تشديد أمني في الرقة بعد فرار «دواعش» أجانب من سجونها

«قسد» شنت 16 عملية أمنية أسفرت عن احتجاز 34 مطلوباً ومقتل 5 قياديين من «داعش»

سجناء من «داعش» داخل أحد سجون الرقة في شمال سوريا (الشرق الأوسط)
سجناء من «داعش» داخل أحد سجون الرقة في شمال سوريا (الشرق الأوسط)
TT

تشديد أمني في الرقة بعد فرار «دواعش» أجانب من سجونها

سجناء من «داعش» داخل أحد سجون الرقة في شمال سوريا (الشرق الأوسط)
سجناء من «داعش» داخل أحد سجون الرقة في شمال سوريا (الشرق الأوسط)

فرضت قوى الأمن الداخلي في «قوات سوريا الديمقراطية» مدينة الرقة، شمال سوريا، إجراءات أمنية مشددة عقب كتابة شعارات موالية لتنظيم «داعش» الإرهابي على جدران إحدى حدائقها، بعد فرار عناصر أجانب بارزين من سجونها نهاية أغسطس (آب) الماضي، في وقت كشف فيه مسؤول عسكري بارز من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) عن القبض على 34 عنصراً يشتبه بنشاطهم في خلايا التنظيم النائمة، ومقتل ما لا يقل عن 5 آخرين في أثناء تنفيذ عمليات أمنية، كحصيلة أولية لشهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين، في مناطق متفرقة من شمال شرقي سوريا.

ونقل مصدر أمني رفيع وشهود عيان وسكان محليون من الرقة، أن الأهالي وجدوا صبيحة، السبت، شعارات مرتبطة بالتنظيم مكتوبة على جدران إحدى الحدائق الرئيسية في المدينة، من بينها «لن ننسى أسرانا»، و«تحسسوا رقابكم»، و«الدولة الإسلامية باقية»، مذكرةً الأهالي وسكان المنطقة بحقبة «داعش»، ونجاح عملية فرار «الدواعش» الأجانب.

وقال المصدر في اتصال هاتفي لـ«الشرق الوسط»، إن «قسد» نقلت عشرات السجناء الأجانب من سجن المطاحن الذي يقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة الرقة إلى سجون أخرى أكثر صرامة ومحصنة، خشية وجود ثغرات أمنية في منشأة المطاحن، بعد هروب 5 محتجزين من مقاتلي «داعش» الأجانب، بينهم محتجزان روسيان واثنان أفغانيان وخامس من الجنسية الليبية.

وتمكنت القوات الأميركية وقوات «قسد» من القبض على اثنين من الفارين بعد يوم من عملية الفرار، وهما: إمام عبد الواحد إخوان من الجنسية الروسية، ومحمد نوح محمد وهو ليبي، فيما يستمر البحث عن الثلاثة الآخرين الذين ما زالوا طلقاء، وأسماؤهم بحسب المصدر نفسه: تيمور تالبركين عبداش وهو روسي، وشعيب محمد العبدلي وأتال خالد زار وكلاهما أفغاني.

وأشار المصدر الأمني إلى وجود معتقلين مسجونين بتهمة القتال في صفوف «داعش»، محتجزين في 20 مركزاً ومنشأة تديرها قوات «قسد» بإشراف قوات التحالف الدولي، وقال: «هذا العدد يمثل جيشاً كاملاً حتى ولو إنه محتجز، فإذا تكررت محاولات الفرار من هذه المحتجزات ومن المخيمات، فإن ذلك سيشكل خطراً شديداً على المنطقة برمتها».

وتزامنت محاولة فرار العناصر الأجانب من سجون الرقة، نهاية الشهر الفائت، مع محاولة مماثلة شهدها مخيم الهول شرق سوريا، حيث تمكنت قوات «قسد» من إحباط محاولة هروب مجموعة من النساء الأجنبيات من جنسيات روسية وتونسية، وألقت «قسد» القبض عليهنّ مع المهرب المسؤول بعد مداهمة أحد منازل بلدة الهول التابعة لمحافظة الحسكة.

ولفت المصدر الأمني الرفيع إلى أن فرار «الدواعش» الأجانب من السجون والمخيمات ذكّر العالم وحكومات دول التحالف الدولي المناهضة للتنظيم بأن خلاياه قادرة على تكرار المحاولات وشن هجمات دموية وإلحاق خسائر بشرية لنشر الخوف والرعب. وتابع قائلاً إن هذا يحدث «على الرغم من تحذيرات قواتنا (قسد) المتتالية والمعلومات الاستخباراتية من غرفة عمليات التحالف، والتي تفيد بإمكانية شن محاولات مماثلة وهجمات على السجون والمخيمات».

في سياق متصل، نشر المركز الإعلامي لـقوات «قسد» بياناً على موقعه الرسمي، السبت، كشف حصيلة عمليات «قسد» الأمنية في مناطق شمال شرقي سوريا ضد خلايا «داعش» النائمة. وأكد مدير المركز فرهاد شامي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن القوات تمكنت من إلقاء القبض على 34 شخصاً يشتبه بتورطهم وتجنيدهم في خلايا التنظيم، وقتلت «ما لا يقل عن خمسة آخرين في أثناء تنفيذ 16 عملية أمنية خاصة خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين».

