10 سنوات على التدخل في سوريا... والإقبال على اللغة الروسية يزداد

تطوير مشترك في المناهج وارتفاع أعداد المدرسين المؤهلين

تعليم اللغة الروسية في المدارس السورية 2021 (سانا)
تعليم اللغة الروسية في المدارس السورية 2021 (سانا)
TT

10 سنوات على التدخل في سوريا... والإقبال على اللغة الروسية يزداد

تعليم اللغة الروسية في المدارس السورية 2021 (سانا)
تعليم اللغة الروسية في المدارس السورية 2021 (سانا)

مع اقتراب الذكرى العاشرة للتدخل العسكري الروسي في سوريا يوم 30 سبتمبر (أيلول) المقبل، وبداية العام الدراسي الجديد، كشفت أرقام وزارة التربية السورية عن زيادة ملحوظة في أعداد الطلاب الدارسين اللغة الروسية في المدارس السورية، حيث وصلت إلى 39500 طالب وطالبة من الصف السابع الأساسي وحتى الثاني الثانوي، وفق تصريح الموجه الأول لمادة اللغة الروسية في وزارة التربية بدمشق، بسام الطويل، لـ«وكالة الأنباء السورية (سانا)» الرسمية.

يذكر أن عدد الطلاب والطالبات من دارسي الروسية كان عام 2020 نحو 24 ألف طالب وطالبة، ووصل إلى أكثر من 31 ألف طالب وطالبة في العام التالي 2021، موزعين على 217 مدرسة في 12 محافظة، بكادر تدريسي يبلغ 190 معلماً لهذه اللغة.

اجتماع وزارة التربية السورية (سانا)

وقد سعت روسيا منذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2014، إلى ترسيخ وجودها الثقافي في المجتمع السوري عبر التعليم الحكومي، حيث أقرت الحكومة السورية إدخال تعليم اللغة الروسية إلى المناهج التعليمية لطلاب المدارس، ابتداءً من العام الدراسي 2014 ـ 2015، لغةً اختيارية ثانية من اللغات الأجنبية، إلى جانب الإنجليزية أو الفرنسية، ليتعلمها طلاب الحلقتين الثانية والثالثة من التعليم الأساسي، كما افتُتح قسم للغة الروسية في جامعة دمشق في العام الدراسي ذاته.

خلال السنوات التسع الماضية، عملت روسيا على تطوير وتوسيع تعليم الروسية، من خلال تجهيز الغرف الصفية بأدوات تدريس تفاعلية وافتتاح مزيد من الشُّعب الصفية، ومراكز تعليم اللغة الروسية وتدريب وتأهيل مدرسي اللغة، بالإضافة إلى إقامة مخيمات في روسيا للطلاب السوريين.

نموذج من شرح الروسية على «فيسبوك» لمدرسين سوريين

لجنة مشتركة للمنهج

وعلى مستوى تطوير المناهج، وفي اجتماع عقد بوزارة التربية السورية بدمشق قبل يومين، تسلمت وزارة التربية نحو 5 آلاف نسخة من كتاب «منهاج تعليم اللغة الروسية» للصف السابع الأساسي، الذي ساهمت في تأليفه لجنة مشتركة من وزارتي التربية السورية والروسية؛ كي يجري تدريسه بشكل تجريبي هذا العام. وقال معاون وزير التربية في حكومة تسيير الأعمال الدكتور رامي الضللي، خلال الاجتماع، إنه جرى تسلم الكتاب من منظمة «اتحاد العالم المسيحي» الروسية، وإنه سيوزع منه هذا العام ألف نسخة للصف السابع بشكل تجريبي، في مدارس محافظات: دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية والسويداء ودرعا؛ لأنها الأكثر تدريساً للغة الروسية في سوريا.

كتاب «تعليم اللغة الروسية» بإشراف وزارتَي التربية في سوريا وروسيا (الفضائية التربوية السورية)

وأضاف أن ذلك يأتي «تتويجاً» لعلاقات «التعاون بين وزارتي التربية السورية والروسية، ليكون خطوة لتعزيز التعاون بين المنظمة والوزارة».

ونقلت وكالة «سانا» عن رئيس منظمة «اتحاد العالم المسيحي»، ألكسي تشيركيزوف، قوله إن «ألف طالب من سوريا كل عام يحصلون على منح دراسية في الجامعات الروسية، ليصل عدد الدارسين في الجامعات الروسية إلى 5 آلاف طالب، إضافة إلى افتتاح 6 صفوف لتعليم اللغة الروسية عن بعد، بوزارة التربية السورية، منذ 4 سنوات».

معلمات اللغة الروسية في اجتماع وزارة التربية السورية (سانا)

بدوره، كشف نائب رئيس «مركز التنسيق الروسي» في دمشق والمحافظات الجنوبية، العقيد إليغ ايغيناسيوك، عن أن جامعة موسكو الحكومية تعمل مع وزارتي التربية في سوريا وروسيا لتكون الفائدة أكبر للأشخاص الذين يدرسون اللغة الروسية في سوريا.

