اللبنانيون يطالبون بتحقيق العدالة في انفجار المرفأ

أحيوا الذكرى الرابعة... والراعي لـ«تحقيق دولي»

مجسمات تجسد مطالب اللبنانيين قرب مرفأ بيروت (أ.ف.ب)
مجسمات تجسد مطالب اللبنانيين قرب مرفأ بيروت (أ.ف.ب)
TT

اللبنانيون يطالبون بتحقيق العدالة في انفجار المرفأ

مجسمات تجسد مطالب اللبنانيين قرب مرفأ بيروت (أ.ف.ب)
مجسمات تجسد مطالب اللبنانيين قرب مرفأ بيروت (أ.ف.ب)

خرج اللبنانيون في مسيرات بشوارع بيروت، الأحد، إحياءً للذكرى السنوية الرابعة لانفجار مرفأ بيروت الذي تسبّب بمقتل أكثر من 220 شخصاً، تحت شعار «الناس في وجه المجرمين، مستمرون لتحقيق العدالة».

ومنذ اليوم الأول، عزت السلطات اللبنانية انفجار 4 أغسطس (آب) 2020 إلى تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ من دون إجراءات وقاية إثر اندلاع حريق لم تُعرف أسبابه. وتبيّن لاحقاً أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكناً. ومذّاك، لا يزال التحقيق في الأسباب معطّلاً، وسط تعقيدات سياسية وقضائية.

مرفأ بيروت بعد الانفجار في عام 2020 (أرشيفية - أ.ب)

وحمل المشاركون في مسيرات الأحد صور الضحايا ورفعوا الأعلام اللبنانية والشعارات المطالبة بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك الانفجار.

وانطلقت قرابة الخامسة عصراً المسيرة التي تضم مئات المتظاهرين من ساحة الشهداء في وسط بيروت، متجهة نحو تمثال المغترب قرب المرفأ، تقدمها إكليل زهر كبير عن أرواح الضحايا، فيما رُفعت الأعلام اللبنانية وصور الشهداء واللافتات المطالبة بإحقاق العدالة وكشف الحقيقة.

كما انطلقت المسيرة من مركز فوج إطفاء بيروت، تقدمتها آليتان تابعتان للفوج ترفعان الأعلام اللبنانية الملطخة باللون الأحمر تعبيراً عن الدماء التي أزهقت في 4 أغسطس، وبمشاركة عدد من النواب إلى جانب أهالي ضحايا وفوج إطفاء بيروت الذين رفعوا صور أبنائهم.

كذلك، نظمت جمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت تجمعاً في فوج الإطفاء في الكرنتينا وآخر في ساحة الشهداء، تمهيداً لإطلاق مسيرتين باتجاه المرفأ، للتذكير بأن «العدالة لم تتحقق أبداً في ظل عراقيل وعقبات عديدة ومتعمدة تقف في وجه التحقيق منذ 4 سنوات حتى الآن».

بالتزامن، وضع ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون إكليلاً على نصب شهداء انفجار مرفأ بيروت، تكريماً لأرواحهم، وأدّت ثلّة من العسكريين التشريفات، وعزف عناصر من فرقة موسيقى الجيش نشيد الشهداء ومعزوفة الموتى.

مجسم يرمز إلى مواطن يرفع العلم اللبناني قرب مرفأ بيروت (أ.ف.ب)

وفي ظل تعثر التحقيقات، طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي برفع التدخلات السياسية والحزبية عن القضاء لكي يستطيع التحرّك من أجل العدالة والحقيقة لكي لا يتكرّر مثل هذا الجرم، مطالباً «بتحقيق دوليّ ما دام القضاء المحلّي معطّلاً للسنة الرابعة».

من جهته، رأى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس إلياس عودة أن السكوت عن جريمة بحجم عاصمة «معيب، كذلك معيب تقاذف المسؤولية عوض مساعدة القضاء على جلاء الحقيقة». وسأل: «ما نفع دولة لا قانون فيها ولا عدالة؟ وما دور المسؤولين إن لم يطبقوا القوانين ويعدلوا؟ متى ينتفض الجسم القضائي على السياسة والسياسيين ويمنع كل يد تمتد لتعطيل عمله وتشويه صورته ودوره؟ ومتى ينتفض على نفسه لينقي نفسه من بعض المرتهنين وفاقدي الضمير؟».


