصرية)

توافق مصري - روسي على ضرورة وقف فوري للنار في غزة

التقى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وتوافق البلدان على «ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من بلدة حولا حيث قتل عنصر في «حزب الله» وإصابة 4 أشخاص في قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

«حزب الله» يؤكد جهوزية «المقاومة» للمواجهة في حال توسّع الحرب

جدّد مسؤولو «حزب الله» التأكيد أن «المقاومة جاهزة للمواجهة في حال توسيع الحرب» مقابل التهديدات المستمرة التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لوحة إعلانية تحمل صورة زعيم «حماس» يحيى السنوار على مبنى في أحد شوارع طهران بإيران في 12 أغسطس 2024 (رويترز)

السنوار في رسالة للحوثي: أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة

كتب يحيى السنوار برسالة وجَّهها إلى جماعة الحوثي: «أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة»، في إشارة إلى الحرب ضد إسرائيل في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (أرشيفية - د.ب.أ)

وزير الدفاع الإسرائيلي: هناك ضرورة للعمل العسكري على الحدود الشمالية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الاثنين، إن السبيل الوحيد لإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم هو العمل العسكري.

«الشرق الأوسط» (القدس)

السنوار في رسالة للحوثي: أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة

لوحة إعلانية تحمل صورة زعيم «حماس» يحيى السنوار على مبنى في أحد شوارع طهران بإيران في 12 أغسطس 2024 (رويترز)
لوحة إعلانية تحمل صورة زعيم «حماس» يحيى السنوار على مبنى في أحد شوارع طهران بإيران في 12 أغسطس 2024 (رويترز)
TT

السنوار في رسالة للحوثي: أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة

لوحة إعلانية تحمل صورة زعيم «حماس» يحيى السنوار على مبنى في أحد شوارع طهران بإيران في 12 أغسطس 2024 (رويترز)
لوحة إعلانية تحمل صورة زعيم «حماس» يحيى السنوار على مبنى في أحد شوارع طهران بإيران في 12 أغسطس 2024 (رويترز)

ذكر إعلام تابع لجماعة الحوثي اليمنية، الاثنين، أن يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، هنأ الجماعة على هجومها بصاروخ على إسرائيل، الأحد، ووصفه بأنه وجَّه «رسالة للعدو»، وقال السنوار إن خطط إسرائيل لتحييد الحركة قد فشلت. وأضاف: «أطمئنكم بأن المقاومة بخير... (وقد) أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة».

كانت الجماعة التي تسيطر على شمال اليمن قد أطلقت صاروخاً وصل إلى وسط إسرائيل، وذلك في أول هجوم من نوعه مما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القول إن إسرائيل ستجعل الجماعة المتحالفة مع إيران تدفع ثمناً باهظاً، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وعبَّر السنوار في رسالته عن تهنئته لقائد الحوثيين على النجاح في الوصول إلى عمق «كيان العدو». وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في بيان، الأحد: «نُفذت العملية بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي نجح بعون الله في الوصول إلى هدفه، وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له، وقطع مسافة تقدر 2040 كيلومتراً في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة».

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الصاروخ أصيب بصاروخ اعتراضي ليتطاير في الهواء دون تدميره بالكامل.

وسقط الحطام في مناطق مفتوحة وبالقرب من محطة سكك حديدية. ولم تُسجل أي إصابات مباشرة جراء الهجوم، لكن تسعة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة بينما كانوا يسارعون للاحتماء.