من ياسين إلى هنية... أشهر الاغتيالات في صفوف حركة «حماس»

فلسطينيون يحملون نعش الشيخ أحمد ياسين (على اليسار) خلال جنازته بمدينة غزة في 22 مارس 2004 (أ.ب)
فلسطينيون يحملون نعش الشيخ أحمد ياسين (على اليسار) خلال جنازته بمدينة غزة في 22 مارس 2004 (أ.ب)
TT

من ياسين إلى هنية... أشهر الاغتيالات في صفوف حركة «حماس»

فلسطينيون يحملون نعش الشيخ أحمد ياسين (على اليسار) خلال جنازته بمدينة غزة في 22 مارس 2004 (أ.ب)
فلسطينيون يحملون نعش الشيخ أحمد ياسين (على اليسار) خلال جنازته بمدينة غزة في 22 مارس 2004 (أ.ب)

مع اغتيال زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية صباح اليوم في طهران، يتجدد فتح ملف الاغتيالات الإسرائيلية لعناصر الحركة، التي تنفذها إسرائيل على مدار سنوات طويلة منذ نشوء الحركة في ثمانينات القرن الماضي.

وتبادلت إسرائيل وحركة «حماس» كثيراً من العمليات، وطالت كوادر في الفصائل الفلسطينية، وتوقفت هذه العمليات مؤقتاً خلال مفاوضات السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وتجددت مرة أخرى مع بداية حرب غزة.

أُسست «حركة المقاومة الإسلامية (حماس)» عام 1987 بعد اندلاع الانتفاضة الأولى، وأعلنت عن نفسها آنذاك جناحاً من أجنحة «الإخوان المسلمين» في فلسطين، قبل أن تعدل الميثاق بوثيقة جديدة العام الماضي وتتنصل من «الإخوان» في ظل تقارب مع النظام المصري. تعرّف الحركة نفسها على أنها حركة مقاومة شعبية وطنية تعمل على توفير الظروف الملائمة لتحقيق تحرر الشعب الفلسطيني وخلاصه من الظلم وتحرير أرضه من الاحتلال. وأعلنت الحركة عن تأسيس جناحها العسكري «كتائب الشهيد عز الدين القسام» بنهاية عام 1991، وأخذت نشاطات «القسام» تتسع وتتصاعد. وعام 1994 أعلنت الحركة «حرباً شاملة» ضد إسرائيل، تلتها عمليات تفجيرية عدة قادها المهندس يحيى عياش، الذي عُدّ لعامين بعد ذلك، حتى اغتياله في غزة، بطلاً أقلق أجهزة الأمن الإسرائيلية. وواجهت الحركةُ سلطةَ الحكم الذاتي، التي جاء بها الرئيس الراحل ياسر عرفات؛ لكنه كان أكثر جماهيرية ورمزية. وبانطلاق «الانتفاضة الثانية» عام 2000. دخلت «حماس» مواجهة «كسر العظم» مع الإسرائيليين، بعد تنفيذها عمليات عدة كبيرة في العمق الإسرائيلي، وتميزت عمليات الحركة بإسقاط أكبر عدد من القتلى، فردت إسرائيل بسلسلة اغتيالات طالت قادة ورموز «حماس»؛ وبينهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي قاد «حماس» بعد ياسين، وصلاح شحادة القائد العام لـ«كتائب القسام». تركز الطرح السياسي والآيديولوجي لحركة «حماس» على فكرة التحرير «من البحر إلى النهر»؛ أي كلّ فلسطين.

وفيما يلي رصد لأشهر الاغتيالات التي طالت عناصر من حركة «حماس»:

الشيخ أحمد ياسين

ولد الشيخ ياسين في عام 1938، وبعد إصابته بالشلل إثر حادث تعرض له في مرحلة الشباب، كرس حياته للدراسات الإسلامية. انضم ياسين إلى الجناح الفلسطيني من جماعة الإخوان المسلمين، ولكنه لم يشتهر إلا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987، ثم أصبح رئيساً لتنظيم جديد هو «حركة المقاومة الإسلامية» أو «حماس».