وكشف شامي عن وجود متزعمين خطيرين من بين المعتقلين الذين خططوا ونفذوا العديد من العمليات الإرهابية في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية وقواتها العسكرية، وأنه جرى القبض على القيادي الأول المسؤول عن عمليات التفخيخ وإعداد السيارات المفخخة في خلايا التنظيم النائمة، إلى جانب اعتقال المسؤول عن الاقتصاد والتَّمويل لدى «داعش» في الرقة.

وأضاف شامي أن العمليات أسفرت عن القبض على عناصر خلايا شاركت في العمليات الإرهابية ضد «قسد» وأهالي المنطقة، «كما قُتل 5 آخرون خلال العمليات، من بينهم ثلاثة متزعمين خطرين في صفوف (داعش) ومتزعم رابع كان قد خَطَّط وشارك في الهجوم الدموي على سجن الصّناعة بحي غويران في الحسكة بداية عام 2022».


مقالات ذات صلة

مقتل شرطي وإصابة آخر جراء قصف إسرائيلي على جنوب سوريا

المشرق العربي أشخاص يتفقدون مبنى متضرراً جراء ضربة إسرائيلية في ضاحية المزة غرب العاصمة السورية (رويترز)

مقتل شرطي وإصابة آخر جراء قصف إسرائيلي على جنوب سوريا

قتل شرطي وأصيب آخر بجروح، جراء قصف إسرائيلي على جنوب سوريا، الأربعاء، غداة غارة على دمشق أودت بحياة 7 أشخاص على الأقل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية عنصران من هيئة تحرير الشام في أثناء عملية في أحد محاور إدلب (إكس)

تركيا تضغط على «تحرير الشام» لمنع مواجهة واسعة مع الجيش السوري

تصاعدت حدة التوتر في إدلب وسط التصعيد بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام، واحتمالات حدوث مواجهة واسعة بين الجانبين تشمل منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
المشرق العربي أرشيفية لقصف إسرائيلي على سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

غارات إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية وسط سوريا

ذكرت وسائل إعلام سورية أن إسرائيل نفذت في وقت متأخر من يوم أمس (الأحد)، هجمات على عدة مواقع في المنطقة الوسطى السورية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي قوات أميركية على الحدود السورية الأردنية (أرشيفية - سينت كوم)

روسيا تعلن قصف موقعين لمسلحين قرب التنف في سوريا

ذكرت وكالة الإعلام الروسية، اليوم، أن القوات الجوية الروسية نفذت ضربات على موقعين لمسلحين في سوريا على أطراف منطقة التنف التي تضم قاعدة عسكرية أميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
المشرق العربي نازحون سوريون من لبنان يفترشون حديقة في المرجة وسط دمشق (الشرق الأوسط)

«الشرق الأوسط» ترصد عودة السوريين من «جحيم الحرب»

حياة مأساوية مريرة تعيشها عائلات سورية في دمشق، بعد أن اضطرت للهرب من جحيم الحرب في لبنان.


العراق: لا توطين للاجئين لبنانيين

صورة نشرتها وزارة الهجرة لاستقبال 452 لبنانياً في منفذ القائم الحدودي مع سوريا
صورة نشرتها وزارة الهجرة لاستقبال 452 لبنانياً في منفذ القائم الحدودي مع سوريا
TT

العراق: لا توطين للاجئين لبنانيين

صورة نشرتها وزارة الهجرة لاستقبال 452 لبنانياً في منفذ القائم الحدودي مع سوريا
صورة نشرتها وزارة الهجرة لاستقبال 452 لبنانياً في منفذ القائم الحدودي مع سوريا

قدّرت وزارة الهجرة العراقية وصول نحو 7 آلاف لاجئ لبناني إلى الأراضي العراقية، هرباً من الحرب الدائرة هناك، ونفت نية العراق «توطينهم» في البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الهجرة، علي عباس جهانكير، لـ«الشرق الأوسط»، إن «إجمالي عدد اللبنانيين الواصلين إلى العراق ما زال غير دقيق؛ لكون المنافذ البرية والجوية، مثل منطقة القائم ومطارَي النجف وبغداد، لم ترسِل إحصاءات كاملة».

ويضيف جهانكير: «الإحصاءات المتوفرة لدينا تشير إلى وجود 4600 نازح، ونتوقع وجود 7 آلاف نازح، استناداً إلى الأرقام الأولية التي وصلتنا من العتبات الدينية والمنافذ الحدودية».

ونفى جهانكير مزاعم الرغبة في توطين النازحين اللبنانيين في العراق، وذكر أن «القصة لا تتعلق بالتوطين، إنما هناك مدن للزائرين وفنادق استوعبتهم في كربلاء والنجف، لكن بعض العائلات فضّلت الذهاب إلى أقارب وأصدقاء في بعض المحافظات العراقية».

وكان ناشطون عراقيون تحدّثوا عن محاولات سياسية لتوطين اللبنانيين في مدن عراقية، وسرّب بعضهم تسجيلات لم يتسنّ التأكد من صحتها بأن محافظة ديالى واحدة من المواقع المرشّحة لاستقرارهم.