عائلات الأسرى الإسرائيليين غاضبة بعد استعادة 6 رهائن جثثاً

تصاعد المطالبات لنتنياهو بإبرام اتفاق مع «حماس»

متظاهرون إسرائيليون في تل أبيب يناير الماضي يطالبون بإطلاق سراح الأسرى لدى «حماس» (إ.ب.أ)
متظاهرون إسرائيليون في تل أبيب يناير الماضي يطالبون بإطلاق سراح الأسرى لدى «حماس» (إ.ب.أ)
TT

عائلات الأسرى الإسرائيليين غاضبة بعد استعادة 6 رهائن جثثاً

متظاهرون إسرائيليون في تل أبيب يناير الماضي يطالبون بإطلاق سراح الأسرى لدى «حماس» (إ.ب.أ)
متظاهرون إسرائيليون في تل أبيب يناير الماضي يطالبون بإطلاق سراح الأسرى لدى «حماس» (إ.ب.أ)

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لعائلات محتجزين في قطاع غزة إنه «ليس من المؤكد أنه سيتم التوصل إلى اتفاق تبادل»، مضيفاً حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه أكد لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن قواته لن تترك «محور فيلادلفيا (الموازي لحدود القطاع مع مصر)، وممر نتساريم (الذي يقسم القطاع عرضياً) بأي حال من الأحوال».

ونقل أهالي المحتجزين عن نتنياهو قوله: «إذا كان هناك صفقة، فستكون صفقة تحافظ على المصالح التي أكررها باستمرار. لن نتراجع عن المكاسب الاستراتيجية التي حققناها (فيلادلفيا ونتساريم)».

وجاء حديث نتنياهو بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي استعادة جثامين 6 محتجزين، وهو ما أغضب عائلات المحتجزين، التي اتهمت نتنياهو مُجدداً بتأخير وتعطيل اتفاق في غزة كان يمكن أن يعيد المحتجزين أحياءً، وليس جثثاً.

والدة أحد الرهائن لدى «حماس» تحتج في 17 أغسطس الحالي لإطلاق سراحه مع عائلات أخرى في تل أبيب (أ.ب)

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، العثور في قطاع غزة على جثث 6 رهائن خلال عملية نفذها بالاشتراك مع الاستخبارات، وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

وقال الجيش إن مقاتلي لواء المظليين، والكتيبة 75 بقيادة الفرقة 98، ووحدة «يهلّام» بالتعاون مع «الشاباك» و«الاستخبارات» خلصوا الجثامين من نفق في خان يونس»، مضيفاً أن «نجاح العملية يعود إلى معلومات دقيقة من الشاباك، ووحدات الاستخبارات».

وأضاف البيان أنه «بعد عملية تشخيص في معهد الطب الشرعي بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية وطاقم المختطفين في جهاز القوة العامة، والمسؤول عن مرافقة عائلات المختطفين، تم إبلاغ العائلات بالخبر».

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه لم يكن هناك قتال في النفق الذي تم منه تخليص الجثامين. وتعهد الجيش بالعمل على إيجاد آخرين، قائلاً: «لن نستسلم، سنواصل التمشيط والاستخراج»، وهو ما أكده نتنياهو الذي قال إن إسرائيل ستستمر في بذل كل جهد مستطاع لإعادة جميع المخطوفين، الأحياء والأموات على حد سواء».

وعدّ وزير الدفاع، يوآف غالانت، إعادة المحتجزين تدل على «حرية النشاط العملياتي التي يتمتع بها الجيش في جميع أنحاء القطاع»، مضيفاً أن «الجهود لتفكيك (حماس)، وإعادة المخطوفين كافة ستستمر».

غضب شديد

لكن محاولة الاحتفاء الرسمي باستعادة جثث الرهائن قوبلت بغضب شديد من قبل عائلات المحتجزين. وقال «منتدى عائلات الرهائن والمفقودين»، في بيان، إن استعادة الجثث «توفر لعائلاتهم الطمأنينة اللازمة وتمنح القتلى الراحة الأبدية، ولكن على الحكومة الإسرائيلية ضمان إعادة الرهائن المتبقين إلى إسرائيل».

وأضاف: «يجب على الحكومة الإسرائيلية، وبمساعدة الوسطاء، أن تفعل كل ما في وسعها لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق المطروح حالياً على الطاولة».

وبعد وقت قصير من نشر خبر إعادة جثث 6 مختطفين إلى إسرائيل، أدلى أقارب المختطفين بشهاداتهم أمام لجنة تحقيق مدنية في أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وفي إحدى الشهادات، قالت والدة أحد المختطفين، وتدعى إيناف تسينغوكار، إن رئيس الموساد، دافيد بارنياع، قال لها إنه «لا يمكن الوصول إلى اتفاق في ظل تشكيلة الحكومة الحالية». ونقلت والدة المختطف ماتان تسينغوكار قولها: «عندما جلست معه، قيل لي، وأنا أقتبس؛ قال: عزيزتي إيناف، لسوء الحظ في التشكيلة السياسية الحالية، الاتفاق على إطلاق سراح المختطفين غير ممكن».

وطالبت تسينغوكار رئيس الموساد بالتوقف عن التحدث بلغتين وأن يواجه نتنياهو، متهمة إياه (نتنياهو) بأنه «يبذل قصارى جهده» لعدم إعادة المحتجزين إلى وطنهم. ورد مكتب نتنياهو ببيان باسم الموساد، نافياً كلامها: «الكلام المنسوب لرئيس الموساد لم يُقَل على الإطلاق».

