فرنسا: العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية «تفاقم» الوضع

آلية إسرائيلية تقف مقابل سيارة إسعاف فلسطينية خلال العمليات العسكرية في جنين (رويترز)
آلية إسرائيلية تقف مقابل سيارة إسعاف فلسطينية خلال العمليات العسكرية في جنين (رويترز)
TT

فرنسا: العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية «تفاقم» الوضع

آلية إسرائيلية تقف مقابل سيارة إسعاف فلسطينية خلال العمليات العسكرية في جنين (رويترز)
آلية إسرائيلية تقف مقابل سيارة إسعاف فلسطينية خلال العمليات العسكرية في جنين (رويترز)

عدت فرنسا، الجمعة، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة «تفاقم جو عدم استقرار وعنف غير مسبوق» معربة عن «قلقها البالغ» إزاء تدهور الوضع العام في الأراضي الفلسطينية.

وتنفذ إسرائيل منذ ثلاثة أيام عملية عسكرية واسعة النطاق «لإحباط الإرهاب» في شمال الضفة الغربية، خصوصاً في جنين وطولكرم كما أعلنت، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 19 فلسطينياً، على هامش الحرب في غزة.

وفي بيان لوزارة الخارجية، أكدت باريس معارضتها للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة «الذي يجب أن يتوقف فوراً». وعن غزة، ذكر البيان، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «كثافة الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف مدارس أو ملاجئ للنازحين تؤدي إلى سقوط عدد غير مقبول من الضحايا المدنيين».

وأضاف أن «ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي ملزمة للجميع بما في ذلك إسرائيل»، وعدت الخارجية الفرنسية أن الهجمات التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني «غير مقبولة».

وحذرت باريس من أن «التشكيك المنهجي الآن في الوضع الراهن في المسجد الأقصى يخلق خطر اندلاع نزاع أوسع».

وأشار البيان إلى أن «فرنسا تدين أيضاً التصريحات غير المسؤولة لإيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي الإسرائيلي) الذي يدعو علناً وباستمرار إلى القيام بأعمال تتعارض مع الوضع القائم».


مقالات ذات صلة

أسلحة الفلسطينيين في الضفة من إيران وإسرائيل

المشرق العربي سيارة محترقة عقب غارة إسرائيلية استهدفتها في قرية بجوار جنين في الضفة الغربية الجمعة (أ.ف.ب)

أسلحة الفلسطينيين في الضفة من إيران وإسرائيل

تقول إسرائيل إنها تسعى إلى تفكيك «40 كتيبة» لجماعات فلسطينية ناشطة في الضفة الغربية، مشيرة إلى امتلاكها عبوات ناسفة جُهزّت في إيران.

نظير مجلي (تل أبيب) «الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي رجل فلسطيني يتفقد المنازل المتضررة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس (أ.ب)

سكان الضفة الغربية بعد العمليات الإسرائيلية: نحن غزة ثانية

في اليوم الثالث من العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، استيقظ السكان على مشهد الشوارع المدمّرة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دمار ألحقته القوات الإسرائيلية بالمساكن في خان يونس بجنوب قطاع غزة الجمعة (د.ب.أ)

فرنسا وبريطانيا قلقتان من العمليات الإسرائيلية في الضفة

عبّرت باريس ولندن، الجمعة، عن قلق عميق إزاء تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.

ميشال أبونجم (باريس) «الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا فلسطينيون يتفقدون سيارة دمّرتها غارة جوية في قرية الزبابدة قرب مدينة جنين بالضفة الغربية... 30 أغسطس 2024 خلال اليوم الثالث من العملية العسكرية الإسرائيلية في المنطقة (إ.ب.أ)

بريطانيا تعبّر عن «قلق بالغ» إزاء العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية

قالت الحكومة البريطانية، اليوم (الجمعة)، إنها تشعر «بقلق بالغ» إزاء العملية الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي مركبة مدرعة إسرائيلية خلال عملية عسكرية في مخيم نور شمس للاجئين بطولكرم الخميس 29 أغسطس 2024 (أ.ب)

واشنطن تريد معرفة «الأهداف» الإسرائيلية من اقتحامات الضفة الغربية

أكد مسؤول كبير بالبيت الأبيض، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة الرئيس جو بايدن على تواصل مع المسؤولين الإسرائيليين لمعرفة «أهداف إسرائيل من هجمات الضفة».

هبة القدسي (واشنطن) «الشرق الأوسط» (رام الله)

سكان الضفة الغربية بعد العمليات الإسرائيلية: نحن غزة ثانية

رجل فلسطيني يتفقد المنازل المتضررة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس (أ.ب)
رجل فلسطيني يتفقد المنازل المتضررة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس (أ.ب)
TT

سكان الضفة الغربية بعد العمليات الإسرائيلية: نحن غزة ثانية

رجل فلسطيني يتفقد المنازل المتضررة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس (أ.ب)
رجل فلسطيني يتفقد المنازل المتضررة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس (أ.ب)

في اليوم الثالث من العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، استيقظ السكان على مشهد الشوارع المدمّرة والجدران التي اخترقها الرصاص ومواكب تشييع الضحايا.

