مقتل مسؤول التجنيد والسلاح لـ«حزب الله» ومساعده في استهداف القنيطرة

سوريون يتفقدون الدمار بموقع الغارات الإسرائيلية التي شنتها ليلاً على مشارف مصياف في محافظة حماة وسط سوريا قبل أيام (أ.ف.ب)
سوريون يتفقدون الدمار بموقع الغارات الإسرائيلية التي شنتها ليلاً على مشارف مصياف في محافظة حماة وسط سوريا قبل أيام (أ.ف.ب)
TT

مقتل مسؤول التجنيد والسلاح لـ«حزب الله» ومساعده في استهداف القنيطرة

سوريون يتفقدون الدمار بموقع الغارات الإسرائيلية التي شنتها ليلاً على مشارف مصياف في محافظة حماة وسط سوريا قبل أيام (أ.ف.ب)
سوريون يتفقدون الدمار بموقع الغارات الإسرائيلية التي شنتها ليلاً على مشارف مصياف في محافظة حماة وسط سوريا قبل أيام (أ.ف.ب)

أفادت مصادر حقوقية بأن الاستهداف الإسرائيلي الجوي لسيارة من نوع «فولفو» عند المدخل الشرقي لبلدة خان أرنبة على طريق دمشق - القنيطرة، اليوم، أسفر عن مقتل قيادي ينحدر من قرية العشة بريف القنيطرة.

وقالت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القيادي يعمل مع «حزب الله» اللبناني ومسؤول عن عمليات تجنيد السوريين في المنطقة لصالح الحزب، وعن عمليات نقل السلاح، وأنه كان سابقاً يقطن في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، وعاد قبل فترة إلى القنيطرة، وهو في العقد السادس من عمره، كما قتل معه مساعده وهو من القرية نفسها.

الاستهداف أدى لتدمير السيارة بشكل كامل، وانطلقت إثر ذلك سيارات الإسعاف والإطفاء للمكان، وسط تشديد أمني وتطويق له.

من جهتها، أكّدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، مقتل مواطنين «جراء عدوان إسرائيلي عبر طائرة مسيّرة استهدفت سيارة مدنية بصاروخ عند المدخل الشرقي لبلدة خان أرنبة على طريق دمشق القنيطرة».

وأفاد مصدر أمني محلي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بـ«انتشال جثتين متفحمتين» من السيارة المستهدفة. ولم يصدر تعليق إسرائيلي على الحادثة. وجاءت الضربة، الخميس، بعد أيام على غارات نُسبت إلى إسرائيل وأودت بـ18 شخصاً في محافظة حماة (وسط)، وفق السلطات السورية.

وأفاد المرصد من جهته، بأن 27 شخصاً، بينهم 6 مدنيين، قتلوا في تلك الغارات التي استهدفت «مركز البحوث العلمية» ومواقع أخرى في منطقة مصياف، بريف حماة وسط سوريا.

وأشار إلى أنه يتم تطوير «صواريخ دقيقة ومسيّرات» في المركز، الذي يضمّ خبراء إيرانيين. ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافاً لحليفيه إيران و«حزب الله»، لكن نادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات. وتزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، في أعقاب شنّ الحركة الفلسطينية هجوماً غير مسبوق على جنوب الدولة العبرية.

وإن كان «حزب الله» قد أعلن فتح «جبهة إسناد» لغزة من جنوب لبنان ضد إسرائيل، فإن سوريا تحاول البقاء بمنأى عن التصعيد الإقليمي، لكن «حزب الله اللبناني» وفصائل أخرى موالية لإيران تنفّذ أحياناً هجمات ضد مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة انطلاقاً من سوريا.

وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان السورية منذ حرب يونيو (حزيران) 1967، وأعلنت ضمّ أجزاء واسعة منها مطلع ثمانينات القرن الماضي. ولم يعترف المجتمع الدولي بهذه الخطوة، باستثناء الولايات المتحدة عام 2019 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.


