رئيسا «الموساد» و«الشاباك» يتوجهان إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن الهدنة في غزة

 رغم هجوم «حزب الله»

فلسطينيون يعاينون الدمار جراء قصف إسرائيلي في جنوب قطاع غزة بعد غارة إسرائيلية أمس (رويترز)
فلسطينيون يعاينون الدمار جراء قصف إسرائيلي في جنوب قطاع غزة بعد غارة إسرائيلية أمس (رويترز)
TT

رئيسا «الموساد» و«الشاباك» يتوجهان إلى القاهرة لإجراء محادثات بشأن الهدنة في غزة

فلسطينيون يعاينون الدمار جراء قصف إسرائيلي في جنوب قطاع غزة بعد غارة إسرائيلية أمس (رويترز)
فلسطينيون يعاينون الدمار جراء قصف إسرائيلي في جنوب قطاع غزة بعد غارة إسرائيلية أمس (رويترز)

قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى سيتوجه إلى القاهرة اليوم، على الرغم من هجمات «حزب الله»، للمشاركة في محادثات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يشمل الإفراج عن رهائن.

وسيقود الوفد رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنياع ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار.

وأشار المسؤول إلى أن واشنطن تضغط بشكل كبير على إسرائيل لإبرام صفقة، وذلك لمنع اندلاع حرب أكبر في المنطقة.

وأكد أن «واشنطن طالبت إسرائيل بالقيام بتصرفات توحي بأنها لا تسعى إلى تصعيد كبير، وأنها لا تزال مهتمة بصفقة الرهائن».

ومع ذلك، فإن إسرائيل ليست متفائلة بشكل خاص بشأن موافقة «حماس» على الصفقة، بحسب المسؤول.

وأمس (السبت)، قال مصدر أمني مصري رفيع المستوى وثيق الصلة بالمفاوضات لوكالة الأنباء الألمانية، إن تلك الجولة من المفاوضات لن تحضرها حركة «حماس» على الرغم من وجود وفد من الحركة في القاهرة برئاسة خليل الحية القيادي في حركة «حماس»، مشيراً إلى أن تلك الجولة سيشارك فيها أطراف المفاوضات من قطر والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ومصر فقط.

يأتي ذلك وسط إعلان «حزب الله» اللبناني، اليوم، أنه يشن هجوماً واسع النطاق «سيأخذ بعض الوقت»، على إسرائيل، رداً على مقتل القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر، في ضاحية بيروت الجنوبية، بضربة إسرائيلية في 30 يوليو (تموز).

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، فجر اليوم، أنه يشن ضربات استباقية في لبنان، بعد رصده استعدادات لـ«حزب الله» لشن «هجمات واسعة النطاق» ضد إسرائيل.


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية (الرئاسة المصرية عبر «فيسبوك»)

السيسي يحذر من مخاطر فتح جبهة جديدة في لبنان

الرئيس المصري عبد الفتاح السيس التقى الفريق أول تشارلز براون رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن أعطى تعليماته باستمرار التواصل مع إسرائيل ويتابع الوضع بين إسرائيل و«حزب الله» من كثب (أ.ب)

بايدن يتابع الوضع بين إسرائيل و«حزب الله»

أوضح شون سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتابع الأحداث بين إسرائيل و«حزب الله» من كثب.

هبة القدسي (واشنطن)
شؤون إقليمية فلسطينيون يعاينون الدمار في "مدينة حمد" بخان يونس جنوب قطاع غزة  بعد غارة إسرائيلية أمس ( رويترز)

معاناة غزة تتفاقم... و«فيلادلفيا» بلا حل

بينما وصل رئيس الأركان الأميركي، سي كيو براون، إلى المنطقة فجأة، أمس، وتوجه وفد من «حماس» إلى القاهرة، للمراقبة لا للمشاركة في مفاوضات الهدنة العالقة عند محور

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي النيران تشتعل في حقول زراعية بسهل مرجعيون الحدودي مع إسرائيل في جنوب لبنان جراء قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

«حزب الله»: الحرب ما تزال تحت سقف «قواعد الاشتباك»

قال رئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله»، الشيخ محمد يزبك، أمس، إن «العدو ما زال حتى الآن ضمن قواعد الاشتباك»، مشدداً على أنه «إذا وسّع الحرب وسعنا، وإذا أرادها

«الشرق الأوسط» ( بيروت)

تقرير: واشنطن زودت إسرائيل برادار يخترق الأرض لمساعدتها في الوصول إلى السنوار

يحيى السنوار زعيم «حماس»... (أ.ب)
يحيى السنوار زعيم «حماس»... (أ.ب)
TT

تقرير: واشنطن زودت إسرائيل برادار يخترق الأرض لمساعدتها في الوصول إلى السنوار

يحيى السنوار زعيم «حماس»... (أ.ب)
يحيى السنوار زعيم «حماس»... (أ.ب)

كشف تقرير جديد عن الدور الذي تلعبه واشنطن في مساعدة إسرائيل على البحث عن زعيم «حماس» يحيى السنوار وغيره من قادة الحركة، حيث أشار إلى أنها قدمت لها راداراً يخترق الأرض لتحقيق هذا الغرض.

