مساعدات غزة تجدد خلافات حكومة نتنياهو والجيش

سموتريتش هاجم المؤسسة العسكرية لرفضها تولي الملف

فلسطينيون نازحون داخل قطاع غزة يتلقون تبرعات غذائية (إ.ب.أ)
فلسطينيون نازحون داخل قطاع غزة يتلقون تبرعات غذائية (إ.ب.أ)
TT

مساعدات غزة تجدد خلافات حكومة نتنياهو والجيش

فلسطينيون نازحون داخل قطاع غزة يتلقون تبرعات غذائية (إ.ب.أ)
فلسطينيون نازحون داخل قطاع غزة يتلقون تبرعات غذائية (إ.ب.أ)

هاجم وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الجيش الإسرائيلي بسبب رفضه تسلم مسؤولية توزيع المساعدات في قطاع غزة، متهماً الجيش بمعارضة موقف المستوى السياسي في هذه القضية.

وعدّ سموتريتش، في تصريحات نشرتها إذاعة «كان» الإسرائيلية، الاثنين، أن موقف الجيش هذا يؤخر القضاء على حكم «حماس» في قطاع غزة. وقال: «عملية القضاء على حُكم (حماس) من الناحية المدنية لا تتقدم بما فيه الكفاية؛ لأن جيش الدفاع يتمسك منذ شهور بموقفه الرافض لتحمل المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة».

وتحدث سموتريتش عن إعادة المخطوفين، وقال إن الحكومة تسعى إلى إعادتهم أحياء، لكنه «غير مستعد للانتحار الجماعي لأجل ذلك». وأكد أن الحرب ستنتهي فقط بـ«سحق (حماس) في غزة، و(حزب الله) في لبنان».

وسلط حديث سموتريتش الضوء على الخلاف الكبير بين المستوى السياسي وقيادة الجيش حول التعامل مع مستقبل غزة.

ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء في حكومته، من الجيش تولي توزيع المساعدات من أجل تحييد «حماس» في غزة، والمس بقدراتها في الحكم ومنع وصول المساعدات إليها، لكن ذلك يعني أيضاً سيطرة عسكرية طويلة على القطاع.

ويرفض نتنياهو حتى الآن وضع خطة لـ«اليوم التالي» في القطاع، ويصر على تحقيق ما يصفه بـ«نصر كامل» على «حماس»، ويقول إنه يريد خلق «ثقافة جديدة» مختلفة كلياً في القطاع، ما يثير شكوكاً حول نيته بمغادرة غزة وسعيه للبقاء هناك على الأقل حتى يقرر ماذا سيفعل، وهو ما يعني «حكماً عسكرياً» واحتلالاً طويلاً ترى قيادة الجيش، وفي مقدمتها وزير الدفاع يوآف غالانت، أنه «سيكلف إسرائيل ثمناً باهظاً من الوقت والمال والدم».

نازحون في خان يونس يتزاحمون للحصول على مساعدات غذائية (إ.ب.أ)

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد أصدر نتنياهو، قبل أسابيع، أوامر للجيش لاحتمالية تولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بدلاً من المنظمات الإنسانية، وطلب منهم القيام بما يلزم بشأن اللوجستيات وآليات العمل والقوى العاملة المطلوبة للمهمة، لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، عارض ذلك، عادّاً أن «المهمة لا تناسب الجيش، وأنها ستعرض الجنود لخطر غير ضروري، إضافة إلى وجود منظمات دولية تُعنى بهذا الشأن».

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» كشفت في وقت سابق عن أن الجيش استحدث منصباً جديداً تحت اسم «رئيس الجهود الإنسانية - المدنية في قطاع غزة» ليتولى إدارة الجوانب الإنسانية وتنسيق القضايا المدنية في القطاع، في خطوة تهدف لتثبيت احتلال القطاع لفترة طويلة.