مقالات ذات صلة

ماذا كشف سقوط الأسد عن تجارة «الكبتاغون» في سوريا؟

المشرق العربي أقراص من «الكبتاغون» مبعثرة بعد العثور عليها قرب العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي (رويترز) play-circle 02:40

ماذا كشف سقوط الأسد عن تجارة «الكبتاغون» في سوريا؟

منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد تم الكشف عن منشآت تصنيع مخدر «الكبتاغون» على نطاق واسع في جميع أنحاء سوريا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم العربي فرق «الخوذ البيضاء» عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهولة الهوية بمخزن للأدوية في منطقة السيدة زينب بدمشق (أ.ف.ب)

العثور على جثث مجهولة الهوية في منطقة السيدة زينب بدمشق

أعلن عضو مجلس إدارة في الدفاع المدني السوري، عمار السلمو، اليوم الأربعاء، أن فرق «الخوذ البيضاء» عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهولة الهوية في دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي جلسة سابقة للبرلمان السويسري في العاصمة برن (أ.ف.ب)

البرلمان السويسري يحظر «حزب الله»

صوّت البرلمان السويسري، اليوم الثلاثاء، لصالح حظر «حزب الله» في خطوة يندر أن تقوم بها الدولة المحايدة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
تحليل إخباري رجل يحمل راية «حزب الله» على مبانٍ مدمرة في ضاحية بيروت الجنوبية (أ.ب)

تحليل إخباري الحرب الإسرائيلية وسقوط الأسد أفقدا «حزب الله» معادلة التحكّم بالاستحقاق

فرضت الحرب الإسرائيلية على لبنان وسقوط الأسد واقعهما على استحقاق انتخابات الرئاسة اللبنانية وأفقدا «حزب الله» وحلفاء النظام السوري قدرة التحكّم بانتخاب الرئيس.

يوسف دياب
المشرق العربي شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

الدمار والتعويضات يخلقان نقمة في بيئة «حزب الله»

خلقت أزمة الدمار الكبير في جنوب لبنان والالتباس حول تعويض المتضررين نقمة بدأت تخرج إلى العلن في بيئة «حزب الله». وظهرت ملامح تململ في رفض البعض العودة إلى الضاح

كارولين عاكوم (بيروت)

مقهى الروضة الدمشقي يتخلّص من القبضة الأمنية ويستعيد رواده

مقهى الروضة (الشرق الأوسط)
مقهى الروضة (الشرق الأوسط)
TT

مقهى الروضة الدمشقي يتخلّص من القبضة الأمنية ويستعيد رواده

مقهى الروضة (الشرق الأوسط)
مقهى الروضة (الشرق الأوسط)

انهمك أصحاب المحال التجارية في أسواق منطقة الصالحية بالوسط التجاري للعاصمة دمشق، في طلاء أبواب محالهم باللون الأبيض لطمس العلم السوري السابق الذي أُلزموا برسمه على أبواب محالهم تحت طائلة العقوبة. استغلّ أصحاب المحال عطلة يوم الجمعة للقيام بعمليات الطلاء، في وقت كان فيه مقهى الروضة التاريخي القريب من البرلمان يستعيد ذاكرته ويستأنف دوره بصفته مكاناً تجتمع فيه فعاليات المجتمع السياسي والثقافي والفني السوري، بوصفه محطة ضرورية للقاء اليومي أو للقاءات الأولى والتعارف، مع عودة السوريين من الخارج وتدفق الإعلاميين إلى العاصمة.

ويمتلك مقهى الروضة ذاكرة سياسية عبر شخصيات مؤثرة وبرلمانيين دأبوا على ارتياده، كما أنه شهد كثيراً من لقاءات رموز ما عُرف بـ«ربيع دمشق»، ولاحقاً لقاءات الثوار الذين شاركوا في الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد عام 2011، إلا أن القبضة الأمنية للنظام السابق حوّلت هذا المقهى إلى مصيدة للملاحقة والاعتقال.