وبالنسبة إلى إسرائيل، يعدّ السنوار (61 عاماً) أحد أكثر المطلوبين لديها في العالم.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، اعتقد المسؤولون الإسرائيليون والأميركيون أنهم حصلوا على فرصة غير مسبوقة لمطاردته. فقد أغارت قوات الكوماندوز الإسرائيلية على مجمع أنفاق متقن في جنوب قطاع غزة يوم 31 يناير بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بأن السنوار كان مختبئاً هناك.

وقد اتضح أن زعيم «حماس» كان مختبئاً بالفعل هناك، لكنه غادر المخبأ الموجود تحت مدينة خان يونس قبل أيام قليلة فقط من الغارة الإسرائيلية، تاركاً وراءه وثائق وأكواماً من الشواقل الإسرائيلية يبلغ مجموعها نحو مليون دولار.

واستمرت عملية المطاردة، مع ندرة الأدلة القاطعة على مكان وجوده.

يحيى السنوار (د.ب.أ)

ومنذ الهجمات التي شنتها حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أصبح السنوار، الذي خطط لهذه الهجمات وأدارها، أشبه بالشبح، حيث إنه لم يظهر في العلن قط، ونادراً ما كان ينشر رسائل لأتباعه، ولم يترك سوى القليل من الأدلة حول مكان وجوده.

وقال المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إن السنوار نجح في تجنب شبكة استخباراتية متطورة، ويُعتقد أنه يتصل بحركة «حماس» عبر شبكة من الأشخاص لا تزال طريقة عملها «لغزاً».

والسنوار هو الشخصية الأكثر أهمية في «حماس»، ونجاحه في التهرب من الأسر أو القتل حرم إسرائيل من القدرة على تقديم ادعاء أساسي هو أنها: «فازت بالحرب واستأصلت (حماس)»، وفق تقرير «نيويورك تايمز».

مساعدات واشنطن لإسرائيل

تكشف المقابلات مع أكثر من 20 مسؤولاً في إسرائيل والولايات المتحدة أن كلا البلدين قد سكب موارد هائلة في محاولة للعثور على السنوار.

وبعد «هجمات 7 أكتوبر» مباشرة، أنشأت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي وحدة خاصة لمهمة واحدة تتمثل في «العثور على السنوار».

وكُلّفت وكالات التجسس الأميركية باعتراض اتصالات السنوار. كما أرسلت وزارة الدفاع الأميركية قوات عمليات خاصة إلى إسرائيل لتقديم المشورة للقوات الإسرائيلية بشأن الحرب الوشيكة وقتها في غزة.

وأنشأت الولايات المتحدة، التي تعدّ «حماس» منظمة إرهابية، وإسرائيل قنوات لتبادل المعلومات حول مكان السنوار وغيره من كبار قادة «حماس» والرهائن.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض: «لقد كرسنا جهوداً وموارد كبيرة للإسرائيليين للبحث عن قادة (حماس)، خصوصاً السنوار. لقد كان لدينا أشخاص في إسرائيل يعملون على حل هذه المشكلة. ومن الواضح أن لدينا كثيراً من الخبرة في مطاردة الأهداف ذات القيمة العالية».

وعلى وجه الخصوص، نشر الأميركيون راداراً يخترق الأرض للمساعدة على رسم خرائط لمئات الأميال من الأنفاق التي يعتقدون أنها موجودة في قطاع غزة.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الدعم الاستخباراتي الأميركي كان «لا يقدر بثمن».

ولدى الإسرائيليين والأميركيين مصلحة مشتركة في تحديد مكان قادة «حماس» وعشرات الرهائن، بمن فيهم أميركيون، الذين ما زالوا في غزة.

لكن أحد الأشخاص المطلعين على ترتيبات تبادل المعلومات الاستخباراتية، طلب عدم الكشف عن هويته، يصف هذه الترتيبات بأنها «غير متوازنة للغاية» حيث إن النفع الذي يعود على واشنطن نتيجة لذلك أقل بكثير من ذلك الذي تمنحه لإسرائيل.

وأوضح أن الأميركيين في بعض الأحيان يقدمون معلومات عن قادة «حماس» على أمل أن يوجه الإسرائيليون بعض مواردهم الاستخباراتية نحو العثور على الرهائن الأميركيين، لكن إسرائيل لا تهتم بهذا الأمر بالشكل المفترض.

مستقبل السنوار

لا شك في أن قتل أو أسر السنوار من شأنه أن يخلف تأثيراً كبيراً على الحرب. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن ذلك من شأنه أن يوفر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حجة للادعاء بأنه حقق نصراً عسكرياً كبيراً في الحرب.

ولكن من غير الواضح ما التأثير الذي قد يخلفه قتل السنوار على المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين احتُجزوا في 7 أكتوبر الماضي. وقد يؤدي التخلص منه إلى جعل خلفائه أقل استعداداً لإبرام صفقة مع إسرائيل.

وأصبح التواصل مع السنوار أكثر صعوبة مؤخراً، كما قال مسؤولون إسرائيليون وقطريون ومصريون وأميركيون. فقد اعتاد الرد على الرسائل في غضون أيام، لكن المسؤولين قالوا إن الأمر أصبح يستغرق وقتاً أطول بكثير للحصول على رد منه.

يذكر أن حركة «حماس» أعلنت مطلع الشهر الحالي اختيار السنوار، رئيسها في قطاع غزة آنذاك، رئيساً للمكتب السياسي للحركة، خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران، وهو الأمر الذي نظر كثير من الخبراء إليه على أنه «رسالة تحدٍّ لإسرائيل».