وقالت الصحيفة إن العميد إلعاد غورين هو من سيتولى هذا المنصب الجديد، وهو منصب يوازي منصب رئيس الإدارة المدنية التابعة للسلطة الإسرائيلية في الضفة الغربية.

ويفترض أن يتولى غورين مهمة توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإصلاح البنية التحتية المحلية التي دُمرت في الحرب، والحفاظ على الاتصال بمنظمات الإغاثة الأجنبية، ومبادرات استراتيجية مدنية طويلة الأجل تسمح لإسرائيل بالبقاء في غزة، وعودة المدنيين إلى شمال قطاع غزة، والتعامل مع فصل الشتاء القادم.

وتمثل قضية توزيع المساعدات في غزة، أزمة لنتنياهو الذي حاول تسليم المهمة لعشائر وعائلات من قطاع غزة وفشل، ثم حاول تحييد «الأونروا» ولم يتمكن، وراهناً يقول إن «حماس» ما زالت تسيطر على آلية التوزيع من خلال المنظمات الدولية.

ويروج نتنياهو أن حرمان «حماس» من قدرتها على الحكم، يعني إيجاد بديل لكل أو جزء كبير من عملية توزيع المساعدات الإنسانية.


مقالات ذات صلة

«أنا الشرطة والجيش»... مستوطنون إسرائيليون يعيثون «دماراً» بالضفة الغربية

المشرق العربي جنود إسرائيليون يكبحون جماح مستوطنين يهود بعد اقتحامهم قرية دير شرف الفلسطينية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

«أنا الشرطة والجيش»... مستوطنون إسرائيليون يعيثون «دماراً» بالضفة الغربية

سلطت صحيفة «الغارديان» البريطانية الضوء على معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية من المستوطنين الإسرائيليين الذين يعدّون أنفسهم مثل الشرطة والجيش.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي أطفال يتلقون الدروس في مخيم للنازحين بخان يونس (الشرق الأوسط)

غزة... اغتيال التعليم يدخل عامه الثاني

للعام الثاني يواجه الطلبة في غزة مستقبلاً مجهولاً بعدما اغتالت الحرب الإسرائيلية عناصر المنظومة التعليمية بالقطاع فحصدت أرواح تلاميذ ومعلمين بالآلاف.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مشيعون يحملون جثمان آيسينور جثمان عائشة نور إزغي إيغي (26 عاماً) التي قُتلت برصاص جنود إسرائيليين أثناء مشاركتها في احتجاج مناهض للاستيطان في الضفة الغربية (أ.ب)

تأبين ناشطة أميركية - تركية قُتلت أثناء مظاهرة ضد الاستيطان (صور)

شارك مئات من الفلسطينيين في مدينة نابلس في تأبين ناشطة تركية - أميركية قُتلت بالرصاص خلال مظاهرة احتجاج على الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

«الشرق الأوسط» (نابلس )
العالم العربي كان من المفترض أن يلتحق 58 ألف طفل في السادسة من العمر بالصف الأول ليبدأوا مشوارهم الدراسي (رويترز)

جميع المدارس مغلقة... مخاوف من «ضياع جيل» مع بدء العام الدراسي في غزة

بدأ العام الدراسي الجديد بالأراضي الفلسطينية رسمياً، لكن جميع المدارس مغلقة في قطاع غزة، وسط حرب مستمرة منذ 11 شهراً مع غياب أي مؤشر على اتفاق لوقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص بائع خضار ينسق علب البندورة في سوق خضار في تل أبيب (غيتي)

خاص «دبلوماسية البندورة» تخرق المقاطعة بين أنقرة وتل أبيب... بوساطة فلسطينية

فبعد مداولات طويلة في الدوائر الحكومية المتخصصة، تبخرت الاتهامات الموجَّهة إلى إردوغان. وقررت الحكومة الإسرائيلية الامتناع عن أي إجراء مقاطعة لتركيا.

