«حماس»: تصريحات بايدن «ادعاءات مضلّلة» و«ضوء أخضر» لإسرائيل لمواصلة الحرب

أحد أفراد الدفاع المدني في غزة خلال عملية البحث عن أحياء بعد قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين (رويترز)
أحد أفراد الدفاع المدني في غزة خلال عملية البحث عن أحياء بعد قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين (رويترز)
TT

«حماس»: تصريحات بايدن «ادعاءات مضلّلة» و«ضوء أخضر» لإسرائيل لمواصلة الحرب

أحد أفراد الدفاع المدني في غزة خلال عملية البحث عن أحياء بعد قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين (رويترز)
أحد أفراد الدفاع المدني في غزة خلال عملية البحث عن أحياء بعد قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين (رويترز)

عدّت حركة «حماس» أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي اتهم فيها الحركة بأنها «تتراجع» عن خطة التسوية في غزة، «ادعاءات مضلّلة».

وقالت الحركة الفلسطينية، في بيان اليوم (الثلاثاء): «تابعنا باستغرابٍ واستهجان شديدَين، التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي جو بايدن... هي ادعاءات مضلّلة (ونعدّها) ضوءاً أخضرَ أميركياً متجدّداً، لحكومة المتطرفين الصهاينة، لارتكاب مزيد من الجرائم بحقّ المدنيين العزّل».

وأضاف البيان: «يعلم الإخوة الوسطاء في قطر ومصر أن الحركة تعاملت بإيجابية في كل جولات المفاوضات السابقة، وأن نتنياهو كان دائماً مَن يعرقل الوصول لاتفاق». وتابع: «نؤكد مجدداً التزامنا بما وافقنا عليه مع الوسطاء في 2 يوليو (تموز)، المبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن، وندعو الوسطاء لتحمل مسؤولياتهم وإلزام إسرائيل بقبوله».

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال، اليوم (الثلاثاء)، إن حركة «حماس» «تتراجع» عن خطة الاتفاق المطروحة. وأوضح رداً على أسئلة صحافيين في شيكاغو، أن التسوية «ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهن بأي شيء»، مضيفاً: «إسرائيل تقول إن بإمكانها التوصل إلى نتيجة... (حماس) تتراجع الآن».

وأضافت «حماس»: «هذه التصريحات تأتي في إطار الانحياز الأميركي الكامل للاحتلال الصهيوني، والشراكة الكاملة في العدوان، وحرب الإبادة على المدنيين العزل في قطاع غزة، ومحاولات تصفية قضيتنا الوطنية»، عادّةً التصريحات «ضوءاً أخضرَ أميركياً متجدّداً، لحكومة المتطرفين الصهاينة، لارتكاب مزيد من الجرائم بحقّ المدنيين العزّل، وسعياً وراء أهداف إبادة وتهجير شعبنا». ووصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الثلاثاء)، إلى مصر؛ لمواصلة جولته الرامية إلى إقناع إسرائيل وحركة «حماس» بالموافقة على تسوية تنص على هدنة في قطاع غزة، وتبادل رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين. وبعد جولة مفاوضات أُقيمت في العاصمة القطرية الدوحة، الأسبوع الماضي، تتمسّك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية مايو (أيار)، ودعت الوسطاء إلى «إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وفي هذا السياق، قالت «حماس» إن «ما تم عرضه مؤخراً على الحركة، يشكّل انقلاباً على ما وصلت إليه الأطراف في الثاني من يوليو الماضي، المرتكز على إعلان بايدن نفسه في 31 مايو، وقرار مجلس الأمن رقم 2735 (في 11 يونيو/ حزيران)، وهو ما يُعَدّ استجابة ورضوخاً أميركيَّين لشروط الإرهابي نتنياهو الجديدة». نصّ مقترح بايدن في مرحلة أولى على هدنة مدتها 6 أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة، والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلته الثانية انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من القطاع.


مقالات ذات صلة

الاستخبارات الإسرائيلية تحذر من انتفاضة كاملة بالضفة

شؤون إقليمية قوات إسرائيلية خلال عملية اقتحام لمخيم فلسطيني قرب رام الله بالضفة مارس الماضي (أ.ف.ب)

الاستخبارات الإسرائيلية تحذر من انتفاضة كاملة بالضفة

تأمل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية باتفاق ينهي الحرب في غزة، لأن ذلك وحده، يبدو الطريق الوحيد لتفادي التصعيد في الضفة التي تعدّها أخطر المواقع للمواجهات.