وتتنافس موسكو وطهران على التغلغل في المجتمع السوري عبر الثقافة، فيما يُظهر المجتمع السوري ميلاً نحو الجانب الروسي، لا سيما من جهة التعليم؛ إذ يرى كثير من الشباب السوري في تعلم اللغة الروسية فرصة للسفر إلى روسيا ومنها إلى أوروبا؛ الأمر الذي لا يتيحه تعلم اللغة الفارسية، رغم ما تبذله إيران من مغريات مادية لتعليم لغتها، والذي غالباً ما يقترن بفرض توجهات دينية ضمن مشروعها التوسعي في المنطقة، الأمر الذي لا يلقى قبولاً من المجتمع السوري.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

الاقتصاد جانب من اجتماع مجلس المديرين التنفيذيين (البنك الإسلامي للتنمية)

البنك الإسلامي للتنمية يقدم تمويلات بـ575.63 مليون دولار للدول الأعضاء

وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الإسلامي للتنمية، برئاسة الدكتور محمد الجاسر، على تمويل بقيمة 575.63 مليون دولار لتعزيز التعليم والطاقة والترابط الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
تكنولوجيا بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا طلاب الطب الأفغان يحضرون امتحاناتهم النهائية في كلية طب بختر في كابل، أفغانستان، 05 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

فرنسا تندد بمنع «طالبان» الأفغانيات من الالتحاق بالمعاهد الطبية

دانت فرنسا قراراً نُسب إلى حكومة «طالبان» يمنع التحاق النساء الأفغانيات بمعاهد التمريض، واصفةً هذه الخطوة بأنها «غير مبررة».

«الشرق الأوسط» (باريس - كابل)
المشرق العربي حرم الجامعة الأميركية بالقاهرة الجديدة (موقع الجامعة)

تبرع آل ساويرس للجامعة الأميركية بالقاهرة يثير جدلاً «سوشيالياً»

أثار الإعلان عن تبرع عائلة ساويرس، بمبلغ ضخم للجامعة الأميركية في القاهرة، جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

محمد عجم (القاهرة)
آسيا فتيات أفغانيات في الطريق إلى المدرسة في كابل (متداولة)

«طالبان» تغلق المعاهد الطبية أمام النساء في أحدث القيود

أصدر بشكل فعال زعيم «طالبان» الملا هبة الله آخوندزاده توجيهاً جديداً يمنع النساء من الالتحاق بالمعاهد الطبية؛ ما يقطع فرص التعليم الأخيرة المتاحة أمام النساء.

«الشرق الأوسط» (كابل (أفغانستان))

دراسة: إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم ستوقع آثارًا سلبية على الاقتصاد الألماني

جانب من احتفالات السوريين في ألمانيا بعد سقوط نظام الأسد 8 ديسمبر 2024 (رويترز)
جانب من احتفالات السوريين في ألمانيا بعد سقوط نظام الأسد 8 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

دراسة: إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم ستوقع آثارًا سلبية على الاقتصاد الألماني

جانب من احتفالات السوريين في ألمانيا بعد سقوط نظام الأسد 8 ديسمبر 2024 (رويترز)
جانب من احتفالات السوريين في ألمانيا بعد سقوط نظام الأسد 8 ديسمبر 2024 (رويترز)

أظهر تحليلٌ، نُشر اليوم الأربعاء، أن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الاقتصاد الألماني، وتوسِّع فجوة المهارات وتمثل مشكلة للقطاعات التي تعاني نقص العمالة.

وبيَّنت دراسة، أجراها المعهد الاقتصادي الألماني في كولونيا، أن هناك نحو 80 ألف سوري يعملون فيما يسمى المِهن التي تعاني نقص العمالة، مثل فنيِّي هندسة السيارات والأطباء وأطباء الأسنان، وفي الوظائف ذات الصلة بالمناخ مثل قطاع التدفئة وتكييف الهواء.

وفي قطاع هندسة السيارات، هناك أكثر من 4 آلاف فني التحقوا للعمل مؤخراً بمجالات لا يمكن شغل ما يقرب من سبعين في المائة من وظائفها بمهنيين مؤهلين، وفق ما ذكر المعهد.

«سوريا للجميع» لافتة بمضمون جديد (الشرق الأوسط)

أكثر من 5 آلاف طبيب سوري

ويعمل في ألمانيا نحو 5300 طبيب سوري. وأكدت الدراسة أن عودتهم ستؤدي إلى تفاقم النقص في المهارات وقلة العرض.

أما في طب الأسنان، فوفقاً للإحصائيات، هناك نحو 2470 موظفاً في طب الأسنان، بينما يعمل نحو 2260 في مجال رعاية الأطفال والتعليم، و2160 في مجال الرعاية الصحية والتمريض. ويعمل كثير من السوريين في وظائف ذات صلة بالمناخ في مجال الكهرباء الإنشائية (2100)، وكذلك في مجال الصحة والتدفئة والتكييف (1570)

أم سورية مع أطفالها عند معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا (د.ب.أ)

ويقول فابيان سمسارها، الخبير الاقتصادي في معهد العمل الدولي مؤلف الدراسة، إن العاملين السوريين مهمون لسوق العمل الألمانية، وأضاف: «إنهم يسهمون بشكل كبير في التخفيف من نقص المهارات في ألمانيا».