وألقت إسرائيل القبض عليه عام 1989، وأصدروا بحقه حكماً بالسجن مدى الحياة، وأطلق سراحه في عملية تبادل عام 1997 مقابل عميلين إسرائيليين كانا قد حاولا اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان.

في 2003 تعرض ياسين لمحاولة اغتيال إسرائيلية باستهداف مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجد فيها وكان يرافقه إسماعيل هنية، وأصيب خلالها بجروح طفيفة في ذراعه اليمنى.

هنية مع الشيخ ياسين (رويترز)

وفي 22 مارس (آذار) 2004 قتل أحمد ياسين بهجوم شنته مروحيات إسرائيلية بإطلاق 3 صواريخ عليه وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد «المجمّع الإسلامي» في حي الصبرة بقطاع غزة.

عبد العزيز الرنتيسي

طبيب، وسياسي فلسطيني، ولد عام 1947، وتخرج في كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، ونال منها لاحقاً درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمل طبيباً في «مستشفى ناصر» في خان يونس عام 1976.

وهو أحد مؤسسي حركة «حماس»، وتعرض للاعتقال مرات عدة خلال عمله السياسي، ونجا من محاولة اغتيال في يونيو (حزيران) عام 2003 عندما أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخاً على السيارة التي كان يستقلها في قطاع غزة، لكنه أصيب بجروح فقط.

بعد أقل من شهر من توليه قيادة «حماس» بعد مقتل الشيخ أحمد ياسين، اغتالته إسرائيل في 17 أبريل (نيسان) 2004 بعد إطلاق مروحية إسرائيلية صاروخاً على سيارته في قطاع غزة.

صلاح شحادة

هو القائد العام لـ«كتائب القسام»، التي عرفت باسم «المجاهدون الفلسطينيون». تأسست «الكتائب» عام 1991، أي بعد 4 سنوات من انطلاقة حركة «حماس» الأم عام 1987. ويعدّ صلاح شحادة وعماد عقل ويحيى عياش من أبرز مؤسسيها إلى جانب آخرين، واغتالتهم إسرائيل جميعاً.

اعتقل شحادة لسنوات خلال مسيرته السياسية، وورد اسمه على رأس أكثر من لائحة إسرائيلية للمطلوبين الفلسطينيين.

في 22 يوليو (تموز) 2002 ألقت طائرة حربية قنبلة تزن أكثر من طن على منزل في حي الدرج شرق مدينة غزة أدت إلى مقتله و18 شخصاً بينهم زوجته ومرافقه القيادي في «كتائب القسام» زاهر نصار.

عماد عقل

أحد أشهر المقاتلين في قطاع غزة، ونفذ عمليات عدة؛ منها كمين لدورية إسرائيلية في ديسمبر (كانون الأول) 1992، على طريق بيت لاهيا - الشجاعية، ما أدى لمقتل ضابط وجنديين إسرائيليين. لاحقاً قتل عماد عقل عام 1993في اشتباك مسلح بعد محاصرته في حي الشجاعية.

يحيى عياش

يعرف باسم «المهندس»، ونشط في صفوف «كتائب عز الدين القسام» منذ مطلع عام 1992 وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية. وطور لاحقاً أسلوب الهجمات عقب «مذبحة المسجد الإبراهيمي» في فبراير (شباط) عام 1994، وعدّ مسؤولاً عن سلسلة الهجمات؛ مما جعله هدفاً مركزياً لإسرائيل.

ظل ملاحقاً 3 سنوات حتى اغتيل بعد أن جنّدت إسرائيل لملاحقته مئات العملاء والمخبرين.

