إسرائيل توسّع نتساريم... وإنذار يهجّر 250 ألفاً

بلدية دير البلح تحدثت عن نزوح 250 ألف شخص خلال 72 ساعة (رويترز)
بلدية دير البلح تحدثت عن نزوح 250 ألف شخص خلال 72 ساعة (رويترز)
TT

إسرائيل توسّع نتساريم... وإنذار يهجّر 250 ألفاً

بلدية دير البلح تحدثت عن نزوح 250 ألف شخص خلال 72 ساعة (رويترز)
بلدية دير البلح تحدثت عن نزوح 250 ألف شخص خلال 72 ساعة (رويترز)

أطلق إنذار إسرائيلي بإخلاء مناطق في وسط قطاع غزة موجة نزوح جديدة، تزامنت مع معلومات عن توسيع ممر نتساريم الذي يشطر القطاع إلى نصفين.

وأوضحت صور أقمار اصطناعية أن التوسعة الجديدة تمثلت في إنشاء «4 مواقع عسكرية كبيرة» على طول الممر الذي يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الانسحاب منه، وكذلك من محور فيلادلفيا على حدود غزة مع مصر، التي كررت، أمس، تمسكها برفض أي وجود إسرائيلي في المحور أو على معبر رفح.

إلى ذلك، قالت بلدية دير البلح إن نحو 250 ألف شخص أُجبروا على تنفيذ عملية تهجير قسري خلال 72 ساعة، بعدما أصدرت إسرائيل أوامر بإخلاء وسط القطاع. وأعلن مسؤول أممي كبير أنّ الأمم المتحدة اضطرّت إلى وقف عملياتها الإنسانية بسبب أمر الإجلاء في دير البلح.

في غضون ذلك، أثار الوزير المتطرف إيتمار بن غفير الجدل بعدما أيد بناء كنيس في المسجد الأقصى، وهو أمر سارع نتنياهو إلى رفضه، مؤكداً أنه «لا تغيير في الوضع القائم في جبل الهيكل» (التسمية اليهودية للمسجد الأقصى).


مقالات ذات صلة

رئيس الأركان الأميركي: إيران لا تزال الخطر الأكبر

الولايات المتحدة​ الجنرال براون (يسار) لدى وصوله إلى القاهرة خلال جولته (رويترز)

رئيس الأركان الأميركي: إيران لا تزال الخطر الأكبر

«الجيش الأميركي في وضع أفضل للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل وقواته بالشرق الأوسط، مما كان عليه الأمر يوم 13 أبريل (نيسان)» الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي جنود إسرائيليون في الضفة الغربية (أ.ب)

مقتل 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي لمخيم بالضفة الغربية

قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، الاثنين، إن خمسة فلسطينيين سقطوا قتلى جراء ضربة إسرائيلية في طولكرم.

«الشرق الأوسط» (رام الله )
المشرق العربي بن غفير متحدثاً من باحة المسجد الأقصى في 17 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بن غفير يحيي شبح الحرب الدينية بفكرة بناء كنيس في الأقصى

جدد وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، دعوته للسماح لليهود بالصلاة في الأقصى، معلناً أنه يريد بناء كنيس هناك، ما خلّف عاصفة من التهديدات والانتقادات.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي فلسطينيون في الضفة الغربية يشيعون أمس جثمان شاب قتلته القوات الإسرائيلية (أ.ب)

تصاعد العنف الاستيطاني في الضفة الغربية

يتعرض الفلسطينيون في الضفة الغربية إلى موجة من العنف والتهديدات المتزايدة من الإسرائيليين الذين يسعون لانتزاع أراضيهم تحت حماية الجيش.

شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (د.ب.أ)

بن غفير يعلن نيته إقامة كنيس في الحرم القدسي

أفاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم (الاثنين)، بأنه ينوي إقامة كنيس في الحرم القدسي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

«هدنة غزة»: «أيام أُخر» لـ«إنقاذ» الاتفاق

أطفال فلسطينيون يصطفون عند نقطة توزيع المياه في مخيم البريج للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون يصطفون عند نقطة توزيع المياه في مخيم البريج للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: «أيام أُخر» لـ«إنقاذ» الاتفاق

أطفال فلسطينيون يصطفون عند نقطة توزيع المياه في مخيم البريج للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون يصطفون عند نقطة توزيع المياه في مخيم البريج للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)

في محاولة جديدة للبحث عن اتفاق هدنة في قطاع غزة، أخذت مفاوضات جولة القاهرة شوطاً إضافياً لحسم «قضايا خلافية» بين «حماس» وإسرائيل، أبرزها متعلق بمحور «فيلادلفيا» (حدود غزة مع مصر)، وسط تأكيد مصري على رفض «أي وجود» إسرائيلي بهذه المنطقة، وزيارة من الوسيط القطري لطهران وترقب لضربة إيرانية محتملة لإسرائيل.

