تصعيد متواصل في جنوب لبنان: عشرات الغارات خلال ساعات واستهداف للأحياء السكنية

بعد ليلة وصفت بـ«العنيفة»

الدخان يتصاعد من بلدة الخيام الحدودية نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من بلدة الخيام الحدودية نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

تصعيد متواصل في جنوب لبنان: عشرات الغارات خلال ساعات واستهداف للأحياء السكنية

الدخان يتصاعد من بلدة الخيام الحدودية نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد من بلدة الخيام الحدودية نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

تواصل التصعيد في جنوب لبنان لليوم الثاني على التوالي حيث يسجل ارتفاع في حدّة المواجهات والعمليات المتبادلة بين إسرائيل و«حزب الله» الذي نعى الأربعاء اثنين من مقاتليه، في وقت يتراجع فيه التفاؤل بإمكانية التوصل إلى حل في غزة وبالتالي في جنوب لبنان.

وعاشت بلدات الجنوب ليلة وصفت بالـ«عنيفة» حيث تجاوز عدد الغارات الـ25 خلال الساعات الأخيرة وسجّل قصف على أحياء سكنية بعدما كان قد أعلن الثلاثاء عن إصابة 24 شخصاً.

ولا يضع رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي هذه المواجهات الأخيرة في خانة التصعيد، إنما يعتبرها استمراراً للمعركة الدائرة التي ترتفع وتنخفض حدّتها وفقاً للمفاوضات السياسية. ويقول لـ«الشرق الأوسط» تراجعت المواجهات قليلاً بعد رد «حزب الله» على اغتيال القيادي فؤاد شكر بانتظار نتيجة المفاوضات، لكن هجمات إسرائيل لم تتوقف، واليوم عادت لتتصاعد مع فشل المفاوضات نتيجة تمسك كل طرف بموقفه، معتبرا أن هذا الوضع طبيعي في أي معركة حيث يتقدم دائماً الحل العسكري إذا فشل الحل السياسي.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الأربعاء بغارة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في بلدة ميس الجبل مما أدى إلى سقوط قتيل وجريح، ليعود بعدها «حزب الله» وينعى «المجاهد هاني حسين عز الدين من بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان» وعلي حسن عبد علي من بلدة عيتيت.

وفيما أفادت وسائل إعلام بإطلاق نحو 30 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى، أعلن «حزب الله» عن تنفيذه عدداً من العمليات، وقال في بيانات متفرقة إن مقاتليه استهدفوا حاجزاً عسكرياً في مستعمرة دان «رداً على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً على طريق النبطية – زبدين»، إضافة إلى عملية استهدفت «دشمة يتموضع فيها جنود العدو في موقع المطلة»، و«تجمع لجنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب»، كما أعلن في بيانات أخرى استهداف موقع رويسة القرن وثكنة زبدين في مزارع شبعا.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء أن سلاح الجو قصف نحو 30 هدفاً لـ«حزب الله»، في جنوب لبنان، مشيراً إلى استهداف منصات إطلاق صواريخ وبنى تحتية تابعة لـ«حزب الله»، في مناطق الجبين والناقورة ودير سريان وزبقين في

جنوب لبنان، مشيراً كذلك إلى أن مدفعيته أطلقت النار على منطقة الضهيرة.

وفي الجنوب، لم يهدأ القصف المتواصل طوال الساعات الأخيرة، وأعلنت وزارة الصحة أن القصف المدفعي الإسرائيلي بالقذائف الفوسفورية على بلدة الخيام أدى إلى إصابة مواطن بحالة اختناق استدعت إدخاله إلى المستشفى.

وتعرضت أطراف بلدتي الضهيرة وعلما الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي مما أدى إلى اشتعال النيران وتعرّضت الأحياء السكنيّة لبلدة كفرشوبا لقصف مدفعي، وقصفت دبابة ميركافا متمركزة في موقع السماقة في تلال كفرشوبا منزلاً في بلدة كفرشوبا، بحسب «الوطنية» التي أشارت أيضاً إلى استهداف حديقة بلدة مارون الراس بمحلقتين مفخختين، أحدث انفجارهما أضراراً في منشآت الحديقة.

وفيما عاشت بلدات الجنوب ليلة وصفت بالـ«عنيفة» استأنف الجيش الإسرائيلي قصفه باكراً، حيث استهدفت غارة جوية أطراف علما الشعب بعدد من الصواريخ نجم عنها حرائق كثيفة في الإحراج، كما شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 15 غارة جوية منذ الساعة الخامسة فجراً واستهدفت المنطقة الحرجية والبساتين المتصلة بين أطراف بلدات زبقين - الشعيتية - القليلة جنوب صور وشكلت حزاماً نارياً بين تلك القرى، وفق ما أفادت «الوطنية».

وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على البساتين والأودية المجاورة لبلدات القليلة وزبقين والحنية ومجدل زون وطيرحرفا حيث تواصلت الغارات لأكثر من عشر مرات ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات ومبانٍ داخل بساتين بلدة القليلة.