اغتيل في بيت لاهيا شمال قطاع غزة في 5 يناير (كانون الثاني) عام 1996 باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف جوال كان يستخدمه عياش أحياناً. خرج في جنازته نحو نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة وحده.

جمال سليم وجمال منصور

هما من كبار قادة حركة «حماس» في الضفة الغربية. في عام 2001 قصفت طائرات إسرائيلية بالصواريخ «مكتب الإعلام والدراسات» التابع لحركة «حماس» في مدينة نابلس بالضفة الغربية وقتلت القياديين.

إسماعيل أبو شنب

أحد أبرز قادة «حماس» السياسيين وأكثرهم حمائمية، وفي يونيو 2003 أطلقت إسرائيل 5 صواريخ على سيارة أبو شنب في غزة. وقتل في العملية أيضاً اثنان من مرافقي أبو شنب وأصيب 15 مدنياً.

يعدّ أبو شنب من مؤسسي «الجمعية الإسلامية» في غزة عام 1976 التي واكبت ظهور «المجمع الإسلامي»، وهما المؤسستان اللتان خرجت من رحمهما حركة «حماس» عام 1987.

أحمد الجعبري

اغتيل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، بصاروخ موجه من طائرة على سيارته التي كان يقودها بنفسه في غزة. وكان الجعبري من رجال «حماس» الذين طوردوا لوقت طويل قبل أن يتخلى عن حذره.

أحمد الجعبري القائد في «كتائب القسام»... (وسائل إعلام فلسطينية)

كانت إسرائيل تتهمه بقيادة «القسام» ميدانياً، وتصفه بـ«رئيس أركان حماس». عرف عن الجعبري في إسرائيل أنه من وقف وراء خطف الجندي جلعاد شاليط، وكان هو من نقله إلى مصر بعد توقيع اتفاقية إطلاق سراحه. وأدى اغتيال الجعبري إلى اندلاع حرب «عامود السحاب».

محمود أبو هنود

أحد أبرز قادة «القسام» في الضفة الغربية. نجا من أكثر من محاولة اغتيال، واغتيل في 2001 بصواريخ على سيارته قرب نابلس.

إبراهيم المقادمة

أحد أبرز قادة حركة «حماس» ومفكريها، واغتيل في شهر مارس 2003 بصواريخ على سيارته.

نزار ريان

أحد أبرز قادة «حماس» السياسيين، وكان على صلة وثيقة بـ«القسام». وقصفت إسرائيل منزله في يناير 2009 فقضى مع زوجاته و7 من أبنائه و5 مدنيين.

عدنان الغول

اغتيل في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2004 في غزة، وكان أحد أكبر قادة «القسام»، ويعدّ من الجيل الأول من قياديي ومؤسسي «القسام»، وكان من مساعدي يحيى عياش. تمكن الغول؛ الذي درس الهندسة في الخارج، من تصنيع القنابل والصواريخ والقذائف محلياً، مما أكسب حركة «حماس» قدرات جديدة لم تكن تملكها سابقاً.

سعيد صيام

اغتيل في يناير 2009 بقصف على منزل في غزة. كان وزير الداخلية في حكومة «حماس». كان متشدداً بالنسبة إلى إسرائيل ومؤسس القوة التنفيذية للحركة. نجا من محاولات اغتيال كثيرة قبل أن تنجح طائرات سلاح الجوّ في اغتياله مع أحد أشقائه.

محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم

كانوا من قيادات الصف الأول في «القسام»، واغتيلوا بصواريخ فتاكة أطلقت على عمارة كانوا بداخلها في رفح جنوب القطاع في أغسطس (آب) 2014.