ويعني استمرار المفاوضات وجود «محاولات لإنقاذ الاتفاق»، وفق خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، إلا أنهم عدُّوها دون تنازلات من الطرفين بمثابة «ضجيج بلا طحن»، لافتين إلى أن موقف مصر ينم عن «رغبة في حل حقيقي ومستدام للأزمة في غزة ويحفظ أمنها القومي».

ومنذ الخميس، تشهد القاهرة زيارات واجتماعات ومشاورات تستهدف وقف إطلاق النار في غزة، كان أبرزها محادثات الأحد، التي شهدت وجود طرفي الأزمة. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست»، الاثنين، أن الوسطاء «واصلوا إحراز تقدم» في المفاوضات ويحاولون الآن التفاوض على أسماء الأسرى، مشيرة إلى أن «الصفقة لم تكتمل بعد، لكن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأخيرة»، فيما كشفت عن «قضايا ما زالت محل تفاوض بين الوسطاء، تتعلق بالوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا».

وفي أول تعقيب عقب جولة الأحد، جدّد مصدر مصري رفيع المستوى، لقناة «القاهرة الإخبارية»، الاثنين، «تأكيد مصر لجميع الأطراف المعنية على عدم قبولها أي وجود إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا» اللذين احتلتهما إسرائيل في مايو (أيار) الماضي، مؤكداً أن «مصر تدير الوساطة بين طرفي الصراع في غزة («حماس» وإسرائيل) بما يتوافق مع أمنها القومي ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني».

ووفق المصدر ذاته: «يبذل الوفد الأمني المصري قصارى جهده لتحقيق قدر من التوافق بين الطرفين، وينسّق جهوده مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة»، غداة حديث موقع «أكسيوس» الأميركي، الأحد، عن أن «المفاوضات بشأن اتفاق التهدئة بغزة ستستمر خلال الأيام المقبلة عبر مجموعات عمل لمعالجة القضايا المتبقية».

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مصرية، الأحد، أن «(حماس) وإسرائيل لم توافقا على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء»، موضحة أن «الوسطاء طرحوا عدداً من البدائل» لوجود القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا وممر نتساريم، الذي يمر وسط قطاع غزة، «لكن الطرفين لم يقبلا بأي منها».

فلسطينيون يتفقدون مبنى عقب قصف إسرائيلي في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)

وترى أستاذة العلاقات الدولية، نورهان الشيخ، أن تمديد جولة القاهرة لأيام أخرى «تعني أن هناك محاولة لإنقاذ الاتفاق»، مستدركة: «لكن من الواضح أنه ليس هناك أي تقدم خصوصاً وأن هناك تحفظات من (حماس) وتعنتاً واضحاً من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بالبقاء في محور فيلادلفيا بالمخالفة لاتفاق السلام وضد رغبة مصر وأمنها القومي».

وتعتقد نورهان الشيخ أن «المشكلة الرئيسية هي في موقف نتنياهو الذي لا يريد تقديم تنازلات أو إبداء مرونة»، مضيفة أنه يربط بين استمرار الحرب وبقائه بالسلطة ويراهن على وصول حليفه دونالد ترمب للبيت الأبيض.

وفي ضوء «التعنت الإسرائيلي» وعدم تقديم تنازلات «لن تسفر المفاوضات عن جديد مختلف»، وفق الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء محمد الغباري، لافتاً إلى أن «نتنياهو يبحث عن مكاسب سياسية» فقط، وتلك المكاسب يراها من خلال استمرار الحرب وليس الانخراط الجاد في مفاوضات. ويعتقد أن موقف مصر، الرافض لبقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا، نابع من تمسكها بحفظ أمنها القومي وتوفير مسار وحل مستدام وحقيقي للأزمة في غزة.

وكانت أزمة غزة جزءاً من مباحثات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الاثنين، مع الرئيس البلغاري، رومِن راديڤ، خلال اتصال هاتفي تناول «مستجدات الجهود المصرية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار»؛ حيث حذر من أن «استمرار التصعيد الجاري يضع المنطقة رهينة لاحتمالات توسع الحرب إقليمياً، وما قد ينتج عن ذلك من عواقب خطيرة على شعوب المنطقة كافة»، وفق إفادة للرئاسة المصرية.

وبالتوازي، أجرى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الاثنين، زيارة إلى طهران، بحث خلالها مع وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، «جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة والتوترات في الشرق الأوسط، وأهمية إنهاء حرب غزة بما يجنب المنطقة مخاطر التصعيد»، وفق إفادة للخارجية القطرية.

تلك الزيارة تأتي غداة حديث واشنطن عن أنها أيضاً «لا تزال تبذل جهوداً في القاهرة، للتوصل إلى هدنة»، وفق ما ذكره مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، الأحد، في مؤتمر صحافي، أعرب خلاله عن قلق أميركي من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب أوسع نطاقاً، وذلك بعد مواجهات هي الأوسع بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل، منذ اندلاع حرب غزة قبل 11 شهراً.