كفاح زبون (رام الله )
المشرق العربي متظاهرون إسرائيليون في تل أبيب يناير الماضي يطالبون بإطلاق سراح الأسرى لدى «حماس» (إ.ب.أ)

عائلات الأسرى الإسرائيليين غاضبة بعد استعادة 6 رهائن جثثاً

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لعائلات محتجزين في قطاع غزة إنه «ليس من المؤكد أنه سيتم التوصل إلى اتفاق تبادل».

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية صِبية فلسطينيون يلعبون بالقرب من الحدود مع مصر في رفح على طول ممر فيلادلفيا جنوب غزة (أ.ب)

نتنياهو: إسرائيل لن تنسحب من ممري نتساريم وفيلادلفيا تحت أي ظرف

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الثلاثاء)، أن إسرائيل لن تنسحب من ممري نتساريم وفيلادلفيا الأمنيين في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم جندي أوكراني يطلق مسيّرة للتجسس باتجاه المواقع الروسية على الجبهة (أرشيفية - رويترز)

«الداتا»... عنصر حاسم في الحروب والسياسة

تعدّ ذاكرة الإنسان مخزناً لـ«الداتا»... فيها تتلاقى تجارب الماضي، مع سلوك الحاضر؛ وذلك بهدف التخطيط للمستقبل... إذن: «لا داتا... لا مستقبل».

المحلل العسكري (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

بايدن: «حماس» تتراجع عن خطة التسوية في غزة

قال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم (الثلاثاء) إن حركة «حماس» «تتراجع» عن خطة الاتفاق المطروحة مع إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)

مسلحون يغلقون معبر «أبو الزندين» بعد افتتاحه رسمياً

مسلحون يمنعون شاحنات من عبور معبر أبو الزندين (المرصد السوري)
مسلحون يمنعون شاحنات من عبور معبر أبو الزندين (المرصد السوري)
TT

مسلحون يغلقون معبر «أبو الزندين» بعد افتتاحه رسمياً

مسلحون يمنعون شاحنات من عبور معبر أبو الزندين (المرصد السوري)
مسلحون يمنعون شاحنات من عبور معبر أبو الزندين (المرصد السوري)

تحدى متزعمو مجموعات مسلحة في ريف حلب الشرقي فتح معبر «أبو الزندين» مرة أخرى، بعد أن منعوا عبور شاحنات محملة بالقمح والشعير بقوة السلاح، صباح الثلاثاء.

وأفادت مصادر إعلامية محلية باحتجاز المسلحين شاحنة تتبع الحكومة السورية، وتحمل لوحة رقم تسجيل في حلب، واقتيادها إلى مكان مجهول.

وقطع محتجون الطريق أمام الشاحنات التجارية المتجهة من مناطق المعارضة إلى مناطق الحكومة، بقوة السلاح، وذلك رغم انتشار الشرطة العسكرية التابعة للحكومة السورية المؤقتة، وفصيل «السلطان مراد» المدعوم من تركيا.

مصادر متابعة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن دمشق لم تظهر اهتماماً يذكر بما يجري عند معبر «أبو الزندين»، ولم يتابع الإعلام الرسمي عرقلته من قبل مجموعات مسلحة ومحتجين. وفسّرت عدم إظهار دمشق الاهتمام بقضية المعبر، باعتباره واحداً من تفاصيل التفاهمات الروسية ـ التركية المتعلقة بملف التقارب بين أنقرة ودمشق، وخطوة «بناء ثقة»، تستغلها دمشق للتأكيد على أن المشكلة في التقارب هي لدى الجانب التركي والفصائل المعارضة التي تدعمها، وأن على تركيا التوقف عن دعم تلك المجموعات.

وعن عرقلة افتتاح المعبر للمرة الثانية من قبل المحتجين والمجموعات المسلحة، قالت المصادر إن الواقع على الأرض بالغ التعقيد في تلك المناطق، وخلال السنوات الماضية نشأت علاقات تبادل تجاري متشابكة ومعقدة وغير شرعية بين المجموعات المسلحة على الجانبين، ولا شك أن مصالحهم ستتضرر، في الوقت الذي تحتاج فيه الحكومة المؤقتة إلى موارد مالية منتظمة من المعابر، لتصريف فائض الإنتاج الزراعي في تلك المناطق باتجاه مناطق سيطرة دمشق. كما تحتاجه سياسياً للحفاظ على علاقة جيدة مع أنقرة، كي لا تستبعد من حسابات ملف التقارب بين أنقرة ودمشق.

تجمع شاحنات أمام معبر أبو الزندين شمال سوريا (متداولة)

يحدث ذلك في الوقت الذي يعدّ فيه المعارضون من المدنيين، ولا سيما الذين هجروا من مناطقهم وبيوتهم وفقدوا أحبتهم خلال سنوات الصراع الماضية، أن تطبيق التفاهمات الروسية ـ التركية لتحقيق التقارب بين أنقرة ودمشق «ضرب عرض الحائط بدماء أبنائهم وتضحياتهم».