اغتيالات ما بعد «7 أكتوبر» وحرب غزة

لم يتوقف سلاح الاغتيالات؛ وهو من أدوات إسرائيل التي تستخدمها بشكل مكثف ضد «حماس»، وعاد إلى المشهد مجدداً مع بداية اندلاع حرب غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

ومن أبزر القيادات التي اغتيلت منذ بداية الحرب:

مروان عيسى

هو اليد اليمنى لمحمد الضيف، وهو أحد الأهداف ذات الأولوية للوحدة الخاصة في «الشين بيت (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي)» و«الموساد (جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي)»، المسماة «نيلي»، والتي أنشئت لتعقب المسؤولين عن هجوم «7 أكتوبر» والقضاء عليهم.

ونجا نائب رئيس الجناح العسكري لحركة «حماس» من محاولات اغتيال عدة؛ إحداها في عام 2006، وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. كان يشارك وقتها في اجتماع حضره أيضاً محمد الضيف أو «الضيف». ووفق المصدر نفسه، فقد تعرض منزله للقصف مرتين، عامي 2014 و2021. ولم تؤكد «حماس» أو إسرائيل اغتياله، بل جاء الإعلان عن مقتله من الجانب الأميركي.

في إسرائيل يقولون إن «الحرب النفسية مع (حماس) لن تنتهي ما دام مروان عيسى على قيد الحياة»، وفق ما أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت».

أيمن نوفل

أعلنت «حماس» في 17 أكتوبر الماضي مقتل اثنين من قيادييها برفقة عائلتيهما جراء قصف شنه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، ثم أعلنت مقتل قيادي ثالث.

ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، فقد ذكرت الحركة أن القياديين هما تيسير إبراهيم ووائل الزرد، متوعدة بـ«الرد المتين والعميق» على هجمات الجيش الإسرائيلي. وأعلنت لاحقاً مقتل أيمن نوفل القائد العسكري في الجناح المسلح بقصف إسرائيلي على مخيم البريج في وسط قطاع غزة.

لعب دوراً في تطوير المنظومة الصاروخيّة لـ«حماس»، وهو من المخططين لعملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. كما أنه مقرب من الرجل الثاني في «القسام» مروان عيسى.

المبحوح

في مارس الماضي، قتلت إسرائيل فائق المبحوح القيادي في حركة «حماس» الذي كان يتولى مهمة التنسيق مع العشائر و«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)»؛ لإدخال وتأمين المساعدات الإنسانية لشمال القطاع.

رئيس مديرية العمليات التابعة لجهاز الأمن الداخلي بحركة «حماس» فائق المبحوح الذي قتلته إسرائيل في قطاع غزة (إكس)

صالح العاروري

قتل القيادي في حركة «حماس» ورئيس مكتبها السياسي صالح العاروري في يناير الماضي خلال غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية (معقل «حزب الله» اللبناني) ببيروت، وأفادت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» بأن 6 أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية مكتب «حماس» في الضاحية الجنوبية ببيروت.

وأضافت «الوكالة» أن عدداً من الجرحى سقطوا جراء الاستهداف الإسرائيلي لمكتب «حماس» في العاصمة اللبنانية.

عزام الأقرع

هو أحد مؤسسي «كتائب عز الدين القسام»؛ الذراع العسكرية لـ«حماس»، وأحد مُبْعَدِي مرج الزهور في لبنان. اغتيل في 2 يناير الماضي مع صالح العاروري في الضاحية الجنوبية ببيروت.

جميلة الشنطي

هي نائب عن «حماس» وعضو في مكتبها السياسي، كما تعدّ أول امرأة تشغل عضوية المكتب السياسي للحركة. اغتيلت في 18 نوفمبر الماضي.

أسامة المزيني

قيادي بارز في الحركة، فهو رئيس مجلس الشورى. اغتيل في 21 أكتوبر الماضي بقصف على غزة، وهو صهر الشيخ أحمد ياسين، وبرز اسمه في غزة خلال مدة أسر الجندي جلعاد شاليط من عام 2006 حتى 2011.