انسحب الجيش الإسرائيلي من مخيّم نور شمس في طولكرم ليل الخميس - الجمعة، فيما نشط عمال البلدية منذ الصباح الباكر في محاولة لإزالة شيء من الركام.

وكان المخيّم أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية التي بدأتها القوات الإسرائيلية ضدّ الفصائل الفلسطينية المسلّحة الأربعاء في شمال الضفة الغربية، والتي استمرت الجمعة في جنين ومحيطها.

تقف عربات تجرها الحيوانات على طول شارع حفرت منه جرافات إسرائيلية الأسفلت في مخيم نور شمس للاجئين بالقرب من طولكرم (أ.ف.ب)

قبل دخول جنود المشاة إلى المخيّم، أرسل الجيش الإسرائيلي جرّافاته، التي أدّى مرورها إلى تشقّق الطرق ليظهر الطين والرمل والحصى من تحت الإسفلت وترتفع سحابة من الغبار في المكان.

ووسط الطين المبلّل بالمياه المتسرّبة من الأنابيب المثقوبة، كان فنيون يرتدون سترات حمراء يحاولون معاينة الأضرار.

هناك أيضاً، كان فؤاد كنوح يتجوّل في محلّه الواقع في الطابق الأرضي لمنزله، الذي تحطّمت واجهته بينما اتّشحت جدرانه بالأسود، خصوصاً أنّه كان يبيع أسطوانات الغاز التي انفجرت جميعها.

وبينما كان كنوح يعمل على إزالة ما أمكن من ركام، بدا واضحاً أن المتجر أصابه صاروخ أثناء المعارك.

- «ما الفرق؟» –

بموجب اتفاقات أوسلو الموقعة مطلع تسعينات القرن الفائت، من المفترض أن تكون السلطة الفلسطينية مسؤولة حصراً عن الأمن والنظام العام في «المنطقة أ» التي تشمل المدن الفلسطينية الكبرى الرئيسية في الضفة الغربية، وتمثل أقل من 18 في المائة من الأراضي التي تحتلّها إسرائيل منذ عام 1967.

غير أن الجيش الإسرائيلي، الذي يتهم الشرطة الفلسطينية بعدم القيام بأي شيء ضد الفصائل المسلّحة التي تقاتل الدولة العبرية، يحتفظ بحق التدخل كما يشاء.

رجل فلسطيني يتفقد المنازل المتضررة في طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب)

بناء عليه، لم يعد مخيّم نور شمس (الواقع في «المنطقة أ» كما كلّ مخيّمات اللاجئين) يحتسب عدد العمليات العسكرية التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي، فهذا الأسبوع وحده شهد عمليتين. وفي هذا المخيّم، لم يعد مقاتلو الفصائل المسلّحة يضعون أقنعة، بل يعلنون طوال الوقت أنّهم «على طريق الاستشهاد».

ولكن خلافاً لغزة المدمّرة بفعل الحرب الإسرائيلية، فإنّ الضفة الغربية، حيث يتعايش 3 ملايين فلسطيني قسراً مع وجود نصف مليون مستوطن إسرائيلي، ليست في حال حرب بشكل رسمي.

ويقول نايف العجمة، بينما يحدّق آسفاً في الأضرار: «ما الفرق بيننا وبين غزة؟ لا فرق (...) نحن غزة ثانية، خصوصاً مخيمنا»، وبقية المخيّمات التي أُنشئت في الخمسينات لإيواء الفلسطينيين الذي غادروا أو أُجبروا على الفرار من منازلهم عند قيام دولة إسرائيل عام 1948، لتُصبح مخيّماتهم مع الزمن مدناً حقيقية.

- «ضغوط متعمدة» –

من جهته، يقول أبو محمد، الذي ينتمي إلى أحد الفصائل المسلّحة في مخيّم الفارعة على بعد 30 كيلومتراً شرقاً، إن «جيش الاحتلال دمّر البنية التحتية والشوارع وممتلكاتنا وسياراتنا، حتى إنّه هاجم المسجد».

وبالنسبة إلى محمد منصور، العضو في اللجنة المركزية لـ«حزب الشعب» (شيوعي)، الذي شارك في تشييع 4 فلسطينيين قُتلوا الأربعاء، فإنّ الجيش الإسرائيلي يمارس ضغوطاً متعمّدة على سكّان المخيّمات.

ويقول منصور، بينما كانت توارى خلفه 4 جثامين ملفوفة بالعلم الفلسطيني: «ارتكبوا كثيراً من المجازر... والقصف والحرق، بهدف الضغط على المقاومة، وليخرج الشارع ضد المقاومة، لكن هذا لن يتحقّق».

الفلسطينيون الأربعة شيّعتهم حشود عبر الشوارع، التي قلبتها الجرّافات الإسرائيلية رأساً على عقب، على وقع طلقات نارية من أسلحة رشاشة كان شبان يلوحون بها.

وعمدت والدة أحد القتلى، الذي وصفته البيانات الإسرائيلية بأنه «إرهابي مسلّح»، إلى تقبيل وجهه للمرة الأخيرة.