نتنياهو لا يهتم

لكن مقولة رئيس الموساد، كما وصفتها تسينغوكار، تعكس ما يعتقده الكثيرون في إسرائيل. وعدَّ جيل ديكمان، ابن عم أحد المختطفين، نتنياهو لا يهتم بالمختطفين. وهاجم ديكمان قائلاً: «إن رئيس الوزراء اليوم يتخذ هذه القرارات بمفرده، ولا يستغل الفرص»، مضيفاً: «الشعور بالمسؤولية والثقة معدوم بيننا وبين النظام السياسي، ولا أعلم إذا كانوا يدركون أن الفرص ضاعت».

كما علق إيال إيشيل، والد المراقبة روني إيشيل، التي قُتلت في هجوم «حماس»، مهاجماً الحكومة: «إنهم مشغولون بالاحتفالات، ولم يغيروا خط التفكير والعمل هنا حتى تتغير إسرائيل».

متظاهرون في تل أبيب يطالبون بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة (أ.ف.ب)

وقال يهودا كوهين، والد الجندي المختطف نمرود كوهين: «إننا نتلقى علامات الحياة مرة كل بضعة أسابيع، دون تفاصيل. إننا نتلقى المعلومات مثل أي مواطن، عبر وسائل الإعلام».

وأكد مسؤول أمني إسرائيلي كبير مخاوف عائلات الرهائن الذين لا يزالون محتجزين داخل قطاع غزة، قائلاً إن بعضهم «يعانون حالات خطيرة، وقد لا يبقون على قيد الحياة لفترة طويلة».

ومن جانبه، غرد رئيس المعارضة، يائير لبيد، بأنهم كانوا على قيد الحياة عندما اختطفوا، ملمحاً إلى ضرورة التوصل إلى صفقة تبادل في أقرب وقت ممكن.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي طفل فلسطيني ضمن نازحين في مخيم غرب دير البلح بقطاع غزة (أ.ب)

جرذان وفئران وعقارب وصراصير تحيط بأهالي غزة

مسؤولة أممية تنتقد انتشار الجرذان والصراصير والعقارب والفئران بين أهالي غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ جانب من الاشتباكات بين مؤيدين للفلسطينيين والشرطة في شيكاغو (د.ب.أ)

اعتقالات لمؤيدين للفلسطينيين إثر اشتباكات وحرق العلم الأميركي في شيكاغو (صور)

اعتقل عدد من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، أمس، بعد اشتباكهم مع الشرطة خلال احتجاج بدأ خارج القنصلية الإسرائيلية في شيكاغو.

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث إلى الصحافيين على مدرج المطار في الدوحة 20 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

بلينكن: يتعين إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إنه يتعين إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة، وإن أميركا ومصر وقطر تعمل لتحقيقه.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الولايات المتحدة​ جندي مصري يقف بالقرب من الجانب المصري لمعبر رفح البري عند الحدود مع قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

واشنطن تنفي موافقتها على بقاء قوات إسرائيلية على حدود غزة

انتقد مسؤول أميركي الثلاثاء تصريحات «متشددة» نسبت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول استمرار سيطرة إسرائيل على محور «فيلادلفيا» بين قطاع غزة ومصر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مقترح أميركي يسمح ببقاء قوات إسرائيلية «مخفضة» على الحدود بين غزة ومصر

معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر (د.ب.أ)
معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر (د.ب.أ)
TT

مقترح أميركي يسمح ببقاء قوات إسرائيلية «مخفضة» على الحدود بين غزة ومصر

معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر (د.ب.أ)
معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر (د.ب.أ)

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين مطلعين على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة أن «الاقتراح الأميركي الجديد» للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» من شأنه أن يسمح للقوات الإسرائيلية بمواصلة دورياتها في جزء من ممر فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر.

ووفقاً للصحيفة، فإن الاقتراح الأميركي يسمح لعدد أقل من القوات الإسرائيلية بالبقاء على طول طريق الحدود. ومع ذلك، يقول المسؤولون إن الاقتراح من المرجح أن ترفضه «حماس» التي قالت إنها لن تتسامح مع أي وجود إسرائيلي في المنطقة على الإطلاق.

وأضاف المسؤولون أن مصر أعربت أيضاً عن استيائها، وحذر المسؤولون المصريون من أن الوجود المطول للقوات الإسرائيلية من شأنه أن يشكل مخاوف أمنية وطنية.

وأصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل لن تنسحب من ممر فيلادلفيا أو ممر نتساريم، وأن القوات يجب أن تتمركز هناك لأسباب استراتيجية وأمنية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قيل إن المفاوضين الإسرائيليين أبلغوا رئيس الوزراء أن إصراره على هذه المطالب من شأنه أن يؤدي إلى إفشال الاتفاق.

ويقول المسؤولون إن أحد مطالب نتنياهو الأخرى «غير القابلة للتفاوض» أثار أيضاً مشكلة في محادثات الدوحة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن طلبت الولايات المتحدة تأجيل المحادثات المعمقة بشأن مطلب إسرائيل بتفتيش الفلسطينيين النازحين العائدين إلى الجزء الشمالي من القطاع، للتأكد من أنهم لا يحملون أسلحة.