مقالات ذات صلة

​بعد اغتيال هنية... من أبرز قادة «حماس»؟

المشرق العربي خالد مشعل يعانق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة (رويترز)

​بعد اغتيال هنية... من أبرز قادة «حماس»؟

منذ فاجأت حركة «حماس» إسرائيل بهجومها الأقوى على الإطلاق الذي شنته من غزة أثيرت تساؤلات حول الأوجه المحددة التي خططت للغزو الضخم

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي خروج مظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران عقب اغتيال إسماعيل هنية (إ.ب.أ)

«حماس»: هنية سيُوارى الثرى في الدوحة الجمعة بعد تشييع شعبي بطهران

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران، فجر الأربعاء، سيُوارى الثرى بالدوحة الجمعة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الولايات المتحدة​ مظاهرات في طهران تنديداً بمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (أ.ب)

بلينكن: أميركا لم تشارك في اغتيال هنية

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة لم تشارك أو تكن على علم باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
أوروبا هنية وإردوغان في البرلمان بأنقرة 3 يناير 2012 (أ.ف.ب)

إردوغان يدين اغتيال إسماعيل هنية «الغادر» في طهران

أدان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأربعاء، «الاغتيال الغادر» لزعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي في لقاء مع إسماعيل هنية بطهران أول من أمس (رويترز) play-circle 00:31

خامنئي يتوعَّد إسرائيل «بأشد العقاب» بعد اغتيال هنية

توعَّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي اليوم (الأربعاء) إسرائيل بإنزال «أشد العقاب» بعد اغتيال هنية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

​بعد اغتيال هنية... من أبرز قادة «حماس»؟

خالد مشعل يعانق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة (رويترز)
خالد مشعل يعانق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة (رويترز)
TT

​بعد اغتيال هنية... من أبرز قادة «حماس»؟

خالد مشعل يعانق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة (رويترز)
خالد مشعل يعانق رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية قبل مغادرته قطاع غزة (رويترز)

منذ فاجأت حركة «حماس» إسرائيل بهجومها الأقوى على الإطلاق الذي شنته من غزة، أثيرت تساؤلات حول الأوجه المحددة التي خططت للغزو الضخم.

ويحرص كثير من كبار القادة المنتمين إلى الحركة التي تسيطر على غزة على الابتعاد عن الأضواء، في حين قضى آخرون معظم حياتهم في التهرب من محاولات الاغتيال التي شنتها إسرائيل.

وهنا، نلقي نظرة على أبرز قادة حركة «حماس»، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»:

إسماعيل هنية

كان إسماعيل هنية يعد على نطاق واسع الزعيم العام لـ«حماس» حتى أكدت الحركة وفاته في إيران اليوم (الأربعاء).

كان عضواً بارزاً في الحركة في أواخر الثمانينات، وسجنته إسرائيل لمدة ثلاث سنوات في عام 1989 أثناء قمعها للانتفاضة الفلسطينية الأولى.

صورة تعود إلى أواخر عام 1995 تُظهر إسماعيل هنية بعد تسجيله بوصفه مرشحاً في مكتب الانتخابات المركزي بمدينة غزة (أ.ف.ب)

ثم تم نفيه في عام 1992 إلى أرض بين إسرائيل ولبنان، إلى جانب عدد من قادة «حماس».

بعد عام في المنفى، عاد إلى غزة. في عام 1997 تم تعيينه رئيساً لمكتب الزعيم الروحي لـ«حماس»، مما عزز موقفه.

تم تعيين هنية رئيساً للوزراء الفلسطيني في عام 2006 من قبل الرئيس محمود عباس بعد فوز الحركة بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات الوطنية، ولكن تم فصله بعد عام بعد أن أطاحت الجماعة بحركة «فتح» التي يتزعمها عباس من قطاع غزة، في أسبوع من العنف.

مؤسس حركة «حماس» الشيخ أحمد ياسين يتحدث مع مدير مكتبه إسماعيل هنية في صورة تعود لعام 2002 (رويترز)

رفض هنية إقالته، ووصفها بأنها «غير دستورية»، مؤكداً أن حكومته «لن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني»، واستمرت في حكم غزة.

