الشرق الأوسط يترقب تداعيات اغتيال هنية وشكر

مساعٍ إقليمية ودولية للتهدئة وتساؤلات عن حجم الاختراقات الإسرائيلية


تشييع طفل لبناني وشقيقته في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس غداة مقتلهما بغارة إسرائيلية اغتالت فؤاد شكر... وقالت وسائل إعلام حكومية لبنانية إن 5 أشخاص على الأقل قُتلوا جراء الغارة (إ.ب.أ)
تشييع طفل لبناني وشقيقته في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس غداة مقتلهما بغارة إسرائيلية اغتالت فؤاد شكر... وقالت وسائل إعلام حكومية لبنانية إن 5 أشخاص على الأقل قُتلوا جراء الغارة (إ.ب.أ)
TT

الشرق الأوسط يترقب تداعيات اغتيال هنية وشكر


تشييع طفل لبناني وشقيقته في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس غداة مقتلهما بغارة إسرائيلية اغتالت فؤاد شكر... وقالت وسائل إعلام حكومية لبنانية إن 5 أشخاص على الأقل قُتلوا جراء الغارة (إ.ب.أ)
تشييع طفل لبناني وشقيقته في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس غداة مقتلهما بغارة إسرائيلية اغتالت فؤاد شكر... وقالت وسائل إعلام حكومية لبنانية إن 5 أشخاص على الأقل قُتلوا جراء الغارة (إ.ب.أ)

رفعت عمليتا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، وقبله بساعات قليلة القائد العسكري في «حزب الله» فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، حدة التوتر والترقب في منطقة الشرق الأوسط، إذ أنذرت العمليتان بأن المنطقة برمتها مقبلة على تصعيد آخر في الحرب، لدرجة إمكانية مواجهة إقليمية واسعة النطاق. وأثارت عمليتا الاغتيال، مع عمليات مماثلة سابقة، تساؤلات حول حجم الاختراقات الإسرائيلية.

وأكدت إيران أنها مضطرة للردّ على عملية اغتيال وقعت داخل أراضيها، وسيكون لها تأثير سلبي على محادثات تبادل الأسرى العالقة. وقال المرشد علي خامنئي، إن الانتقام لاغتيال هنية «واجب على طهران».

وفيما دارت شكوك حول كيفية تنفيذ الاغتيال، قال خليل الحية، نائب رئيس «حماس» في غزة، في مؤتمر صحافي بطهران، إن «الشهود الذين كانوا برفقة إسماعيل هنية أكدوا أن صاروخاً أصاب الغرفة التي كان فيها». وقال عضو البرلمان الإيراني، النائب حسين علي حاجي دليغاني، إن السلطات تحقق في احتمال تسريب موقع هنية على يد متسللين.

لبنانياً، نعى «حزب الله»، في بيان رسمي أصدره مساء أمس، مقتل القيادي شكر، واصفاً إياه بـ«القائد الجهادي الكبير»، مشيراً إلى أن الموقف السياسي من «هذا الاعتداء الآثم والجريمة الكبرى» سيعبّر عنه الأمين العام للحزب حسن نصر الله، اليوم (الخميس)، في مسيرة التشييع.

وفيما شهدت جبهة جنوب لبنان هدوءاً لافتاً، للمرة الأولى منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول)، ولم يتبنَّ فيها «حزب الله» أي عملية عسكرية، تصاعدت حركة دبلوماسيّي «الأمم المتحدة» ودول غربية وإقليمية مؤثرة، في مسعى لتجنيب لبنان تدهوراً إضافياً.


مقالات ذات صلة

غارات مجهولة على «مصنع مسيّرات» جنوب بغداد

المشرق العربي 
عناصر من «الحشد الشعبي» يُشيِّعون قتلى الهجوم على «جرف الصخر» (أ.ب)

غارات مجهولة على «مصنع مسيّرات» جنوب بغداد

بينما استهدفت غارات مجهولة مصنعاً لتطوير الطائرات المسيّرة جنوب بغداد، ربطت مصادر عراقية هذا الهجوم «بتحييد نيران متوقعة للرد على إسرائيل».

علي السراي (لندن)
رياضة عالمية 
جانب من المؤتمر الصحافي الخاص بتفاصيل ترشح السعودية لاستضافة المونديال (تصوير: صالح الغنام)

السعودية: 5 مدن لاستضافة «مونديال 2034» بينها نيوم

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن تفاصيل الملف السعودي لاستضافة مونديال 2034، كاشفاً عن خمس مدن؛ هي الرياض وجدة والخبر وأبها ونيوم، تم اعتمادها لاحتضان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا البرهان وسط مستقبليه بقاعدة جبيت العسكرية (شرق) قبيل استهداف موكبه بمسيّرتين الأربعاء (أ.ف.ب)

البرهان بعد محاولة اغتياله: «المسيّرات لن تخيفنا»

بعد ساعات من نجاته من محاولة اغتيال بطائرة مسيّرة، قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إن المسيّرات «لن تخيفنا».