مقالات ذات صلة

سكان الضفة الغربية بعد العمليات الإسرائيلية: نحن غزة ثانية

المشرق العربي رجل فلسطيني يتفقد المنازل المتضررة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم نور شمس (أ.ب)

سكان الضفة الغربية بعد العمليات الإسرائيلية: نحن غزة ثانية

في اليوم الثالث من العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية، استيقظ السكان على مشهد الشوارع المدمّرة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية طائرة إطفاء توزع مواد إطفاء حرائق للمساعدة في إطفاء النيران بعد إطلاق صواريخ عبر الحدود على إسرائيل من لبنان... 17 أغسطس 2024 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يغتال مسؤولاً في «وحدة الرضوان» التابعة لـ«حزب الله»

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، اغتيال قائد قوة في «وحدة الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» اللبناني، حسين إبراهيم كساب، خلال غارة استهدفت مدينة صور اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (الوكالة الوطنية)

وزير الخارجية المصري في بيروت بعد هوكستين وسيجورنيه

دعا سمير جعجع إلى «تطبيق القرار 1701 كاملاً بمراحل متعددة بدءاً من انسحاب (حزب الله) لمسافة 8 أو 10 كيلومترات وتسلّم الجيش اللبناني لهذه النقطة».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تصاعد الدخان جراء القصف الإسرائيلي على منطقة نهر الوزاني في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

خرق إسرائيلي عنيف لـ«جدار الصوت» فوق بيروت... ماذا يعني ذلك؟

يترقب اللبنانيون الأحداث وسط الأوضاع المتدهورة في المنطقة، ويعتريهم الخوف من قصف إسرائيلي يتجاوز «قواعد الاشتباك» كما يسميها البعض، ليطول العاصمة.

تمارا جمال الدين (بيروت)
المشرق العربي 
مطار بيروت الدولي يزدحم بمسافرين أُرجئت أو ألغيت رحلاتهم أمس (إ.ب.أ)

لبنان... تهافت على تخزين الغذاء والدواء

بدأ اللبنانيون يتهافتون على تموين المواد الغذائية والأدوية والمحروقات خوفاً من فقدانها أو عجزهم عن الوصول إليها إذا اندلعت معارك موسعة كما يُتوقع.

يوسف دياب (بيروت) ميشال أبونجم (باريس)

الأمم المتحدة قد تصوت على قرار لإنهاء الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية

مبنى الأمم المتحدة في نيويورك (أرشيفية-رويترز)
مبنى الأمم المتحدة في نيويورك (أرشيفية-رويترز)
TT

الأمم المتحدة قد تصوت على قرار لإنهاء الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية

مبنى الأمم المتحدة في نيويورك (أرشيفية-رويترز)
مبنى الأمم المتحدة في نيويورك (أرشيفية-رويترز)

من المرجح أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل على مشروع قرار فلسطيني يطالب إسرائيل بإنهاء «وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة» خلال ستة أشهر، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

الهدف الرئيسي لمشروع القرار، الذي أعدته السلطة الفلسطينية واطلعت عليه الوكالة، هو التأكيد على الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في يوليو (تموز) وجاء فيه أن احتلال إسرائيل للأراضي والمناطق الفلسطينية غير قانوني ويجب أن تنسحب منها.

وفي حين أن الرأي الاستشاري الصادر عن أعلى محكمة في الأمم المتحدة قال إن هذا ينبغي أن يحدث «في أسرع وقت ممكن»، يحدد مشروع القرار جدولاً زمنياً مدته ستة أشهر لتنفيذ ذلك.

وطلبت المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز، أمس، من الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم 193 عضواً، التصويت يوم 18 الشهر الجاري. وقد يشهد مشروع القرار المؤلف من ثماني صفحات تغييرات قبل طرحه للتصويت.

وستجرى عملية التصويت قبل أيام قليلة من توافد زعماء العالم على نيويورك لحضور اجتماعهم السنوي في المنظمة الدولية.

ودعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون الجمعية العامة إلى «رفض هذا القرار المشين بشكل قاطع وبدلاً من ذلك تبني قرار يندد بـ(حماس) ويدعو إلى الإفراج عن جميع الرهائن فوراً».

والرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية ليس ملزماً لكن له ثقله بموجب القانون الدولي وقد يضعف الدعم لإسرائيل. وكذلك الحال بالنسبة لقرار الجمعية العامة إذ إنه ليس ملزماً لكنه يحمل ثقلاً سياسياً.

واستولت إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية في حرب عام 1967 ومنذ ذلك الحين تشيد مستوطنات في الضفة الغربية وتتوسع فيها بشكل متزايد.

وبعد اندلاع الحرب الدائرة حالياً في قطاع غزة، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 أكتوبر (تشرين الأول) إلى هدنة إنسانية فوراً. ثم طالبت بأغلبية ساحقة بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في ديسمبر (كانون الأول).