تم انتخابه رئيساً للمكتب السياسي لـ«حماس» في عام 2017.

في عام 2018، صنفت وزارة الخارجية الأميركية هنية بوصفه «إرهابياً». كان يعيش في قطر خلال السنوات الماضية.

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية إسماعيل هنية (وسط الصورة) يرفع علامة النصر في طهران (أ.ب)

يحيى السنوار

ولد زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار عام 1962.

وهو مؤسس جهاز الأمن التابع لـ«حماس» المعروف باسم «مجد»، والذي يدير شؤون الأمن الداخلي، ويحقق مع العملاء الإسرائيليين المشتبه بهم، ويتعقب ضباط المخابرات والأمن الإسرائيليين.

تم اعتقال السنوار ثلاث مرات. وبعد اعتقاله الثالث عام 1988 حُكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات.

مع ذلك، كان من بين 1027 سجيناً فلسطينياً وعربياً إسرائيلياً أفرجت عنهم إسرائيل مقابل جندي إسرائيلي احتجزته «حماس» لأكثر من خمس سنوات.

عاد السنوار إلى منصبه بوصفه زعيماً بارزاً في الحركة، وعُين رئيساً للمكتب السياسي للجماعة في قطاع غزة عام 2017.

في عام 2015، أدرجت الولايات المتحدة السنوار على قائمتها السوداء لـ«الإرهابيين الدوليين».

رئيس حركة «حماس» في غزة يحيى السنوار يتحدث لوسائل إعلام عام 2019 (رويترز)

محمد الضيف

محمد الضيف هو قائد «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس». وهو شخصية غامضة يعرفها الفلسطينيون باسم العقل المدبر، ويعرفها الإسرائيليون باسم «القط ذو التسع أرواح».

سجنته السلطات الإسرائيلية في عام 1989، وبعد ذلك شكّل «كتائب القسام» بهدف أسر جنود إسرائيليين.

بعد إطلاق سراحه، ساعد في هندسة بناء الأنفاق التي سمحت لمقاتلي «حماس» بالدخول إلى إسرائيل من غزة.

يعد الضيف أحد أكثر الرجال المطلوبين لدى إسرائيل، وهو متهم بالتخطيط والإشراف على تفجيرات الحافلات التي قتلت عشرات الإسرائيليين في عام 1996، والتورط في أسر وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في منتصف التسعينات.

سجنته إسرائيل في عام 2000، لكنه هرب في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

ومنذ ذلك الحين، لم يترك وراءه أي أثر يُذكر. هناك ثلاث صور معروفة له: واحدة مؤرخة، والثانية يظهر فيها ملثماً، والثالثة لظلّه.

كانت أخطر محاولات اغتيال له في عام 2002، نجا الضيف لكنه فقد إحدى عينيه. وتقول إسرائيل إنه فقد أيضاً قدماً ويداً، وأنه يعاني من صعوبة في الكلام.

فشلت قوات الأمن الإسرائيلية مرة أخرى في اغتيال الضيف خلال هجوم عام 2014 على قطاع غزة، لكنها قتلت زوجته واثنين من أطفاله.

صورة مفترضة لمحمد الضيف نشرتها إسرائيل (أرشيفية)

مروان عيسى

لم تؤكد «حماس» مقتل مروان عيسى نائب القائد العام لـ«كتائب عز الدين القسام» في غارة جوية إسرائيلية في مارس (آذار) 2024، كما أعلن البيت الأبيض.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إنه قُتل على يد جيش الدفاع الإسرائيلي، في أعقاب تقارير في وسائل إعلام إسرائيلية تفيد بأنه توفي في غارة على مجمع أنفاق تحت مخيم النصيرات للاجئين.