وحلق الطيران الاستطلاعي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً حتى مشارف مدينة صور وأطلق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق وفوق مجرى نهر الليطاني.


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يقول إنّه قصف «مركز قيادة» لحماس داخل مستشفى ناصر

شؤون إقليمية جانب من الدمار اللاحق بمدينة غزة (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي يقول إنّه قصف «مركز قيادة» لحماس داخل مستشفى ناصر

وقال الجيش في منشور عبر تطبيق تلغرام إنّه «قصف بدقّة مركز قيادة وسيطرة يقع داخل مستشفى ناصر في خان يونس» جنوبي القطاع الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي 
سيارتان لـ«الصليب الأحمر» تحمل إحداهما عيدان ألكسندر في غزة أمس... وفي الإطار حشود تتابع في تل أبيب عملية التسليم (أ.ب)

«حماس» تطلق الأسير الأميركي... وتنتظر المقابل

نفذت حركة «حماس»، أمس، تعهدها بتقديم «بادرة حسن نية» تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وباتت تتطلع لخطوة أميركية في المقابل.

«الشرق الأوسط» ( عواصم)
شؤون إقليمية الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر في صورة على الحساب الرسمي للبيت الأبيض على منصة  «إكس»

ألكسندر عيدان يشكر ترمب بعد إطلاق سراحه

نشر الحساب الرسمي للبيت الأبيض، اليوم (الاثنين)، على منصة «إكس»، صورةً للجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر وهو يحمل لوحة يشكر فيها ترمب.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دخان فوق الخيام في وقت سابق إثر غارة إسرائيلية بمخيم للنازحين الفلسطينيين بخان يونس (أ.ف.ب)

سلاح الجو الإسرائيلي يستأنف غاراته على غزة بعد توقف قصير لإطلاق الرهينة

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن سلاح الجو الإسرائيلي استأنف غاراته الجوية على قطاع غزة بعد توقف لساعات خلال إطلاق حركة «حماس» الجندي الأسير عيدان ألكسندر.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي يزور الحائط الغربي في البلدة القديمة بالقدس في 18 أبريل 2025 (رويترز)

السفير الأميركي لدى إسرائيل: نأمل أن يكون إطلاق عيدان ألكسندر بداية نهاية حرب غزة

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي أعرب عن أمله في أن يكون إطلاق «حماس» سراح ألكسندر «بداية النهاية لهذه الحرب».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«حماس» تطلق الأسير الأميركي... وتنتظر المقابل


سيارتان لـ«الصليب الأحمر» تحمل إحداهما عيدان ألكسندر في غزة أمس... وفي الإطار حشود تتابع في تل أبيب عملية التسليم (أ.ب)
سيارتان لـ«الصليب الأحمر» تحمل إحداهما عيدان ألكسندر في غزة أمس... وفي الإطار حشود تتابع في تل أبيب عملية التسليم (أ.ب)
TT

«حماس» تطلق الأسير الأميركي... وتنتظر المقابل


سيارتان لـ«الصليب الأحمر» تحمل إحداهما عيدان ألكسندر في غزة أمس... وفي الإطار حشود تتابع في تل أبيب عملية التسليم (أ.ب)
سيارتان لـ«الصليب الأحمر» تحمل إحداهما عيدان ألكسندر في غزة أمس... وفي الإطار حشود تتابع في تل أبيب عملية التسليم (أ.ب)

نفذت حركة «حماس»، أمس، تعهدها بتقديم «بادرة حسن نية» تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وباتت تتطلع لخطوة أميركية في المقابل.

وأطلقت الحركة سراح الأسير الأميركي - الإسرائيلي عيدان ألكسندر، أمس، وسلمته لـ«الصليب الأحمر» في خان يونس، جنوب غزة. واحتفى ترمب، وقال إنه «آخر محتجز أميركي على قيد الحياة في غزة»، مهنئاً والديه وعائلته.

وقالت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، إن المحادثات في الأيام الماضية بالدوحة «كانت جيدة للغاية، وكان هناك موقف أميركي أكثر تفهماً للحاجة الملحة إلى وقف الحرب وإنهاء معاناة الأسرى، وهذا زاد التفاؤل بنجاحها».

وذكرت «حماس»، في بيان تعليقاً على تسليم ألكسندر، أن «هذه الخطوة تأتي بعد اتصالات مهمة أبدت فيها (حماس) إيجابية ومرونة عالية».

من جهته، أثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، على «مساعدة» ترمب، في تأمين الإفراج عن عيدان ألكسندر. وتحدث نتنياهو، مع ترمب، وشكره على مساعدته في الإفراج عن الجندي ألكسندر.

كما أعلن مكتب نتنياهو أن إسرائيل سترسل، اليوم (الثلاثاء)، فريقاً إلى العاصمة القطرية الدوحة للتفاوض حول الإفراج عن الرهائن في قطاع غزة.