نظير مجلي (تل أبيب)

«أنا الشرطة والجيش»... مستوطنون إسرائيليون يعيثون «دماراً» بالضفة الغربية

جنود إسرائيليون يكبحون جماح مستوطنين يهود بعد اقتحامهم قرية دير شرف الفلسطينية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يكبحون جماح مستوطنين يهود بعد اقتحامهم قرية دير شرف الفلسطينية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

«أنا الشرطة والجيش»... مستوطنون إسرائيليون يعيثون «دماراً» بالضفة الغربية

جنود إسرائيليون يكبحون جماح مستوطنين يهود بعد اقتحامهم قرية دير شرف الفلسطينية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يكبحون جماح مستوطنين يهود بعد اقتحامهم قرية دير شرف الفلسطينية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

سلطت صحيفة «الغارديان» البريطانية الضوء على معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية من المستوطنين الإسرائيليين الذين يعدّون أنفسهم الشرطة والجيش.

وقالت الصحيفة إنه في وقت حصاد الزيتون، يمنع المستوطنون بشكل روتيني المزارعين من الوصول إلى أشجار الزيتون الخاصة بهم، وفي بعض الأحيان، يشعلون النار في الأشجار.

ولفتت إلى مستوطن كان يطلق على نفسه «يعقوب»، كان يقول للفلسطينيين الذين لم يعرفوا اسمه الحقيقي إلا بعد أن فرضت عليه الحكومة الأميركية عقوبات الأسبوع الماضي: «أنا الشرطة والجيش».

وذكرت أن هذا المستوطن الذي وصفته بـ«أمير الحرب» اسمه يتسحاق ليفي فيلانت، كان من بين زعماء المستوطنين الذين خضعوا لعقوبات من وزارتي الخزانة والخارجية الأميركيتين، بسبب «الأنشطة الخبيثة خارج نطاق سلطته»، وتم إدراجهم في القائمة السوداء والمحظورة من تلقي الأموال من الأميركيين.

فلسطيني يعاين سيارة أحرقها المستوطنون في بلدة جيت بالضفة الجمعة (أ.ب)

وذكر البيان بشأن العقوبات الأميركية حادثة وقعت في فبراير (شباط)، عندما «قاد هذا المستوطن مجموعة من المستوطنين المسلحين لإقامة حواجز على الطرق وإجراء دوريات لملاحقة ومهاجمة الفلسطينيين في أراضيهم وطردهم بالقوة من أراضيهم»، وكانت هذه مجرد عينة واحدة من الترهيب الذي استمر حتى فرض العقوبات في 28 أغسطس (آب).

وقالت منظمة «يش دين»، وهي منظمة حقوق إنسان إسرائيلية، إنها «وثقت حوادث عنف ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين الإسرائيليين وقوات الأمن على مر السنين، بما في ذلك عشرات الحوادث التي تورط فيها فيلانت».

وقالت زيف شتال، رئيسة المنظمة، إنها تعتقد أن العقوبات الأميركية على فيلانت، إلى جانب التدقيق من قبل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية منذ بدء حرب غزة، بدأت أخيراً تهدد إفلات المستوطنين مثل فيلانت من العقاب، وأضافت: «أعتقد أن هناك تغييراً أيضاً بين الشعب الإسرائيلي، لأن هناك كثيراً من الحديث عن عنف المستوطنين. القضية أصبحت أكثر على أجندة وسائل الإعلام».

فلسطيني يعاين الدمار الذي خلَّفه المستوطنون في منزله وسيارته بقرية المغير قرب رام الله بالضفة الغربية أبريل الماضي (أ.ف.ب)

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه ينظر «بشدة شديدة» إلى العقوبات الأميركية على فيلانت ومجموعة تسمى «هاشومير يوش»، التي توفر حراساً للبؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، كما انتقد الجمهوريون الأميركيون مثل السيناتور ماركو روبيو، العقوبات، الذي قال: «لدى إسرائيل نظام قضائي فعال قادر تماماً على مقاضاة الجرائم المرتكبة داخل حدودها».