طلاء محال الأسواق التجارية في منطقة الصالحية بدمشق (الشرق الأوسط)

يقول المشرف على مقهى الروضة، ماهر عمران، لـ«الشرق الأوسط»: «كان الأمن مقيماً بشكل دائم، وهناك من عمّال المقهى من كان مجنّداً في الأمن. كانوا يمارسون علينا ضغوطاً منهكة للحصول على معلومات عن مرتادي المقهى من شخصيات معارضة. الآن ارتحنا». وتابع: «أربعة من زبائن المقهى كانوا سجناء في صيدنايا وعادوا إليه (اليوم). كما عاد الكثير من المرتادين القدامى إليه، وهناك أيضاً الكثير من الوجوه الجديدة».

قال الفنان والمسرحي أحمد ملص، العائد من فرنسا، إن «أول مكان فكّرت بزيارته عند عودتي هو مقهى الروضة. في المنفى كنا نتابع أخباره وما ينتج من وثائقيات عنه، وعندما عدت حرصت على الوجود فيه لنقول: إننا نحن هنا في دمشق، وعاش الشعب». ولفت إلى أن «كثيراً من رفاقنا تمت ملاحقتهم في هذا المقهى، وعندما يفكّر أحدنا بالعودة إلى سوريا، فأول ما يفكر به اللقاء في الروضة».

طلاء أبواب المحال التجارية بالأبيض عوض العلم السوري السابق في دمشق (الشرق الأوسط)

كان أحمد مع شقيقه التوأم محمد في مقهى الروضة، صباح الجمعة، خلال إجراء لقاء صحافي مع «لوفيغارو» الفرنسية حول عملهما المسرحي الذي سيكون أول عمل سيُقدّم بعد سقوط النظام في دمشق. قال محمد: «اخترنا مقهى الروضة مكاناً للقائنا؛ لأن هذا المكان يمثّل لنا رمز دمشق. كنا في منفانا نبحث عن أماكن تشبهه للاجتماع فيه، والحمد لله عدنا إليه».

ولا تقتصر شهرة المقهى العريق على سكان دمشق، وإنما تمتد لتشمل مواطنين من بلدان مختلفة، لا سيما العراق ولبنان، وهو أمر ينطبق أيضاً على مقاهٍ عديدة ذات صيت، تاريخياً وسياسياً وثقافياً، في دمشق، مثل: «النوفرة» و«الكمال» و«الهافانا».

السيدة بيان من داريا قالت إن «موقع مقهى الروضة في قلب دمشق له خصوصية في منح الشعور بالألفة والانتماء والعودة إلى أيام العز في الشام قبل الحرب التي عشناها».

الصحافي العراقي غيث سليم الذي جلس وحيداً على إحدى الطاولات يدوّن ملاحظاته، قال إنه كان يواظب على زيارة دمشق قبل الحرب وكان يأتي إلى مقهى الروضة للقاء المثقفين السوريين والعراقيين، وكانت آخر زيارة له عام 2019، وهو الآن يعود إليه، واصفاً الأجواء عموماً بـ«المريحة».

طلاء المحال التجارية باللون الأبيض في سوق الطلياني بدمشق (الشرق الأوسط)

ومقهى الروضة الذي تأسّس عام 1937 في شارع العابد قريباً من البرلمان السوري، أقرب إلى بيت دمشقي بمساحة تقارب ثمانمائة متر، تتوسطها بركة صغيرة وشجرات تُضفي على المكان خصوصية تحتفظ بأسماء من مرّوا من كبار الكتاب والشعراء والفنانين السوريين والعرب. وعلى طاولات المقهى كانت تدور رحى المعارك الثقافية والسياسية قبل أن يداهمها الصمت القسري لتبقى لسنوات مكاناً للمتقاعدين والباحثين عن مكان شعبي لشرب القهوة والشاي وتدخين «الأرجيلة».