أحمد يونس (كمبالا)
أوروبا 
شولتز برفقة شي لدى زيارته بكين في 16 أبريل 2024 (أ.ب)

ألمانيا تحتج لدى الصين بسبب هجوم سيبراني

في خطوة احتجاجية لم تقدم عليها منذ 35 عاماً، استدعت برلين السفير الصيني للشكوى من هجوم سيبراني استهدف مقراً حكومياً ألمانياً قبل 3 سنوات.

راغدة بهنام (برلين)
شؤون إقليمية 
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يؤدي القسم إلى جانب رئيس القضاء غلام حسين محسني إجئي (أ.ف.ب)

بزشكيان يؤدي اليمين ويتعهد «سياسة خارجية متوازنة»

دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى الوفاق في الداخل و«التعامل البناء» مع العالم، متعهداً تبنّي سياسة خارجية متوازنة، والعمل على إزالة العقوبات الدولية.

عادل السالمي (لندن)

نجا من محاولة اغتيال الموساد.. خالد مشعل مرشح لقيادة «حماس»

خالد مشعل يعانق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة (رويترز)
خالد مشعل يعانق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة (رويترز)
TT

نجا من محاولة اغتيال الموساد.. خالد مشعل مرشح لقيادة «حماس»

خالد مشعل يعانق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة (رويترز)
خالد مشعل يعانق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة (رويترز)

تشير التوقعات إلى أن خالد مشعل، الشخصية البارزة في حركة «حماس»، قد يتم اختياره قائداً سياسياً جديداً للحركة بعد اغتيال إسماعيل هنية في إيران، حسب ما أفادت صحيفة «التليغراف».

مشعل، المعروف بنجاته من محاولة اغتيال نفذها الموساد الإسرائيلي في عام 1997، برز كأحد أبرز الشخصيات في «حماس» منذ أواخر التسعينات.

محاولة اغتيال مشعل وارتباطها بالعلاقات الإسرائيلية الأردنية

في عام 1997، تعرض مشعل لمحاولة اغتيال في عمان، عندما قام عملاء إسرائيليون بحقنه بالسم في محاولة اغتيال فاشلة في شارع خارج مكتبه في عمان، الأردن.

هذا الهجوم، الذي أمر به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثار غضب ملك الأردن الراحل حسين بن طلال، ما أدى إلى تهديد بإعدام القتلة المحتملين وإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل ما لم يتم تسليم الترياق (مادة يمكنها أن تعاكس أثر السم).

استجابت إسرائيل لهذه المطالب وأطلقت أيضاً سراح زعيم «حماس» الشيخ أحمد ياسين، الذي تم اغتياله بعد ذلك بسبع سنوات في غزة.

وبعد محاولة اغتياله، استمر مشعل، البالغ من العمر 68 عاماً، في لعب دور محوري في تمثيل حماس على الساحة الدولية، معتمداً على وجوده في المنفى لتجنب القيود الإسرائيلية الصارمة.

توترت علاقات مشعل مع إيران بسبب دعمه السابق للثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011، مما أثر على موقفه داخل «حماس».

تداعيات اغتيال إسماعيل هنية

بعد اغتيال هنية في إيران دفع «حماس» وإيران إلى التعهد بالانتقام من إسرائيل، في هذا السياق، يتوقع أن يتم اختيار مشعل قائداً بارزاً للحركة، ليحل محل هنية. كما يُعد خليل الحية، الذي يقيم في قطر وقاد مفاوضات «حماس» في محادثات الهدنة غير المباشرة مع إسرائيل في غزة، من بين المرشحين المحتملين للقيادة.

مسيرة مشعل السياسية

وُلد مشعل في سلواد بالقرب من رام الله، وانتقل مع عائلته إلى الكويت في صباه حيث انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأصبح لاحقاً مدرساً قبل أن يتحول إلى العمل في الضغط لصالح «حماس» من الخارج. ولعب دوراً كبيراً في جمع التبرعات الدولية في الأردن عندما نجا من محاولة الاغتيال.

ومع تضرر العلاقات مع إيران وسوريا، برزت توترات داخل «حماس» بين مشعل وقيادة غزة حول استراتيجيات المصالحة مع الرئيس محمود عباس. وبعد التوترات الداخلية، أعلن مشعل عن نيته التنحي عن القيادة في عام 2017، وتم استبداله بإسماعيل هنية.

آفاق المستقبل

وحسب التقرير، إذا تم اختيار مشعل قائداً جديداً، فإنه سيواجه تحديات كبيرة في توجيه «حماس» خلال المرحلة القادمة من الصراع مع إسرائيل، خصوصاً بعد الهجوم الأخير الذي أدى إلى تصاعد التوترات بشكل كبير.

بهذا، تبقى الأنظار موجهة نحو «حماس» لتحديد قائدها الجديد وسط تحديات سياسية وأمنية معقدة على الساحة الفلسطينية والدولية.