ويُعرف القائد الكبير أيضاً باسم «رجل الظل»، ويُنظر إليه على أنه اليد اليمنى لمحمد الضيف.

قبل تقارير وفاته، كان على قائمة المطلوبين لدى إسرائيل، وأصيب عندما حاولت إسرائيل اغتياله في عام 2006.

احتجزته القوات الإسرائيلية خلال الانتفاضة الأولى لمدة خمس سنوات بسبب نشاطه مع «حماس».

اعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1997، لكن أطلق سراحه بعد الانتفاضة الثانية عام 2000.

كما دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزله مرتين عامي 2014 و2021، مما أدى إلى مقتل شقيقه.

لم يكن من المعروف شكله حتى عام 2011، عندما ظهر في صورة جماعية تم التقاطها خلال حفل استقبال للأسرى المتبادلين.

ويعتقد أنه لعب دوراً مهماً في التخطيط للتوغلات في إسرائيل، بما في ذلك أحدثها.

مروان عيسى يظهر بين السجناء المفرج عنهم في صفقة تبادل (صورة أرشيفية من هيئة الإذاعة البريطانية)

خالد مشعل

يُعد خالد مشعل، الذي ولد في الضفة الغربية عام 1956، أحد مؤسسي حركة «حماس».

وبتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حاول الموساد اغتيال مشعل عام 1997 أثناء إقامته في الأردن.

ودخل عملاء الموساد الأردن بجوازات سفر كندية مزورة، وتم حقن مشعل بمادة سامة أثناء سيره في الشارع.

واكتشفت السلطات الأردنية محاولة الاغتيال، واعتقلت اثنين من أعضاء الموساد.

وطلب الملك حسين الراحل من رئيس الوزراء الإسرائيلي الترياق للمادة التي تم حقن مشعل بها. وفي مواجهة ضغوط من الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون، قدّم بنيامين نتنياهو الترياق بعد رفض الطلب في البداية.

وزار مشعل، الذي يعيش في قطر، قطاع غزة لأول مرة في عام 2012، واستقبله مسؤولون فلسطينيون، وخرجت حشود من الفلسطينيين للترحيب به.

انتخبت «حماس» إسماعيل هنية خلفاً لمشعل رئيساً لمكتبها السياسي في عام 2017، وأصبح مشعل رئيساً للمكتب السياسي للحركة في الخارج.

إسماعيل هنية (يمين) يجلس في سيارة مع زعيم حركة «حماس» الفلسطينية بالخارج خالد مشعل (أ.ف.ب)

محمود الزهار

ولد محمود الزهار في غزة عام 1945 لأب فلسطيني وأم مصرية. ويُعد من أبرز قادة «حماس»، وهو عضو في القيادة السياسية للحركة.

تلقى تعليمه في غزة ثم التحق بالجامعة في القاهرة، ثم عمل طبيباً في غزة وخان يونس حتى فصلته السلطات الإسرائيلية بسبب منصبه السياسي.

اعتقل محمود الزهار في السجون الإسرائيلية عام 1988، بعد أشهر من تأسيس «حماس». وكان من بين الذين أبعدتهم إسرائيل إلى المنفى عام 1992، حيث أمضى عاماً.

القيادي البارز في «حماس» محمود الزهار (رويترز)

وبعد فوز حركة «حماس» بالانتخابات العامة الفلسطينية عام 2006، انضم الزهار إلى وزارة الخارجية في حكومة رئيس الوزراء إسماعيل هنية قبل إقالتها في نهاية المطاف.

حاولت إسرائيل اغتيال الزهار عام 2003، عندما أسقطت قنبلة على منزله في مدينة غزة. وأدى الهجوم إلى إصابته بجروح طفيفة، لكن قتل ابنه الأكبر خالد.

أما ابنه الثاني حسام، الذي كان عضواً في «كتائب القسام»، فقد قُتل في غارة جوية إسرائيلية على غزة عام 2008.