ويرى متابعون للشأن السوري أن حلّ مشكلة المعبر لا يمكن أن تتم دون تسوية سياسية، هذا إذا لم يتم اللجوء إلى حل عسكري وفرض فتح المعبر بالقوة.

«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أكد الثلاثاء قيام مسلحين معارضين لفتح معبر «أبو الزندين» بإجبار عدد من الشاحنات على العودة، حيث كانت في طريقها باتجاه مناطق سيطرة الحكومة السورية، بـ«القوة تحت تهديد السلاح، بالرغم من وجود الشرطة العسكرية الموالية لتركيا على المعبر».

وأفاد المرصد بنصب المحتجين، مجدداً، خيمة اعتصام في مدينة الباب بعد تفكيكها من قبل «فرقة الحمزة» المدعومة من تركيا. لافتاً إلى أن الفرقة كانت بلباس مدني في «محاولة منهم خلق فتنة بين الأهالي المحتجين من مدينتي الباب ومارع».

ووجّه أكثر من زعيم مجموعة رسائل مصورة في مقاطع فيديو، يعلنون فيها تحدي السلطات التركية والحكومة المؤقتة، أن يتمكنوا من فتح المعبر. وظهر زعيم إحدى الفصائل، ويدعى أبو جعفر نجار، في مقطع فيديو مخاطباً رجاله: «لن نكون رجال ثورة» إن جرى فتح معبر أبو الزندين الذي «سيغلق شئتم أم أبيتم».

كما ظهر زعيم آخر ملتحٍ، تحدث باسم «ثوار وأحرار مارع والشمال السوري»، متوعداً قيادياً في فصيل «السلطان مراد»، التابع للحكومة المؤقتة، من أمام بوابة المعبر، طالباً منه المواجهة وفرض فتح المعبر «إن كان بإمكانه ذلك».

وسائل التواصل رصدت حركة الشاحنات في معبر «أبو الزندين»

وكشفت مصادر إعلامية عن غضب السلطات التركية من عرقلة فتح المعبر بقوة السلاح، وعدّته تحدياً لها، رغم التحذيرات التي أطلقتها قبيل الإعلان عن افتتاحه.

وشهدت مدينة الباب توترات عسكرية واستنفارات، على خلفية نصب خيمة الاعتصام وحاجز مدخل المدينة، يوم الاثنين. وطالب وجهاء مدينة الباب بإصدار بيان حول ما يحصل من إساءة، وقيام شبان بنزع خيمة اعتصام رافضة لفتح المعبر، وفق المرصد.

صحيفة «الوطن»، المحلية المقربة من الحكومة بدمشق، قالت إن انطلاقة «معبر أبو الزندين» تعثرت بإطلاق قذائف هاون مجهولة المصدر على محيطه، ما أدى إلى توقف الحركة التجارية فيه، مع أول يوم من افتتاحه رسمياً الاثنين، وذلك بعد أن عبرته شاحنات يوم الأحد، في خطوة تجريبية لم تعرقلها أي منغصات. ونقلت عن مصادر محلية قولها إنه جرى إفراغ المعبر من الشاحنات المحملة بالبضائع إلى حين تأمين محيطه من الفصائل التي أوكلت إليها هذه المهمة من قبل السلطات التركية. واتهمت مصادر «الوطن» «هيئة تحرير الشام»، ومجموعة «أحرار عولان» التابعة لـ«أحرار الشام»، بإطلاق القذائف نحو المعبر لنسف التفاهمات الروسية - التركية في المنطقة، وذلك لمنع تنفيذ التفاهمات الخاصة بطريق حلب - اللاذقية، المعروف بطريق «إم فور»، الذي كان مقرراً إعادة فتحه منذ توقيع «اتفاق موسكو» الروسي - التركي، في مارس (آذار) 2020، وهو الطريق الذي تسيطر «هيئة تحرير الشام» على نقاطه الواقعة خارج سيطرة الحكومة السورية على امتداد 70 كيلومتراً.

وسبق أن تعرض معبر «أبو الزندين» التجاري للإغلاق من قبل المحتجين والمسلحين في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، فقد هاجموه وحطموا محتوياته لدى افتتاحه بشكل تجريبي بعد إغلاقه احترازياً لمنع تفشي وباء «كورونا» عام 2020 .

ووافقت الحكومة السورية المؤقتة على إعادة فتحه، بضغط من تركيا، بعد التفاهم مع الجانب الروسي، في يوليو (تموز) الماضي، واشترطت وضع المعبر تحت إدارة مدنية، وتخصيص جزء من واردته لإعادة إعمار البنية المدمرة في مدينة الباب.